يَا أيُّها الْوَطَنُ الَّذي نَاجَيْتُه…!ا

يَا أيُّها الْوَطَنُ الَّذي نَاجَيْتُه…!

عبد الإله زمراوي
[email protected]

مَا بَيْنَ
عَاطِفَتي الْفَطيرَةِ
وَانْكِسَارِ الْعُمُرِ،
مِئْذَنَةُ الْبُكَاءْ!

أذِّنْ وَقُلْ
حَيُّوا عَلَى الصَّبْرِ
وَغَنُّوا أُغْنيَاتِ الْمَوْتِ
وَافْتَرِشُوا الْعَزَاءْ!

لا تَسَلْني
أيُّهَا الْقِدِّيسُ
عَنْ أُمِّي الَّتي
قَدْ أوْدَعَتْني
عِنْدَ سَقْفٍ
ظَلَّ يَحْرُسُني
يطِلُّ عَلَى السَّمَاءْ!

لاتَسَلْني
عَنْ بِلادٍ
كُنْتُ أُطْعِمُهَا
كَعُصْفُورٍ بِمِنْقَاري
فَعَافَتْني
وَنَامَتْ في الْعَرَاءْ!

لا تَسَلْني
عَنْ حَبيبٍ أوْ قَريبٍ،
كُلّهم يَبْكُونَ
في شِعْري
وقدْ سكَتَ الغِناءْ!
***

مَا بَيْنَ مَسْرَايَ وَمَنْفَايَ
رَهَنْتُ قَصيدتي
وَنَقَشْتُ قَافيتي
عَلَى رَملِ البُكاءْ!

يَا أيُّها الْوَطَنُ الَّذي
نَاجَيْتُه وَبَكَيْتُ
مِثْلَ النَّوْرَسِ الْبَحْريِّ
عِنْدَ سَمَائِهِ الزَّرْقَاءْ!

وَنَشَرْتُ أجْنِحَتي
عَلَى شَفَقٍ
مِنْ الأحْلامِ وَالْبُشْرَى
وَأغْويتُ الرَجاءْ!

وَطَنٌ ، تَحَدَّيْتُ
الْمَجَرَّاتِ الْبعيدَةَ
وَارْتَقَيْتُ إلَى
صَلاةِ الْعِشْقِ،
حَدَّثْتُ السَّمَاءْ!

وَرَسَمْتُ عِنْدَ سَمَائهِ
طُولِي وَعَرْضي
وَانْتِمَائي
وَاقْتَفَيْتُ خُطَى الصَّلاه!

وَحَمَلْتُ مَسْغَبَتي
عَلَى خَطْوِي
وَطُفْتُ عَلَى الْبسيطةِ
مِنْ أقَاصي الثَّلْجِ،
جَمَّلْتُ الْمَكَانَ،
عَزَفْتُ ألْحَاني
وأَشعلتُ الْبُكَاءْ!
***

حُزْنٌ رَمَادِيٌّ
تَمَدَّدَ في
ظَلامِ الْلَّيْلِ
حَتَّى نَامَتِ الأَفْلاكُ
وَاختبأتْ مَصَابيحُ الضِّيَاءْ!

يَوْمٌ شَقِيٌّ آخَرُ،
حُزنُ الْعَصَافِيرِ
عَلَى أعْشَاشِهَا،
وَالْهُدْهُدُ الْبَاكي،
وَأحْلامي الَّتي
أوْدَعْتُهَا وَطَنًا
رَهَنْتُ الْعُمْرَ
عِنْدَطُلُولِهِ الْفَيْحَاءْ!

يَا طَيْفيَ الْوَثَّابَ
أحْلُلْ عُقْدَةً
مِنْ نَظْمِ شِعْري
عَلَّني أجْتَازُ
صَخْرَ الإنْكِفَاءْ!

يَا وَيْلَهُ الْقَلْبُ
الْمسَربَلُفِي الْمُنَى
“كَافِ” التَّثَاؤبَ وَانْفَلِقْ

كَالذَّرَّةِ الصُّغْرَى
وَامْدُدْ سِكَّتي
قَدْ شَاخَ عُمرُ الإخْتِبَاءْ!

يَا وَيْلَهُ
الْقَلْبُ الْمُعَذَّبُ
يَفْتَرِش زيفَ التَّرَقُّبِ
رَيْثَمَا تَأْتي خُيُولُ الْعَاشِقينَ
عَلَى حُشَاشَاتِ الْغِنَاءْ!
***
هَاهُوَ الْعُمرُ أمَامَكْ
وَالرُّؤى تَنْسَابُ
رَقْرَاقٌ خَيْالُكْ،
أيُّهَا الْمَخْبُوءُ
فِي جُحْرِ الْخِبَاءْ!

قَدْ حَسِبْتَ الْلَّيْلَ
أحلامَ الْمُنَى
وَارْتَهَنْتَ الْعُمرَ ممدوداً
على بَحْرِا لرَّجَاءْ!

أيُّهَا السَّاقي كَظِلِّي
أيْنَ كَأْسي؟
لا أرَى كَأسي
وَرَاحِلَتي تَدُبُّ
دَبيبَهَا خَبَبٌ،
وَهَذَا الْعِشْقُ يُسْكِرُني
إلَى حَدِّ الْبُكَاءْ!

عَاشِقٌ أنْتَ
فَلا تَشْقَى،
وَإنْ رَانَ
عَلَى الدَّرْبِ شَقَاءْ!

رَاهِبٌ أنْتَ
عَلَى الْغَارِ
فَلا تَأْسَ،
صَنَعْتَ الْمَجْدَ
أدْمَنْتَ الْبَقَاءْ!

الدوحة-قطر

تعليق واحد

  1. تحياتي أيها المخضرم ،،،
    كنت أود أن أشتري لك باقة من ورد القرنفل الأحمر ،،، لكن الرفاق كانوا جياعا فابتعنا بثمنه خبزا أسمر ،،،

    أخي النصر للكتل الجائعة
    و في الحقل للزهرة اليانعة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..