رياح ” الربيع العربي” و أشواق “المؤتمر الشعبي ” الدفينة !

فايز الشيخ السليك

كثيراً ما أ تمر في ذهني ؛ في الآونة الأخيرة مواقف الدكتور الحاج آدم يوسف، النائب الثاني للبشير، ومسؤول الأزمات سابقاً في المؤتمر الشعبي، خلال وجوده معنا في العاصمة الأريترية اسمرا، قبل تسعة أعوام تقريباً، وكلما مرت هذه الصور سريعاً كلما ازدحمت النفس بهواجس تمثل صوراً لقيادات في ذات الحزب، لا تخفي معارضتها القوية للنظام ؛ لكنها قد تؤوب إليه مرةً أخرى، طائعةً مختارةً، أو مجبرةً ذليلةً فما الذي يمنع عودة عدد من القيادات والكوادر في الحزب المعارض إلى ” البيت القديم؟. لا سيما وأن اللاشعور السياسي لديى بعضهم يصر على أن خلافهم مع جماعة البشير هو خلاف في التطبيق، لا اختلاف في المناهج !. و تزيد الأيام هذه الشكوك، حيث كان يعول كثيرون على الدكتور حسن الترابي بأن يصحح خطأه، وأن لا يغمض له جفن حتى يوجه الضربة القاضية للبشير وعصبته ، وعلى أقل تقدير بمشاركة المعارضة التي تعمل على ” اسقاط النظام” ، لا تلك التي تعمل على ” تطويره” ، أو ” تقويمه” ، و ضخ دماء جديدة داخل شرايينه.

ولست هنا بصدد رواية الحكاية المعروفة، مع أنني من أكثر الناس دفاعاً عن ” المؤتمر الشعبي” وقد جمعتني علاقات شخصية مع عدد من عضويته، وقيادته، إلا أنني أكون محطئاً لو أدعيت علمي ” ببواطن الأمور ” الشعبية” ، لا سيما وأن هواجسي زادت مع آخر تصريحات الدكتور الترابي والتي قال فيها ” ان الاسلاميين هم القوة الوحيدة القادرة على الوصول للسلطة حال وقوع ثورة تغيير وشدد على انها القوة المتمتعة بالتنظيم الجيد الذى يؤهلها للتربع على السلطة مجددا. وقال الترابى فى حوار مع “الجزيرة نت” ان القوى الاخرى موجودة فقط في دنيا المثقفين والنخبة وعدهم مجرد أشخاص، قائلا “هؤلاء ناصريون، بعثيون، وآخرون شيوعيون، وليس هناك قوة منظمة غير الإسلاميين، وهم موجودون كقوة” منوها الى تمثيلهم فى تنظيمات الإخوان والسلفيون والصوفيون، وعندما يأتون -وقد تبين لهم بحكم التجربة وتعلم الدروس أن الأمر ليس سهلا- فلن يستخدموا السلاح والقوة من أول يوم ضد الحريات، ولن يتركوا أحدا يبقى كثيرا في السلطة حتى لا تفسده”.

وقد كان حديث الترابي الصريح، وهو من حقه أن يخطط لحكم السودان ” ديمقراطياً ” ، في سياق اللعبة الديمقراطية، وقوانين لعبها النظيف، لا عن طريق الانقضاض عليها بالقوة، وهو ما يتناقض مع قوله أعلاه، لأن الإسلاميين استخدموا السلاح في انقلابهم ضد الحريات، وليس الثلاثين من يونيو ببعيد!. ويصر الرجل على أن السلطة وحدها هي التي أفسدت أنجاله، ومع أن السلطة المطلقة مفسدة، إلا أن الفكرة المأزومة هي مفسدة أكبر!، وهو ما لايريد الشيخ الترابي الاعتراف به، وبدل عن ترديد مثل هذه الأحاديث المريبة، ينبغي على رجل مثل الترابي ، وبما يتمتع به من ” كاريزما” وسط قواعده، ومن حركية، وجرأة، ومغامرة، توظيف ذلك في عملية اسقاط النظام أولاً، وهو ما لا تريده قواعد داخل حزبه حسب معلوماتي ” حيث بدأت مجموعات تتحدث عن ضرورة التنظيم، وهو حق ، ولا غضاضة في ذلك، إلا أنها لا تتمنى اسقاط النظام في الوقت الراهن، فيما تنخرط مجموعات في حوارات مع النظام، أو حتى في مشاركات مع ” مجموعة سائحون” والتي لم تعلن عن أهدافها، ولم تحدد إن كانت تسعى لاسقاط النظام، أم هي مجموعة حالمة تسعى لوراثته، وإعادة المجرب أصلاً ، والإدعاء بالعمل على تطبيق ” الشريعة الإسلامية ” بطريقة صحيحة حسب فهمها؟ أم هي واجهة من واجهات النظام ؟؟ ، لا سيما وأن مجموعة بذات الانسجام، وهي كتلة معتبرة، كان يمكن أن ترجح كفة الشارع في حالة الصدام مع النظام أن كانت هي تسعى للحرية والعدل!.
و” مجموعة السائحون” لا تخلو من ” أشواق ” المشروع الحضاري، ويحمل لا شعورها ذات المفردات، وذات التوجهات، وهي في ذات الوقت منسجمة مع مجموعات ” عقائدية ” داخل المؤتمر الشعبي ” وقد عبر عنها بيان طلابها تعليقاً على ميثاق ” الفجر الجديد . بقولها ” لقد مضت الحركة الإسلامية في مسيرتها وعلى مدى تاريخها الطويل بثبات ووضوح متمسكة بمبادئها الأصيلة المفعمة بالثقة في توجهها الرسالي المؤصل على عرى الدين القويم ، وعبَرَت الحركة حقبها المختلفة وتجاوزت كل ما ألمَّ بها من نَصَب بفضل رصانة منهجها وتوسلها الطريق دائماً من أجل توحيد كافة مسارات الحياة للخالق عز وجل ، فبسعيها الدائم نحو الإخلاص للدين خطت سفراً زاهياً مشرفاً لأبنائها ومبهراً للناظرين”، فقد دخل البيان في تعميمات الماضي القريب ، مثل ” الإسلام هو الحل”، وهي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه، ولذلك ليس غريباً أن نجد أن عدداً من الإسلاميين ، بما فيهم عناصر المؤتمر الشعبي ” ينحون باللوم على فشل المشروع الحضاري على التطبيق أكثر من المنهج في حد ذاته، وقد عبر عن ذلك الصديق العزيز المحبوب عبد السلام في في حديثه عن خلافات الإسلاميين في الفصل العاشر من كتابه المُهِم ( الحركة الإسلامية.. دائرة الضوء.. خيوط الظلام) قائلاً ؛ وفي صفحة 351، ” المُفاصلَةـ طريقان .. مُستقيم وأعوَج”، فالقضية أكبر من هذا التوصيف، ولا يمكن أن يستقيم الظل والعود أعوج، فما ممارسة الإسلامويين سوى ظلٍّ لفكرتهم المُعوَّجة، وهي فكرة في أصلها مأزومة من حيث المبدأ؛ فكرة الدولة الدينية، التي تفرخ التطرف والإرهاب، وتصادر الرأي الآخر، والتي تلبس القدسية لكل وسائل ورموز القمع، وتقسم الناس ما بين مسلم وكافر، ومع الله أو مع الشيطان، وتطمس في ذات الوقت عن سابق اصرار وترصد واقع التنوع الثقافي والديني في بلد كالسودان، هذا هو جوهر الفكرة باختصار، أما وسيلتها التي بررت الغاية فهي الوصول إلى السلطة بواسطة الانقلابات العسكرية، وهي لم تزدِ الأمور في البلاد سوى تعقيداً، وفكرة التمكين في حد ذاتها هي فكرةٌ شمولية، وإقصائية، تكشف طبيعة العقل الذي أنتج هذه الفكرة، وبالطبع فإن الدكتور الترابي بصفته الأب الروحي للحركة الإسلامية هو المسؤول الأول عن مثل هذه الأفكار المُدِمرة، بما في ذلك ” أسلمة وتعريب المجتمع بالقهر، والاستبداد، وفرض أيديولوجية إسلاموعروبوية على بلد متنوع الثقافات، متعدد الأديان، هذا بالإضافة إلى مأزق طرح الدولة الدينية كنظام حكم ، وهو ما تجلى بعد ذلك في الأزمات المتلاحقة، والكوارث المتتالية التي عصفت بكيان الدولة السُّودانية ، الهش أصلاً, وليس هناك من شيئ ، سوى تفشي صفة الكذب على الشفافية، وانتصار الخرافة على العلم، وسطوة العاطفة على العقل، وتمثَّل ذلك في انتشار ظاهرة اطلاق اللَّحي ، بهدف تملُّق الحُكام، وإظهار الولاء لهم ، والتقرب منهم، وشمل ذلك المؤسسات العسكرية، وبدا لبعضهم أمر إطالة اللحي أهم من الاهتمام بفنون القتال، أو حماية الوطن، وهي ظاهرة عمت كل القطاعات، وشملت كل أنحاء الحياة في النصف الأول من تسعينبات القرن العشرين، فكان الاهتمام بالشكليات أهم بكثير من الاهتمام بتقديم الخدمات للمواطنين، فصار من العسير أن تُقضى حاجةٌ لمواطن مهما كانت خطورة الأمر، إذا ما جاء المواطن المغلوب على أمره في وقت كان فيه الموظف غارقاً في حصة تلاوة، أو خرج من عمله كي يشارك في مظاهرة هتافية، تهتف “أمريكا روسيا قد دنا عذابها، علي إن لاقيتها ضرابها”. فترك الموظفون مهامهم التي جاءوا من أجلها للخدمة، وتحولوا إلى تروس في آلة الدولة الإنقاذية، فمات الخيال، وقلّ الإبداع، فنقص الإنتاج، وأنهارت كل أجهزة الدولة المدنية، والعسكرية، بعد أن أضيف إلى الولاء الحزبي الولاء القبلي، فصارت كل وزارة ضيعة لقبيلة الوزير، أو المسؤول المتنفذ، أو النائب الأول، أو مدير الأمن والمخابرات، أو زير الطاقة والتعدين، وهو ما أحيا مرض القبلية العضال، وهو أحد أمراض العصر في السودان، وأحد أعراض التخلف الكبير، والجهل الذي نعيشه.

وليس مهماً عند الإسلاميين أن يتفرق أبناء السودان من أصحاب الكفاءات والعقول، و أن يسعوا في مناكب الأرض، حتى صاروا جلداً لها، وتشتتوا في المنافي والشتات، بسبب (التمكين)، ومنهم من اغترب بفكرة أن يعود، لكنه يعجز عن ذلك، ومنهم من هاجر ، ولا أمل في عودته بعد أن اختار له وطناً آخرَ، وصار السودان له ذكرى، وقد تكون ذكرى سيئة، بظلمها، وبيوت أشباحها، وتجربة مؤلمة بحربها، وجرائمها، ولا نعلم كم تبلغ أعداد المهاجرين والمغتربين والمنفيين، والهاربين من من جحيم “الإنقاذ.
ورغم ذلك، فقد أحيت رياح ما يسمى بـ” الربيع العربي ” الأشواق الدفينة في لا وعيي كثيرين من الشعبيين، وظنوا أن الفرصة أتتهم مرةً أخرى، ولو على وهلة من غفلة القوى الديمقراطية، أو على سكرة تمدد الحركات الإسلاموية في عدد من البلدان العربي، لتكشف شهوة السلطة،و واللهث وراءها ، بمهادنة ” أخوة التسعينيات، أو محاورتهم، سراً وعلانيةً، وفي النفس شوقٌ لإعادة ذات التجارب، ولو على وهم ” الاستفادة من أخطاء الماضي ” وتصحيح ما كان ” معوجاً من ظلال الممارسة، دون التفكير في اعوجاج الفكرة ذاتها .

أن كثيرين من المراقبين يتساءلون عن مواقف ” الشعبي ” الملتبسة ، وهنا لا يمكن أن أنكر على الإطلاق أن كثيرا من عناصر الحزب قد قدمت تضحيات كثيرة، فسجن من سجن، وقتل من قتل، وصودرت الصحف، والأموال والممتلكات، وهذه حقائق لا يستطيع أن ينكرها سوى مغالٍ أو متعصب، إلا أن التراجع في الفترة الأخيرة قد ينسج حول مواقف الحزب مزيداً من الضبابية، وهو قد يعود بالبعض إلى مراحل سابقة في عزلة الشعبيين، ولا أريد ذلك، لأن وحدة المعارضة يجب أن تكون هي الأساس، وأن اسقاط النظام هو واجب المرحلة، أما غير ذلك فلن يزيد الأزمة سوى تعقيداً، لأن أشواق المشروع الحضري لن تفيد السودان في شيئ، ولن تموت هذه الأشواق إلا بموقف واضح، وقوي، يقوم على التبرأ من تلك التجربة ” فكرياً” والتطهر من أدرانها بالتأطير النظري لرؤى مغايرة، ولكي تحصل عملية قطيعة معرفية مع الماضي، هذا على المستوى النظري، أما على المستوى العملي فليس هناك أمام الدكتور الترابي وحزبه سوى فك كثير من الألغاز، وتميلك المعارضة لمفاتيح قوة وضعف النظام ؛ لا سيما داخل مؤسسات قمعه، وليس هناك قوى أرى من الشعبي بها، وهي ما ستساعد في المواجهة المقبلة، لأن فك الشفرات سيكشف كثيراً من المستور، وهو ما لا يزال عند الشعبي ” خلوها مستورة “، وغير ذلك ستبقى تجربة الحاج آدم، ومحمد الحسن الأمين، وبدر الدين طه، وحاج ماجد، ماثلةً لا في مؤخرة الدماغ، بل فوق السطح القريب، وبالتالي لا نستبعد استنساخ صور أخرى منهم بمختلف الأسباب، ولو أننا هتفنا جميعنا ” قاتل الله الفقر “،أو تنامي الحنين للقديم، بما في ذلك ” شعارات” أو حتى أبواق سيارات التشريف والبروتوكولات .!

تعليق واحد

  1. تحليل منطقى جدا فالمؤتمر الشعبي لايختلف كثيرا عن المؤتمر الوطنى واتفق ان الشيخ الترابي كذلك لم يتعظ من الماضى واثبت ان كل همه السلطة ومشكلة الاسلام السياسي في السودان يفكر بنفس عقلية الاسلام السياسي في الدول العربية وبذات المنطق ونسو اننا مختلفون لاننا ثقافات وملل كثير لدينا في السودان التنوع والاسلام السياسي للاسف يربط الاسلام بالعروبة مع ان الاسلام دين لكافة الناس وليس لملة محدده وهنا تعود روح الجاهلية الاولى ( العنصرية والذين تاخذهم العزة بالاثم ) وفى مسيرتهم نحو السلطة ينسو او يتناسو من هم اتمنى على اهل الانتماء الاسلامى ان يتذكرو ان معظم اهل السودان مسلمين وليس من الضرورى ان اكون مؤتمر وطنى او شعبي او سلفى او خلافه حتى استلم شهادة الاسلام وان يتذكرو ان الدين صلة العبد مع ربه وليس مع الزعيم فانتم لاتفهمون الاسلام لنكون واضحيين مايحدث من تصرفات وادارة الدولة ليس فيه من الاسلام شي فالاسلام ليس تطويل لحى وقصر ثوب وذهاب للمسجد الدين الصدق ونبينا صلوات الله وسلم عليه كان صادقا امينا فاين انتم منه وكان عادلا وكان خلوقا هذا هو اصل الدين الدين المعاملة وطيب اللسان فاين انتم من هذا الدين مشكلتنا في قلة فهمنا للدين الصحيح والعيب ليس في الشريعة انما العيب في من هو الجدير بتنزيل قيم الدين الحق فالكل تجار دين ليس همهم الدين انما همهم السلطة هذه هى حقيقة انصار الاسلام السياسي وخصوصا النخبة التى ابتلانا بها الله الحل لمعضلة السودان هو توافق كل القوى على وثيقة تعترف بهوية اهل السودان وتنوعهم وتعدد الثقافات وان تجسيد روح المساوة بين اهل السودان وان نعترف بان هويتنا هى السودان وان ملتنا هى السودان وان نترك عنا هذا العبث والالتصاق بالعروبة التى لايعترف اهل العروبة بنا كعرب فنحن نعتز باننا سودانين فهل في ذلك مذلة او عيب لا والله انه لاكبر فخر لنا اننا سودانيون ونفتخر وهذا لاينقص من عقيدتنا او عزتنا في شي اتركونا من هذا العقدة التى لازمتنا طويلا من نحن عرب ام افارقة الا يكفى اننا سودانيون اهل التميز والتنوع وتعدد الثقافات التى هى مكسب لنا ووجب علينا ان نستفيد من هذا التوع في بناء دولة موحده تحترم الانسان لانه انسان بغض النظر عن لونه او جنسه وهذا مايقوله ديننا والقوانين البشرية التى تحكم العالم والاخلاق وقيمة الانسان في عمله وفكره وعطاءه لا في لونه او عرقه متى تستوعب النخبة ان مشكلتنا حلها في قرات النخبة لماضيها والعمل على تجنب الاخطاء القاتلة التى اوقعتنا فيها مشكلتنا في هويتنا اولا وبعدها في توافقنا على كيف يحكم السودان لا ان نفكر من منا يحكم السودان بتجرد وولاء للسودان وحينها الكل رابح من يحكم ومن يعارض لاننا سنكون متساوون في الحقوق والواجبات ورسخنا هويتنا

  2. تحليل موضوعي وسليم أُستاذ فايز السليك وبالمناسبة الشعبيين النظام الموجود دا بعبر عن رؤآهم وآمالهم وتطلعاتهم لأني ملاحظ الجماعة ديل في أيام المظاهرات الأخيرة كان عندهم رأي واضح في مسألة الخروج/التظاهر وفي نفس الوقت يتظاهرون بأن هؤلاء الخارجين هم علمانيين ونخن إسلاميين بهذا المنطق يا أُستاذي الجماعة ديل أيديولوجياً كدا النظام دا كويس معاهم وأنا برى الناس تاخد راحتا من الجماعة ديل وتريح نفسها

  3. من يريد أن يشارك في التغيير فالباب مفتوح وإذا آثر الشعبي عدم المشاركة فهذا شأنه ويجب على القوى الصادقة في أهدافها أن لا تلتفت لهؤلاء لتفادي تعطيل المسيرة.

  4. لك التحية يااخ فايز الشيخ مع انه اختلاف الراي لايفسد للود قضيةنحن الشعب السوداني لانفرق بين معارضة النظام ومعارضة الوطن وهذا ماجعل مشاكلنا منذ الاستقلال لاتبارح مكانها لارى في الساحة السياسية الحالية من قلبه على الوطن ولايصلح النظام الديمقراطي لانه لاحد فينا يحترم راي الاخر

  5. من الافضل ابعادهم عن اي كيان معارض و تجاهلهم فالاهم الان التركيز علي اسقاط النظام باقل الخسائر و ارساء الديمقراطيه و ساعتها لا خوف منهم ، فالمؤتمر الشعبي اضعف حزب في السودان جماهيريا و مع وفاه او اعتزال الشيخ الترابي للسياسه و سقوط النظام سيتلاشي الشعبي تلقائيا فما يجمعهم الان شيئين الشيخ و الحقد علي اخوان الامس عسكر و مدنيين ، و هذا لا يكفي لاستمرار اي حزب سياسي معارض كان ام مهادن فاحزاب المعارضه عادة تستمد قوتها من رفض الشارع للديكتاتوريه و من يرفض الديكتاتوريه لا يمكن ان يأتي بها مره اخري و ان حاولت القيام ببعض عمليات التجميل لاخفاء وجهها الدميم ، الان الاسلامويين في حاله يرثي لها و قد وضح لكل ذي عقل ان هؤلاء المجرمين لا علاقه لهم بالدين فلا سائحون و لا دبابون هذه حقبه و انتهت صحيح انها كانت تجربه مؤلمه و لكن المؤمن لا يلدغ من جحر الكيذان مرتين و السودان ليس مصر حتي يصوت لمرسي اخر .

  6. ما لم يتم الحفر في الوعي الشعبي بفساد فكرة الدولة الدينية فستتكرر التجارب الفاشلة ، الثورة لا تتطلب عملا سياسيا فقط بل عملا شاقا على الجبهة الفكرية . سنراوح مكاننا ما لم نتسلح بالشجاعة و تقوم النخب بدورها و تعتمد سياسة النفس الطويل و لا تخاف من تسمية الأشياء بأسمائها و أن نقيض الدولة الدينية الفاشلة عبر كل تجارب التاريخ هي الدولة العلمانية و بدأب و صبر نشرح و نحاور و نكتب …. لا بديل للخروج من هذه الدورة الشيطانية من التجاربب الفاشلة و التخلف إلا بالكفاح بلا هوادة ضد فكرة الدولة الدينية على الجبهة الفكرية مقرونة مع الكفاح السياسي و على كل الجبهات … أسوأ و أفشل أنواع الدول هي الدولة الدينية ، الدولة الدينية يبدأ بيتوبيا و تنتهي بالقتل و السحل و التعذيب … تنتهي بالجوع و الفساد و العهر و العهر الأخلاقي و الخراب … تسقط شعاراتها واحدا واحدا و لا تنتج إلا الخراب و الدمار .

  7. صراحة الموضوع يحتاج لشجاعة اكتر والناس محتاجة تبحث (اس المشكلة) .. اذا سلمنا جدلا بان الاخوان او الكيزان يستخدمون الدين كوسيلة للوصول للسلطة او المتاجرة بالدين لتثبيت اركان حكمهم ؟؟
    الملاحظ معظم المعلقين دائما ما يزكرون بان المشكلة ليست فى تطبيق الشريعة والمشكلة فى من يطبقها ؟؟ اعتقد بان هذا ما يعنونه .. لكن يوجد سؤال ماذا سيفعل الكيزان اكثر من هذا فهذا (فكر اسلامى يعتنقة الكثيرين بوعى وبدون وعى ) .. ماذ سيفعل الكيزان ياترى حتى لو اتى الشعبى فماذا سيضيف او يصحح ؟؟؟ فلو تلاحظون بان الكيزان اصبح واضحا بانهم فى مشكلة حقيقية رغم التجربة الكبيرة التى امتدت لقرابة ال24 عاما فمعظظم قادة الكيزان بل قواعدهم تنتفى عنها صفة الجهل فكلنا يعرف جيدا بان الاخوان المسلمين عبارة عن تنظيم صفوى يعتمد على المتعلمين من المجتمع ويعرفون كل شيى .. وفى اعتقادى بان ليس كل الكيزان متاجرون بالدين فعدد كبير منهم وهم الاغلبية (يؤمنون فى داخلهم ويحلمون بدولة ذات اسس دينية يطبق فيها شرع الله كما هو متخيل لهم ويقيمون دولة الفضيلة كما هو متداول فى ادبياتهم وهو حسب فكرهم بانهم ربما يدخلون النار وينالون غضب الله ان تقاعسو عن تطبيق الشريعة الاسلامية او نصرتها او اضعف الايمان المطالبة بوجود مبادئها او يكفيهم فقط مجرد (الايمان بتحقيق وتطبيق الشريعة فى يوم ما ؟؟؟؟ او فى حالة عدمو يصبحو حزب (يطالب بطبيق الشريعة وعدم التناذل عنها بلا مسئولية ؟؟ وهذا هو موقف الاسلامين الان فشلو فى تطبيق الشريعة بل ذهبو عكس مبادى الشريعة نفسها ؟؟ ولكنهم لا يملكون الشجاعة لمناقشة هذا الامر (حقيقة) لارتباطة بالشريعة او الدين وهى مشكلة حقيقية بالنسبة لهم ؟؟ او لارتباطهم بالسلطة وارتبطو باغراءات السلطة فيكتفون فقط بادعاء انهم يحرسون الشريعة رغم تقصيرهم وهذا (خير من ان ياتى العلمانيين ويستبيحو المجتمع وينشرو ويقنننو المنكرات مثل البارات او وفتح بيوت الدعارة ؟؟ فهذا كل مافى الامر
    وان ارجح الحالتين فيهم .. فمجموعة من الاسلاميين وهم الاغلبية فهم (يعلمون بان هناك خلل ما فى فكرتهم وبرنامجهم كلو ولكنم لا يستطيعون نقدة بسبب (ارتباطة بالشريعة ) فاذا ارادو ان ينقضو فكرتهم عليهم اولا نقد ودراسة موضوع الشريعة برمتة ؟؟ وهذا فى عمرى لن يتجرا الاسلاميين لفعلة لذا سيكتفون فقط بان يقنعون انفسهم بان عملو مافى وسعهم والباقى على المجتمع فاذا كان الامر على المجتمع اذا فقد جاوبو انفسهم وان العلمانية هى الحل للارتقاء باخلاق الناس والسمو بدين الله وتحقيق العدل .. وعدل عمر بن الخطاب لن يتحقق الا بتطبيق العلمانية ؟؟؟؟؟؟ كيف ؟؟ فقامو بزيادة المساجد وتشجيع قيام الليل ونشر دور الؤمنات وزيادة الجرعات الدينية فى المجتمع مثل كثافة المنهج الدينى فى المدارس (عملية التاصيل) + تبنى حملة نشر بما يسمى بنشر الاخلاق بقيام شرطة امن المجتمع التى تهتم بامور لبس البنات وطريقة لبسهن فقامو بوضع بنات نسيبة فى بوابات الجامعات لحرمان اى بنت من دخول الجامعة اذا لم تكن (ترتدى ذى محتشم ) ولكنهم اايضا عجزو عن توصيف (الذى المحتشم) فسبب لديهم الكثير من المواجهة مع اولياء امور الفتيات والمشاكل ؟؟ واخير اكتفو فقط بالدفاع عن الشريعة الاسلامية التى (يتربص) بها العلمانيون حسب رايهم وتوهمهم .. وقد لا يعلمون بان هناك بعض العلمانيين اذا ذهبت بيوتهم تحسبهم انصار سنة ؟؟

    والسؤال هو .. هل المشكلة فى الكيزان كتنظيم سياسى ملتبس بالدعوة ؟؟ ام المشكلة فى الشريعة نفسها ؟؟؟؟؟
    وفى راى بان تكمن المشكلة فى الشريعة نفسها وليس فى الكيزان ؟

    اعتقد بان الكيزان اجتهدو وقاتلو فى مبادى الشريعة والامور المرتبطة بها من اعلام وثقافة ورياضة ولبس واختلاط فكل هذة الاشياء احتهد الكيزان او الاسلاميين لتكوين مؤسسات تختص بهذة الامور ؟؟ فهذة حقيقة لا تنكر ..
    لكن اوجة السؤال (للحصيفين واصحاب العقول الذين يعلمون قدر العقل .. لماذا ولماذا دائما ما يتتكرر ماهو عكسى فى اى بلد تحاول او تتبنى امر الشريعة فى وطن ما مثل السعودية وباكستان وايران والسودان وبالطبع طالبان ؟؟؟؟ تسوء الاخلاق ويسود الجهل والتعصب وتقنن الرشوة والسرقة والمحسوبيات والظلم بكل انواعة والشذوز الجنسى بطريقة بشعة لماااذا ؟

    ماذا تعرفون فى السعودية ؟؟ وما الذى ينتشر فى السعودية من اخلاق وايضا ايران وما ادراك ما باكستان وما ادراكم بالسودان ؟؟؟ المضحك فاذا واجت اى من الاسلاميين بالسؤال الصريح لماذا تاتى شريعتكم بما هو عكس (مراد الله) ومراد الله هو (التوحيد والعبادة والعدل والاخلالق) فهذة القيم ستجدها فى الافراد اينما كانو فى الارض وقد تجدها فى بلدان مثل سويسرا او الامارات او امريكا.. فاذا ابعدت الاخلاق من هذة الدول فستجد الموحدين + العابدين + العادلين كانو مسيحيين او بوزيين او يهود فلديهم قيمهم ايضا وفقا لدينهم ونحن كمسلمين نشترك معهم فى نفس المبادى ولكنناظالمون وانانييون ولا اخلاقيين ومنافقيين جدا جدا ؟؟ يقول لك بتلعثم بان نهم لديهم بالظاهر كاسلاميين ؟؟ فاذا قلت لة (الارقام ايضا تعتبر ظاهر بان الفساد الاخلاقى فى هذة البلاد مستتر والارقام لا تكزب ابدا والارقام تعتبر ظاهر ايضا ..

    السؤال ايضا ماهو الفرق بين الشخص العلمانى الذى يطالب بان تكون علاقتة مع الله بلا وسيط او وكيل او مرشد لانة لدية مبدا بان الخالق هو من يحاسب ..
    والاسلامى يعتقد بان مطالبتة باقامة الشريعة هى علاقة بينة والخالق ايضا ..
    والسؤال الاهم من يحاسب من يتعدى على حرية الفرد تحت دعاوى تطبيق الشريعة ..

    غلوطية كبييييرة والحل هو الدفاع عن النفس بكل الوسائل المتاحة فالحرية حق من الله وليست منة من من بشر .. على دعاة الشريعة ان يفهمو ذلك لانة لا يحتاج لعلم او تفسير او حفظ المصحف وتفاسير الاولين او او مراجع تاريخية ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..