الفيس بوك .. وسيلة حديثة لتصفية الخصومات !!

الخرطوم / نادية عثمان مختار

(الفيس بوك) بعدما صار ملتقىً للأهل حتى لو أنهم يقطنون منزلاً واحداً وملجأ للأصدقاء وللباحثين عن الصداقات الجديدة وللعشاق من ( الحبَيبة) والأزواج وأسرهم !
هل أصبح مكاناً لنشر أسرار البيوت وتصفية الحسابات الشخصية بين الأصدقاء وبث كل ما تعتمل به الصدور من مشاعر أياً كان نوعها حباً أو بغضاً أو ( شكلة) بين أصدقاء الصفحة الواحدة ؟
هل أصبح الفيس بوك عند (الاختصام) ساحة للعراك بين ذوي القربى وعلى الهواء الطلق ؟!
هذا السؤال قامت ( الخرطوم) بطرحه على عدد من مشتركي الفيس بوك من الجنسين
هبة هارون درار الطالبة بكلية طب الاسنان جامعة القاهرة قالت : الفيس بوك نفسه به خاصية تسألني بالقول : ( كيف تشعرين هبة ) ؟! فأشعر برغبتي في البوح بما يعتمل في نفسي خاصة في حالة الحزن ولكني لا أفصح عن مشاعري إلا بالقدر المعقول لأن هنالك أصدقاء يقرأون كلماتي وهي لا تخصهم في شيء لذا يجب أن أراعي لذلك ، ولكن الحقيقة أنني أجد نفسي مضطرة لارسال بعض الرسائل لاناس بعينهم أحياناً أعلم أنهم يتابعون ما أكتب ولا أريد أن أتحدث معهم في الخاص فقط هي رسائل مبهمة يفهمها المقصود بها وحده ولا أحد سواه وهذا يكفي ولكن الفيسبوك ليس مكانا ملائما للعراك الشخصي بأي حال من الأحوال خاصة لو كانت هذه المعارك تدور رحاها بين زوجين أو حبيبن أو أفراد من اسرة واحدة في بيت واحد تفصلهما شاشة كمبيوتر !!
أبدت أماني محمد كامل دهشتها ممن يختارون العام في الفيس بوك عوضاً عن الخاص للحديث حول أمور شخصية جدا ومشكلات ليس من العقل نشرها على ملأ الأصدقاء ( الإفتراضيين)!
كما أنها عبرت عن كامل استيائها من سيدة ورجل يقبع اسميهما في قائمة الأصدقاء بصفحتها قالت أنهما قاما بنشر ( الغسيل الوسخ) لتفاصيل غاية في الحساسية بينهما جراء خلافات عائلية تتعلق باسرتيهما حيث كانت ( المعايرة) سيدة الموقف وعلا الهتاف بمسائل الحسب والنسب والأصل والفصل والفوراق الطبقية بينهما !!
وقالت أن هذه السيدة وزوجها وهما في قمة غضبهما بدأوا ( يطرشون) أسرار عائلتيهما في وجوه اناس آخرين يسميهم (مارك جوكر بيرج ) مخترع الفيس بوك ( مجازاً) أصدقاء !
وهم في الحقيقة ليسوا سواء غرباء ماعدا من تربطهم بنا صداقة حقيقية على أرض الواقع ، إضافة لمن نرتبط بهم بصلة القرابة !
وزادت ما كان ينبغي أن يعرف ( ناس ) الفيسبوك مايدور بين رجل وامرأته مهما كان شكل الخلاف والإختلاف بينهما !
أما أحمد بشير الموظف بإحدى الشركات الخاصة فقال ما أكتبه في الفيس بوك يخصني وحدي وهو منشور في صفحتي ومن لا يريد قراءته لم يجبره أحداً على ذلك !
وأفقه ذات الرأي أمير عثمان الذي يرى أن الكتابة حالة مزاجية لا يجب التدخل فيها إن كانت هادئة أو ان كانت عكرة من الأساس لأن الشخص حينئذ قد يكتب كلاما جارحاً لا يرضي الأصدقاء ، وقال إن كتابته تحمل الكثير من الرمزية ورغم ذلك يترك كل شخص يفسر على هواه ولا يهمه أن تنال منشوراته أي ( لايك) طالما أنها تروق له هو شخصياً وتعبر عن مكنونات ذاته وكفى !!
قالت منال عوض عبد الرحيم خريجة النظم الادارية باكاديمية الالسن بالقاهرة : عند دخولي للفيس بوك تقع عيناي غصباً عني على ما لا أريد رؤيته من أسرار بعض البيوت السودانية ممن هم أصدقاء معي ومن باب الفضول أجد نفسي أتابع لأعرف أسباب وليس تفاصيل المشكلة ولكن للأسف أجد أن أدق التفاصيل قد كُتبت بايدي أصحابها وهي في حقيقة الأمر أشياء خاصة ماكان يجب نقاشها من خلال صفحة مفتوحة لكثير من الناس هم ليسوا بالضرورة أصدقاء فالصداقة ليست مجرد لقب نطلقه على أي اسم ( وهمي) موجود بصفحة الواحد منا !
محمد رمضان يعقوب طالب جامعي قال انه لا يستطيع ان يحدد بالضبط ايهما البنت ام الولد الاكثر ثرثرة وافشاءا للاسرار وانتهاكا للخصوصية على صفحة الفيسبوك وقال لكن بعض الشباب في صفحته يرون أن الفتيات هن الأكثر ثرثرة باسرارهن حيث يحكين قصصهن مع ( الحبيب) وقال ان الفتاة لا تستطيع كبت ماتشعر به خاصة ان لم تجد من تبوح له باحزانها أو فرحتها فتجدها تهرول على صفحتها لتسكب كل مابداخلها ثم لو تداخل معها احدهم بعنف بحسبان ان كتابتها أو حتى صورتها غير لائقة تجد أن الحائط قد تحول لحلبة من الصراع الحاد !!
( توتا بت الحلة) قالت أن عبارة ( كيف تشعرين توتا) أو ( كيف هي حالتك توتا) التي تجدها أعلى صفحتها تشعرها بحميمية تفتقدها ممن يحسبون عليها كأصدقاء وعددهم أكثر من ثلاثة الآف في صفحتها ، فليس هنالك من يسألها هذه الأسئلة غير ( مارك) مخترع الفيس بوك بحسب قولها وإعترفت نعم اتخاصم وأنشر الأسرار وأصفي الحسابات الشخصية من خلال صفحة الفيس بوك لأن البعض من الناس يخاف ولا يختشي ويستحق ( الجرسة) والفضائح على الملأ وأنا أجيد ادارة خصوماتي مع أصدقاء واعداء صفحتي بجدارة في العام على الفيسبوك وليس الخاص لأن بعضهم لا يفهم معنى الخصوصية من الأساس !!

نقلا عن صحيفة الخرطوم

– – – – – – – – – – – – – – – – –
تم إضافة المرفق التالي :
محمد رمضان يعقوب.jpg

تعليق واحد

  1. نفاق ,تملق,كذب,خداع,كل هذه الكوارث,في الفيس بوك
    وفي نهاية الامر هو انحلال اخلاقي ومدمر لكيان الاسره ,,انه
    الادمان الفارغ من دون معني.

  2. ربنا يسر لينا أمور كثيرة ممكن نستفيد منها في حياتنا
    لكن للأسف نحنا بنستخدمها اسوأ استخدام وعلى رأسها الفيس بوك
    ربنا قال (إن خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) والفيسبوك وسيلة تعارف جيدة
    لكن بعض ضعاف النفوس جعلوا من النعمة نغمة ووبال على البشرية بكل أسف !!
    ربنا يصلح الحال وينفعنا بما وهبنا ورزقنا من علم وتكنولوجيا يارب

  3. الفيسبوك في رأي أنه مجال خصب للتفكير الجمعي ، فهو أداة فعالة في خلق
    الوحدات المجتمعية ذات الإهتمامات المشتركة ، فبه يتفاعل الفنانون أو الشعراء أو الكتاب وعموماً أهل المهن المختلفة ، ولكن من يستغل هذه التكنولوجيا بفعالية فبإمكانه تكوين نواة مجتمعية ذات رؤى واقعية تعبر عن حياتنا كشعب ، فبتواصل أفراد يطمحون في تحقيق العزة لأنفسهم ولوطنهم فبإمكانهم بحث السبل والأسس والمعايير ومن ثم التوصل إلى النتائج التي ترضي الطموحات وتحقق الآمال فهناك من الشعوب التي استخدمته كأداة لجمع الآراء في إسقاط الأنظمة وبناء حياة تطمح للعزة بلا رجعة أياً كان شكل النظام الجديد ، فليس الهدف تغيير النظام فحسب بل الهدف كيف نضع أسس العدالة الإجتماعية وفق الإمكانات الهائلة في وطننا ، والحفاظ على الثروات المهدرة من قبل المسئولين … وهكذا

  4. الجديد شديد
    الشئ المخجل ان البنات مصدرت المجموعات والصفحات التى تنشر صور ومقاطع مخلة
    كمان برضو ظهور صفحات الملحدين والعياذ باللة دى براها تحير
    المصارية الوهم ديل كانت بدايتهم كدة اول ما ظهلر الفيس لكن شوية شوية ظهر شباب ناضج
    وكان فاعلا ثورتهم الناقصة دى
    كما هو الان لدينا شباب واعى ومتفاعل بقضايا الوطن وبهموم البلد
    وظهر جليا فى المظاهرات الماضية ونتفأل كثيرا انشاء اللة بالقادم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..