الحزن على محمود واجب، ولكن الغضب على قتلته أوجب”.

نَفَس مُختلف

من قتل الحوت؟!

محمد عبد العزيز

مدخل:
“إن الموت ليس هو الخسارة الكبرى..الخسارة الأكبر هو ما يموت فينا ونحن أحياء”. محمد الماغوط
(1)
فى السابع عشر من يناير رحل عن الدنيا الفنان محمود عبد العزيز، غادر من ذات المحطة الزمنية التى سبقه لها الفنان مصطفى سيد أحمد ولذات الوجهة.. مات (الحوت) قبل أن نشفى من جروح وردي وحميد ونادر وزيدان والآخرين،
فزادت فجائعنا التى يبدو انها لن تنتهي.
(2)
لا اريد أن انصب مناحة للبكاء على (الحوت) فهو على حسب اعتقادي وكما يردد معجبوه لم يمت بل سيظل يعيش فى وجدان محبيه، وهم الموزعون بين ثلاثة اجيال على الاقل وهذا ما لا يتوفر لكثير من الفنانين، ويكفي أن الوجدان الشعبي انتخب اغنياته نشيدا للكيف والمزاج حيث تتردد اغنياته فى المركبات والاماكن العامة، ناهيك عن عشرات الهواتف الجوالة وما يوازيها من اجهزة الموسيقي المحمولة، ليصدح بأنات المعذبين ويلهج بلسان العشاق الحيارى.
(3)
اتساءل بعد التسليم بقضاء الله وقدره عن من قتل محمود الفنان، نعم لقد قتلنا محموداً فى ذات ذكرى اغتيالنا لزعيم الجمهوريين والمجدد الأستاذ محمود محمد طه ?بفارق يوم-، وان كنا قد قتلنا الاستاذ بضيقنا بفكره ومن ثم تكفيره والوصول لمرحلة الاحتفاء بمقتله، فان الفنان قتل بفعل النظام التعليمي الذي فشل فى اخراج اطباء على درجة عالية من الكفاءة يكون منطلقهم الانساني يسبق المادي، يركزون أكثر على الامراض لا على اوراق البنكنوت، فالفساد التعليمي قاد لفساد فى الحقل الطبي، ومناحي الحياة الاخرى، فباتت ذات الاخطاء تتكرر حذو الحافر بالحافر، والمصائب والفجائع صارت امرا معتادا لا يثير فينا الكثير.
(4)
الحوت موهبة انتجتها الصدفة القدرية، وراح ضحية الاهمال، لنذهب للخارج فى آخر ايامه نبحث له عن ترياق بعد أن اهدرنا حياته، هو تلخيص لحياة الكثير من المبدعين، وتكرار ممل لقصصهم.
(5)
اجد نفسي اردد مع العزيز قصي مجدي سليم وهو يبعث بحباله الصوتية على فضاءات الفيس بوك لمحبي محمود والمشفقين على مبدعي بلادي:”كم محمودا ستنتظرون لتتأكدوا أن صمتنا جميعا ،من يقتل المبدعين في بلادي!، الحزن على محمود واجب، ولكن الغضب على قتلته أوجب”.
(6)
سكت الرباب..قبال يقول غنواتو بي شوق يهمسا ..لما النغم .. الكان بدغدغ فينا احساس .. و اتنسى.
والخطوة من دونك الخطوة منك كيف؟!

السوداني

تعليق واحد

  1. بَعدَ العياذُ بالله
    الغَفور اللّطيف

    أبكى بلداً
    يَتساقَط مُبدِعينها
    كأوراق الخريف
    فى أقَلّ من خريف

    فبعدما نَثروا الإبداع
    والأفراح ألوان طَيف
    للقوى والضّعيف
    تَوارَى:
    وردى العبقرى الحَصيف
    حمّيد المُرهَف ونظيف
    زيدان المُبدِع الظّريف
    محمود الرّائِع الشَّفيف
    ونادر الرّاقى اللَّطيف

    اللهمَّ يارب
    الحقيقه والطِّيف
    إجعل الجَنّه
    لهم ضِفّةٌ وقِيف
    *******************
    أبكى بلداً
    يَتَساقَط مُبدِعينها
    كأوراق الخريف
    فى أقَلّ من خريف

    وفى الجّانِب الآخَر
    من الرَّصيف,
    لِمُضاعَفَة الآلام
    الكأداء والنَّزيف

    يُخَلِّد
    مُجرِمينها
    ثمانون عاماً ونيف

    ومازالت تَرزحُ تحت

    كابوسٌ مُخيف
    ثلاثَة وعِشرون
    عاماً أيضاً ونَيف

    ففى ذاتَ
    بائِس صيف
    سَلبوا برائتها
    ودَمّها الخفيف

    تُجّار دِين وزيف,
    أبناءٌ عاقون
    قول يالَطيف
    جُبِلوا على فسادٍ
    وإجرامٍ مُخيف

    وفى ظلام جهلهم
    الكثيف السَّخيف
    لَم ولَن يفهموا
    أرباب الزِّيف

    أنَّ حتّى تَبَرُّجها,
    دونَ تأليف,
    كانَ قَبلَهُم عَفيف
    *****************
    عاطف كمال

  2. أنتو احمد شبك فرده ثنائي الجزيره ده مابرضو قتل لنفس اﻻسباب زول واحد عارف السبب وﻻ حاول مافي ربنا يتقبلهم

  3. ياخي دي ارادة المولي والدكاترة مهما تعلموا برضوا مابيشفوا مريض كثر موجودون في بلاد مثل برطانيا وعجز الاطباء من شفاءهم مثل الطيب صالح واخرون

  4. والله كانو صحابى صحافة فارغه وشعب فارغ ليكم حق ترزحون فى التخلف والجهل
    خلاص الله يرحمهو كفاية اصطياد فى الماء العكر الما جايب حقو

  5. برِئْنَا إِلَى اللهِ منْ مِعْشَــــرٍ ### بهِمْ مَرَضٌ مِنْ سَمَاعِ الغِنَا

    وكم قلْتُ يَاقَوْمُ، أَنْتُمْ عَلَى ### شَفَا جُرُفٍ مَابِــــهِ مِنْ بِنَــا

    شَــفَا جُــــرُفٍ تحْتَــــهُ هُــوَّة ### إِلى دَرَكٍ، كم بِهِ مِنْ عَنــا

    وتَكْـرَارُنــا النُّصْــــحِ مِنـا لهم ### لنُعْــــــــذِرَ فِيهِمْ إِلى ربَّنــا

    فَلمَّـــا اسْــتَّهانُــــوا بَتَنْبِيهنا ### رَجَعْنَـــا إِلى اللهِ فى أَمْرِنـا

    فعِشْنَا عَلَى سُنَّةِ المُصْطَفَى ### وَمَاتـوُا عَلَى تِنْتِنَـــا تِنْتِنـــا

  6. والله مادمر السودان الا التساهل والتراخى والخنوع
    البقيتو بتسموهو القدر
    فى فرق بين الاستهتار بحياة الانسان وبين الموت الطبيعى
    المقدر من رب العالمين
    محمود مات بالتهاب فى الدم بعد ان اجريت له عملية التواء مصران
    ادى الى تعطل اعضائه الحيوية وسيوله فى الدم حالت دون اجراء عملية اخرى لانقاذه مما فعله اطباء بلده بعد ان اجريت له عملية التواء مصران

    وربنا سبحانه وتعالى وضع العقوبات الرادعه للقتله
    سواء قتل عمد او شبه عمد او خطا
    الرجاء عدم خلط الامور والمفاهيم
    البلد بحاجة للنقاذ
    الطف بنا ياربناوصحى تقواك فى نفوس هذا الشعب الخانع المنهزم
    امين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..