الغرب يعيد حساباته: حل الأزمة السورية يبدأ بتسليح المعارضة

واشنطن تدرب مقاتلي المعارضة وبريطانيا تسعى لتزويدهم بعربات مصفحة، والجيش الحر يتعهد بإسقاط النظام خلال شهر.

عواصم ? يبدو أن الغرب المتردد بدأ فعليا بتبني خيار تسليح المعارضة السورية بعد مرور عامين على الحرب التي أدت لمقتل سبعين ألف شخص حتى الآن.

ومع تعالي الأصوات المطالبة بمنح المعارضة “غير الإسلامية” أسلحة ثقيلة، قالت بريطانيا إنها ستزود مقاتلي النظام السوري بمعدات حماية شخصية وعربات مصفحة، فيما أكدت واشنطن أن عشرات الدول تقوم الآن بتدريب المقاتلين، داعية الأسد إلى إعادة حساباته وتبني الخيار السلمي لحل الأزمة.

واعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاربعاء ان بلاده ستزود المعارضين بمساعدات عسكرية غير القتالية تبلغ قيمتها 20 مليون دولار (15,4 مليون يورو) وتأتي “كاستجابة ضرورية ومناسبة وقانونية” للمعاناة الانسانية “الشديدة” في سوريا.

واضاف امام البرلمان ان “الحقيقة تظل ان الدبلوماسية تاخذ وقتا طويلا واحتمالات حدوث اختراق فوري ضئيلة”.

وياتي اعلان هيغ بعد ان سمح الاتحاد الاوروبي الخميس الماضي بامداد مسلحي المعارضة بالمعدات العسكرية والتدريب.

وقدمت بريطانيا للمسلحين السوريين معدات مثل مولدات الكهرباء واجهزة الاتصالات بقيمة 9,4 مليون جنيه استرليني (14,2 مليو دولار، 10,9 مليون يورو).

الا ان هيغ قال ان حكومته مضطرة الى التحرك باتجاه بذل “مزيد من الجهود النشطة” من اجل انهاء العنف.

واضاف امام البرلمان “سنوفر الان كذلك انواعا جديدة من المعدات غير القتالية لحماية المدنيين، تتخطى ما قدمناه سابقا”.

وقال ان هذه المعدات “ستشمل بالتاكيد عربات مصفحة رباعية الدفع، على سبيل المثال، لتمكين شخصيات المعارضة من التنقل بحرية اكبر، اضافة الى معدات حماية شخصية من بينها ملابس واقية”.

واضاف ان بريطانيا ستمد المسلحين السوريين بمعدات لتجربتها تحسبا لاستخدام النظام اسلحة كيميائية.

ويمنع الحظر الذي يفرضه الاتحاد الاوروبي على الاسلحة الدول الاوروبية من تزويد المعارضة السورية بالاسلحة، رغم ان بريطانيا سعت لرفع هذا الحظر.

من جانب آخر، دعا رئيس هيئة اركان الجيش السوري الحر العميد سليم ادريس الدول الغربية الاربعاء الى امداد المعارضة السورية بالاسلحة والذخيرة معتبرا ان المسلحين سيتمكنون من الاطاحة بنظام الرئيس بشار الاسد “خلال شهر” في حال حصولهم على المساعدات.

وقال العميد ادريس في بروكسل في كلمة امام مجموعة من الاحزاب السياسية الوسطية في البرلمان الاوروبي “ما لدينا قليل، بل قليل جدا”.

واكد ان قلة الاسلحة والذخائر تعيق تقدم الجيش السوري الحر وتتسبب في المزيد من المعاناة للمدنيين، داعيا دول الاتحاد الاوروبي الى رفع الحظر عن الاسلحة.

واضاف “لا نحظى سوى بقليل جدا من الدعم من الدول الغربية”.

واكد ان القوات النظامية السورية تستخدم المدفعية الثقيلة وصواريخ سكود ضد المدنيين وان المسلحين يحتاجون الى صواريخ مضادة للدبابات والطائرات.

وقال امام اعضاء تحالف الليبراليين والديموقراطيين في اوروبا “اذا توفرت لدينا الاسلحة التي نحتاجها، نستطيع ان نطيح بالنظام خلال شهر”.

فيما اكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاربعاء ان “دولا كثيرا” تدرب المعارضة السورية المسلحة في اطار النزاع الجاري للاطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وقال كيري ان “دولا كثيرة تقوم بالتدريب” من دون تقديم تفاصيل حول الدول المعنية، وذلك في مقابلة مع تلفزيون فوكس في اثناء زيارته الى قطر.

وتابع “المهم ان يقوم الرئيس الاسد (…) بتعديل مقاربته الحالية وان يقول له حلفاؤه ينبغي الجلوس الى طاولة المفاوضات والتوصل الى حل سلمي”.

وفيما ترفض الولايات المتحدة حتى الان تسليح المعارضة السورية اكد كيري الثلاثاء ثقته في ان الاسلحة التي توفرها دول خليجية تصل الى “الاشخاص المناسبين”.

وفي الاسبوع الفائت في روما وعد كيري المعارضة السياسية السورية بمبلغ 60 مليون دولار من المساعدات ودعم مباشر للمعارضين على الارض “لا يشمل اسلحة”.

وتستمر معارك السيطرة على مدينة الرقة شمال شرق سوريا بعد يومين من إعلان مقاتلي المعارضة الاستيلاء على المدينة، في وقت يحاول فيه النظام استعادة المدينة عبر قصفها بشكل عشوائي بالطائرات بعد ساعات من إعلان الأسد أن نظامه انتصر على “المؤامرة” المستمرة في البلاد.

ميدل ايست أونلاين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..