كوبري الدويم …عنوان بارز لضعف السياحة بالولاية

الدويم:
اصبح كوبري الدويم مكانا للترفيه ومزاراً سياحياً خاصة للأسر، علماً بأن المدينة تفتقر للمتنزهات وأماكن الترويح المفتوحة، فأصبح هو الملاذ الوحيد للكثير من سكان المدينة وبالذات فى فترتى العصر والأمسيات.
ميزات كثيرة يتمتع بها الكوبري سواء من ناحية الموقع أو من ناحية المناخ، حيث يستمتع المواطنون بمناخ معتدل حتى فى حالة ارتفاع درجات الحرارة نسبة لتشبع الهواء بمياه النيل الأبيض الذى تمثل الدويم أعرض نقطة فى مساره من منبعه إلى مصبه، لذلك فإن الهواء يمر عبر مسطح مائى كبير مما يجعله هواء الكوبري منعشاً.
وهناك ميزة أخرى تتزامن مع حلول فصل الصيف، حيث يحدث انحسار لمياه النيل الأبيض، وذلك اعتباراً من شهر مايو وحتى منتصف يوليو، فتزداد المساحات حول الكوبري، ويمكن أن تستغل مصيفاً موسمياً يمكن أن يؤمه الزوار من خارج حدود الولاية، خاصة من ولاية الخرطوم بحكم قرب المسافة التى لا تتعدى مائتى كيلومتر.
«الصحافة» لاحظت تزايد أعداد المواطنين الذين يزورون كوبري الدويم من أجل التنزه والاستمتاع بالهواء النقى، حيث يزدحم بالمئات منهم، إلا أن هذا التدافع والإقبال من قبل المواطنين أصبح يشكل هاجساً، وذلك بسبب افتراش بعض الأسر لجوانب الكوبري والجلوس لساعات، وهذا قد يعرض الأطفال للخطر خاصة مع عبور السيارات من وإلى الدويم، علماً بأن مساحته ليست كبيرة، إذ لا يتعدى عرضه عشرة أمتار، وهنا مكمن الخطورة.
الإقبال الكبير على كوبري الدويم من قبل مواطنى المدينة وما جاورها، كان يفترض أن يلفت نظر الجهات المسؤولة للتفكير بجدية في تشييد حدائق أو مساحات خضراء على جنبات الكوبري من الناحيتين الشرقية والغربية تقضى فيها الأسر وقتاً طيباً، أو يمكن أن تصبح مورداً للمحلية يدر لها دخلاً جيداً، وإذا كانت المحلية غير قادرة على استثمار ما حول الكوبري يمكن أن تطرح هذه المساحات فى شكل عطاءات للقطاع الخاص لاستثمارها وبشروط ميسرة حتى يكون الأمر جاذباً.
حكومة الولاية ظلت ولسنوات تبشر بالسياحة وتتحدث عن أن الولاية سياحية من الدرجة الأولى، وأن بها ميزات لا يوجد فى أية ولاية بالسودان، وهذا الحديث بحسب مهتمين تكرر كثيراً دون أن تكون هنالك أية خطوة عملية لاستغلال الأماكن السياحية حتى للسياحة الداخلية كما يحدث فى ولايات مثل كسلا وبورتسودان والشمالية، حيث اتهم البعض الحكومة بعدم الجدية فى الأمر، مستشهدين بعدم سعيها حتى للترويج عبر وسائل الإعلام المختلفة حتى يقف المستثمرون على ميزات الولاية.
ومن خلال تجوال «الصحافة» بمحليات ولاية النيل الأبيض المختلفة، لفت نظرها افتقار معظمها وعلى رأسها محلية الدويم لأماكن الترفيه، وهذا يعكس عدم اهتمام المسؤولين فى السنوات الماضية بهذا الأمر، وقد انعكس ذلك على حياة المواطنين بارتفاع نسبة الاكتئاب والإحباط، وقطعاً فإن هذا أثر سلباً على حياة الناس، بل كان له دور كبير فى الهجرات الكبيرة التى شهدتها الولاية فى السنوات الأخيرة خصوصا من محلية الدويم.

الصحافة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..