الحميات الغذائية الرائجة… معلومات وافية

خسارة 4.5 كلغ أسبوعياً! هدف تزعم الأنظمة الغذائية الشعبية التي تملأ صفحات المجلات والكتب والإنترنت أنها تحققه، وهو أمرٌ يغري الأشخاص الذين يحاربون الوزن الزائد. نظرة إلى أبرز هذه الحميات.

في محاضرة حول الحميات الرائجة ضمن المؤتمر السنوي التاسع حول التغذية والصحة في بوسطن (أبريل 2012) تقول د. سينتيا تومسون (اختصاصية تغذية مسجلة ومساعدة بروفسور في قسم التغذية في جامعة أريزونا): «ينفق الناس مزيداً من الأموال لخسارة الوزن، وبات هذا المجال صناعةً ضخمة بحدّ ذاتها مع معدل إنفاق بلغ 33 مليار دولار سنوياً».
تضيف: «يقرّ 40% من الأميركيين أنهم يتبعون حمية غذائية لخسارة الوزن. في الحقيقة، يمكن للمرء أن يجد حمية رائجة، وغالباً ما تعد هذه الحميات بخسارة الوزن وتثبيته بسرعة».
لكن إلى أي حدّ تبدو الحميات الأكثر رواجاً اليوم سليمة وفاعلة؟ تكشف مجلة «إي إن» تفاصيل حول ثلاثة من أشهر أنواع الحميات الرائجة.

الحمية القلوية

تعود هذه الحمية التي طوّرها د. ويليام هورد هاي إلى عام 1920، وقد شاعت مجدّداً بعد نشر كتابThe pH Miracle: Balance Your Diet, Reclaim Your Health لروبيرت وريدفورد يونغ (2008).

أساس الحمية: تؤكد هذه الحمية أن اختلال التوازن بين الحمض والقلوي في الجسم يكمن وراء المشاكل الصحية كالتعب والتهاب المفاصل. قد تترك الأطعمة أثراً قلوياً في الجسم بسبب المعادن التي يتمّ إفرازها مع عملية الهضم. تُصنّف الأطعمة بين قلوية وحمضية وفقاً لدرجة الحموضة حين تختلط فضلات الطعام بالماء.

برنامج الحمية: تناول الطعام الذي يتسم بخصائص قلوية كالحامض، فاكهة منخفضة السكّر، خضار، بصليات، خضار جذرية، جوز. تجنب الحبوب ومنتجات الحليب واللحم القليل الدهن والسكريات البسيطة والكافيين والفطر.

الزم الحذر: تؤدي هذه الحمية إلى مشاكل كبيرة. يتميّز الدم والبول بدرجة حموضة يحرص الجسم على تنظيمها، ولم يثبت قطّ تأثير الحميات الغذائية على درجة حموضتهما». في الحقيقة، لا يمكن تحديد درجة حموضة شاملة للجسم، لكن أفاد الخبراء بأن إرشادات الحمية القلوية العامة بالإضافة إلى تخطيط وانتباه مناسبين… هذه الأمور كافة قد تؤدي إلى حمية غذائية نباتية متوازنة من شأنها تعزيز الصحة.

حمية هرمون غونادوتروفين المشيمي البشري

دكتور آي تي سيمونز أول من روّج لمبدأ حمية هرمون غونادوتروفين المشيمي البشري، وقد عمل هذا الطبيب في الخمسينيات على معالجة الأطفال الذين يعانون تشكلاً جسدياً غير طبيعي، من خلال فرض قيود على السعرات الحرارية بالإضافة إلى هرمون بيتا غونادوتروفين المشيمي البشري الموجود في بول المرأة الحامل.

أسس الحمية: يُفترض أن هرمون غونادوتروفين المشيمي البشري يكبح الشعور بالجوع ويدفع الجسم إلى استعمال الدهون كطاقة، ما يساعد على خسارة الوزن في منطقة الخصر والوركين والفخذين والمؤخرة.

برنامج الحمية: يحتوي على هرمون غونادوتروفين المشيمي البشري في شكل قطرات، حبوب، مراهم أو حقن مع حمية غذائة منخفضة البروتينات (500 وحدة حرارية يومياً يستمدها المرء من 50 غراماً من بروتين اللحم وكميات صغيرة من الكربوهيدرات والفاكهة).

الزم الحذر: قيّمت الدراسات فاعلية الحمية التي تعتمد على هرمون غونادوتروفين المشيمي البشري لخسارة الوزن. ففي عام 1995، أشارت 24 دراسة إلى غياب الدليل الذي يؤكد أن هذا الهرمون يساعد على تخفيف الوزن وإعادة توزيع الدهون وتخفيف الجوع أو الشعور بتحسن.
ولكن يؤكد الخبراء أن العلم لا يدعم هذه المزاعم، لا سيما أن خسارة الوزن تعتمد في الدرجة الأولى على حمية شبه التجويع. فضلاً عن أن هرمون غونادوتروفين المشيمي البشري قد يسبب آثاراً جانبية من بينها: تفاقم داء بطانة الرحم المهاجرة، الإصابة بسرطان البروستات وسرطان الثدي الذكوري.

حمية باليو الغذائية

تستند حمية باليو الغذائية على الفكرة الأصلية التي طرحها لورين كوردين (بروفسور في جامعة ولاية كولورادو) وقد شاعت واكتسبت شعبية واسعة وألهمت المؤلفين الذي أصدروا كتباً تناقش حيثياتها.
أسس الحمية: تستند على فكرة أننا مخلوقات اعتادت على نظام الصيادين الجامعين، قبل عصر زراعة الحبوب، الذي يحافظ على صحةٍ جيدة. يُفترض أن يحصل الإنسان على كميات من الطاقة، يفقد وزنه، يُصاب على نحوٍ أقل بالبثور، تنخفض مستويات الأنسولين والكولسترول وسكر الدمّ، يتراجع خطر الإصابة بأمراض القلب وتخلخل العظام وعسر الهضم والسرطان، في حال اتبعنا النظام الغذائي الذي اعتمده أجدادنا.

برنامج الحمية: تناول البروتين الحيواني كاللحم القليل الدهن وثمار البحر وكميات أقل من الكربوهيدرات الكامل. تشجع هذه الحمية على تناول الفاكهة الطازجة والخضار غير النشوية والجوز والحبوب، وتجنّب الحبوب ومنتجات الحليب والخضار والسكّر المكرر والزيوت المكررة والأطعمة الصناعية.

الزم الحذر: تناولت دراسات قليلة آثار حمية باليو على الصحة. وفي حين حسّنت مستويات غلوكوز الدم والوزن ومقياس الخصر، إلا أنها كانت دراسات محدودة ولم تعتمد على مجموعات ضبط وفقاً لما أدلى به د. مايلز سبار (المدير الطبي لعيادة الرجال في مركز أكاشا للطب التكاملي في لوس أنجليس)، وأفاد أن حمية باليو تضمّ مكونات إيجابية منها: كميات قليلة من الأطعمة الصناعية وقليل من السكر وكثير من الفاكهة والخضار، إلا أنها لا تحتوي على كميات كبيرة من الدهون الحيوانية المشبعة والفيتامين D. لكن ثمة دلائل تشير إلى فاعلية الحمية المتوسطية من خلال تناول كميات قليلة من اللحم، كميات كبيرة من الحبوب الكاملة، خضار، زيت زيتون، جوز، فاكهة علماً أن الحمية المتوسطية تختلف عن حمية باليو.

شارون بالمر، اختصاصية تغذية

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..