أخبار السودان

هذا الرجل، هو أحد ابرز منْ دمروا مشروع الجزيرة!!!.

الحلقـــــــــــــــــــة الأولى/

صديق عبد الهادي

والآن، يتابع السودانيون، وهم مأخوذون بالدهشة، المحاولات اليائسة لسلطة الانقاذ وهي تبدي حرصاً كاذباً على مشروع الجزيرة الزراعي. ولسان حالهم يقول، “وما فائدة الحرص الآن والفاس قد وقعت على الرأس؟”. وفي حقيقة الامر، وبالرغم من فداحة خسائر “فأس الجزيرة” إلا انه لا يمثل إلا واحداً من “فؤوس كثيرة” وقعت على روؤس مناطق متعددة من السودان تحت ظل سلطة الانقاذ!!!.

إكتشفت سلطة الراسمالية الطفيلية الاسلامية (رطاس)، وبعد مرور ما يقارب العشر سنوات على تطبيقه، أن قانون مشروع الجزيرة لسنة 2005م، سيئ صيت، يحتاج إلى إعادة نظر!!!، في حين أنه، وطيلة هذه السنوات، كان أن بحَّ صوت المزارعين ممثلين في تحالفهم وفي لجنة ملاك الاراضي، وكذلك جفتْ أقلام الوطنيين من إقتصاديين وإداريين وغيرهم منبهين إلى خطورة ذلك القانون المشئوم، ومشيرين إلى سوء النوايا التي تقف خلفه. إلا انها، أي السلطة المدججة بالقوانيين وبالأمن وبالجهل المسلح، ما كانت تنظر إلا من خلال السياج الذي احكمته للحفاظ على المصالح الضيقة لرأسمالييها الطفيليين!!!.
للناس، فقط، ان يتصوروا، أنه وبعد كل هذا الصيام عن الحقيقة بخصوص ما جرى وما يجري في مشروع الجزيرة، والذي إستمر منذ تبني سياسة تحرير الاقتصاد في اوائل التسعينيات، على ماذا فطرت سلطة الانقاذ؟

قررت السلطة أن “تفطر” بتكوين لجنة لتنظر فيما آل اليه حال المشروع. وإختارت لرئاستها دكتور تاج السر مصطفي!!!.
وبالطبع، هذا إختيار موفق بمقاييس “الإنقاذ” وبمقاييس المستفيدين من تدمير المشروع، وذلك لسببين، الأول، هو ان دكتور تاج السر يعتبر صاحب المساهمة الكبرى، في التاريخ الاقتصادي السياسي لمشروع الجزيرة، والتي أدت إلى تدميره. أما السبب الثاني، فهو ان سلطة الإنقاذ لا تود إعادة تجربة “لجنة بروفسير عبد الله عبد السلام”، لان تقريرها والذي أصبح، اليوم، موضوعاً امام كل المنظمات العالمية، لم يعد يمثل وثيقة إدانة لجرائم ذات طبيعة اقتصادية فحسب وإنما تجاوز ذلك، ليصبح شهادة دامغة على إرتكاب جرائم في حقوق الانسان، قد تصل نتائجها حد المطالبة بتطبيق المادة (8) (2) (ب) من إعلان الامم المتحدة الخاص بحماية حقوق السكان الاصليين، الصادر في يوم 13 سبتمبر 2007م. والذي جاء في منطوق مادته الزام حكومات الدول في العالم بواجب وقف إي فعل من شأنه نزع ملكية اراضي المواطنيين، او مناطقهم او تهديد موارد معيشتهم.

ولكن، للناس في هذا المقام أن يتساءلوا، وما الذي فعله دكتور تاج السر مصطفي في مشروع الجزيرة، لتكون واحدة من نتائج ما فعل أن وضع سلطة الانقاذ في مواجهة الاتهام بخرق مواثيق حقوق الانسان بتهديدها لحياة ستة ملايين من مواطنيها؟!!!.
للاجابة عن هذا السؤال نوضح الحقائق التالية/

إن مشروع الجزيرة ، منذ ان كان فكرة وإلى ان إستوى كمشروع في كامل قوته الانتاجية، كان ساحة لبروز الرؤى من حيث إختلافها، ومن ثمَّ من حيث فرزها. وتلك سمة سادت تاريخ المشروع في كل مراحله وفتراته، بدءاً بفترة المستعمر الذي اسس المشروع.

هناك قضيتان مهمتان عالجتهما الادارة الاستعمارية بطريقة أكفا وأنزه مما قامت به كافة الحكومات الوطنية المتعاقبة. فأما ما قامت به سلطة الانقاذ بناءاً على توصيات دكتور تاج السر مصطفى فيقع خارج هذه المقارنة بين الاستعمار والحكومات الوطنية!!!. فالقضيتان هما قضية الارض وقضية تمويل المشروع. والاخيرة هذه تقع في دائرة علاقات الانتاج. رفضت الادارة الاستعمارية وبشكل قاطع مسألة السماح بالبيع والشراء في أراضي مشروع الجزيرة، وكما انها رفضت تمويل تاسيس المشروع وعملياته الانتاجية اللاحقة بواسطة شركات ومؤسسات القطاع الخاص. وكانت الفلسفة من وراء تلك السياسة، هى أن البريطانيين كانوا يخشون إعادة تجاربهم المؤسفة في مستعمرات سابقة، اي انهم لا يودون المساهمة في خلق طبقة من الاقطاعيين في السودان مثلما حدث وبسبب سياساتهم الخاطئة بشان الارض في الهند وسيلان. وقد ذكر ذلك “آرثر جتسكيل”، اشهر مدراء مشروع الجزيرة، حين قال، ” كان مدير الزراعة يشك في مقدرة السيطرة على الشركات إذا ما امتلكت الاراضي، “وذلك من واقع تجربتي في البلدان الاخرى”، حيث كتب هو، “لا اعتقد اننا من الممكن ان نقيم حساباتنا على توقع مقدار الاراضي التي سيتملكها الاوربيون لكي يتم إرجاعها ثانيةً للمواطنين. إن عقارات ضخمة في الهند وسيلان وُضِعتْ في ايدي الأوربيين وتحت إدارتهم، فليس هناك من توقع ابداً في ان تعود إلى أيدي المواطنيين مرة أخرى….بل وأنني شخصياً أومن بانه وبسبب ذلك سيختفي صغار المزارعين وستذهب الأراضي بذلك الي الرأسماليين المحليين،(اي الذين يقومون بتسليف المال)، وفي نهاية الأمر قد تنتهي إلي ايدي الأوربيين” (آرثر جتسكل “الجزيرة، قصة تنمية في السودان” ص 46).

وقد كانت رؤية مدير الزراعة تلك، تقف في مواجهة رؤية أخرى، وهي رؤية “اللورد إدوارد سيسل”، الذي كان يرى الاستعانة المرحلية والمؤقتة بشركات التمويل الخاصة. ولكن في نهاية الامر تمّ اللجوء والاعتماد على البنك المركزي البريطاني الذي قام بتوفير القرض المالي لمشروع الجزيرة، وبنسبة فائدة تساوي 6%. ارجو ان يقارن القارئ، هنا، بين سعر فائدة المستعمر وسعر فائدة التمويل الاسلامي لمشروع الجزيرة حالياً عبر ما سُمِيَتْ بـ “محفظة البنوك”، والتي بلغت أرباحها 54% (راجع مذكرة تحالف المزارعين إلى النائب الرئيس).

على خلفية هذه الحقيقة التاريخية لاختلاف الرؤى كانت تتم الاستعانة بتكوين لجان لمعالجة الاوضاع في المشروع. ولكن هناك، من بينها، اشهر أربع لجان في تاريخ المشروع تمّ تكوينها وكانت لها بصمات سالبة واضحة في تناول قضاياه. ثلاثة من تلك اللجان كانت تحت إشراف البنك الدولي، أما الرابعة وهي الاسوأ فكانت برئاسة دكتور تاج السر مصطفى، وتحت إشراف سلطة الانقاذ “الاسلامية”!!!.

كانت اللجنة الأولي في عام 1962م وهي “لجنة ريتس”، لم تنجح في فرض رؤية البنك الدولي الرامية لوضع اسس لخصخصة المشروع. وقد يكون لثورة اكتوبر 1964م دور مرجح في تقييد وفشل مهمة تلك اللجنة، والتي لم تتمكن من إنهاء عملها إلا في عام 1966م.

أما اللجنة الثانية فكانت تلك التي جاء على إثرها تقرير البنك الدولي في عام 1983م، حيث تمّ منح قرض لتأهيل المشروع من قِبَل البنك الدولي، والحكومة اليابانية والحكومة الايطالية والصندوق العربي للتنمية. وكان شرط ذلك القرض، وما ترتب عليه هو صدور قانون العام 1984م، الذي ألغى الحساب المشترك، وإستبدله بمبدأ الحساب الفردي. وقد كانت تلك قفزة جبارة في وجهة التمهيد لخصخصة المشروع. والتي لم تتجرأ المؤسسات العالمية على القول بها صراحةً طيلة الستين عام التي سبقت إجازة قانون 1984م، حيث انها، أي تلك المؤسسات الرأسمالية العالمية، كانت تعمل بالقطاعي وبالتدرج الحذر من اجل الوصول لهدف الخصخصة الكاملة.

ولكن اللجنة الثالثة سيئة الصيت والتي عرفت بلجنة دكتور تاج السر مصطفى فعلت ما لم يفعله البنك الدولي صراحة، إذ تمّ تكوينها في العام 1998م، وقدمت تقريرها في نوفمبر من نفس العام. وهو التقرير الذي جاءت توصياته تجر من خلفها كل الدمار الذي لحق بمشروع الجزيرة وباهل الجزيرة وبعموم السودان. وما من سبيلٍ امام دكتور تاج السر مصطفى للتملص من مسوليته التاريخية، ومهما ابدى الآن من محاولات لاجل إنكار ذلك.

……………. نتناول تفاصيل ذلك “التقرير الكارثة” في الحلقة القادمة!!!……………

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. المتابع لكل البرامج والحوارات يجد كلمة واحدة مكررة ارجاع المشروع لسيرته الاولى والسكة حديد لسيرتها الاولى الخ وكل مشاريعنا سرقت ونهبت ودمرت والان نفكر في ارجاعها لسيرتها الاولى ولقد سئمنا من تلك الكلمة التى اصبحت مكررة ومملة ولن ترجع برضو لسيرتها الاولى ونرجو من هؤلاء اللصوص ارجاعنا لسيرتنا الا ولى حيث انني اقترحت ان يعاد الشعب لسيرته الاولى من حيث الاخلاق ويكون الزول الاول فهل للشعب من ربيع ينقذنا من الانقاذ

  2. هناك قضيتان مهمتان عالجتهما الادارة الاستعمارية بطريقة أكفا وأنزه مما قامت به كافة الحكومات الوطنية المتعاقبة. فأما ما قامت به سلطة الانقاذ بناءاً على توصيات دكتور تاج السر مصطفى فيقع خارج هذه المقارنة بين الاستعمار والحكومات الوطنية!!!
    ليه التعجب فقد اثبت بما لايدع مكانا للشك بان الانجليز هم خير من حكم هذه البلاد و سيبونا من الكلام الفارغ عن الوطنية و الاستعمار فبالمنطق و بحساب الانجاز فان ما عمله الانجليز يتفوق على جميع ما تم عمله بواسطة الحكومات الوطنية المتعاقبة سواء كانت مدنية او عسكرية و باختصار شديد فنحن فشلنا فى حكم بلدنا.

  3. لك التحية الاستاذ صديق وانت تفضح لنا هؤلاء الفاسدين المدمرين
    عندما وضع المستعمر نظام التكافل الاجتماعي بالمشروح كان أرحم من هؤلاء
    وكان جميع من بالمشروع يستفيد من الخدمات التي تقدم ويخصص لها نسبة
    من ايرادات المشروع بغض النظر عن من يمتلك حواشة او من لا يمتلك ..
    وهذه قمة التعاون والتكافل وتبادل المنافع بين الناس
    مول البنك المركزي الربريطاني المشروع بفائدة 6% واتي هؤلاء بتمويلهم الذي يسمي زورا
    وبهتانا اسلاميا وبفوائد عالية حتي يتم افقار أهل الجزيرة .. ويكونوا معسرين ولا يستطيعون
    الدفع و من ثم يستولي الطفليين الجدد علي المشروع
    ان وعي أهل الجزيرة لن يمكن هؤلاء الفاسدين من استكمال مخططهم الاستيلائي . وسوف يقف الجميع
    بقوة وشجاعة أمام كل مدمر فاسد .. وأمام كل من يريد أن يكتنز علي حساب البسطاء
    من أهلنا الطيبيين في الجزيرة.
    التحية مرة اخري لك ولجميع الشرفاء الذين يقفون ضد الظلم

  4. السودان بدا يفتقد لكل الاراء العلمية ، حتى صرنا لانفهم لغة الارقام ولغة البحث العلمي ، ديدننا اصبح المغالطات وتسير كل الامور نحو الزات الضيقة ، حينما نسمع بتكوين لجنة لتقيم وضع محدد . يتم الاختيار على اسس مصلحية بحتة ، ولذلك تطمس الحقائق ، وتبرئية الزات من الاخطاء الفادحة وعدم الاعتراف بما ارتكب من اخطاء ، علما بان اصغر المزارعين يعلم تماما بمشاكل المشروع ، الان كل العناصر المخربة تنصلت عن كل افكارها وقراراتها حتى صار لايعرف من الذي تسبب في تلك الكارثة المعينة ، الشريف احمد عمر بدر ، وهو من المخربين للخطوط السودانية نراه يتبجح وينتقض ويتحدث عن مديونية الخطوط السودانية وضعفها مبررا اسباب خصخصتها ، والان دكتور تاج السر مصطفي من اعمدة خراب مشروع الجزيرة يبحث الان عن اسباب تدمير المشروع اسامة احمد عبد الله الذي كان يوصف برجل العصر بادارته لمشروع سد مروي انجاز القرن ، صار الرجل يتحدث بعدم جدوى المشروع ومصاحبته لمجموعة من الاخطاء ، تغير السلم التعليمي واخر توصيات موتمر التعليم العام اوصت بتغير النظام وعدم جدوى النظام القديم ، من الشخص او الجهة المسئولة عن كل تلك الاخطاء ؟؟؟؟؟؟ لانعلم قد تكون الاجابة امريكا او الغرب لانهم يستهدفون عقيدتنا وعرضنا وتاني شنو ما عارف ، امكن دي تكون اجابة اهل الانقاذ

  5. اعتقد بان ليس هناك من مشكلة فى قانون مشروع الجزيرة وكل المنافحين لهم ينطلقون من مواقف شخصية فيكفينا نحن كمزارعين وابناء مزارعين ما اصابنا من هيمنة الموظفين والمفتشين ونظرتهم لنا كعبيد فى مزارعهم كنا صغارا لانسطيع التحدث مع المفتش واباءنا يهرعون جريا لهم فى شوارع الغيط وهم راكبين عرباتهم للتفتيش والمرور ويتعاملون كانهم مستعمرين وعندما نذهب لصرف القطن بالمكتب المزارع يقف الساعات الطوال تحت لهيب الشمس منتظر ان يندهوا اسمة للصرف والكثير منهم يرجع خالى الوفاض من غير ان يندهوا اسمه ولايحق له ان يسال عن حساباتة او يطلع عليها يئس تلك الايام والتى لانتمنى رجوعها ابدا حتى البصات التى ترحل الطلاب من بركات للمدارس بمدنى كانت حكرا لابناء الموظفين كان المشروع كله ملكا للموظفين التكنوقراط بما فيه من مزارعين.
    اعتقد المشكلة الان والتى يجب حلها فورا هى ملكية الاراضى يجب الجلوس مع الملاك وشراء الارض منهم مع دفع مستحقاتهم كاملة حسب ماجاء من اللجنة الوزارية ومن ثم تمليك الارض لمن يفلحها اليوم والمزارع قادر على تمويل ارضة وتسويق منتجاتهوللذين لايعلمون الان شهدت من انتج مايفةق ال 200 مليون جنية من فدانين فقط بصل
    نريد حل مشكلة المياه وتكون العلاقة واضحة بين المزارع ووزارة الرى

  6. اللهم ألطف بالعباد والبلاد من حقد وتخبط الكيزان
    البلاد تعيش حالة خاصة غريبة من انعدام الوزن
    الدولة نشرت الفوضي واللامنهجية في التعليم ، الإقتصاد ، الإدارة العامة ، الأمن
    الفساد … الفساد … الفساد …
    الدمار … الدمار … الدمار …
    العار … العار … العار …
    الخراب … الخراب … الخراب …

  7. ألأخ / صديق

    تحية طيبة

    لقد بكينا كفاية!! العمل كيف؟

    أولا علي الحكومة السودانية أن ترفع يدها عن الجزيرة وأهلها وتتركهم في حالهم.

    سوف تستطيع الجزيرة النهوض من جديد بأهلها ورجالها ونسائها أبعدوا

    عنها.

    أنا لست بالحالم ولكن أثق في أهل الجزيرة.

  8. ياحليلة ارض الخير
    دي الكان عطاها اعم
    دي الشايلة للاجناس
    صار البعيد ودعم
    ارضا تجيب الماس
    حلبوها ناس دلدم
    الخونة والانجاس
    جلبو الفقر والهم
    ضاع الكان الساس
    وبكت الفقاري الدم
    لا حقنة لاكراس
    خير الجزيرة انخم
    بلعوها اشباه ناس
    وخلو الارض في غم
    وين الشريف ياناس
    الهندي ودالام
    الازهري النبراس
    الكان بزيل الغم
    ماسرقو عرق الناس
    ذي كهنة الانقاذ
    الهدو ساس وطنا
    كان هو العظيم الشان
    وداسو الجزيرة الخير
    قبلة بني السودان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..