( بارونة سودانية ) في مجلس اللوردات البريطاني

البارونة ايس حسين واحدة من أحدث الأعضاء في مجلس اللوردات في بريطانيا ومن أشهر الناشطات دفاعاً عن حقوق الانسان منذ سنوات طويلة. كما انها من القياديين في حزب الأحرار الديمقراطي. لقد كشفت البارونة النقاب في الآونة الأخيرة عن انها منحدرة من أصل سوداني. قالت في كلمتها الافتتاحية في المجلس إن جدها الأكبر اختطف من وطنه في شمال السودان وبيع في سوق الرقيق في حقبة الستينيات من القرن التاسع عشر. كان الرق في ذلك الزمان جزءا من الحياة في السودان وغيره من بلاد العالم. روت البارونة ان جدها عبد الله ذهب وعمره (13) عاماً الى النهر في شمال السودان لاصطياد السمك مع شقيقته التي تصغره بعام واحد. وهناك وقع الاثنان في قبضة تجار الرقيق الذين اقتادوهما وهما يصرخان إلى مركب حملتهما في رحلة الى الحياة التي كتب عليهما ان يعيشاها. خرج الأب مع الفرسان من أهله على صهوات الخيل لمطاردة التجار وظلوا يركضون وراءهم لمسافات طويلة الى أن تعبت الخيل فعادوا أدراجهم. انتهى المطاف بعبد الله وشقيقته الى ميناء في قبرص لعله لارانكا. ظل عبد الله يرعى شقيقته طيلة الرحلة البحرية ويهتم بأمرها الى أن بيع كل منهما لشخص آخر في مزاد علني في لارانكا فلم يلتقيا بعد ذلك كما روت البارونة ايس حسين.
كان عبد الله صبيا فتيا طويل القامة وقد اشتراه تاجر يوناني ثري بثمن غالٍ جدا وسرعان ما عهد اليه بالاشراف على قوافله التجارية من الخيل التي تجوب بتجارة سيده أنحاء جزيرة قبرص المختلفة. لما كان السيد اليوناني مسيحيا فقد كان حريصا على أن يعتنق عبد الله المسيحية بدلا عن الاسلام. حاول اجباره بالقوة على اعتناق المسيحية وأذاقه العديد من ألوان التعذيب وكثيرا ما كان يعلقه من رجليه على جذع شجرة ضخمة في الهجير ولكن دون طائل. مما يعيد إلى الأذهان مأساة بلال وآل ياسر في فجر الاسلام. استمر الحال بعبد الله على هذا المنوال الى أن باعه السيد اليوناني الى آخر تركي فارتاح عبد الله من التعذيب على الأقل لرده عن دينه لان سيده الجديد مسلم مثله وكان رفيقا في معاملته الى أن أعتقه بعد سنوات قليلة. امتهن عبد الله التجارة في منطقة لارانكا وقد فتح الله عليه في تجارته وبسط له في الرزق حتى اصبح ثرياً وبني مسجدا في قريته لعله أول مسجد يقام في القرية. تزوج عبد الله من قابلة القرية ورزقه الله منها سبعة بطون واثنى عشر حفيدا من البنين والبنات. نزح عدد منهم بعد الحرب العالمية الثانية إلى بريطانيا وأصبحوا أعضاء مرموقين في الجالية القبرصية التركية ومنهم والد البارونة ايس حسين الذي اقتحم دنيا المال والأعمال، بينما اختار شقيقه أنور دنيا الفندقة والسياحة وقد حقق الشقيقان نجاحا باهرا كل في مجاله. وتقول البارونة إيس حسين ان معظم أفراد الأسرة يحملون سمات كثيرة من ملامح جدها عبد الله وبعضهم سمر اللون وطوال القامة خاصة عمها أنور -جد تريسي أمين الفنانة التشكيلية ذائعة الصيت.
أثارت قصة هذه العائلة السودانية الأصل فضولي عندما اطلعت عليها في الصحف البريطانية إذ أنها أعادت الىَّ ذكريات بعض ما كان يرويه لنا في عهد الطفولة جدي لأمي أحمد عبد القادر، كان حسب مصطلح الوداعيات «ويحيد» أي لا شقيق له. لكن كانت له شقيقة تدعى فاطمة هذه هي الحقيقة المتعارف عليها بين أهلنا عن جدى أحمد عبد القادر. غير ان زوجته زينب – جدتي لأمي – وغيرها من الجدات اللائي من جيلها كن يروين لنا في ما يروين من أحاجي أن لاحمد من أبيه عبد القادر أخاً وأختاً أمهما جارية استسرها عبد القادر. أهلها من الصعيد أي الفونج أو ما يعرف حالياً بولاية النيل الأزرق. اسمها العطية لكنها اشتهرت بلقب الفونجاوية ويقال إنها من الأسرة المالكة في مملكة الفونج (السلطنة الزرقاء) وهي أكبر مملكة اسلامية جنوبي الصحراء الكبرى امتد حكمها لثلاثمائة عام. أنجبت العطية ولداً من عبد القادر اسموه عبد الله كما ولدت ايضا بنتاً تصغره بنحو عامين. وتحكي لنا الجدات ان عبد الله – وكان عمره آنذاك عشرة اعوام – خرج ذات يوم مع شقيقته الى النهر لصيد الأسماك ولم يقف لهما على اثر منذ ذلك اليوم وتختلف رواياتهن عن سر اختفائهما فمن قائلة انهما غرقا. انزلقت قدما الأخت إلى موقع عميق عند ضفة النهر ولحق الاخ عبد الله بها لانتشالها فتشبثت به بقوة مما عاقه عن السباحة وهكذا غرق الاثنان. ومن قائلة ان تمساحاً افترسهما او أن «جمال القدرة» اختطفتهما وهي مخلوقات خرافية كالعنقاء كما أشيع بأن عرب البشاريين اختطفوهما وذهبوا بهما إلى البادية. يئس الأهل من العثور على عبد الله وشقيقته بعد أيام طويلة من البحث عنهما على طول ضفتي النهر والقرى المجاورة. حزن عبد القادر حزنا شديدا على فراق فلذتي كبده وابيضت عيناه من طول البكاء وزاده حزنا أنه كان يجهز في تلك الايام للاحتفال بختان ابنه عبد الله. أما أحمد ابنه «الوحيد» الذي بقى له لم يقنط ولم يستسلم وقد قيل له مرة اثناء رحلاته التجارية الى مصر إن عبد الله وشقيقته في كنف أحد الباشوات فذهب إلى الباشا في قصره ولكن لم يجدهما هناك. ولما ولدت اخته فاطمة ولدا أسماه عبد الله الذي عرف في ما بعد بعبد الله المهدي وهو فقيه من أولياء الله الصالحين خلف سبع بنات، احداهن سعيدة والدة القيادي الاسلامي المرحوم عبد الله محمد بدري الذي كان كجده تقيا صالحا نقيا ووليا تقيا ناله ما ناله من تعذيب وتنكيل في سبيل الجهاد تحت راية الحركة الاسلامية. كاد عبد الله يموت شهيدا في سجون نظام مايو لولا استجابة اللواء الباقر – طيب الله ثراه – لشفاعتي عن طريق عمه المرحوم اليوزباشي زين العابدين صالح أبو قاضي. سعى اللواء الباقر لدى النميري حتى اطلق سراح عبد الله. لقد كان اللواء الباقر حقا وجها رحيما مشرقا في ذلك النظام وقد كان الباقر سيدا مهابا يحترمه الجميع عسكريون ومدنيون. رحمه الله وجعل كل ما قدم من خير في ميزان حسناته يوم الحساب.
اعادت قصة البارونة إيس إلى ذهني ذكري زينب الدينكاوية المشهورة بكاترينا ولها شارع يحمل اسمها في أرقى أحياء الخرطوم القديمة. من أشهر سكانه الذين أعرفهم حاليا «أسرتا المرحوم دكتور عز الدين علي عامر وحسن الخضر أطال الله عمره.» أوفدت كاترينا عام 1861م في بعثة دراسية إلى ايطاليا ثم عادت بعد تخرجها الى مصر حيث عملت معلمة في مدرسة كاثوليكية في القاهرة. تزوجت نمساوياً من كبار موظفي الحكومة المصرية يدعى إيرنست مارنو بك وأنجبت منه ابنها جاكوب ارنست الذي توفى في الخرطوم عام 1955م.
بقلم: محمد خير البدوي
الرأي العام
ذكرتنى قصتك أخ محمد خير رواية رائعة قرأتها منذ عدة سنوات بسيطة خلت للروائى المبدع دكتور محمد عكاشة خليل وأسم الرواية" قصص من بلاد النوبة: ثورة دنقى كباد" وهى بالكاد تماثل بشكل روائى متقن ما حكيته عن البارونة أيس حسين وقصة جدها المسترق انصحك ومن يقرأ هذه المقالة بقراءة هذه القصة بل انصح كل السودانين أن يقرأوها لأنها تحكى بجراءة عن مأساة الرق والاسترقاق الذى كان شائعا ايام حكم التركية وربما ما قبلها أيضا والذي ننكوى بنتائجه اليوم بما يحدث في سودان اليوم من دعاوى الانفصال والتشرزم وما يؤلب أهله بماضى الرق والرقيق ومأسياه وأعتقد أن علينا في السودان قرأة هذه الصفحات من الماضي المؤلم لنتصالح مع بعضنا البعض في هدوء وحكمة وان كان الزمن لذلك قد ولى وفات الآوان الا أن قرأة قصة "دينقي كباد" لم تفت فربما نأخذ منها العبرة للمستقبل
ياتو سودان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أكيد من دولة جنوب السودان الجديدة .
يا رآآآآآجل طوالي داير تشربك في البارونة دي وبجاي وبهنا وشوية فهلوة تطلعا قريبتك هههههههههههههههههها والله حكاية آها علاقتكم شنو باسرة جاكسون؟؟ يللا بلا استهبال وركز في المفيد
انشاء الله رواية عكاشة دى نلقاها في السعودية؟؟؟
أخونا لؤي الكتاب حق "قصص من بلاد النوبة" ده يشترو من وين؟؟؟ يعنى ياتو مكتبه نلقاهو فيها؟؟
مقالك جميل ولكنك لم تتقي فينا الله و مقالك مفبرك ولذلك فقد كل مصداقيه وكانك انما اردت به والله أعلم أن تتماشي مع موضة الدعوه للوحده الماشه اليومين ديل فاقحمت فيه موضوع زينب الدينكاويه والتي لأ أعتقد أنها موجوده أصلا وان وجدت فلم تخبرنا من الذي بعثها عام 1861م في بعثة دراسية إلى ايطاليا هل هم الأتراك أم الدفتردار ،أما اذا كانت قد بعثت بواسطه الزبير باشا فثق تماما بأنها لم تذهب للدراسه، و أين درست كاترينا قبل أن تبعث عام 1861م في بعثة دراسية إلى ايطاليا ، وان افترضنا جدلا أنها وجدت فاعتقد أن لاعلاقه لها بتسميه شارع كاترينا ،فمحطه كاترينا كانت احدي المحطات لما كان يعرف وقتها ببصات موسسه النقل أو بصات الموسسه والتي كانت تعمل قبل وصول بصات ابورجيله في أوائل السبعينيات و كنت استغلها في منتصف الستينات من موقع سكني وقتها في جنوب الخرطوم ألي محطه أبوجنزير فيكتب لي الكمساري علي ظهر التذكره كلمه محول فاستغل نفس التذكره لموقع عملي في الخرطوم بحري وكان ثمن التذكره وقتها أن لم تخونني الذاكره قرش ونصف ،وكنت أمر واري كاترينا كل يوم وهي امراة من الأقباط أو من سلاله الاغريق علي ما أذكر وكانت تسكن في منتصف الستينات في منزل مطل علي شارع القصر جنوب و مقابل من الناحيه الأخري لمنزل أحمد عبدالكريم أبو العلا و كانت امراة معروفه لكل من كان يمر بذلك الشارع أو سكن في تلك المنطقه، لانها كانت تبيع وتشتري أمام منزلها الكائن و بالضبط في المحطه التاليه لمنزل شداد ، والمحطه والتي كانت تقع أمام منزل كاترينا والذي كان يقع شرق الشارع وانت قادم من الخرطوم باتجاه الصحافه،وقد كانت الصحافه وقتها قد بدا توزيع المربعات الأولي منها سميت محطه كاترينا ومن ثم أصبحت كل المنطقه تسمي كاترينا وهذا الأمر لا علاقه له بالجنوب أو الدينكا لان الأخوان الجنوبين وقتها كانوا قليلي العدد في الخرطوم فما بالك وانت تختلق لنا قصة زينب الديناكويه مشت بعثه دراسيه قبل الثوره المهديه … يا راجل قول كلام معقول .