بلقيس امرأة؟ا

بلقيس امرأة؟!

آمال عباس

٭ (إن الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا أعزة أهلها اذلة وكذلك يفعلون)،آية جاءت في القرآن الكريم على لسان بلقيس ملكة سبأ.
٭ بلقيس كانت ملكة ناجحة وثاقبة الرؤية ومتمكنة من عرشها العظيم.. وكانت ذات قدرة فائقة عى النقد الذاتي.. جاءت العبارة بمثابة التحذير المبكر من بطش الملوك واستبدادهم بالمحكومين.
٭ حدث هذا من آلاف السنين وقت ان كانت بعض الشعوب تعبد ملوكها وتعتبرهم الهة.. وقد ظلت هذه الفكرة سائدة في اوربا لازمان طويلة وكان الملوك يحكمون بمقتضى حق الهي وبالتالي لم يكن من حق احد معارضتهم او حتى توجيه النقد لهم.
٭ اما بلقيس فقد كانت أنموذجاً آخر فريداً ومتميزاً من الملوك وحكايتها مع النبي سليمان ابلغ دليل على ذلك.. لم يكن سليمان ملكاً فحسب.. بل كان نبياً وعالماً.. فضله الله على كثير من عباده المؤمنين وخصه بجنود من الجن والانس والطير وقد انعم الله عليه بفهم منطق الطير والحيوان وسخر له الريح عاصفة تجري بأمره الى الارض.
٭ أرسل نبي الله سليمان الى بلقيس هدهداً يحمل رسالة تدعوها وقومها الى دين الله.. كانوا يعبدون الشمس من دون الله.. لم تسرع بلقيس بالاجابة بل جمعت قومها وخاطبتهم (يا أيها الملأ اني القى الى كتاب كريم) ثم اضافت (يأيها الملأ افتوني في امري.. ما كنت قاطعة امراً حتى تشهدون).. لم تطلب مشورتهم وحسب وإنما اكدت لهم انها لن تنفرد بالقرار.. وصاح القوم يعلنون قوتهم واستعدادهم لخوض القتال ضد سليمان لو رأت هى ذلك.
٭ لكن بلقيس كانت اكثر حكمة من رجالها في المشورة.. وقررت ان تتعامل مع سليمان بدبلوماسية وارسلت له رسولاً ومعه هدية قيمة.
٭ رفض نبي الله سليمان الهدية وقرر ان يرسل اليها جنوده ليخرجوها وقومها اذلة صاغرين.. ولما علم بأن بلقيس قررت ان تأتي اليه بنفسها لتتفاوض معه طلب من اتباعه من الانس والجن والطير ان يأتوه بعرشها قبل ان تصل اليه.
٭ وعندما التقت بلقيس بسليمان ادركت على الفور انه ليس بملك عادي وان لا قبل لها بمقاومته فأعلنت دون تردد ايمانها وقالت (رب اني ظلمت نفسي واسلمت مع سليمان لله رب العالمين).
٭ بلقيس امرأة اعطيت فرصة الحكم فكانت مثالاً للحكمة والتواضع وتصرفت افضل كثيراً من ملوك واجهوا مواقف مشابهة وذكرهم القرآن في سورة النحل.. رجال ثمود وقوم لوط اولئك اهلكهم الله لمكرهم وحمقهم.. بينما نجت بلقيس وقومها (وانجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون) صدق الله العظيم.
هذا مع تحياتي شكري

الصحافة

تعليق واحد

  1. ما فاهم حاجة يا حاجّة – يعني دايرة تشوفي لينا بلقيس اليوم كمان ولا شنو؟ يا حليل زمان والزمن القريب ده كمان – والله العظيم في حبوبتنا الله يرحمها توفيت لاقل من شهر ونصف عن عمر يناهز التسعين – اذكر انها وفي امسية من امسيات السنوات الاولى للانقاذ كانت تشاهد معنا التلفاز ولفت نظرها راقص او عارض كما يزعمون فسالتنا قائلة ( من هذا الذي يرقص ؟ ) فقلنا لها : الا تعرفيه يا حبوبة هذا رئيس البلد – فما كان منها الّا ان ردّت مندهشة ( لا حول ولا قوّ الّا بالله – يا أولادي ما عندكم رئيس ) وسكتت – اقسم بالله ثلاثا هذا ما حصل – الله يرحمها اصيلة وبنت اسرة ادارة اهلية تعرف ان الرزانة بالعقل وليست (بالجندر) 0

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..