مستشفى النهود بلا غرفة إنعاش والمريض ينقل من غرفة العملية إلى العنبر

النهود: أميمة عبد الوهاب:
الطريق إلى شمال كردفان للزائر مليء بالأحزان والتساؤلات، مناطق ومدن تعيش ما قبل التاريخ الحديث تفتقر تماماً للبنى التحتية الأساسية من ماء وصحة وتعليم وكهرباء، رغم ما قدر لها من نعم الزراعة والرعي والمساحات الشاسعة، بل وأهم محصول نقدي يضع كل العالم عينه عليه حتى الأعداء ذاك هو الصمغ العربي.
رأينا أطفالاً في المراحل الأولى من الأساس يهاجرون مشياً على الأقدام من قرية إلى أخرى كي يتعلموا وآخرين هجروا حجرات الدراسة بحثاً عن الماء والعمل.. أما المراكز الصحية قرى بأكملها لا يوجد بها مركز صحي، بينما يبعث مستشفى النهود للزائر معاناة تتحدث عن نفسها.
أخذت كاميرتي التقط صوراً لطفلين يرحلان ماء على كارو بعد معاناة واصطفاف لساعات طوال، علق عليّ أحدهم قائلاً «ها الما عندكم شغلة ديل»، علمت من عبارته حجم ما يحمله من مسؤوليات على عاتقه سلبته طفولته لحظة أكبر من ابتسامة بريئة أمام الكاميرا، أما هناك في حجرات الدراسة في قريتي تلِّب والجمل حيث الألم يمشي على أرجل، يجلس طلاب الصف الأول والثاني أساس تحت «الرواكيب» التي «شلعتها» عوامل الطقس القاسية وتناثرت عيدانها وأصبحت شبه عارية لا تقيهم هجير الشمس ولا البرد القارس في تلك البقاع، وبكل التأكيد الجلوس أرضاً دون وجود تختة يكتب عليها المعلم الدرس، أما خزان المياه أصبح مقر نفايات بعد هروبها عنه، والطلاب أجسادهم غبشها الشتاء يحملون أدوات الدراسة على أكياس لعلهم لا يعلمون شيئاً عن الحقيبة المدرسية، وأحذيتهم بالية تماماً تحدث عن فقر ما بعده فقر.
أطفال قرية الجريريبة لا يملكون حتى مدرسة أساس، فمن مرحلة الأساس يهاجرون في رحلة يومية لمدة ساعتين ذهاباً وأخرى إياباً إلى قرى مجاورة لتحصيل العلم في مثل هذه الأيام التي تحدث عن نفسها من فصل الشتاء، يخرجون في ساعات مبكرة تمكنهم من الوصول في زمن الدراسة.. أتت نحونا امرأة تحمل ابنها الذي أصيب بشلل الأطفال على كتفها وربما هناك أمراض أخرى يحملها، إذ أنه يبكي من الألم طلبت المساعدة، إذ أن القرية ليس بها مركز صحي حتى تعرض ابنها على طبيب ولا تملك مصاريف السفر والعلاج في النهود التي تبعد عنها ساعات قلائل.
سألت أحد أبناء تلك القرى عن إذا ما كانت لديهم نوايا بدخول الكهرباء وسفلتة طرق لقراهم، ضحك ورد مندهشاً نحن في حاجة إلى ماء يروينا ويروي أنعامنا، أما الكهرباء هذه ليست في خيالنا ولا ضمن أحلامنا.. حينها أيقنت أن ليست الوعورة في الطريق، إنما في الزمن الذي يستغرقه حتى يعبر، وبكل تأكيد لا أقصد طريق الأسفلت وإنما طريق الحياة الكريمة لإنسان تلك المناطق.
قالوا لي إن الماء قد أرهق إمكاناتهم بل دمرها، مضيفين في نبرة أسى حقنا يستمتع به الآخرون في مدن وقرى لا تشبهنا، شاكين من عدم وجود عدالة في توزيع التنمية بالبلاد.
طالبنا أهل المسيرية بمنطقة كدّام بمحلية السنط أن نوصل صوتهم للحكومة بالتحرك نحوهم وإيجاد حلول لمشكلة المياه بعد أن تضرروا ضرراً بالغاً من غيابها سيما بعد أن جفت الآبار القصيرة التي كانوا يشربون منها هم وأنعامهم رغم عدم صلاحيتها للشرب، ذاكرين أن لديهم مدرسة أساس واحدة مختلطة بنين وبنات أما مرضاهم فيذهبون لتلقي العلاج في الفولة أو النهود أو أبو زبد الذي يستقبل مرضى كل القرى والمحليات بالمنطقة.
أما في مستشفى النهود فإن المرضى يفترشون الأرض في فناء المستشفى هرباً من العنابر غير المهيئة وذات الروائح النتنة، حيث أخبرتنا إحدى العاملات بالمستشفى أنه لا توجد به غرفة انعاش والمريض ينقل من غرفة العمليات إلى العنبر في وقت لم توارَ سوءاته ولم يفق بعد من التخدير، أما عنبر الباطنية- رجال السرائر بلا مراتب يرقد المريض على البلاستيك والحديد أو من لم يحتمل يرقد أرضاً.. المراحيض منهارة البنايات مما يجعل المرضى والمرافقين يقضون حاجتهم خارجها ولكن بكل تأكيد داخل المستشفى.
أخبرتنا العاملة أيضاً أن الأطباء مجتهدون في حدود إمكاناتهم، أما الممرضون والممرضات يعملون تحت اسوأ الظروف.
هذا ما استطعت أن أنقله إلى الخارج لكن للذي شاهد بالعين المأساة تنتقل إلى القلب حيث لا يستطيع اليراع أن يجسد حجم معاناة الإنسان هناك.
اخر لحظة
ارايتم لماذا يقاتل ابناء كردفان والشرق ودارفور….؟؟؟؟؟!!!!!! …هذه الصورة جزء يسير من المعاناة ….اين ذهبت وتذهب مليارات البترول والذهب …الخ … !!!!!!! طبعا في الصرف البذخي …باعتراف نائب الرقاص…..!!!! وليس حال كثير من مناطق الوطن….. بأفضل حال… ومنها الجنوب الذي… ما كانت له قيمه….. غير بسط ما يسمى بسيادة الدولة… بقوة السلاح والرصاص…. حتى ذهب ماسوفا عليه حسرة من البعض….. والبعض غير مبال… سواء بقي ام انفصل …. وطائفة الخال الرئاسي…تذبح السواد……. نكاية في الاصول السودنية واستفزازا لما تبقى…. ممن يسمونهم بالمتمردين… وماهم الا اصحاب حقوق….. وماهم الا طلاب حياة كريمة….
يشهد من ساح في بلادي بسماحة وطيبة وخلق….. المواطن البسيط اينما كان…. واما من تحصلوا على شهادات الافندية واصبحوا يسمون (( الدكاترة ….وماهو الدكتور عند الاوربيين وماهو اختصاصه؟؟؟؟؟…. )) فهؤلاء من يتعوذ الشيطان من خبث طواياهم…… ومنهم…. عصابة الارجاس…..
الله يقطعهم تك………
الله يقطعهم تك………
الله يقطعهم تك………
الله يقطعهم تك………
الله يقطعهم تك………
الله يقطعهم تك………
الاستاذة/ أميمة عبدالوهاب
أرجو إرسال عنوان بريدك الإلكتروني، أود التواصل وإرسال بعض المقالات عبرك إلى أهلي في النهود.
مهدي
لهذه الاسباب تعالت اصوات واصوات وحينما لم تجد الاجابة رفعت اصوات الكلاش والجيم 3 وامتهن النهب وقطع الطرق في ولايات دار فور المجاورة وحتى الان كأن الحكومة لا يعنيها الامر لم تحرك ساكنا في المنطقة الغربية لشمال كردفان من الخوي شرقا الي صقع الجمل وغبيش والمجرور غربا و عيال بخيت و امبادر و ابو مراحيك شمالا والاضية وقرنا جاك جنوبا ومن المستحيلات الصبر على هذا التهميش اكثر من كده والمطلوب تطوير التعليم والخدمات الصحية في المنطقة وعاجلا