أبرزها العقارات والذرة: انخفاض الدولار يدفع بتجار العملة للتحول لمهن أخرى

تقرير : الطيب علي
(السوق أصبح طاردا) بهذه العبارة اختصر تاجر العملة أحمد عبد الكريم حال السوق الموازي للعملة الذي كان حتى وقت قريب يعج بسماسرة الدولار ممن ينادون المارة بإلحاح (صرف. . صرف) لكن بمجرد إعلان دولتي السودان وجنوب االسودان عن توصلهما لاتفاق على مصفوفة التعاون والتي شملت التجارة وضخ النفط الا وصارت الصورة تنذر بالخطر القادم بالنسبة لهم مما جعل التجار يتحسسون جيوبهم توجسا من الخطر القادم من تكبد الخسائر بسبب الانخفاض المستمر في الدولار، الأمر الذي أدى لاتجاه الكثيرين منهم للتحول لتجارة أخرى مأمونة العواقب حيث لجأ بعضهم للعمل في مجال العقارات والهواتف المحمولة فضلا عن الاتجار في الذرة املا في انفتاح ابواب دولة الجنوب المتعطشة لهكذا تجارة.
مهنة طاردة:
ويقول التاجر أحمد عبد الكريم إن العمل بتجارة العملة أصبح طاردا وغير مجز خاصة انهم في كل مرة تطالهم أيدي السلطات مما أدى لإيداع الكثير من كبار التجار السجون خاصة اصحاب المكاتب والذين ينتظرون الآن خلف القضبان على أمل أن تفرج عنهم السلطات الأمنية، متوقعا أن يظل الدولار في حالة انخفاض في المرحلة المقبلة خاصة بعد الجدية التي أثبتتها كل من دولتي السودان وجنوب السودان في انفاذ ما تم الاتفاق عليه، مضيفا أن من اتجهوا للعمل في مجال العقارات لا يمكن أن يستمروا في هذه التجارة باعتبار انهم لم يعتادوا على العمل فيها فضلا عن بطء ارباحها كما هو الحال في تجارة الدولار والتي اعتاد التجار على جني الأرباح الطائلة منها.
وفرة وإحجام:
فيما اكد احد التجار فضل حجب اسمه أن الدولار اصبح متوفرا لكن الناس لا يريدون شراءه خاصة المستوردين الذين قال انهم في حالة ترقب لمزيد من انخفاض الدولار حيث أن الكثيرين منهم توقفوا عن استيراد السلع وقال إن من اتجهوا لانواع التجارة الاخرى حتما سيعودون للعمل في الدولار خاصة انهم لا يستطيعون الاستغناء عن تجارة كهذه، متوقعا أن يكون اتجاههم للتجارة الاخرى فقط من اجل حفظ الاموال ورأس المال وهم الآن في انتظار ارتفاع الدولار مره اخرى لكي يعاودا الكرة مرة اخرى.
اتجاه للعقارات:
فيما قال عدد من اصحاب والوكالات العقارية لـ(السودانى) إن انخفاض الدولار لم يخفض اسعار الاراضي والتي صارت تعاني هي الأخرى من الكساد الواضح نسبة لارتفاع اسعارها وعدم مقدرة الكثيرين على شرائها.
ويقول تاجر العقارات سيد أحمد سليمان إن العقارات اسعارها ثابتة حتى الآن وأن نسبة من هجروا تجارة الدولار للعمل في مجال العقارات ضعيفة جدا قد لا تتعدى 10 % خاصة انه في حال دخول تجار الدولار للعقارات يكون ذلك واضحا بارتفاع اسعارها الا انها حتى الآن لم تتغير بيد انه توقع أن يذهب كثير من التجار للعمل في مجالات اخرى من التجارة حال تواصل انخفاض الدولار الذي اصبح مخاطرة كبرى، مشيرا إلى أن تجارة العقارات لا تتأثر بالانخفاض الراهن للدولار الا في حال استقراره في حد معين، متوقعا أن لا يلجأ كثير من التجار للتصدير لدولة الجنوب نسبة للمخاطر التي لا تزال تكتنف هذه التجارة بسبب وجود النهب المسلح والحرب القائمة في كثير من المناطق فضلا عن العصابات التي تعتدي على الاملاك في مناطق الحدود غير الآمنة حتى الآن، موضحا انه في حال توفر الطيران فإن ذلك ربما يؤدي لاتجاه كثير من التجار لتصدير التجارة عبره لدولة الجنوب، مؤكدا أن من تركوا العمل في الدولار نسبة ضئيلة جدا مقابل من يعملون فيه حتى الآن، لافتا إلى أن سياسة التحرير الاقتصادي اتاحت التحول من تجارة لأخرى فالاتجار في الدولار لا يمنع التحول للعمل في مجال العقارات حتى وإن لم تكن لديك ادنى خلفية عنها.
ظواهر سالبة:
وفي السياق قطع الخبير الاقتصادي عبد الله الرمادي بأحقية تجار العملة في صرف اموالهم فيما يرونه مناسبا وأنْ ليست للدولة حق التدخل في ذلك، منبها إلى أن تحول تجار الدولار للعمل في العقارات يعد ظاهرة سالبة قد تؤدي لارتفاع اسعار العقارات المرتفعة اصلا، واصفا اجراءات بنك السودان المركزي بتحديد صرف الدولار بأن لا تزيد بأي حال عن الـ5 جنيهات بالخطأ الفادح وقال (هذا منطق البصيرة ام حمد)، معتقدا أن سياسات بنك السودان في كثير من الاحيان خاطئة، داعيا لعدم مساعدة من يسعون لتخريب الاقتصاد من الدول والافراد بهذه السياسات، مطالبا بأن يعمل المركزي على توفير الدولار عبر دعم الانتاج وتركيز السياسات المالية بجانب تخفيض تكاليف الانتاج العالية جدا خاصة بالنسبة للصادر مما يجعل الكثير من صادراتنا غير (مخارجة)، لافتا لضرورة ايجاد مشاريع جاذبة خاصة أن الزراعة اصبحت منفرة وطاردة والعمل على تشجيع الاستثمار والتحرر من العقلية الجبائية، معتقدا انه لم يصبح جاذبا، مستشهدا باتجاه الكثير من المستثمرين للاستثمار بدولة اثيوبيا وغيرها من الدول، داعيا إلى اهمية تطبيق القوانين.

السوداني

تعليق واحد

  1. يا جماعة الخير معرفة سعر الدولار لا تحتاج لكثير عناء فهو قانون العرض والطلب يعني لو مشيت البنك في وقت وفتح ليك خطاب اعتماد في نفس اليوم أو حول ليك قروش للسفر أو أي غرض آخر معناه الدولار موجود وبالتالي سعره ينخفض غير ذلك حتى لو إنخفض سيرتفع مرة أخرى.

  2. لم يقم أقتصادي أو أي محلل مالي واحد بنقد أو أصلاح شأن هذه الفئة من التجار (تجار العملة – العقارات وموادها-السيارات- السماسرة) هذه الفئة تمثل شريحة كبيرة جداً من النظام المالي السوداني ، تتضخ يومياً مليارات من الجنيهات في شكل تضخم .. اشرحها ببساطة لو قطعة أرض باعها محمد ب100مليون لأحمد …ضاربو عليهارجع أشتراها محمد أو غيرو من أحمد 120 مليون عملياً هو قام بضخ 20مليون في النظام المالي )ولك أن تتخيل كم تضاعفت أسعار الأراضي حتى تقدر حجم التدفق الداخل للنظام المالي .. المضاربات صحية جداً في حالة أن يكون هناك وفرة في الإنتاج لأنها تخلق أسواق للمنتجات كما تزيد من التحصيل الضريبي وايرادات الدولة (طبعاً لوكان هؤلاء النخاسة نظاميون ولا أعتقد ذلك ) .. أما في حالات أقتصاد كالسودان فهي تغذي التضخم بأضعاف اضعاف ما يكان ينبغي ان يكون لو قامت الحمومة بالسحب على المكشوف من بنك السودان … وبكل اسف هذه النهج السائر في اسواق الخرطوم يتأثر منه من هو خارجها بأضعاف مضاعفة … وتبقي الخرطوم بالنسبة لبقية السودان زي ملكة النمل الأبيض (الأرضة ) مترهلة وحجمها أكبر من حجم بقية القطيع مملكتها مجتمعة ومع ذلك تنتظر من قطيعها أن يطعمها … وبرضو تقول لي سبب ارتفاع الأسعار شنو

  3. وانشاء الله ينخفض وترجع اسعار الاراضي بسعر معقول والسياراااات السماسرة ديل الله يزحهم مننا الاتفاق نافذ رغم انف كل زووول الجنوب قابل لانتخابات والشمل ايضا والوضع الحكومات عاوزة تلطفوا شوية

  4. نصيحتي لتجار العملة ومن يمتلكون المال الوفير ( فائض مالي ) أن يتجهو الآن قبل فوات الآوان بشراء المعدن النفيس ( الذهب ) ولأول مره تنخفش سعر الذهب إلى أدنى مستوى .. وستنخفض قليلا لفترة محددة ولكن سيرتفع الذهب إلى مادون 1650 دولار نهاية هذا العام .. ومن البديهي أن الدولار في السودان ستنخفض مع إستمرار صادرات البترول وبعودة عدد كبير من المغتربين السودانيين في المملكة بسبب النظم الجديدة للعمل في المملكة .. وهذا ما أتوقعه وليس ما أتمناه .. لنفسي ولغيري وشكرا

  5. نسأل الله سبحانه وتعالي ان يغنينا ويغني غيرنا ، ولا أحد يتمني الغلاء في بلده نسبة لضيق ذات اليد التي يرزح تحت نيرانها الكثير من ابناء بلدي والناظر لحالنا في السودان يصاب بالدهشه والاندهاش لما يجده من مفارقات يندي لها وبها الجبين ، فقد يصل سعر جوال البصل راتب موظف بالدولة ومرتب مدير الجامعة لا يتعدي عدد 5 صفيحة طماطم في يوماً ما ، وهذه الخضر كان يمكن ان لا تساوي قيمتها 50 ريال سعودي علي اعلي تقدير وان تظل طوال العام ثابته علي سعر واحد طالما حبانا الله بمناخات متعددة ومياه وفيرة وايدي عاملة ان احسنت التدبير ، ولكن المياه تأتي وتذهب لعدم استغلالها والأرض تبور عاماً بعد عام وتشكي الي الله ظلم العباد والشباب يجيد التسكع والجلوس في الضللة وتناول وتبادل احاديث الرجرجا والدهما ولا ينفك من القيل والقال وكثرة النقد والسؤال ولذلك نحن في حوجة للتصالح بين الأنسان السوداني والأرض والتي ان احسنا استغلالها لسعدة البلاد والعباد ولكن المحقه وقلة البركة وجهل الناس بالكنوز التي يجلسون عليها جعلت منا شعب يتعرض للأهانة والمهانة من الدول الأخري ويتصفونا بالكسل والخمول وهذه تهمة قد نرفضها ظاهرا ونقبلها باطلنا ونحن نري في عز الخريف الجميل ، شباب يجلسون في الظلله واب وشيخ كبير يحمل المعول ويتوكل علي ربه فيعود وتعود له الأرض بالخير الكثير ، لذا نأمل أن تستغل حكومتنا عائد النفط القادم لتحريك جمود الأرض والشباب ليتكامل المال الوفير مع الشباب والرض لنقدم الخير للعالم أجمع ونستبدل الحال ويسعد المال ونترك القيل والقال وكثرة السؤال واضاعة المال .

  6. ربنا يرفع عننا الغلاء ويخفض سعر الدولار اكثر فاكثر لتنخفض الأسعار الجنونية التي اقلقت المو اطنين وارقت منمهم ومن المعلوم ان الذين يتحكمون في السوق قلة من السماسرة اراحنا الله منهم وجعل بلادنا سخاءاً رخاءاً وسائر بلاد المسلمين .

  7. معظم التجار في بلدنا يجهلون فقه البيوع وقليل من الذين بعلمونه لا يطبقونه , كل المصائب والبلاوي الحاصلة دي بسبب جشع التجار وهذه سمة اصبحت واضحة , الكل يريد ان يبيع ويتاجر والغالبية منهم الا من رحم ربي لا يتورع عن اللجؤ الي اي اسلوب طالما انه يحقق له ربحاً عظيما او ثراءً فاحشاً ,, لكن هذا لا يبرر سكوت السلطات المختصة فلا بد من وقف فوضي الاسعار والمراقبة وتطبيق العقوبات المنصوص عليها والتي ظلت حبيسة الادراج , والا علي المواطن ممارسة ضبط المنصرفات والترشيد لاننا بصراحة نحن شعب لا يعرف الحسابات ولا يدقق بل وفينا من يسرف ويبعثر بالرغم من انه في اشد الحاجة للذي يضيعه ويبذره

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..