أخبار السودان

ألا توجد في كل هذه الجماعات الإسلامية المعارضة جماعة إسلامية تصلح بأن تكون منصة إنطلاق لرؤى وأفكار غازي صلاح الدين ..؟؟

الطاهر ساتي

**محمد الحسن سالم حميد، عليه رحمة الله، يرسم بالشعر مشهد الجابرية يوم زارها المسؤول : ( قدمنالو كتاب الله/ درقة وسيف، تبروقة هدية/ قفة تمودة ، وفاس دهبية/ وكنا قبل بيّتنا النية، وبين بنتين علّينا اليافطة/ اليافطة أُم زيق الدمورية/ وإنعبينا هتافاً واحد : (الجابرية تحي الثورة..دايرين بوسطةومدرسة وسطى..والشفخانة وسوق منضبطة) ..!!

** تلك هي الهدايا، وتلك هي مطالب أهل الجابرية، وهي لاتتجاوز حد الكفاف..فخاطبهم المسؤول، أوكما كما يصف حميد :
( قام خاطبنا بنهج الثورة الصارم وحازم/ أمّن لازم من شفخانة والتعمير بالعون الذاتي/ أمّن لازم من شفخانة ومدرسة وسطى والتعمير بالعون الذاتي / إلا البوسطة دي ينظر فيها/ اما السوق، السوق منضبطة/ وبالتأكيد، للتجار الأسعار واضحة / وللمستهلك باينة وواضحة/ وإن جاملتوهن تبقى الغلطة) ..!!

** ثم يمضي الحال البائس بالجابرية وأهلها بلا مدرسة وبلا شفخانة و(بستة جوامع)..وفجأة يأتي أحدهم ويشرع في البناء، والكل يأمل أن يكون المبنى ( مدرسة وسطى أو بوستة أو شفخانة)..ولكن، حميد يرسم خاتمة الأمل :
( حاج البلة المبروك جانا/ جاب المدرسة، جاب البوسطة / وبكرة يرجع للشفخانة / نصحى نصابح موية الدّش/ نمسى نلاقي الضو عمانا / مدرسة بوسطة .. مدرسة بوسطة / وتاوق ..تاوق .. تاوق ..تاوق .. تخ/ وفجأة تبين في السطح الخرطة، وكب تنتصب الميضنة أخ / أخ من حظك يا الجابرية / سابع جامع بالجابرية ) ..!!

** وهكذا تقريباً حال الناس والبلد مع الذين يلقبون أنفسهم بالإسلامين، وفليكن الدكتور غازي صلاح الدين نموذجاً.. فالموقف الراهن لغازي من الحزب الحاكم ( ما مفهوم).. ومن يصف الموقف بالتمرد قد صدق، ومن يصفه بالمعارض قد صدق، ومن يصفه ب (شوية زعل)، لقد صدق..وكل هذا ليس مهماً للناس والبلد، إذ هذا شأن يغنيهما ( غازي والحزب).. ولكن، ما يهم الناس والبلد هو ما يلي نصاً : ( نطالب بإنشاء حركة إسلامية جديدة، و ذات رؤية جديدة ومختلفة عما هو قائم، ولا بد أن يكون مشروعا مستقلاً يحمله دعاة ذوو ضمائر حرة)، الدكتور غازي بصفحته الرسمية بالفيسبوك ..!!

** نعم، الدكتور غازي – بعد ربع قرن من تجربة الحكم – يطالب بتأسيس حركة إسلامية (جديدة) ومختلفة عما هو قائم وحاكم..(آآآآخ من حظك يا الجابرية، سابع جامع بالجابرية)، أو هكذا لسان حال الناس والبلد أمام طلب كهذا..فالحركات الإسلامية – الحاكمة والمعارضة – تجاوزت أعدادها الحركات المسلحة، وصارت عصية على الرصد والإحصاء..ومع ذلك، أي رغم أنف هذا (الكم الهائل)، لايزال هناك من يطالب بالمزيد، وكأن البلد بحاجة الى المزيد من المحن المسماة بالأحزاب والحركات..فلنقل أن السلطة أفسدت الحركة الإسلامية الحاكمة، أوكما يلمح غازي، فما عيب الحركات والجماعات الإسلامية المعارضة؟..بمعنى، ألا يمكن أن يطلق غازي أفكاره ورؤاه وبرامجه عبر منصة المؤتمر الشعبي ( مثلاً)، أم هذا ليس بحزب إسلامي ؟..فلندع الشعبي، ربما أفسدته سلطته الفانية، ألا توجد في كل هذه الجماعات الإسلامية المعارضة جماعة إسلامية تصلح بأن تكون منصة إنطلاق لرؤى وأفكار غازي صلاح الدين ..؟؟

** بالبلاد أحزاب وحركات وجماعات إسلامية لحد التطرف، وأخرى وسطية، وثالثة سلطوية..هل كل الأفكار والرؤى والبرامج والمشاريع الإسلامية التي تحملها تلك الأحزاب والحركات والجماعات – الحاكمة والمعارضة – على خطأ، و فقط أفكار ورؤى وبرامج ومشاريع غازي هي التي على صواب، بحيث يفكر في إنشاء ( سابع جامع بالجابرية)، رغم حاجة أهل الجابرية الى ( بوستة وشفخانة ومدرسة أوسطى أيضاَ)..؟..المهم، لايخطئ من يختزل كل هذه الأسئلة، وكذلك تفكير غازي، في سؤال مزعج من شاكلة : (هل الخطأ في الفكرة أم في المفكرين ؟)..وبالتأكيد السؤال يحرج عقل أي مفكر لم يجد نفسه في حركة إسلامية حاكمة، وكذلك لايجد نفسه في حركات إسلامية معارضة..!!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. سقطت التجربة الانتهازية التي تستغل الدين و الدليل اخوان السودان و مصر و تونس و قد كان الشعب الليبي واعيا فلم يات بهم الي الحكم لكنهم ماضون في ائذائه . وداعا للاخوان و رب ضارة نافعة

  2. باقيلك تاني الناس دي بتصدقلها اسلامي؟
    الحمدلله الحركه الاسلامويه جات بعد مابقينا مسلمين والا لمادخل الاسلام سوداني

  3. صح لسانك … انت والنخلة “حميدتي” … يعلم الله هذا ما كنت أفكر فيه لحظة قراءة هذا العنوان أمس … حسبي الله ونعم الوكيل … تقول نحنه كفااااااااار

  4. أخى الطاهر ساتى متعك الله بالعافية.الوطن ليس فى حاجة لحزب أسلامى ولا مفكرين أسلاميين فالوطن محتاج من ينتشله من الهوة التى رماها فيه هؤلاء الأسلاميين حتى لو أنتجوا نسخة مبرأة من الشوائب.عزيزى الطاهر الوطن محتاج لوطنيين حتى لو كانوا بوذيين ينهضوا بالوطن من كبوته وكفاناتجربة24عام ضقنا فيها ومافيها وليذهب كل الأسلاميين للجحيم.

  5. دعوة غازي هذه تؤكد ان كل الحركات الاسلامية تتاجر بالدين وتتخذه ستارا لممارسة كل ما ينهي عنه الاسلام فهم يستغلون الناس ليبقوا حكاما باسمه ومن يعترضهم كافر خارج عن الملة
    دعوة غازي اكدت بما لا يدعو مجالا للشك ان الحركات التي تسمي اسلامية ماهي الا احزاب تتغطي بثوب تسميه اسلام وانه لا بديل سواء احزاب راسها عديل واتركوا استغلال الدين لمآرب شخصية
    فليفكر غازي في انشاء حزب عديل كدا بس لا يسميه إسلامي ويدعو غيره لانشاء احزاب اخري برضو لا تحمل لقب اسلامية وينزلوا الانتخابات القادمة ويشوف النتيجة
    الحركات الاسلامية اشد خطرا علي الاسلام من الد خصومه فقد نفرت الناس عن الدين وأغلقت الباب في وجه كل من يفكرون في الدخول لدين الله أفواجا او فرادي اذ صارت بوجهها القبيح وصورتها الشائهة والفساد والقتل والتعذيب وآكل أموال الناس بالباطل في نظر الناس هي صورة الاسلام والإسلام براء اذ انه دين الرحمة والعدل والمساواة
    فضوها سيرة  

  6. ان تقوم حركة اسلامية على اساس فاسد فهذا لايقبله العقل – الم يكن غازى جزءا اساسيا فى نظام حيث كان رئيس المؤتمر الوطنى فى النظام؟الم يعلم ببيوت الاشباع وما يفعل فيها؟الم يقتل ضباط ابرياء فى نهار رمضان وغازى يشارك فى القتل؟الم تدمر جميع المشاريع الانتاجية وغازى مفكر النظام؟الم يكن مادحا للبشير حتى خجلنا له ولم يستحى؟اين كان هذا المجرم يعمل خلال ربع قرن من حكم الانقنذ الذى دمر البلاد والعباد؟ هذا النوع من بقايا البشير لايصلح ان يكون سمادا فى الارض بدل روث البهائم فكيف يكون اساس حركة اسلامية جديدة؟

  7. ام الكلب بعشوم ما عاناه السودانيون فى 25 سنه الماضيه كاف ان يزول هذا النظام الفاسد القتال فقد جعل من الدين عبائه له

  8. أنحنا ما محتاجين لأي حزب إسلامي تاني لأنو ,أنحنا بنعرف الأسلام أحسن منهم. أنحنا محتاجين لحزب غير سياسي للتوعية , توعية التحضر والتمدن,حتي يتمكن المواطن من القيام بأعباء دورة ومسئولياتة وممارسة حقوقة كبشر حتي نتمتع بالحرية. غير ذلك ضياع زمن وتبدد طاقة من غير جدوي.

  9. ألأستاذ ساتى تحية, نضمك جميل بالحيل,لسنا فى حوجه لجامع سابع,كل الصعيد طاهر و يمكن الصلاة عليه,و الدكتور عتبانى كلنا نعرف صولاته و جولاته مع الجماعة, و اذا كان داير فقط إنه يتلب من المركب قبل لا تغرق فنقول ليه لا و ألف لا,أما إذا داير يقلع الجبة و القفطان و يؤمن عند بناء جامع يقابله من الناحية التانيه كنيسة و عن يمينه معبد يهودى و عن يساره ما أنزل الله من سلطان و يورينا صيغة حكم غير الشفناها خلال الستين سنة الماضية فحبابه عشرة.

  10. الشعوب تتعلم من تجاربها ، يحتاج الناس لمزيد من الآلام حتى يعرفوا أن الفكر السلفي كله من غير استثناء لا يصلح لحل قضايا القرن الواحد و العشرين ، سيجوعون و لكن للأسف الأمية و التخلف و غياب الرأي الآخر سيؤخر اكتمال الوعي …. قالها أستاذ القرن العشرين و دفع حياته ثمنا لشجاعته شامخا راضيا مرضيا …. لن تصلح و لن تصلح و لكن العمي لا يرون .

  11. كلها أنواع من الأحذية رديئة الصناعة ومقاس الشمال غير مقاس الفردة اليمين … وليه حركة إسلامية ليه ما تكون حركة ســــــــودانية؟

  12. الحركة الاسلامية منذ نشأتها قامت على فكرة غير سوية وهو ان تسعى الحركة بكل السبل المشروعة وغير المشروعة قيام كيان اسلامي جامع وان يكونوا هم الامر الناهي وفي سبيل هذا الهدف احلو لانفسهم كل الموبقات بما فيها الظلم واكل اموال السحت وقتل الابرياء وموالاة الاعداء –
    ما ينطلي على الناس هو ان الهدف جميل وشعاره الاسلام هو الحل – ولكن ماذا عن الوسائل
    الاخوان لا يختلفون كثيرا عن المذهب الاشتراكي الذي يقوم على توزيع الثروة بالتساوي على الناس والانحياز للطبقة الدنيا – ومن هذه الافكار ايضا الصعاليق والهمباتة الذين ينهبون ويسرقون ويوزعون الغنيمة على المساكين – المهم الغاية لا تبرر الوسيلة – والاسلام ليس بحاجة لهؤلاء للمنافقين والدجالين والذين يتجارون بالدين دون ان يدركوا ان لهذا الدين قدسية لا ينبغي المساس بها – وكما يقول الناس (المايخاف من الله خافو)

  13. اذا كان ما يحكم به المؤتمر الوطني هو الشريعة فبماذا يريد ان يحكم غازي وبماذا يريد ان يحكم الترابي اهو الشريعة ذاتها ام شريعة اخري
    يا شعب ياسوداني يا طيب هؤلاء وهذا وأولئك تجار يلعبون بالدين لتحقيق مإرب شخصية يحللون لغيرهم ويحرمون علي الغير بدعوي انهم يقيمون شرع الله كأنما الدين انزل عليهم دون خلق الله
    ويل لهم مما كسبت ايديهم
    يعني ما تبقي من شعب السودان ليس لهم خيار اخر غير غازي او الترابي او البشير ؟

  14. شبعنا من الاحزاب الاسلامية نحن ما دايرين حزب اسلامى نحن عايزين حزب اخلاقى عايزين ناس عندها اخلاق كفانا كذب باسم الاسلام كفاية خديعة كفاية تخانة جلد و كذب بعيون قوية الاخلاق اذا انعدمت لا ينفعنا حزب اسلامى و لا غير اسلامى..

    اللللللللللللللاااااااااااااااااخلاق يا غاززززززززززززززززززززززززززززى اهم حاجة شوف ليك شغلة تانية انت فاشل وجاوزت الستين امشى شوف ليك جامع غير جامع الجابرية و اتعبد فيه ان الله غفور رحيم و شديد العقاب. اتمتى انه الواحد فيكم يعترف بالجرائم الارتكبتوها فى حق المواطن السودانى لكن ليكم يوم انشاء الله انشاء الله يارب العالميين العملتوهو فى الشعب المسكين ده باسم الاسلام و يا ريتك ترجع تقراء كتب ثروت الخرباوى…

  15. المفكر او المثقف يعتبر الطليعة الاجتماعية لاحداث التغيير وهو من يمتلك رؤية لتغيير الواقع ..الواقع القائم واقع متكلس منكفأ علي ذاته وخائف يترقب .الموقف المطلوب تغيير هذا الواقع..هل يدري اخونا دا حقيقة الموقف حتي لا نتهمه بالخيانة من منطلق فكري او مثقفاتي علما بان الخيانة معناها الوعي بحقيقة الموقف والعمل ضد هذا الموقف

  16. لعلمك, اخي الطاهر,اغلب الظن ان الشعب السودانى- و بعد التجربه المريره التى عاشها على مدى 25 سنه من الإسلام السياسى, (انت تعرفها و نحن نعرفها و العالم يعرفها), و على ضوء ما يحدثنا به التاريخ من ممارسات الإسلام السياسى على مدى 14 قرنا” هى عمر و تجارب الدوله الإسلاميه فى العهد الأموي و العباسي و الفاطمى, و أخيرا” الأخوان المسلمين فى السودان و العالم الإسلامى بمسمياتهم المختلفه, اقول لك يا أخى ان الشعب السوداني لن يقبل, بعد كل الذي حدث, اى حركات إسلاميه تتطلع للحكم, لا جديده و لا قديمه.

    و شخصيا” فإن كل ما اتمناه, و بعد إزاحة جماعات الإسلام السياسي المستبده و الفاسده من على كراسي الحكم فى السودان- وقريبا” إنشاء الله- اقول كل ما اتمناه و ارجوه ان يحتفظ المواطن السوداني بدين الفطره السمح الذى نشأ و تربى عليه عبر الأجيال فى المنزل, و فى المدرسه, و من خلال المجتمع. هذا ما يقول به القل السوي.

    كما ارجو منك يا اخي ان لا تهدر وقتك و جهدك وتبدد عقلك و قلمك فى مثل هكذا مواضيع. فقد اثبتت الأيام أنها تافهة وسخيفه و إنصرافيه قد تجاوزها الزمن مثلما تجاوز اصحابها, وبالتالى فهي لا تناسب مرحلة التغيير و البناء و التنميه. أكتب لنا عن هذا, و لا شئ سواه, فهل تسمعني؟؟

  17. يا استاذ الطاهر الا تعلم ما هو راي الجماعة ديل – و انت منهم ، او كنت منهم – في الاخرين؟ هم سعتقدون انهم هم الحركة المسلمة الوحيدة و ان غيرهم من الكفرة لذلك لا يرى غازي في الحركات الاخرى حركات اسلامية، فاذا بات يعتقد في فسادها فهو يفكر في حركة جديدة يؤلفها سواقط الحركة الاولى!

  18. الحركة الاسلامية السودانية الحالية فقدت الدور القيادي وفقدت المصداقية وكثرت اخطاءهاوفشلت في توحيد اهل القبلة في سودان العزة والكرامة؟؟ فالتذهب غير مأسوف عليها وليذهب قادتها ويجددو التوبه لله ويستغفرو ربهم يسألوه العفو؟نحن نريد(حزب الصدق والامانه والاخلاق الفاضله والمبادئ)وليس حزب اسلامي مظهرهاوفاسدا عيان بيان بدون حياء= الحركة الاسلامية=قوم صدق منظهرهم وابوهم الروحي (حين فقد المنطق)قال وييييييك ضحكنا عليكم دخلناكم المساجد ودخلنا نحن السوق= الابالسة الله يقصر أجلهم

  19. هوهوهوهوهوووووووو من الاول
    عايزين حزب ابليس وما تجيب لي سيرة حركة اسلامية
    تاني نرجع لحزب ينصب نفسة وصي على الاسلام ويمثل العناية الالاهية ليحكمنا من جديد ويقسم الناس الى كافر ومؤمن جنة ونار
    وغازي دة يطلع شنو ما كوز في النهاية اختلفت المصالح مع جماعتوا نط تلب من الدفار حقهم نقطة سطر جديد

  20. لقد إنتهي عصر الآيديولوجيات. أين ما يسمونه غازي المفكر ؟! مشكلة الإسلاميين و أزمتهم أنهم لا يملكون فكراً.

  21. تاني يا حسين ..؟ا

    الراكوبة
    06-13-2011 02:28 AM
    فيصل محمد صالح

    زميلنا الأستاذ حسين خوجلي رئيس تحرير ?ألوان?; نعى في مقال طويل الحركة الإسلامية وتجربتها في السودان، وهو بالتأكيد ليس أول من يفعل ذلك، ولا أظنه سيكون الأخير. وبعد أن استمطر الحسين قدرا غير يسير من الدموع، ختم بكائيته الطويلة بالقول ?إن الإسلاميين الذين أعرفهم وعاصرتهم وعملت معهم لم يحكموا السودان بعد?، تاني يا حسين؟

    يريد الحسين أن يأتي بإسلاميين آخرين، يعرفهم هو، ليحكموننا ? تاني، وكأن قدرنا أن نصير حقل تجارب لمغامرات الإسلاميين وتجاربهم، وكأن لنا وطن آخر بديل نمنحه لهم ليتعلموا في القيادة والريادة.

    لقد حكمنا الإسلاميون يا حسين، وهم نفس الإسلاميين الذين تعرفهم وانتميت لهم، ودافعت عنهم وتغنيت بمآثرهم واحدا واحدا. تقاسمونا ذات ليلة ليلاء، فذهب بعضهم رئيسا وبقي الآخر حبيسا، حكمونا أكثر من عشرين عاما، خنقوا أنفاسنا ومنعونا حتى من الكلام، ثم شرقوا وغربوا، وتمايلوا يمنة ويسرة، واختلفوا واختنقوا، وأثرى بعضهم واغتنى، وتزوجوا مثنى وثلاث ورباع، واستطالوا في البنيان، فماذا يريدون أكثر من ذلك؟

    لقد حكمونا يا حسين، وتصرفوا في هذه البلاد وكأنها بعض أملاكهم التي ورثوها من جهة أجدادهم، باعوا ما باعوا وخصخصوا ما خصخصوا، ووهبوا ما وهبوا، وكأن الشعب بعض سباياهم، فماذا تريدهم أن يفعلوا بنا أكثر من ذلك.
    لقد تمزق وطننا على أيديهم، ذهب الجنوب بنتيجة تصويت 99% ، وهو شئ لم يكن يتخيله أعتى الانفصاليين، ودارفور ما تزال معلقة على أيدي نعرف بعضها ولا نعرف البعض الآخر، وجنوب كردفان تشتعل، وقد تعقبها النيل الازرق، وذاك القائد ?الشريف? ينعق بصيحات الحرب التي ما خاضها يوما ولن يخوضها في المستقبل، فماذا تبقى لإسلاميين آخرين ليفعلوه.

    لقد جربناهم كلهم يا صديقي، ولم يعد من بقية لم تجرب، انفردت الجبهة القديمة وحدها، ثم تحالفت مع الأخوان وانصار السنة، ثم ركب المعدية من جاء من السلفيين وتوابع القاعدة، واستتبعهم شيوخ الطرق وزعمائها.

    لقد ظننت يا حسين، ولازال ظني فيك حسن، أنه وبعد التجربة التي اختلفت أنت نفسك معها، ستعرف أن المهم ليس الشعار الذي يرفعه الناس، ولا الزي الذي يلبسونه ويلتحفونه، ولا طول اللحى والشوارب، بل المهم ما يفعلونه بالسلطة والقوة التي امتحنهم بها الخالق.

    ظننت يا حسين أنك، ومثل باقي الشعب، لن تخدعك من جديد الشعارات ولا الدموع التي تسيل والأصوات التي تتحشرج بادعاء التقوى ومخافة الله، وإنما ستنظر لقيم ومبادئ العدالة والمساواة والنزاهة وعفة اليد والإحسان واحترام كرامة البشر، والتي هي جوهر كل دين ورأس كل ممارسة سياسية راشدة. أما سمعت يا حسين بأن الله ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة؟

    لا تظنن يا حسين أن أحدا يستطيع ان يقنع الشعب السوداني من جديد بشعاراته وادعاءاته، هذا الشعب لن يهمه بعد الآن دين من يحكم أو مذهبه، ولا طول لحيته ولا جلبابه.، ولا تاريخه ?البدري? من عدمه.

    يهم هذا الشعب أن يعرف ماذا يفعل من يحكمه بأموال البلاد ومقدراتها، هل ظهرت في لقمة العيش وخدمات الصحة والتعليم، أم في كروش البعض وقصورهم الفخيمة وقصور أقاربهم.
    يهم هذا الشعب أن يعرف ماذا يفعل الحاكم بقوة البلاد العسكرية والأمنية والشرطية، أيدافع بها عن أمن البلاد وسلامتها وأمن المواطنين، أم يبطر بها في الأرض ويسلطها على خلق الله الآمنين؟
    حنانيك يا حسين خوجلي بهذا الشعب، تمنى له ما ينفعه ويرفعه، ولا تدعو له بأصدقائك الذين تعرفهم ونعرفهم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..