وظيفتك الخائف عليها

حاطب ليل
وظيفتك الخائف عليها
عبد اللطيف البوني

النزاعات حول الاختصاصات الوظيفية عملية عادية جدا في الدولة اللامركزية فرغم ان كونفدارليتنا مازالت (اي كلام) الا انها شهدت تلك النزاعات كالذي دار بين محافظ الحصاحيصا ذات مرة ومهندس الهئية القومية للطرق المقيم بالحصاحيصا حيث طلب الاول من الثاني بعض الاليات لتسوية ارض مقترحة كسوق فرفض الثاني بحجة انه موظف اتحادي لاياتمر الا بامر رئيسه في الخرطوم فاحتج المحافظ بحجة انه مقيم في محافظته والاليات امام عينيه وفي النهاية اودع المحافظ الموظف السجن باعتباره مهددا امنيا اي استخدم سلطاته بصورة كيدية وحدث نفس شئ لموظف الهيئة القومية للغابات مع محافظ الدمازين حيث احضر الاول الي الخرطوم مخفورا و(مكلبشا) في الدول ذات الفدرالية الراسخة توجد محكمة مختصة بهذة النزاعات بين المركز والولايات
قبل انشاء المحكمة المشار اليها يبدو اننا في حاجة لمحكمة من نوع اخر حيث النزاعات الوظيفية صورتها غريبة وعجيبة ولعل اخرها ما حدث بين مدير هيئة الحج والعمرة ووزيره اي وزير الاوقاف حيث قام الاول بتوقيف الثاني فلم يمتثل بحجة ان تعيينه جاء من رئيس الجمهورية وبالتالي عزله يجب ان ياتي من ذات (الكبانية ) فجاء الرجل الي مكتبه كان امرا لم يكن ومن المرجح ان يكون طاقم المكتب قد استقبله خير استقبال وربما هتف له (نحن نريد بقاء المدير ) المرجح كذلك ان الطاقم هذا من اهله واقربائه واحبابه (وهذة من تقاليد الانقاذ التي رسخت ) اوردت احدى الصحف ان المدير قد منع من الدخول في اليوم التالي بواسطة حراسة امنية مشددة استجلبت خصيصا لهذا الغرض (ياربي اكان فيها دبابة؟ ) واتفرج على دولة المشروع الحضاري
ربما كان السيد المدير قد حلف ان لايذهب وحده بل ياخذ معه الوزير كما حدث عندما وقع خلافا بين وكيل المالية ووزير الدولة فيها وكما حدث في وزارة الصحة حيث ذهب وزير الدولة ووكيلها فان كان وكيل الصحة ووكيل المالية قد استمدا مكانتهما من مهنيتهما العالية التي ليس فيها اي دخن فان مدير هيئة الحج والعمرة فقد جاء للمنصب برافعة سياسية فالرجل كان شعبيا وقريبا من الشيخ فكان المنصب هو مهر تحوله لذلك لم تنطلي عليه خدعة انه قد تم تعيينه بتوصية من الوزير كما تقول اللوائح فالرجل سوف يتشبث بموقعه حتى ولو منع من الدخو ل لمكتبه الي حين ارضائه اما بالدخول في ذات المكتب او ايجاد مكتب اخر يتناسب وحجمه السياسي (هسي في زول جاب سيرة المؤهلات )
نحن هنا لسنا بصدد هئية الحج والعمرة التي قال البرلمان في فسادها المالي والاداري ما ينسف الوزير والمدير وكبار موظفيها انما نحن بصدد الترضيات السياسية عن طريق الوظائف التنفيذية وهذا مادرجت عليه الانقاذ منذ اتفاقها مع الشريف الهندي ومع مبارك الفاضل المهدي ومع كثير من الفصائل الجنوبية وكل السياسين القادمين من الاحزاب الاخرى لابل ان بعضهم جاء بعد التلويح له بالوظيفة . ان تعين وزيرا بناء على اتفاق سياسي امر مبلوع حتى ولو عينت مزارعا وزيرا للصحة لان الوزارة منصب سياسي ان تعينه في مكتب حزبك السياسي برضو من حقك ولكن ان يصل الامر الي الوظائف المدنية التي تعتمد على الكفاءة والترقي اليها حددته لوائح الخدمة فهذا هو الفساد الاداري وقد كان تعيين منسوبي الحزب الحاكم في مثل هذة الوظائف هو المدخل لهذا الفساد الاداري المؤدي للفساد المالي .فانت عندما تعطي الوظيفة لشخص كل مؤهله انه سياسي ثم تتعاقد معه تعاقدا خاصا (ليس بالضرورة ان يقع العقد في يد الصحفي النابه ابوالقاسم ابراهيم ) فانه حتما سوف يعتبر الوظيفة قسمته الخاصة في السلطة وانها جاءت نتيجة لكسبه السياسي فكانما قلت له (يلا كل مما يليك) لذلك من الطبيعي ان يتمسك بها كشطر يرضع منه ويمد لسانه لوزيره قائلا (الاداك الشطر البترضع منه هو نفس الاداني انا ) وتبكي يابلدي الحبيب.

تعليق واحد

  1. انت ياالبونى حارب فساد القضائية لانها الجهة الوحيدة الحامية للقانون -اذا انصلح حالها انصلحت جميع مرافق الدولة -هل يعقل ان يظل القاضى اكثر من 20 عاما بالخرطوم -وبقية زملائه كل عام يهددهم سيف النقل للاقاليم البعيدة -واغلبية القضاة بالخرطوم لايطالهم النقل لانهم من اهل الولاء واطاعة الاوامر ويسمعون توجيهات رئيس القضاء ويحملون الملفات له لاتخاذ المناسب فى قضايا اطرافها تنفذيين حتى لو تعلق الامر بالحق الخاص -هل يعقل ان توضع القضايا السياسية امام (مدثر الرشيد -ومعتصم تاج السر )امثال هؤلاء الى مذبلة التاريخ اين -محمد سر الختم -ومحمد فريد -رئيس القضاء قام بنقل اكثر من 10قضاة رفضوا توجيهاته الى خارج العاصمة -وامام هذا التدهور المريع فى العدالة قدم اغلبية القضاة استقالتهم رغم علم رئيس الجمهورية الذى ظل ساكنا لانه مناط به قبول الاستقالة -قم بجولة فى اوساط القضاة تعرف اين وصل الحال -حرك هذا الملف تزداد وطنية وتكسب الاجر لان هذا الجهاز يحمى جميع الناس دون استثناء -او نهلك اذا سرق الشريف تركوه اى والله هذا حال السودان حاليا -ولاحول الا بالله –

  2. الموءسف حقا ان هذا التعيين السياسي هو الذي اضر بحال السودان وبهذا التعيين قد تم ابعاد اغلب الكوادر المؤهلة اما ان تعمل في موقع هامشي او يذهبوا خارج الوطن ويستفيد منهم الاخرون و كثيرا قابلتهم في بلاد المهجر انها كارثة وطن حقا

  3. خليك شجاعة وحدد هؤلاء ما عايزة اقول ليك كن زى النابة ابو القاسم لاننى بختلف معك فى الصفة الذكرتها كل ما فى الامر انقطع العداد الشهرى من ابو القاسم ودى على ذمة الذين اكدوا حصوله على راتب شهرى من المدير السابق يعنى السألة ما خوف على المال العام بل المصلحة الشخصية

  4. اطمنك يابروف واطمن جميع القراء بان السيد احمد عبد الله مدير هئية الحج والعمرة باق في منصبه ولن يستطع ارجل راجل ان يشيله فالرجل باع شيخه فكيف يفرط في الثمن امال بقية الشعبيين حايجوا كيف لو طرد هذا البلدوزر

  5. يا حبيب لقد أوقفني وكيل وزارتنا المتفردة والتي ما عادت مفرهدة لمدة أسبوع من عملي وذلك لأنني رفضت أن تعمل آليات (الري!!!) لخدمة منتجع (هباشا) بودمدني
    وبعد أن قضوا (وطرهم) أعادوني لمكتي ووظيفتي اللي أبداً ما كنت خايف عليها

  6. يا دكتور عليك الله ما تفقع مرارتنا بسيرة الجماعة ديل لانو كل الشعب السواني الفضل ده ما ناقص مغايس وامراض كفاية اسكري والضغط والفشل الكلوي
    عندي ليك اقتراح يا بوني انك تواصل لينا في الكتابة عن فنانينا العظام كما امتعتنا بالكتابة عن الرائع ابراهيم عوض..يا ريت والله

  7. سمعت كتيرا عن فساد هيئة الحج والعمرة احدى انجازات ثورة الانقاذ الوطنى منذ نعومة اظفارها فى اوائل اتسعينات
    وشاهدت صورة المدير منشورة فى صحيفة الراكوبة
    الراجل ماشاء الله اخر روقة وترطيبة صاح
    ياخوانا الراجل دا مابقدر على الشلهتة والدردرة
    والكرسى الذى يجلس فوقه دونه خرط القتاد
    معظم الدول وجلها لاتحكم شرع الله تقوم بدعم الحجاج وتقدم لهم التسهيلات لاداء هذه الشعيرة
    الحاج الهندى يدعم بصورة لاتصدق مع ان الرئيس هندوسى يسافر الحاج بعد ان يدفع نصف قيمة التذكرة ويدفع ايجار رمزى فى الماكل والمسكن
    اما اصحاب المشروع الحضارى وحجاجنا فنقول كان الله فى عونهم من المكندشين المكنكشين

  8. يادكتور والله ده حال البلد تلقى زول عندو ماجستير شغال فى شركة الهدف وانا بعرف زو ل عندو ماجستير شغال حرس فى جامعة الخرطوم
    انها بلد البترول وبلد السياسه

  9. رغم كل هذا يقولون اننا نعمل والبشير رئيس جيد وكل المشكله في الذين تحته ياأعزائي المتسامحين كل المشكله تقبع في مثل ما يتحدث عنه مقال استاذنا الكبير الا وهي مشكلة التوطيف الاداري ومازال حتى يومنا هذا ترضيات ولا تريد الحكومه العمل بما يفعله العالم اجمع حتى الدكتاتوريات الا وهي التضحيات وهي مكمن السياسه الصحيحه بالشجاعه فقط تكون سياسي ماهر يحق لك حكم بلاد ان تضحي بأعز صديق ان هو اخطأ او كان اداريا سياسيا ضعيفا ان تكون صدام حسين عندما ضحى بأعز اصدقاءه قتلا بالمسدس او نسيبه قتلا بطائره وهذه الشجاعه القصوى وترهيب البقيه او ان تكون مثل عبدالناصر عندما احال صديقه الذي ضحى معه وهذه السياسه المهندسه المتكتكه والسياسي الماهر من تخلى عن منصبه عند اللزوم وقتل نفسه سياسيا اذ انك ان أخطأت فهو العيب ذاته وصورتك مهمه لمشوارك السياسي ان توسخت فقد مت سياسيا وعليك الرحيل فمهما فعلت بعدها لن ينسى الشعب فعلتك

  10. دايما مبدع يا دكتور لكن يا اخ شمري ارجو انك تراجع كلامك انا والدي قاضي من 1974 ما جا نقليه الخرطوم الا في عام 2005 وحاليا مستقرين هنا ارجو انك تتاكد حتي لو كنت شغال في القضائيه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..