زيارة للسفاره والفساد ليس فى الداخل وحده!ا

زيارة للسفاره والفساد ليس فى الداخل وحده!

تاج السر حسين
[email protected]

حتى لا (ينخض) البعض كما يقول أهل مصر أو لا يستعجبون ويندهشون كما نقول فى السودان، فزياراتى لأى سفارة سودانيه ومنذ أمد بعيد وحتى أكون منصفا قبل (الأنقاذ)، تكون عادة مرة كل عامين ولا تزيد عن ساعتين أو ثلاثه أذهب فيها لتجديد جواز سفرى، هى من أثقل الساعات التى تمر على فى حياتى، فالمواطن السودانى ظل عبر مختلف الأنظمه ينظر له داخل سفارة بلده مثل الضيف الثقيل الذى يزعج راحة صاحب منزل (أرستقراطى) لذلك يعامل فى ادنى درجات الأحترام وبحديث من خلال فتحات الأنوف، على الرغم من أن ذلك المواطن هو من يدفع راتب السفير ومن يعملون تحته فى مختلف الأقسام فى جميع بقاع الدنيا.
وبالطبع مثل كل شئ فى السودان الآن أو خارجه، زاد سوء المعامله والتفرقة بين المواطنين فى السفارات السودانيه خلال فترة (الأنقاذ) الكئيبه.
وسوف تجد معامله طيبه وراقيه وسريعه اذا كنت من (الجماعه) أياهم، أو كان لك قريب أو صديق منهم!
ومن عجب شاهدت أحد اللاجئين فى مصر يدخل من الباب (الخلفى) لا باب الجمهور، وهو يستقبل بابتسامة عريضه وبسلام بالأحضان!
ولمن لا يعرفون اقول أن (اللاجئ) لا قبل طلبه للجوء ولا يحظى باعانه ماديه وعلاجيه، الا اذا قدم (قضية) مقنعه تؤكد بأن حياته فى خطر داخل بلده، وأنه يعانى من القهر والأرهاب ولا يتمتع بحرياته السياسيه أو الدينيه، ومضيق عليه فى رزقه!
وحتى لا أرمى بكلام مرسل أشرح ما حدث يوم الأمس حينما ذهبت لتجديد جوازى بعد آخر زيارة قبل عامين.
وصلت الى داخل السفاره حوالى الساعه الحادى عشرة وخمسة وأربعون دقيقه، من اول لحظة لفت انتباهى على الجانب الأيسر من المدخل (الضيق) أعلان لأحدى شركات الطيران الخاصه، لا الناقل الوطنى (سودانير) وهذا يعنى أمر واحد من أثنين، اما أن تلك الشركه تدفع للسفارة مبلغا مقابل ذلك الأعلان بصوره رسميه، وهذا مستبعد أما انها تدفع لأحد الموظفين النافذين الذين يعملون فى السفاره وهذا اقرب أحتمال، ومن المعروف أن تلك الشركه لا تلتزم بمواعيدها وهذا يعنى أن ألسفاره مسوؤله مما يحدث للمسافرين بصورة مباشرة أو غير مباشرة ومن بينهم غير سودانيين ، وتلك الشركه (الخاصه) بوسعها أن تعلن عن خدماتها اعلانا مدفوع الثمن وفى مكان آخر مثل الصحف والفضائيات التى كثيرا ما عانت وأغلقت ابوابها نتيجة لعدم وجود معلنين فيها!
ملاحظة أخرى أن الموظفين على (الكاونتر) الذى وضع فى مكان ضيق جدا وله ثلاثه شبابيك (صغير) مما يجعل المراجع لا يشعر بالراحة وكثيرا ما اختلط الحابل بالنابل والرجال بالنساء، ولا أدرى ما هو السر فى الأصرار على مثل هذه (الشبابيك) الضيقه، ونحن فى القرن الحادى والعشرين وفى زمن (الكمبيوتر) والنت والفيس بوك الذى فجر (الثورات)؟
أذكر أن شيخ محمد بن راشد حاكم دبى زار فى مرة قسم الجوازات فى دبى ورغم تمتع القسم بكثير من الوسائل المريحه للمراجع، لكنه لاحظ للشبابيك الضيقه التى تفصل بين الموظف والمراجع، فأمر باذالتها فورا مما جعل المراجع يلتقى بالموظف بصوره مفتوحه وقريبه لا تعكس عدوانيه وعدم ترحيب.
المهم فى الأمر اسعدنى كثيرا أن وجدت فى الصف بجانبى أخ سودانى من الجنوب العزيز جاء لكى يجدد جواز سفره مثلى، ولقد جدد له دون أى مساءله أو محاولة لتجديد الجواز حتى 9/7/2011، وسعدت بذلك كثيرا وأدركت أن تهديد (البشير) فشنك ومجرد فقاعة صابون، فالقانون الدولى والأخلاق تجعل الجنوب متمتعا بجنسيته السابقه، لأنه اولى من السودانى الأنجليزى والأمريكى والمصرى والسعودى، واذا كان (البشير) وحزبه يكرهون (الجنوبيين) فالشعب السودانى (الواعى) والحر والشريف يحبهم ويتأسف لأنفصالهم الذى اضطروا له.
ضحكت ومعى الأخ الجنوبى حينما وجدنا بأن وجود شاهد لا زال مطلوبا لتجديد الجواز، وحينما لم أجد شخص اعرفه وهو لم يجد من يعرفه، وقع لى ووقعت له، ومشى الحال.
لكن ما هو مستهجن وغير مقبول أن الموظفين ذهبوا للصلاة بعد سماعهم للأذان لحظة دخولى للسفاره، وهذا من حقهم كملسمين ولا أعتراض لنا فى ذلك، لكن هل يعقل أن يتأخروا لأكثر من ربع ساعه بعد اداء الصلاة؟ وما هى المشكله فى أن يكون بين الموظفين فى السفاره سودانى (مسيحى) يتابع أسئلة المراجعين ويمدهم (بالأرانيك) ويقضى لهم ما يمكن أن يقضى دون انتظار لموظف مسلم ذهب لكى يؤدى شعائره؟
وهذه النقطه متعلقه بما حدث (لشاب) وشابه من (الغرب) انتظرا لأكثر من 45 دقيقه، وحينما جاء الموظف وأكتشف بأنهما (امريكان) أو أحدهما على الأقل، تعامل معهم فى شئ من الفظاظه وعدم اللياقه وأرجع لهما (جواز السفر) فى (صرة وش) موضحا انهما لا يمكن أن يحصلا على تاشيرة دخول للسودان وسط احتجاج منهما بأن احد الموظفين فى السفاره قال لهما من قبل، لا توجد مشكله فى حصولهما على التأشيره!
وعلى كل كذلك لا توجد لدى مشكله فى أن يعامل الأمريكى بالمثل من قبل السلطات السودانيه اذا كانت امريكا لا تمنح تأشيرتها للسودانيين، ولكن ما المنى هى طريقة المعامله التى يجب أن تكون طيبه تجاه الشعوب حتى لو كانت علاقتنا سيئه بنظام بلدهم.
المهم فى الأمر يحتاج المكان الذى يستقبل الجمهور فى السفاره السودانيه لمراجعات كثيره ولتطوير خاصة وجميع من وقفوا على الشبابيك دفعوا مبالغ ماليه تترواح بين القليل والكثير.
وعلى سيرة (السفاره السودانيه) فأنى ارى من الأنسب لسفارة سودانيه فى بلد مهم مثل مصر أن يكون السفير شخصية قوميه ليس بالضرورة أن يكون منتميا (للمؤتمر الوطنى) حتى يجمع السودانيين كافة وتكون السفارة حقيقة بيت (السودانيين)، فكاذب من يقول الآن ، انها كذلك.
وهذه سانحه أتساءل فيها عن (سر) حوامة السفير الجديد الذى سمعنا بأسمه حول (مصر)؟
فهو كان (مسوؤلا) عن مكتب المؤتمر الوطنى فى القاهرة ومعروفة صلته الوثيقه والقويه وصلة المكتب و(سلفه) بالسيد/ صفوت الشريف، وعدد من رموز النظام السابق.
ومكتب المؤتمر الوطنى فى مصر أثيرت حوله العديد من الأسئله والشكوك، وهل كان له دور فى صفقات تجاريه مثل (الأسمنت) الذى بنى منه (سد مروى) اضافة الى الحديد و(البتومين) والأرز الذى كان يصدر للسودان رغم الحظر الذى فرض على تصديره؟
وهل هناك (كومشنات) كانت تعطى، أم تجاره و(مرابحه) و(مضاربه) و(مصارعه)!
اضافة الى ذلك أثيرت العديد من الأسئله حول سفر الفنانه (ليلى علوى) الى دارفور فى زمن مدير مكتب المؤتمر الوطنى السابق الذى اصبح (سفيرا)، والذى رقى واصبح (وزير دولة) بوزارة الخارجيه، لكنه يترك (الحوامه) حول مصر بل أعلن عن تكليفه بملف (الدول العربيه) ومصر بالطبع فى مقدمة تلك الدول.
ثم اهبط (بالمظله) الأنقاذيه ليصبح (سفيرا) للسودان فى مصر فى هذا الوقت العصيب، وهل كان هذا التعيين صدفه، أم له اسباب كثيره لا يجهلها المطلعون على الأمور؟.

تعليق واحد

  1. معليش يا استاذ تاج السر مع احترامي ليك لكن مقالاتك ذي قطيعة النسوان. بالله طور اسلوبك حبه عشان الناس تتفاعل مع القضايا بصورة حيادية

  2. هل من المعقول ان تعين السفارة موظف مسيحي فقط حتي لا يتأخر طالب خدمة من السفارة لفترة الصلاة. اخشي ان يكون الامر طلب تنصير احد المسلمين حتي يوفي بالطلب. أنا مقيم لمدة طويلة في الصين ولم ازر السفارة السودانية في بكين لاني في مدينة بعيدة ولكن للحق معي وكل الذين اعرفهم لانحتاج ان نصل الي السفارة حتي يتم تجديد الجواز. الامر الآخر ان حديث البشير حول عودة الجنوبيين الي موطنهم سوف يتم تطبيقه بعد التاسع من يوليو حيث يحق لسفير السودان في الدولة المعنية استدعاء الشخص وحتي طلب رجوعه الي السودان ولان الامر مازال قيد البحث والدراسة وكل طرف يرمي بكل اوراقه فمثلا طلبت الحركة مزيد من الضغوط علي السودان الشمالي بعد الانفصال بنفس المنطق يحق للبشير ان يرسل المواطنيين الجنوبيين الي حدود دولتهم كما يعامل اي شخص مقيم بطريقة غير شرعية في اي مكان. أذا كان مودتكم واثركم متصل مع الجنوبيين الي هذا الحد الذي جعلكم تناصبوا غالبية اهلكم في الشمال العداء لماذا لم تقوموا بواجب التبشير بالوحدة. يجب ان لا ننسي ان الجنوبيين رفضوا البقاء معك ومع كل الشماليين في دولة واحدة عبر 99% تصويت للانفصال. حتي اذا قلتم انهم صوتوا بسبب المؤتمر الوطني او الحكومة الحالية فهذا يعني اما انهم ايقنوا لا قدرة للمعارضة علي الوصول الي السلطة او ان الشيوعي الشمالي والاتحادي والاسلامي كلهم عند الجنوبيين سواء. الاحتمال الاخير هو الاقرب وقد قال به سلفاكير من قبل. وعليه يجب ان تصحوا وتفيقوا من هذا الحب من طرف واحد وحتي لا تزدادوا بغضا من بني جلدتكم. وشكرا

  3. ياستهم تعليقك ينم عن جهل وعدم مسئولية وللأستاذ تاج السر في طريقته الفريدة في الكتابة خالص التحية، وأود أن أقول للمعلقين قولوا خيراً في صلب الموضوع أو أقرأوا وافرنقعوا فلاداعي لتصدير أمراضكم على الملأ.. والسلام

  4. سفارة السودان بالقاهرة دي من اعفن السفارات اطلاقا , و انا شخصيا عندي تجربة معاها قبل سنوات , حيث اضطررت الي الذهاب للسفارة مع زوجتي , هل تعلمون ماذا حدث غير المماطلة والبيروقراطية و التاخير دون اعذار واقعية ؟؟؟ و نحن نجلس في استقبال السفارة الكئيب الهزيل حيث كراسي الانتظار عبارة عن مصاطب خرصانية قام احد الجنوبيين بالقاء سيجارة مشتعلة علي زوجتي و عندما هممت برد التصرف اليه و تاديبه تدخل احد العاملين و اوضح لي انه مختل عقليا و انه يفعل ذلك دائما !!!! تصوروا ان تكون السفارة قبلة للمجانين و يتعرض فيها المواطن للخطر و بعلم السادة البعثة الدبلوماسية ؟؟؟؟

    اما عن سفارة الصين فلي معها تجربة حقيقة مبهرة رغم اني لم ازرها لكن تعاملت مع موظفيها عبر الهاتف ووجدتهم غاية في التفاني والتواضع ويسعون لخدمة السودانيين بقدر ما يستطيعون ولو بتطييب الخواطر , اضافة عن الرضا التام لدي السودانيين بالصين عن السفارة و افراد البعثة الدبلوماسية

  5. الشعب السودانى الواعى الحر الشريف لم يصوت للانفصال الجنوبيون هم من صوتوا للانفصال 0 الجنوبيون هم من قال لا يريدون العيش مع باقى الشعب السودانى واختاروا الانفصال 0 كفانا لعب ادوار البطوله وكفانا مذيدات 0 عندما طاف باقان اموم الجنوب كله وحرض البسطاء على الانفصال بعبارات باى باى استعمار باى باى عبودية اين كنت 0

  6. ماهى الرسالة التى تود توصيلها للقارئ؟!
    القنصليات عادة ماتغلق أبوابها فى الساعة الثانية عشرة ظهرا ، فأية صلاة تتحدث عنها؟
    ثم كيف طلبت من شخص لاتعرفه ليوقع لك على وثيقة رسمية ؟! وكيف وقعت له أنت وبدون سابق معرفة كماذكرت؟!!! أوليس مافعلت وما أدليت به يعتبر تزويرا فى مستندات رسمية كما يعتبر دليل إدانة لك؟! وتصرفك هذا لايمت للأخلاق بصلة . كان على موظف السفارة رفض تجديد جوازك وإلحاق ماكتبته أنت كمبرر للرفض . أنا ضد الإسلامويين أينما وجدوا ولكننى مع الأخلاق . وأذكرك بقول الشاعر: إنما الأمم الأخلاق مابقيت… فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا . عافاك الله . كلما حاولت تسديد سهامك المسمومة ، أراها ترتد إلى صدرك ! كان الله فى عونك .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..