الإمارات والاستثمار في السودان

د. عبدالله جمعة الحاج

تتسبب الأوضاع والصراعات الداخلية، التي يمر بها السودان في مشاكل مؤلمة للاقتصاد والمجتمع السوداني. فالسودان رغم أنه غني بالموارد الطبيعية الواعدة، يعتبر من أكثر دول العالم النامي فقراً. ويقابل ذلك، وفي مفارقة عجيبة لا يكاد العقل يدركها أن الأسعار، بما في ذلك السلع الغذائية تقارب أسعارها السائدة في أكثر مدن العالم غلاءً، بما في ذلك مدن دول، كالإمارات واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية. ونتيجة لذلك، فإن المرء يحتار في فهم كيفية قدرة المواطن السوداني البسيط على تصريف أمور حياته اليومية في بيئة اقتصادية واجتماعية كالتي يعيشها.

ويعاني السودان حالياً نقصاً حاداً في العملات الأجنبية اللازمة للاستيراد، وفي مارس 2013، وصل سعر صرف الدولار الأميركي إلى ذروته مقابل الجنيه السوداني. إن السودان ممنوع من الحصول على القروض من صندوق النقد الدولي ومعزول من قبل المجتمع الدولي، وتعاني قياداته ملاحقات محكمة الجنايات الدولية، ويتهم بممارسات مخالفة لحقوق الإنسان وباستصدار فتاوى دينية ضد معارضي النظام، وبالتحالف مع دول تقف مواقف معادية من المجتمع الدولي كإيران، وهي أمور تعزز من المقاطعة الاقتصادية التي يفرضها المجتمع الدولي ضده.

ونتيجة لذلك، فإن حجم وقيمة العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الإمارات والسودان تراجع كثيراً في الآونة الأخيرة، رغم استمرار التجار السودانيين على المستوى الفردي في استيراد الكثير من مستلزماتهم من أسواق الإمارات. إن اهتمام الإمارات بشؤون السودان يهدف إلى تحقيق المصالح الوطنية بين الطرفين ضمن الأطر، والأهداف التي يرسمها المجتمع الدولي لإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع السودان الشقيق الذي يهم الإمارات وأهلها كثيراً أن تراه… وقد عاد إلى طبيعته الأولى. لذلك فالملاحظ أن الإمارات تنأى بنفسها عن التدخل في شؤون السودان الداخلية، لكن يبقى أنه نتيجة للظروف التي تمر بها المنطقة منذ يناير 2011 وأثرت بشدة على الأهمية الجيوبوليتيكية لها، فإن سياسات الإمارات تجاه السودان تأثرت أيضاً نتيجة لوجود اعتبارات سياسية وأمنية واقتصادية ترى الإمارات بأن على السودان أن يأخذها في الاعتبار قبل أن يتوقع من الإمارات المضي قدماً في استثماراتها ومشاريعها وخططها التنموية لديه.

وعلى الصعيد السوداني الداخلي، تعتقد الإمارات بأن توسعة مشاريعها الاستثمارية تتطلب قيام السودان بمبادرات جوهرية، تتمثل في محاربة الفساد، والدعوة للشفافية والنزاهة وطريقة وضع وتطبيق القوانين التي تخدم المستثمر وفعاليتها، ووضع ضمانات الاستثمار، والسياسات الاقتصادية الميسرة، وتسهيل التحويلات المالية إلى الخارج، والحد من الضرائب والرسوم غير المبررة، وتطوير البنى التحتية، والحد من الروتين والإجراءات الإدارية المرتبطة بالفساد، وفتح الأنظمة البنكية والتسويقية، والتأمين على المشاريع، لكي تتواكب مع ما هو موجود على النطاق العالمي بعيداً عن التعقيدات السودانية، والتشتت بين ما هو قومي ووطني وولائي، وغير ذلك من مسميات وإجراءات منفرة لتدفق الاستثمارات من الخارج، سواء من الإمارات، أو غيرها من دول العالم.

الاتحاد

تعليق واحد

  1. وهاكم دي وجهة نظرة من غير المعارضين الكفار المتواطئين مع جهات اجنبية

    هاكم يا ناس الانقاذ

    ده راي العالم الشفاف فيكم

    مش دقاقين الطبول ليكم

  2. يا استاذ بارك الله فيك وجزاك الله خيراً على تناول هذه القضية .. بالواضح كدا الاستثمارات الاجنبية في السودان لا يستفيد منها شعب السودان فإنما يعتبر نهب للعصابة الحاكمة فعليه نوصيكم بعدم الاقبال على هذه الجريمة حتى زوال هذه العصابة الحاكمة ..
    مع فائق احترامي ..

  3. الاستثمار، اهم شروطه الاستقرار، والاستقرار يحتم وجود دولة، ووجود الدولة يعني ان تذهب عصابة (الانفاذ)، وذهاب الانقاذ العصابة، ده اصل القضية، وضروري النضال، ضروري النضال، ضروري النضال، ضروري النضال.

  4. بعد الشروط التي وضعتها لكي تستمثر الإمارات أموالها غير المتقومة (على اعتبار شبهة الربا والقمار والخمور) التي تخالط الأموال الإماراتية، يحسن بنا كسودانيين أن تنتازل لكم على السودان لكي تسجلوه باسمكم، لكي يصبح دويلة من دويلات الساحل المتصالح (Trucial States) كما كانت تسميها بريطانيا.

    لا أعلم في دنيا الأقتصاد الحديث أن المستثمر هو من يفرض شروطه على الدولة التي يرغب في الاستثمار بها. على المستثمر فقط الاطلاع على القانون الاستثماري لأي بلد وظروفه السياسية والاقتصادية ومؤشرات أمه الحالية والمستقبليه ثم يتخذ قراره بالاستثمار في ذاك البلد أم لا؟؟؟

    لم أزل أتذكر رفض إدارة أوقاق الأزهر ضم مسجد بنته الراقصة فيفي عبده إلى أوقاف الأزهر بحجة أنه مبني من أموال غير متقومة؟؟؟

    نحن يهمنا كمواطننين أن تكون الأموال المستمثرة أموال حلال. أرجو أن تضيف هذا الشرط إلى قائمة الشروط التي يطلبها السودان لدخول أي مستمثر إلى أراضيه.

  5. الأستاذ الدكتور عبدالله
    لكم التحية

    سعدت كثيرا بقراءة الحقائق المؤلمة والمعروفة بكل أسف حتى للعصبة الحاكمة.
    جزيت خيرا . بدرالدين

  6. بعقلية حكومة الانقاذ هذه السودان ما بينفع فيه اى شىء والدليل ان هذه الحكومة ليها 24 سنة وما حصل استقرار سياسى او اقتصادى بل ازدادت المشاكل بانفصال الجنوب وولعت الحروب فى ولايات شمالية اخرى وزاد عدد اللاجئين والحكومة محتاجة للعملة الصعبة لان الحرب مكلفة والسودان دولة غير طبيعية عشان تتحقق فيها الشروط التى ذكرتها فى مقالك وهى كلها شروط طبيعية لاثتثمار طبيعى فى دولة طبيعية والسودان فى ظل الانقاذ ليس بدولة طبيعية!!!!

  7. من يصنع الفساد ويغوص فى وحله بالتأكيد يستحيل عليه محاربته ، وهذا ما وقف عليه الكاتب المحترم ولذلك سمى مقاله “شروط اسهل منها لحس الكوع “

  8. سؤال واحد فقط ؟

    بما أن مصطفى أستثمار قد أكد أنه يسمح بتحويل كل العائدالربحي للمستثمر !!

    هل سوف يتم التحويل لهم حسب سعر البنك المركزي أم حسب سعر السوق الموازي ؟

    أذا لم يتم تقليص السعر بينهما و ظل الفارق بينهما (سعر البنك و سعر السوق الموازي) كبير .

    أذا حسب سعر السوق الموازي فهذا سوف يؤدي الى زيادة قيمة الدولار لأنه سوف يزيد الطلب عليه من المستثمرين .

    أذا حسب سعر البنك المركزي فسوف يتحول المستثمرون الى تجار عملة أكثر من أستثمارهم لأن الفرق كبير و العائد سريع و مضمون .

  9. الي الدكتور مصطفي اسماعيل الطائر بالطيارات صباح ..مساء!!!! قبل ما تجذب المستثمر العربي أو الأجنبي أقنع أخوانك الكيزان وزوجاتهم التخينات بإعادة أموال الشعب المسجلة باسمائهم للإستثمار في السودان وبعدها لف واركب الطيارات بمزاج وأدعو من تشاء !!!!!!انت قايل العرب ديل عندهم قنابير…والله حركت دولارات الشعب مرصودة عندهم بالسنت وعارفيين عقاراتكم وإستثماراتكم بدبي ومليزيا وباقي دول العالم أكثر منكم ومننا نحن أسياد الحق !!!!! وفر بنزين الطيارة ورجعوا قروش الشعب المسجلة باسمكم بعدين أمشي أتكلم وكذب وافك ياطفل يامعجزة!!!!!!!

  10. يا أستاذ لإن جماعة الكيزان يتعاملون مع خيرات السودان كالبضاعة المسروقة عندما يعرضها السارق للبيع , فالسارق دائما ما يبدي التنازلات إذا وجد الراغب ويستمر يتنازا ويتنازل إلى أقل حد ممكن وفي النهاية سوف يبيع بصرف النظر عن قيمة المعروض الحقيقية . وهذا هو حال الكيزان مع السودان فإنهم يقدمون الإغراءات للمستثمر ولا يبالون لأنهم في النهاية سوف يسرقونه الخاسر هو السودان .

  11. ( تعتقد الإمارات بأن توسعة مشاريعها الاستثمارية تتطلب قيام السودان بمبادرات جوهرية، تتمثل في محاربة الفساد، والدعوة للشفافية والنزاهة وطريقة وضع وتطبيق القوانين التي تخدم المستثمر وفعاليتها، ووضع ضمانات الاستثمار، والسياسات الاقتصادية الميسرة، وتسهيل التحويلات المالية إلى الخارج، والحد من الضرائب والرسوم غير المبررة، وتطوير البنى التحتية، والحد من الروتين والإجراءات الإدارية المرتبطة بالفساد، وفتح الأنظمة البنكية والتسويقية، والتأمين على المشاريع، لكي تتواكب مع ما هو موجود على النطاق العالمي بعيداً عن التعقيدات السودانية، والتشتت بين ما هو قومي ووطني وولائي، وغير ذلك من مسميات وإجراءات منفرة لتدفق الاستثمارات من الخارج، سواء من الإمارات، أو غيرها من دول العالم. )

    ياخي لو بيقدروا ينفذوا الشروط المذكورة دي والله ما محتاجين لمستثمرين .. والسودان حيكون احسن من الامارات ..بس دي كلها شروط لا تتفق ونهج السرقة واللصوصية والعمولات والرشوة لذلك لن تنفذ ..,,

  12. يادكتور .. الشعب السودانى لن يغفر لكم أبدا فقط بمجرد التعامل مع ( التنظيم ) الحاكم فى السودان لإنه بذلك تطيلون بقاؤه فى الحكم وأنتم أدرى كيف وصلوا للحكم ..!
    الشيئ الأهم تأكد بأن ( التنظيم ) الحاكم فى السودان يريد أن يدعم ( تنظيم الأخوان المسلمين ) المتربص بالأمارات وهذه نقطة مهمة يجب أن يضعها المسؤولين عن ( أمن ) الأمارات نصب أعينهم دائما وحفظ الله الأمارات ..!

  13. السودان من اغلي بلاد الله علي الارض و النظام من افسد الانظمه في العالم الدستور مغيب والمراجع العام مهمش والنائب العام مروض والاحهزه الامنيه تسهر علي حمايه الفساد والمفسدين النافذين وعلي اهبه الاستعداد لمصادره اي صحيفه يتم فيها ذكر كلمه فساد واسعار الطاقه من اغلي الاسعار في العالم والطرق من اسواء الطرق لا لوحات ارشاديه ومطبات كل عده امتار غير مطبات الجبايات وكمائن الاتاوات ونقاط الرسوم ولا يمكن اصلاحه لانه غير قابل للاصلاح لان الراسماليه الطفليه هي من تدير دفه الحكم في البلاد

  14. الله ينور عليك كلام ميه الميه إذا كان اي إستثمار نحن كشعب الانسمع بيه سمع لامردود ملموس على الشعب الغلبان بل بالعكس مردود ملحوس الإستثمار فى السودان الأن ما من باب نفع وأستنفع أكيد اي مستثمر عايز يجني ثمار مشروعه والمنطق بقول الدوله حستفيد برضو بما يوفره هذا المشروع المفترض من عماله وتحريك لمنتجات كتيره تتعلق بقيام المشروع لكن للأسف أولاد الحرام ماخلوا لأولاد الحلال حاجه كلو فى كروش الكيزان إن شاءالله حتطلعوا غصب يا أكلى مال السحت والغلابي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..