إنذار مبكر: أمن البحر الأحمر

مضوي الترابي
أثناء حرب الخليج الأولى و في بداية العقد الثامن من القرن الميلادي الماضي، هددت إيران أكثر من مرة بأن لديها القدرة العسكرية لإغراق إحدى شاحنات النفط العملاقة في الخليج و إغلاق مضيق هرمز في وجه الملاحة البحرية من الخليج تجاه أعالى البحار، الأمر الذي لو تم لأدي لإخراج أكثر من 15 مليون برميل من النفط في اليوم هى أغلب إنتاج الدول العربية المطلة على الخليج في ذلك الزمان، ما قد يؤدي إلى أزمة محروقات في الغرب أسوأ من تلك التي شهدها العالم بعد حرب أكتوبر/ رمضان بين إسرائيل و دول المواجهة العربية عام 1973.
خطط المملكة العربية السعودية الاستراتيجية لإحتواء الخطر الداهم، ومعها بعض دول الخليج (بما فيها عراق صدام حسين وقتها)، و معها المصالح الغربية الكبيرة، لم تكن تخفي على عيون المراقبين. بدأت المملكة العربية في بناء خط أنابيب الجبيل ينبع، ليكون بديلا لتصدير النفط عن طريق البحر الأحمر بدلا من الخليج العربي، و أكمل العراق بناء خطين من الحقول الجنوبية (خط ام قصر ينبع و خط حقل الرميلة ينبع عن طريق البصرة، اضافة إلى الخط الشمالي من حقول كركوك إلى تركيا لتجنب مرور الزيت العراقي عن طريق مضيق هرمز). هذا في مجال البنى التحتية لإيجاد طرق بديلة بعيدا عن مضيق هرمز لحرمان إيران من الميزة الاستراتيجية و الورقة الرابحة التي تمس أمن الطاقة الكوكبي و النمو الاقتصادي الغربي و العربي.
خطط البنى التحتية تزامنت معها عقود تسليح و إنفاق عسكري ضخم في المملكة العربية السعودية، تمثل في صفقات طائرات القيادة و السيطرة و الانذار المبكر المشهورة بالأواكس، و المطاردات و القاذفات الجوية ممثلة في طائرات الأف 15 و الأف16 ، و صفقات مشروع اليمامة مع بريطانيا، والمشروع البحري المعروف باسم ذات الصواري مع فرنسا، إضافة لمشاريع قيادة و سيطرة (مشروعي درع السلام و صقر السلام) بانفاق فاق آلاف الملايين من الدولارات و مشاريع مشابهة و إن كانت أقل قيمة في الإنفاق و الحجم في دولتي الأمارات العربية المتحدة و الكويت.و ليس آخرها خط الأنابيب ما بين الأمارات و سلطنة عمان لتجاوز مضيق هرمز نهائيا، الذي تم إنجازه في صمت و في زمن قياسي.
مخططو الاستراتيجية الإيرانيين كانوا بلا شك يتابعون خطط دول مجلس التعاون الخليجي و حلفائهم الغربين عن كثب. و يفهمون دون شك أن هذه الخطط القصد منها هو حرمان الجمهورية الإسلامية من أي ميزة إستراتيجية تخصها بها جغرافيا الخليج ووجود كل حقول النفط العملاقة على شاطئيه أو بالقرب منه كما هي حال الحقول العراقية الجنوبية بالقرب من شط العرب. فعمدت ايران منذ إنهيار الإتحاد السوفيتي السابق “مستفيدة من فوضي السنوات الأولي للإتحاد الروسي الجديد” بتعزيز قدراتها البحرية خاصة في مجال المدمرات و الفرقاطات و سفن الإمداد و الانزال والغواصات بعيدة و متوسطة المدى التى يفوق مداها حاجة الدفاع عن الخليج و الحدود الجنوبية لإيران. إضافة الى قوة جوية و صاروخية بعيدة المدى كعامل ردع إضافي. كما أن العلاقة المتميزة مع النظام السوري و حزب الله شمال البحر الأحمر و بالقرب من المدخل الشمالي لقناة السويس، و العلاقة مع الحوثيين في اليمن بالقرب من باب المندب في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، هي جزء من إستراتيجية الاقتراب غير المباشر لتعويض الميزة الاستراتيجية التي فقدتها إيران بتناقص الأهمية الاستراتيجية للخليج كأكبر شرايين إمداد الغرب بالطاقة خلال العقود الأربعة الماضية.
ورأت دراسة صادرة عن معهد بيغن-السادات للأبحاث الإستراتيجية في في مدينة الناصرة في إسرائيل إنهمع تصاعد حدة التوتر في الشرق الأوسط بسبب البرنامج الإيراني للأسلحة النووية، وضعت إيران إستراتيجية جديدة وجريئة لبحريتها، وأرسلت سفنا حربية إلى البحر الأبيض المتوسط للمرة الأولى منذ عام 1979.وأضافت الدراسة إن اتخاذ هذه الخطوات الجريئة من قبل البحرية الإيرانية هدفها تخويف الغرب من مواصلة ضغوطها على طهران بشأن قضية تطوير التقنية النووية، لتثبت للغربيين أن إيران قادرة على إثارة القلاقل في المنطقة، بمساعدة حلفائها ومواجهة الوجود البحري الأمريكي، إذا استمرت الخطط الإسرائلية /الأمريكية لتوجيه ضربة عسكرية للبرنامج النووي الإيراني، كما قال مًعد الدراسة د. شاؤول شاي.
وزادت الدراسة أنه في حزيران (يونيو) الماضي أعلنت إيران أنها ستجري مناورات بحرية مع سورية وروسيا في شرق البحر المتوسط، ويعكس هذا نوعا منا لتغيير المستمر في إستراتيجية البحرية الإيرانية عبر تبني إستراتيجية جديدة. حيث تقوم إيران بإرسال سفن حربية إلى المياه الأخرى بما فيها منطقة الخليج من سلطنة عمان وبحر قزوين والبحر الأحمر، وحتى البحر الأبيض المتوسط. وفي 18 شباط (فبراير) من العام 2012، أعلن الأدميرال حبيب الله سياري أن سفينتين حربيتين دخلتا البحر الأبيض المتوسط للمرة الثانية منذ الثورة الإسلامية عام 1979، ورستا في ميناء طرطوس السوري، للتأكيد على مدى التعاون بين طهران ونظام الأسد. و حلفائه الروس.
إستمرارية نظام الأسد مشكوك في أمرها و كل الإحتمالات مفتوحة، و الوجود الاسرائيلي سبق الوجود الإيراني منذ أن تجرعت إسرائيل كأس الحصار البحري لمنافذها الجنوبية في إيلات بعد أن أغلق الأسطول البحري المصري مضيق باب المندب في وجه الإمداد الاسرائيلي أبان حرب أكتوبر/ رمضان 1973. و من يومها وإسرائيل تعمل بهمة و نشاط في تعزيز وجودها العسكري والإستخباري في إرتيريا و أثيوبيا، و في الجزر النائية في النصف الجنوبي للبحر الأحمر، لمراقبة الوجود البحري الايراني، و مراقبة تهريب السلاح عبر السودان و مصر وسيناء و النقب الجنوبي لحلفائها في قطاع عزة.
سعت إسرائيل بكل السبل لإحتواء أريتريا وإقامة قاعدة لها في ميناء مصوع والاستفادة من الجزر الاريترية على امتداد ساحلها على البحر الأحمر البالغ أكثر من (١٠٠٠) كلم والذي يضم أكثر من (٣٦٠) جزيرة ترتع فيها إسرائيل وتمرح بكل حرية ولعل أهم قواعدها هناك قاعدة رواجيات ومكهلاوي على حدود السودان، ليس هذا فحسب بل إن تلك العلاقة تضمن لها إقامة قواعد جوية في كل من جزيرة حالب وجزيرة فاطمة بالقرب من مضيق باب المندب، ناهيك عن استئجار بعض الجزر الاريترية الاستراتيجية التي تسيطر على مدخل البحر الأحمر من الجنوب ولعل أهم تلك الجزر جزيرة دهلك التي أقامت إسرائيل فيها قاعدة بحرية وتستخدم تلك الجزيرة مركزاً للرصد والمراقبة في البحر الأحمر على كل من السعودية واليمن والسودان والصومال وحركة ناقلات النفط.
المواجهة الإسرائيلية الإيرانية في البحر الأحمر، و إنتشار الأسلحة الخفيفة و المتوسطة في إيدي الجماعات الإسلامية المتطرفة في منطقة الساحل و الصحراء، بدأ من مالي مرورا بالنيجر وتشاد و دارفور في السودان و حتى سواحل البحر الأحمر في كل من مصر و السودان، إضافة لنشاط حركة عصابات مهربي البشر و تجارة الأعضاء التي نشطت في المنطقة، سيجعل من هذا الممر المائي ممرا غير آمن لإمدادات النفط و التجارة الدولية. فقد أثبتت الأيام أن زورقا بحريا صغيرا لا تتجاوز قيمته بضعة آلاف من الدولارات إستطاع في ميناء عدن في 12 أكتوبر2000. أن يجعل من بارجة حربية أمريكية تتمتع بكل سبل الحماية و الرصد و يفوق ثمنها مئات الملايين من الدولارات بطة عرجاء لا حول لها و لا قوة، في أول محاولة تدشين بحرية للجيل الرابع لفن الحرب.
اثمن عاليا هذا الجهد المسئول من الأستاذ مضوي
وهو يصلح كدراسة استراتيجية توضع في أضابير وزارة
الخارجية وللمسئوليين عن الأمن القومي …
لكن الأمن القومي مشغول الأيام دي بالمعارضة الداخلية
يقبض على هندوسة ويحلق ليها صلعة ، أو يقتل عوضية أو يسجن
خميسة … أما وضع دراسة مسئولة من وين يمكن أن تضرب الطائرات الإسرائلية
أو أيه ممكن يحصل إذا إنضربت ناقلات نفط على البحر الأحمر … ايه
اللي ممكن يترتب على كده ….
دا ما شغل الأمن …
ومافي مشكلة …
لأنو الطيارات الإسرائلية ممكن نشوفها بالنظر وكان ضربتنا نغتغت
عليها ب”فقه السترة” …
نحن نعلم جيدا ان نظام الانقاذ اتي في توقيت خاطي تماما ولم يضع اي حساب للتحولات الاستراتيجية الكبري التي حدثت في العالم بانفراد الكتلة الراسمالية بقيادة العالم متمثلا في الولايات المتحدة والدول الغربية . حقوق الانسان والحكم الديمقراطي الراشد ومحاربة الارهاب مسوغات تهتك سيادة اية دولة وتصبح ذرائع مبررة من الغرب لاستباحة الدول الضعيفة .
ادخلت الانقاذ السودان في وسط قمقم التقاطعات الاستراتيجية الدولية والمصالح الكبري باستخراجها للبترول وادخالها للصين الناشئة غريمة الغرب الي وسط بؤر الصراع والاطماع في افريقيا متمثلة في منطقة البحيرات الغنيةواستعملت الانقاذ البترول في افساد وتشتيت الشعب السوداني وتفتيت الاواصر واللحمة الوطنية بقتل الجنوبيون والدارفوريون وشراء ذمم المعارضين وحرب هوجاء في جنوب كردفان ولانفول (جبال النوبةاذ انها تسمية عنصرية بغيضة ومنتنة) والنيل الازرق بل في تقتيت الكتل الشمالية بالولاية الشمالية ونهر النيل .استولت الانقاذ علي الحكم ولم تستحضر التاريخ ولا الجغرافيااذ ان السوادان ابان انهيار الدولة المهدية كان الولة الوحيدة التي تكالبت عليها جيوش المستعمر البلجيك من الجنوب والايطاليين من الشرق وبريطانيا من الشمال وفرنسا من الغرب اذا ارض بكل هذا الغني والموقع الاستراتيجي هل تترك سدي لتحكم بمجموعة تجهل الحكمة وينقصها استحضار المواعظ من التاريخ ؟
ارجو ان يتحفنااساتذة الاستراتيجية امثال د. مضوي بالكتابة عن مدي الخطر الاستراتيجي الذي يحدق بنا من جراء استمرار الانقاذ في اللعب بالنار ومن جهلها بالتاريخ والجغرافيا وبالدين وادارة شئون الدنيا.
كما ارجوه ان يكتب لنا عن كيفية ادارة الازمات ولنا في السودان حالة تمثل مادة جيدة للكتابة
كيف لارتريا ان تضع البيض والحجر في سلة واحدة
بمعني كيف حافظت علي علاقتها مع اسرائيل وايران في نفس الوقت
وتؤجر جزرها للطرفين !!!!!!!؟؟؟
وبعدين كما اعتدنا سماعها من اهل الخليج حينما يريدون بها قولة لم تزد شيئا هذا كله معروف بالضرورة ايها الدكتور ماذا نحن فاعلون تجاه ما اسردت ؟؟ هذا هو السؤال والاجابة سنحتفظ بحق الرد متما شاء لنا الاله
لك التحية دكتور مضوى / وآسفاى عندما يكون أمثالك بالسودان موجودين وتسلم حقيبة وزارة الخارجية لتجار الأسمنت .
موضوع ممتاز و معلومات موسوعية
للاسف مواقف الاستاذ مضوي لا تتفق
مع معرفته المتنوعة فقد وقع
مع الشريف زين العابدين
اتفاق صلح مع الانقاذ في احلك
اوقاتها مع علمه بسوءاتها، كان
مهندسا اساسيا لذلك الاتفاق
لذا و على علمه الغزير فمواقفه ضعيفة
لا ترقى لأن يكون مسئولا في حكومة
ديمقراطية قادمة فمن جرب المجرب
حاقت به الندامة
واهم من يظن أن هناك عداء بين الغرب وايران …. لو كانت ايران تهدد المصالح
الغربية لضربت الولايات المتحدةالمفاعلات النووية الايرانية منذ زمن بعيد كما
ضرب الكيان الصهيوني المفاعل العراقي بداية ثمانينات القرن الماضي بمباركة
أمريكية .
وماهو دور السودان ألآن وما موقفه سواء من الناحية الأسلامية وموقف الأنقاذ حسب وجهة نظرها تجاه اسرائيل؟ وثانيا ان من المسلمات ان اليهود يأخذون كل شيئ ولا يعطون شيئا لأي طرف فاذا كان الأريتريون يبنون علاقتهم معهم ويعتمدون عليهم ونحن بمواقفنا الثابتة حسب الأنقاذ لماذا تبنون علاقات مع الأريتريين ولماذا تسمحون لهم بالدخول الي بلادنا بل وتحت ابصاركم يااننقاذيون يزورون الجنسية السودانية ويحصلون عليها هي والجواز والرقم الوطني ويدخلون السودان دون رقيب او حسيب ولهم طابور خامس من قبيلتهم يدعمهم ليصيروا سودانيين امامكم ويغيرون البنية السكانية في الشرق ومدنه ودولتهم تعمل ماتشاء وكيف تشاء لماذا هذا الوهن والتناوم عن مشكلة ومؤامرة كبري ضد السودان؟ فأذا كان مقال الترابي عن اليهود وعلاقتهم مع الأريتريين فلماذا لا يكتب عن السودان وتغيير الهوية فيه والجرائم التي تحدث ضد وجود الوطن والمواطن رغم ان الموقف الأسلامي والوطني لا يبرر ولا يسمح بأن نتغاضي عن مصيبة تحدث كل ثانية ضد الوطن وشعبه ونكتب عن هؤلاء فلننظف بلادنا من هؤلاء ثم تكلموا عن علاقاتهم مع اليهود وايران وهذا هو سبب ضياع السودان يتركون الكوارث والقذارات تملأ البلد ويتكلمون عن ايران واسرائيل يامضوي الحق بلدك وأرضك قبل ان تتناول الآخرين