مناوي : وثيقة الفجر الجديد هي المخرج الوحيد لحل ازمات السودان المتلاحقة ، الاحزاب السياسية لم تتنصل من توقيعها على الوثيقة

حوار مع نائب رئيس الجبهة الثورية رئيس حركة تحرير السودان القائد / مني اركو مناوي

دافع نائب رئيس الجبهة الثورية رئيس حركة تحرير السودان مني اركو مناوي في حوار عن وثيقة الفجر الجديد التي وقعتها الجبهة الثورية مع المعارضة المدنية ومنظمات المجتمع المدني ،وقال ان قوى المعارضة تعمل على ما وصفه بتحرير الدين من خبائث المؤتمر الوطني الحاكم ، واضاف ان وثيقة الفجر الجديد هي المخرج الوحيد لحل ازمات السودان المتلاحقة ، نافياً تنصل الاحزاب السياسية من توقيعها على الوثيقة ، وقال ان الجبهة الثورية على اتصال معها ، راهناً الحوارمع المؤتمر الوطني بقبوله الحل الشامل والعادل ومع كل اطراف المعارضة ومن على منبر واحد وليس بتعدد المنابر، وقال ( لكن اذا استمر الحزب الحاكم في تعنته قد تظهر اصوات هنا وهناك تدعو الى تقرير المصير ، ونحن في الجبهة الثورية وضعنا الوحدة الطوعية على اسس جديدة ) .

مني اركو مناوي: الاحزاب السياسية لم تتنصل عن الوثيقة ولكنها في مواجهة شرسة مع المؤتمر الوطني

نحن نعمل على تحرير الدين من خبائث الحزب الحاكم الذي استغله لقتل المدنيين

اجرى الحوار : مصطفى سري

+ يبدو ان وثيقة الفجر الجديد التي تم التوقيع عليها قبل اسابيع تتجه نحو الفشل وقد تنصلت عنها احزاب المعارضة ، ما صحة ذلك ؟
= وثيقة الفجر الجديد اصبحت واقعاً جديداً في ظل الوضع السوداني الراهن وازماته المتلاحقة ، وصارت صوتاً للجماهير في جميع اركان البلاد ، وما حدث من قبل بعض الاحزاب ليس تنصلاً عن الوثيقة ،لانها وقعت في مواجهة شرسة مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي ادار المعركة عبر الارهاب والتخوين ، كما ان هناك اعتقالات مستمرة وسط المعارضة .

اذاً الوثيقة لم تفشل بل هي نجحت ، والدليل رد فعل الحزب الحاكم ، ونحن نقدر موقف المعارضة في الداخل التي صمدت في مواجهة كل ذلك وهذه الوثيقة مهمة في اخراج السودان من تفككه .

+ وهل الوثيقة تمثل رؤية الجبهة الثورية وحدها ام تعبر عن كل الرؤى ؟

= الوثيقة جمعت وثيقتي اعادة هيكلة الدولة السودانية التي طرحتها الجبهة الثورية ، والبديل الديموقراطي المقدمة من قوى المعارضة ، وطرحت القضية السودانية على طاولة الحوار بين هذه المكونات ، تم الاتفاق على مجمل القضايا وما اختلفنا حوله سيتم مناقشته في المؤتمر الدستوري للوصول الى رؤية متكاملة تخرج بلادنا من هذه الدوامة .

+ هل تصعيدكم للعمليات العسكرية في مناطق دارفور ، جنوب كردفان والنيل الازرق تنفيذ لبنود وثيقة الفجر الجديد ؟

= العمليات العسكرية لم تتوقف في يوم من الايام ، في دارفور استمرت نحو عشر سنوات ، وايضاً في جنوب كردفان والنيل الازرق ، والتصعيد العسكري يأتي دائماً من المؤتمر الوطني ومع ذلك فانه فشل فشلاً ذريعاً في حملاته ضد الجبهة الثورية ، لان الحكومة السودانية ليس لديها قوات تقاتل بها قوات الجبهة الثورية ، بل هي تقصف المدنيين .

+ ولكن وثيقة الفجر الجديد طرحت اسقاط النظام ، هل هذا يعني الزحف نحو الخرطوم ؟

= نعم الجبهة الثورية هدفها المعلن هو اسقاط النظام ، سواء تم اسقاطه في كادوقلي ( جنوب كردفان ) ، او في الدمازين عاصمة النيل الازرق ، او في دارفور ، هذا لا يمنعنا من التقدم والزحف نحو الخرطوم .

+ الخرطوم قالت ان دول غربية منها امريكا وراء هذه الوثيقة ، ما صحة ذلك ؟

= هذا ليس صحيحاً ، والمؤتمر الوطني دائما ما يعلق فشله على الاخرين ، لانه لا يعترف بالمشاكل التي تحيط بالبلاد من كل جانب ، هذه الوثيقة سودانية خالصة ، شاركت فيها كل اطراف المعارضة ومنظمات المجتمع المدني والنساء والشباب في مناقشة بنود الوثيقة، ليست هناك اي قوى خارجية غربية او غيرها وراء الوثيقة ، وقد قمنا بتشريح المشكلة السودانية منذ استقلال البلاد ووضعنا الحلول ة لها .

+ زيارات قيادات الجبهة الثورية الى وانشطون في الاونة الاخيرة ، تضعكم امام اتهام انها وراء الوثيقة ؟

= انا زرت امريكا من تلقاء نفسي ، والتقيت بالعديد من المسؤولين هناك ، وهذا لا يعني اطلاقاً ان هناك مؤامرة ما ، والمؤتمر الوطني نفسه لديه مكاتب في عدد من الدول الغربية ، هل هذا يعني انه يتآمر على البلاد ؟ اذاً ما تردده الحكومة السودانية هو هروب من الازمات وتعليقها في مشجب المؤامرة .

+ الا تعتقد اثارة قضية فصل الدين عن الدولة في هذا الوثيقة لم يكن موفقاً ؟

= فصل الدين عن الدولة موضوع موجود في العالم كله وليس السودان وحده ، ولا يمكن للمؤتمر الوطني ان يزايد على الاخرين في انه حارس للدين ، والحكومة السودانية استخدمت الدين الاسلامي في الخبائث والكبائر من قتل للمدنيين واغتصاب النساء وتشريد المواطنيين ودك قراهم بالطيران ، ونحن نعمل على تحرير الدين من هذا الحزب ، لان الدين هو دين الله وليس دين المؤتمر الوطني.

+ لماذا طرحت الوثيقة قضية الهوية السودانية ؟

= يتشكل السودان من اثنيات مختلفة وليس اثنية واحدة ، والحزب الحاكم في السودان يحارب الاثنيات الاخرى لانه يعتقد انها غير مرغوب فيها ،فيما ترغب الجبهة الثورية ان تكون الهوية سودانية لا عربية ولا افريقية .

+ هناك اتهام بان الوثيقة طرحت موضوع تقرير المصير ، اليس هذا يعني تفكيك السودان من جديد ؟

= لم نطرح تقرير المصير ، بل ن طرحنا الوحدة الطوعية وهي تعني الوحدة على اسس جديدة ، وايضا شكل اكبر من احتواء المركز للاطراف كما هو حادث الان ، وطرحنا للحكم الفدرالي يجعل المركز معبراً عن الاقاليم التي ستشارك فيه .

+ وهل من المتوقع ان يتم طرح تقرير المصير لاي جزء من السودان ؟

= تقرير المصير لا يعني الانفصال باي حال من الاحوال وانما الاتفاق على شكل الحكم بين مختلف المكونات ، لكن اذا واصل المؤتمر الوطني سيطرح اخرون قضية تقرير المصير ونسمع عن تلك الاصوات من هنا وهناك ، وبالطبع ليس الجبهة الثورية التي تتمثل رؤيتها في الوحدة الطوعية من الاساس الى المركز ، والدماء في جسم الانسان تضخ من القلب الى اطراف الجسد ، والقلب هنا هي الاقاليم وليس الخرطوم ، لذلك فاننا ندعو الى وحدة على اسس جديدة وليس على القهر والقمع والقبضة المركزية .

+ لماذا حددتم اسقاط النظام فقط ولم تطرحوا مجالاً للحوار والتفاوض مع الحكومة في اي مرحلة من المراحل ؟

= الحوار في يد المؤتمر الوطني الحاكم ، وقد فاوضناه منذ العام 1996 ولكن وضح انه يتخذ من الحوار تاكتيكاً للاستمرار في الحكم ، ونؤكد ان قلوبنا ما زالت مفتوحة للحوار ، رغم ان المؤتمر الوطني لا يعترف بالمشكلة السودانية ، ولا بالجبهة الثورية ، ولا بقوى الاجماع الوطني ، اذاً مع من نتفاوض ؟ عموماً اذا اراد النظام الحوار وبشكل جاد لما يقود الى تغيير جذري في البلاد فنحن مستعدون وجاهزون لذلك .

+ لكن الرئيس البشير دعا القوى السياسية المعارضة والحركات المسلحة للحوار حول وضع الدستور وانتم ترفضون ..

= دعوة البشير للدستور ممكن تكون خطوة في ايجابية منه في حال انه اتجه نحو الحل الشامل بارساء الديموقراطية والعدالة ومنها يمكن ان ينعقد المؤتمر الدستوري بجمع كل الاطراف .

+ ما هو السيناريو القادم في حال انسحبت الاحزاب المعارضة عن وثيقة الفجر الجديد ؟

= نحن لم نسمع من اي حزب بانه يريد ان ينسحب من هذه الوثيقة ، ونحن على تواصل معها ، والخيار ليس للذين وقعوا على الوثيقة وانما اصبح امام المؤتمر الوطني ، هل يسعى الى نسف السودان كله وتفكيكه باسلوبه المستمر في الحكم ، ام يريد ان يصبح حزباً وطنياً يضع مصلحة السودان في المقدمة لا مصلحته الخاصة التي ادت الى انقسام البلاد ، ومصلحة السودان تستدعي الحوار بشكل جاد مع القوى السياسية للوصول الى حل شامل وعادل للازمة السودانية في كيف يحكم السودان وليس من يحكمه .

تعليق واحد

  1. يعتبر اركو مناوى من المناضلين الشرفاء المؤمنون بان هنالك مشكلة فى السودان سميت تجاوزا التهميش ولكنها اعمق من ذلك وتتمثل فى ان فئات جهويه وقبليه تعاملت باستعلاء على المواطنين السودانيين واحتكرت امر السودان بيدها بعد ان تنكرت للهويه الافريقيه والتى اعتبرتها قد انتهت بمجرد انفصال الجنوب .
    استمعت لاركو مناوى مرتين فى الندوة التى اقيمت بالميدان الغربى بجامعة الخرطوم وندوة اخرى بالمركز العام لحزب الامه فهو يتكلم ببساطة وموضوعيه وقلبه على الوطن لذلك وقع الاتفاق مع المؤتمر الاونطجى عندما اكد له مناديب الدول الغربيه ضمان تنفيذ الاتفاق وذلك حقنا للدماء وتسريع نهاية معاناة اهله فى دارفور ولكن بعد ما تبين له كذب النظام صرح بذلك علنا واذكر عبارته التى قالها فى ذلك الوقت انه جاء ليكون مساعد لرئيس الجمهوريه الا انه وجد ان صلاحيات مساعد الحلة افضل من صلاحياته وعاد ادراجه وهو يعرف المعارضه بالداخل جيدا ويعرف اوزانها واحجامها وسعى معها لوحدة السودان ولكن الامور جرت على غير ذلك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..