هكذا تنقذك حالتك الصحية الجيدة

تختلف معدلات نجاة الأشخاص الذين خرجوا من قسم الطوارئ بعد تعرضهم لتوقف القلب من مستشفى إلى آخر، لذلك اعتبرت نوعية الرعاية الطبية على مدى فترةٍ طويلة أحد العوامل الحاسمة في هذا الشأن، إلا أن الأبحاث التي أجراها الأطباء في جامعة هارفارد أشارت إلى أن الصحة تؤدي دوراً أساسياً في هذا المجال.

راقب الباحثون 208 أشخاص نجوا من حالة توقف القلب بعد حصولهم على رعاية طبية في مستشفى في بوسطن ومستشفى هنري فورد في ديترويت. تلقى المرضى عناية عالية المستوى، إلا أن أولئك الذين أمضوا فترة علاجهم في مستشفى بوسطن كانت حالهم أفضل من أولئك الذين أمضوها في ديترويت.
تبعًا لمراقبة دقيقة، تبيّن أن حالة مرضى ديترويت كانت أسوأ من حالة مرضى مستشفى بوسطن، وهم معرضون أكثر لأمراض الكلى وارتفاع الضغط والسكري وضمور القلب والأمراض الرئوية. بالإضافة إلى ذلك، عانى مرضى ديترويت اضطراب ضربات القلب، وبدت حالهم سيئة وخطيرة بعدما بدأوا العلاج.
كذلك لاحظت دراسات عدة أن المستشفيات التي تستقبل مرضى مصابين بدرجات عالية من توقف القلب وتقدّم رعاية قلبية متقدمة نتائجها أفضل من تلك التي تحققها مستشفيات أخرى. قد تساعد هذه الدراسات على تفسير الأسباب التي لأجلها تحقق مستشفيات معينة، تقدّم العناية ذاتها لمرضاها، نتائج مختلفة.

هل يلائمك الخضوع لجراحة الأوعية الدموية؟

عندما تهدد الصفائح الدهنية بإصابة القلب بانسداد الشرايين التاجية، يجد المرء نفسه أمام ثلاثة خيارات علاجية: الدواء للسيطرة على الأعراض، جراحة لفتح الانسداد بواسطة بالون (جراحة الأوعية الدموية) ويتبعها في العادة زرع دعامة، وهي عبارة عن سقالة معدنية دائرية تبقي الشريان مفتوحًا، أو عملية طعْمُ مَجازَةِ الشِّرْيانِ التَاجِي. يتسم كل علاج بفوائد من جهة ويؤدي إلى مخاطر من جهة ثانية، وقد يلائم أحد هذه العلاجات حالة معينة فيما لا يأتي بنتائج فاعلة في حالات أخرى.
ولكن في حال اتخذتما، طبيبك وأنت، قرارًا بالخضوع لجراحة للأوعية الدموية وزرع دعامة، تأكد أن الفرصة لم تسنح لك للتعرف إلى الخيارات العلاجية الأخرى. لاحظت دراسة أميركية تناولت المستفيدين من الرعاية الطبية، أشرفت عليها مراكز طبية بارزة من بينها مستشفى ماساشوستس العام التابع لجامعة هارفارد، أن 10% فقط من المرضى الذي خضعوا لزراعة دعامة حظوا بفرصة الاطلاع على الخيارات العلاجية الأخرى، وأن 16% منهم سُئلوا عن طريقة العلاج التي يفضلون اتباعها. ورغم أن 77% من المرضى ناقشوا أسباب جراحة الأوعية الدموية مع أطبائهم، إلا أن 19% منهم علموا بعيوب هذا الأجراء المحتملة.

لماذا يبقى هذا الخيار مقلقًا؟

بين جراحة الأوعية الدموية والتدخل الطبي، يتعين على الطبيب اتخاذ قرار باعتماد العلاج الدوائي، علمًا أن هذه الإجراءات تخفف ألم الصدر (الذبحة الصدرية). لكن في هذه الحالة، لا تُعتبر جراحة الأوعية الدموية أفضل من التدخل الطبي في ما يتعلق بتجنّب حالات الوفاة نتيجة الإصابة بأمراض القلب.

لماذا من الضروري الاطلاع على المعلومات كافة؟

إن أخبرك الطبيب أنك تحتاج إلى تدخّل جراحي لتحسين تدفق مجرى الدمّ إلى قلبك، وفي حال لم تكن حالتك طارئة، خذ وقتك للتفكير قبل اتخاذ قرارك. اسأل طبيب القلب الأسئلة التالية:
– ما هي فوائد هذه الجراحة ولماذا ينصحك بالخضوع لها؟
– ما هي المخاطر المحتملة المترتبة على هذه الجراحة؟
– هل من حلول بديلة جيدة؟
– ما هي أوجه الاختلاف والشبه بين مخاطر كل حل؟
– ما هي أوجه الاختلاف والشبه بين فوائد الحلول البديلة وبين فوائد الحلّ الذي ينصح باعتماده؟

في حال سنح لك الوقت، سترغب في مناقشة التوصيات مع طبيب الرعاية الصحية الذي سيقدّم لك رأيًا حياديًا. الأهم ألا تدع الضغوطات تؤثر عليك وتدفعك إلى اتخاذ قرار لا تفهمه أو لا توافق عليه. تأكد أنك تملك الحقّ بالاطلاع على الخيارات العلاجية الأخرى ومخاطرها وفوائدها ونتائجها والشكوك المحيطة بها.

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..