عسل شرقاوي

اسحاق الحلنقي

حول ما كتبته الزميلة منى أبوزيد في عمودها بصحيفة حكايات تعقيباً على ما كتبه الأخ الشاعر الرقيق سعد الدين إبراهيم في ما يخص الحب على طريقة الكاتب الروسي « تور جنيف» أقولها بصدق إن هذا الكاتب كان يعاني من حالة امتلاك قهري للعذابات الناتجة عن حبه لأمّ ظالمة.. وفي هذا الصدد آو أن اتعرض إلى حكاية بطلها أحد الرسامين حيث نظر إلى وجه زوجته المعبأ بالتجاعيد فقرر أن يسافر إلى جزر هاييتي حيث التقى هناك بعذراء تصغره بحوالي ثلاثين عاما فأخد في رسم وجهها لمدة شهر كامل إلا أنه فوجئ بعد الانتهاء من اللوحة أنه كان يرسم وجه زوحته المعبأ برذاذ من الحزن الشفيف.. وفي رأيي أن هذا المشهد يؤكد لنا أن الجمال الروحي المتمثل في زوجة هذا الرسام كان هو المسيطر عليه وجدانيا أما الملامح الربيعية فإنها تعد مجرد ضيف عابر لابد وأن يرحل يوما.. وفي هذه تأكيد أن الحب الحقيقي لا يؤمن بدورة الفصول سواء إن كانت ربيعا مشرق العيون أو خريفا يتوكأ على عصاة من دموع.
{ كلنا يعلم أن سفاح إيطاليا المعروف «موسليني» جعل من الشعب الايطالي مجرد مجموعات من الحملان كان هو جزارها.. ويروى أن «موسليني» شهد حفلا في إحدى المدارس الثانوية حيث استرعت لنتباهه صبية كانت تعزف على البيانو لحنا « لموزارت» فهام بحبها إلى درجة أن عددا من قواده المقربين نصحوه أن يترك دربها مؤكدين له أنها قد تتسبب في كارثة يدفع ثمنها الشعب الايطالي خاصة وأن البلاد كانت أيامها تعيش حالة حرب.. فخاطبهم القائد العجوز قائلا: لم تتبقَ لي شموعا أخشى عليها من الرياح فدعوني أعيش.. وقيل إنها بعد قيام الثورة التي أطاحت بمجده السلطوي نظرت إلى رأسه معلقا في أحد الميادين العامة.. فقالت لأختها ليته كان بين أحضاني أضمه بعيوني كما كنا في سالف الأيام.
{ حين تفحص قاضٍ بريطاني ورقة الاتهام الخاصة بأحد المتهمين في جريمة سرقة تبين له أن التقرير الطبي الخاص بهذا المتهم يشير إلى أنه مصاب بدرجة متقدمة من مرض عضال وأن أيامه في الحياة توشك أن تغادر فأخد يتأمله فوجد أنه كهل انكسر عوده فأصبح بلا ظل، فأحس القاضي بلمسة من الضعف استولت على قلبه تجاه المتهم بالرغم من علمه الاكيد أن صلابة القانون البريطاني لا تعرف ضعفا أمام متهم اعترف بجريمته اعترافا قضائيا.. فأخذ يسأل نفسه: ما هي النتيجة التي سيؤدى إليها الحكم بالسجن على هذا المتهم الكهل؟.. ثم تصور منظره بين قضبان سوداء على رأسها سجان لا يرحم.. فجأة أعلن القاضي قراراً ببراءة المتهم، ثم قدم استقالته وغادر قاعة المحكمة.

عسل شرقي جداً:
لو كسوك عقد الجواهر
يبقى نورك ليهو باهر
أما أمواج الضفاير
خلت الليل كلو داير
إنت نايم في حريرك
والمساهر بيك يساهر
ما علي لو جات مواكب
وللا فاتتني المواكب
القمر ما دام معايا
أعمل إيه أنا بالكواكب

فنون

تعليق واحد

  1. الشعر موهبة من الخالق قبل كل شئ أما الكتابة فتحتاج لاطلاع وممارسة.. فارضى بما قسمه الله لك ياحلنقي وأشكره على ذلك..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..