( شعار ساكت )

:: أشعب، لم يكن أكولاً فقط، بل كان موهوماً أيضاً.. ذات مساء، نشر أشعب في قريته شائعة مفادها أن لسلطان القرية وليمة إفطار دسمة.. وإنتشرت الشائعة وعمت القرية وما جاورها، ونام أهل القرى على جوع لكي يشبعوا صباحاً في وليمة السلطان..ومع أول الفجر، سمع أشعب صخباً وضجيجاً خارج الدار .. فخرج، و تفاجأ بغبار أهل القرى وهم يتسابقون – حفاة وعراة – إلى دار السلطان .. ضحك على حال أهله وأعجبه نجاح شائعته وتأثيرها..ثم فجأة، إلتحق بركب المهرولين و سبقهم بلسان حال قائل : ( يمكن كذبتي تطلع صاح)..!!

:: وبصحيفة الرأي العام، عدد البارحة، خبر في مساحة (بوصة في عمود)، وهذه من مقاييس أهل الصحافة، ولكن حين نترجمها للقارئ فتلك مساحة لا ترى بالعين المجردة ..ويقول العنوان الخجول (الحركة الإسلامية ترتب لإطلاق مشروع البنيان المرصوص) ..قبل التفاصيل، فأن مساحة الخبر – وموقعها في ترتيب صفحات الصحيفة – تعكس حال الحركة الإسلامية .. فالصحيفة ملأت فراغاً صغيراً في أخيرتها بهذا الخبر، ولو وجدت مادة منوعات لما وجد الخبر طريقا إلى تلك المساحة .. وسبحان مغير الأحوال..قبل سنوات قليلة، إذا حياك أحد الشيوخ – باسم الحركة الإسلامية – في مناسبة إجتماعية كنت تجد تحيته في صحف اليوم التالي ( مانشيات حمراء)..!!

:: والمهم، تفاصيل الخبر .. الدكتور عبد الله يوسف، أمين أمانة الإتصال التنظيمي بالحركة الإسلامية، خاطب الملتقى التنظيمي المركزي السابع للحركة الاسلامية، والصحيفة نقلت بعض خطابه الى تلك المساحة .. هل سمع أحدكم بهما؟، بالدكتور عبد الله يوسف والملتقى المركزي السابع للحركة الإسلامية .. ربما .. لكن (أنا)، وأعوذ بالله من (أنا و أنتم)، لم أسمع بهما إلا ( أُمبارح).. سبحان مغير الأحوال أيضاً.. قبل سنوات قليلة،عندما يلتقي ثلاث من شيوخ الحركة الإسلامية في موقف مواصلات أوملتقى طرق، كان يتحول هذا اللقاء – في صحف اليوم التالي – إلى أخبار وتقارير وحوارات و صخب وإزعاج.. ولكنهم يلتقون اليوم مركزياً، ولا يسمع بملتقاهم إلا أحد المحررين بالرأي العام ..!!

:: وفي التفاصيل أيضاً، وعد شيخ عبد الله أهل السودان بإطلاق مشروع البيان المرصوص خلال هذا العام.. وقد يسأل القارئ، مشروع البنيان المرصوص (يعني شنو؟)..لقد شرح شيخ عبد الله معنى المشروع في مٌتن الخبر ..فالرجل يتوجس، ويرى أن أكبر تحدي يواجه الحركة الإسلامية هو الإستمرار في مشروع الهجرة إلى الله، وألا يكون هذا المشروع موسمياً.. هذا ليس تحدياً، فالتحدي الوحيد الذي يواجه الحركة الإسلامية هو إثبات وجودها و أنها لم تعد مجرد كيان هلامي في مخيلة البعض .. وما علينا، فالمهم عقد شيخ عبد الله العزم بأن تكون هجرة أهل السودان إلى الله ( يومياً) أو ( أسبوعياً) أو (شهرياً)، فالمهم ألا تكون موسمياً ( زي الخريف).. !!

:: ولكن، ما لم أكن مخطئاً في فهم علاقة المسلم بالله ورسوله الكريم والإسلام و أركانه و قيمه – وهي المسماة هنا بالهجرة إلى الله – فانها علاقة خالية من تقسيمها إلى ( أزمنة).. أي هي هجرة بمثابة إيمان بالله على مدار اللحظة وحتى الممات، وذلك بإجتناب الذنوب والإجتهاد في الفضائل ..ولذلك نسأل، أية هجرة تلك التي كانت (موسمية)، ويسعي شيخ عبد الله لتحويلها إلى (يومية أو أسبوعية)؟.. لا تُوجد مثل هذه الهجرة إلا في مخيلة شيخ عبد الله، وقد صدقها .. فليهرول لها كما فعل أشعب ..!!
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الحركة الاسلامية ذلك الكيان الهلامي الغريب الشكل و المضمون .. فلا هو حزب سياسي و لا جمعية خيرية و لا مؤسسة و لا ادارة حكومية و غير مسجلة باي صفة في اي مكان … و لكنها تصرف لها اموال الدولة و يتراسها رئيس الجمهورية و كبار زبانية الحكومة و التنظيم الحاكم .. حركة تشبه الماسونية و الجمعيات السرية لكنها علنية لا يدري احد مصدر تمويل لها و لا حسابات و لا مراجعة … و هي التنظيم الهلامي الذي قام بانقلاب يونيو 89 .. الانقلاب الذي اساء الى الاسلام و السودان و شعبه …
    فليرفعوا ما شاؤوا من الشعارات الوهمية فهم مجرد وهمه … و قد رفعوا من قبل شعارات : هي لله لا للسلطة و لا للجاه ….. و امريكيا روسيا دنا عذابها …. ما لدنيا قد عملنا ….. ناكل ما نزرع و نلبس مما نصنع …. و قد اعلنوا تمزيق فواتير القمح و السكر و دقيق الفينا و غيرها من الشعارات التي بلوها و شربوا موريتها …
    الفاقد للدين و العقل و الاخلاق لا لوم عليه و هم كذلك

  2. الحركة الإسلامية التي يمثلها البشير ونافع وعلي عثمان وبقية الزبانية لا تمثل بالنسبة لمحمد أحمد السوداني الذي طحنته سياسات هذه الحركة الماسونية – لا تمثل أكثر من صفر وصفر ضخم وعلى الشمال “كمان”! آل حركة إسلامية آل! لو أسموها التيار الإسلامي المتصهين، لكان أفضل لهم

  3. فليعلم هذا المنافق ان بنيانه المرصوص هذا باذن الله سينهار لان قواعده بنيت على الضلال ةالتضليل والخبث والمكر وخداع الناس باسم الدين الحنيف ففى عهدهم الاغبر الذى يطلقون عليه نعمت والقاب حق ارادوا بها الباطل فنسمع اعادة صياغة الانسان السودانى وفعلا هذه الاعادة تمثلت فى انهيار التعليم بكل مراحله ومناهجه وبعدها سمعنا بربط اهل الارض بقيم السماء وكان هذا الربط ان طار كل اهل السودان الى الخارج وطارت الاسعار الى السماء وذكروا تارة المشروع الحضارى فاذا بكل المشروعات تنهار وعلى راسها مشروع الجزيرة العملاق والعمود الفقرى لاقتصاد السودان والان يقولون الهجرة الى الله فهاجر معظم شباب السودان والبقية الان فى صفوف الانتظار وقد كان ملاذهم دولة اسرائيل فيا عصابة الرقاص اعلموا ان الله طيب لايقبل الا الطيب فاين انتم من العمل الطيب والقول الطيب وان الله ينصر من ينصره ويقيم اركان دينه عدلا وانصافا ورحمة بعباده فاين عدلكم وانصافكم ورحمتكم لعباده الذين عذبتموهم واذليتموهم واشبعتوهم قتلا وتشريدا وظلما واضطهادا .

  4. حركة اسلامية .. هجرة الى الله .. البنيان المرصوص .. جبهة قومية .. اتجاه اسلامى .. النظام الخالف (التالف) .. كلها مسميات لوسائل وليست غايات

    الغاية الوحيدة هى التمكين وماعداه كلها طرق تؤدى لنفس الغرض

  5. السؤال هنا هل هذا التنظيم حكومي وهل يتبع لاي وزارة و هل يتلقى رئيسه هذا مرتباً من الدولة عشان عايزين نعرف قروشنا دي راحت وين.

  6. بالمناسبة الكلام ده ما جديد بس محير
    واذا إستصحبنا بعض ما ورد في المقال تزداد حيرتنا،
    ما المقصود بالتوجس وما هو شكل التحدي الذي يواجه الهجرة الي الله ولا يفوتك أنه
    يدعو لاستمرار، والاستمرار يكون لما هو قائم والتحدي لما يواجه الحركة الإسلامية تحديدا، ومشروع البنيان المرصوص وداني بعيد،
    قال الله تعالى : ( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص )
    تقول في الخاتمة ما لم أكن مخطئا وفي ظني أن الهجرة التي ذهبت بنا اليها غير الهجرة التي يعنيها الشيخ الدكتور عبد الله يوسف

  7. شعار ساكت….
    ماذا يقصدون بالهجرة الى الله ؟؟؟؟ ام انها آخر احابيلكم ايها المنافقون الضالون ؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..