لماذا الحذر من قطر؟

الاختراق الأميركي للمنطقة عن طريق الحليف الإسرائيلي بقي متعثرا ولم يحقق النتائج المرجوة. كان البديل هو إعادة الاختراق من خلال حليف الحليف الإسرائيلي، قطر، وحليف حليف الحليف الإسرائيلي، الأخوان المسلمين.

بقلم: رافد الحارثي

“لماذا الحذر من قطر؟” سؤال طرحه العديد من الكتاب والاعلاميين عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر. توقيت طرح السؤال مبرر للغاية خصوصا في هذه الايام اذ يتنامى الدور القطري الواضح على محاور عديدة في الشرق الاوسط، كمصر وفلسطين وسوريا وليبيا وليس انتهاءً بالعلاقات الواضحة مع الاحتلال الاسرائيلي والتي لها عمق في الماضي بالاضافة لأكبر قاعدة أميركية تستضيفها قطر في الشرق الاوسط.

قبل الشروع في البحث عن طرف الخيط من أجل قراءة طبيعة الدور القطري، فإن مراجعة تاريخية “لدولة قطر” تظهر أن العقوق السياسي هو الأساس. فهذا “التاريخ” مليء بالانقلابات السياسية من الأبناء على آبائهم، كما فعل أمير قطر الحالي الشيخ حمد مع أبيه الشيخ خليفة الذي فعل الأمر ذاته مع ابن عمه الشيخ أحمد بن علي. “تبادل السلطة” على الطريقة القطرية يظهر مدى بدائية الأدوات السياسية التي تتمتع بها الاسرة الحاكمة وهيئاتها الحكومية، وتشجع على طرح التساؤل “لماذا قطر.. وكيف استطاعت أن تتحرك على كل محاور عديدة؟”

ولعل طرف الخيط يبدأ مع القاعدة الاميركية الاكبر في الشرق الاوسط الموجودة في قطر والتي لا تخفى على أحد. وهو ما يشكل دلالة واضحة على العلاقات العضوية التي تربط قطر بالادارة الاميركية، بالاضافة إلى وجود احتياطي كبير من الغاز والمواد الخام، وهو ما يؤهلها لتكون أداة قوية في يد أميركا.

ربما تكون العلاقات القطرية الاميركية مقدمة وجيهة لبدء العلاقات القطرية الاسرائيلية، والتي لم تبدأ بالمكتب التجاري الاسرائيلي في الدوحة ولم تنتهِ بالتنسيقات الامنية والزيارات الرسمية وغير الرسمية لقادة الاحتلال كشمعون بيرز الرئيس الحالي لاسرائيل وتسيبي ليفني وزيرة الخارجية السابقة بالاضافة إلى رئيس الوزراء الاسبق ايهود اولمرت. وربما لا يتسع المقال للحديث عن حيثيات العلاقات الاسرائيلية القطرية ولكن يجدر التنبيه إلى كتاب الدبلوماسي الاسرائيلي المعروف سامي ريفيل، والذي أسهب في الحديث عن هذا الموضوع بوثائق رسمية.

وفي هذا المحور يظهر الاحتلال الاسرائيلي إلى جانب قطر كدولتين اداتين في يد لاعب واحد في المنطقة هو الولايات المتحدة، حيث لكل دوره في توسيع النفوذ الاميركي وضمان بقاءه، فما لا تستطيع اسرائيل فعله دبلوماسيا تفعله قطر، وما لا تستطيع قطر فعله عسكريا تفعله اسرائيل على رقعة شطرنج الشرق الاوسط.

وهو ربما يحيلنا إلى طبيعة التدخل القطري في الملف الفلسطيني. فبعد الهجوم الاسرائيلي الاخير على غزة، عمدت قطر إلى احتواء بعض الحركات الفلسطينية المؤثرة على العمل المقاوم كحركة حماس، من خلال استقطاب بعض القيادات وعلى رأسها خالد مشعل والذي استطاعت قطر منحه تأشيرة دخول إلى غزة بالتنسيق بين المخابرات القطرية والاسرائيلية. ولا تغيب الزيارة التي أجراها حمد إلى قطاع غزة مؤخرا معززا موقفه الدبلوماسي في التأثير على حركة حماس الحاكمة في غزة، حيث شهدت العلاقات الاسرائيلية مع غزة هدوءاً واضحا في الفترة الاخيرة، وعقد الصلح بين حماس واسرائيل برعاية مصرية في الواجهة ورعاية قطرية في الخلفية.

ولم تكن مصر ببعيدة عن مدى الحراك القطري، حيث عملت بعد الثورة الاخيرة في مصر إلى ضخ الاموال في البنك المصري المركزي، واشترت سندات بمليارات الدولارات، وفيما لوحت بهذه الجزرة للقاهرة أيضا مدت عصا سحب الاستثمارات، وهو بكل تأكيد ما يؤثر في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها مصر، ما يجعل منها غير قادرة على الاستقرار في قرارها السياسي. وبذلك استطاعت الدوحة أن تقوي علاقتها مع الاخوان المسلمين، الذي أصبح الآن الحزب الحاكم في مصر، وهو ما ظهر اعلاميا من خلال دعم قناة الجزيرة للاخوان بشكل واضح، فيما تحول الاخوان في فلسطين ومصر إلى مدافعين شرسين عن قطر.

وبهذه الصورة فإنه تلعب على محاور أخرى، وتحاول أن تمد نفوذها لبعض الدول المجاورة في الخليج العربي، عبر دعم الحليف الجديد، الاخوان المسلمين، وحراكهم على سبيل المثال في دولة الامارات.

هي لعبة واضحة المعالم تهدف إلى بسط نفوذ آل خليفة وزيادة رقعة تأثيرهم في المنطقة.

الاختراق الأميركي للمنطقة عن طريق الحليف الإسرائيلي بقي متعثرا ولم يحقق النتائج المرجوة. كان البديل هو إعادة الاختراق من خلال حليف الحليف الإسرائيلي، قطر، وحليف حليف الحليف الإسرائيلي، الأخوان المسلمين.

رافد الحارثي

كاتب من الإمارات
ميدل ايست أونلاين

تعليق واحد

  1. من كان يتابع ما تعانيه قطر ابان الازنات العربية وكيف كانت تسعى وتركض بين الدول الكبرا العربية التي تهيمن على الاوضاع لا يستغرب تصرفات قطر اللاحقة.

  2. أبحث في وثائق ويكيليس وعن دور قطر في المنطقة ، والله عجب العجايب ما يحصل بالضبط الآن في كل الدول كان مخططله وبرعاية صهيونية أمريكية .

  3. عجيب امر الامارات حيث ليس لديها حديث سواء الاخوان ومصر وقطر اي تنظيم واي اخوان عندكم هو حتي التجمع ممنوع ومراقبة الصلوات وخطبة الجمعة في المساجد وشعوبكم مدجنة علي قول طال عمرك وزاد الله خر اي تنظيم واي حراك سياسي سوف يكون في امبراطوريات الموز هذا الفعل والاحزاب الساسية بعيدة عنكم بعد السماء من الارض اخون مصر لديهم برلمان واجندة سياسية وشارع وشعب يستطيع ان يقول لا متى ماراد دعوهم في حالهم طال عمركم

  4. المعروف عن سيبي لفيني انها كانت تمارس النكاح الاستخباراتي ,,اي المضاجعه مقابل معلومات استخباريه وان تنكر الزبون فستطاله ذراع الموساد
    ياتري هل كان حاكم قطر من زبائن سيبي ليفني؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..