حل سياسي أو الكارثة..!ا

حل سياسي أو الكارثة!

رشا عوض
[email protected]

قبل ان يجف المداد الذي كتب به اتفاق أديس أبابا الإطاري بين الحكومة السودانية أو حزب المؤتمر الوطني(لا فرق) والحركة الشعبية بشمال السودان انطلقت حملة شعواء ضد هذا الاتفاق ابتدرها كالمعتاد (منبر الخراب العاجل)، منبر الفتنة وتفتيت الوطن وتمزيق النسيج الاجتماعي بإشاعة الكراهية العنصرية بقيادة الطيب مصطفى، وأعقب ذلك خطابات من رأس الدولة نفسه تصب في اتجاه الحسم العسكري في جنوب كردفان والتعامل مع عبد العزيز الحلو كمجرم هارب، أما احمد هارون فقال أنه لن يتأخر في استخدام (أي نوع) من السلاح دفاعا عن أمن المواطن وكلمة لا إله إلا الله!! وطبعا أمن المواطن هنا لا تعني سوى أمنه هو شخصيا، وكلمة لا إله إلا الله المفترى عليها مقحمة على هذا الصراع السياسي الذي يمثل فيه أحمد هارون سلطة الاستبداد والقهر والقتل والتشريد التي هي أبعد ما تكون عن مقتضى كلمة(لا إله إلا الله)،
إن الكارثة في هذا الخطاب أنه لو ترجم إلى سياسات عملية فسوف يكون بداية لمسلسل جديد من الحرب والعنف والقمع المفرط في جنوب البلاد الجديد وكأننا لم نستوعب درس الجنوب القديم بعد!!
لو رجعنا بذاكرتنا إلى فترة التسعينات واستمعنا إلى برنامج ساحات الفداء واستمعنا إلى الخطب السياسية لقادة الإنقاذ لوجدنا الكلمة الذهبية هي( عدم التفريط في شبر واحد من أرض الوطن ودحر فلول التمرد من أعداء الدين والوطن وهزيمة مخططاتهم الآثمة، وردهم على أعقابهم خاسئين) إلخ هذه اللغة التي تخاطب المواطنين السودانيين المتمردين على سلطة الدولة وكأنهم غزاة أجانب ودخلاء لا تربطهم بهذا السودان أية آصرة، وهذا العنف اللفظي يترجم على الأرض مباشرة في شكل عنف مادي غالبية ضحاياه من المدنيين الأبرياء، ولا تسمح السلطة في الخرطوم بإظهار أي شكل من أشكال التضامن الشعبي مع ضحايا الحرب في أقاليم هي جزء من السودان وسكانها جزء من الشعب السوداني بينما تخرج المسيرات المليونية لنصرة فلسطين والعراق!! مما يعمق حدة الإنقسام الوطني ويجعل أهل هذه الأقاليم يشعرون بالغربة وعدم الانتماء لهذه الدولة!
ماذا كانت نتيجة هذا المنهج البائس في الجنوب؟ لماذا فرطنا في 648 ألف كيلومتر مربع بعد أن أقسمنا بأغلظ الأيمان على أن لا تفريط في شبر واحد؟ الإجابة هي القائمين على الأمر منذ البداية لم يضعوا المشكلة في إطارها الموضوعي الصحيح وهو أن الدولة السودانية تحتاج لإعادة هيكلة سياسية واقتصادية باتجاه إزالة التهميش السياسي والتنموي والثقافي الواقع على الجنوب ودارفور وجبال النوبة والشرق، ومن ثم يتجهون للحل السياسي.
الأسبوع المقبل سوف تتسلم دولة شمال السودان علمها وأختامها الرسمية ووثائقها من جمهورية جنوب السودان على الملأ الدولي، والضمانة الوحيدة لعدم تكرار هذا المشهد في إقليم آخر هي إعادة الهيكلة السياسية والاقتصادية للدولة وفق مشروع وطني يستوعب التنوع السوداني، ويعترف بالمظالم التاريخية ويتحاور مع أهلها بدلا من تخوينهم وضربهم بيد من حديد.

تعليق واحد

  1. مسكينة لا اله الا الله اللي يحرسها محمد هارون….. لا اله الا الله لم يستوف شروطها كل النظام

  2. والله دى مفروض تكون خطبة فى الميادين وامام طلاب المدارس .لانو والله دا شيء مخيف لوتانى رجعنا لايام الدفاع الشعبى.لانو نحن عارفين الدفاع الشعبى شنو ؟.تقتل اخوك مواطن زيك بحجة انو محتل او مشرك, ودفاع عن الوطن .وووو . وفى الاخر ينفصل هذا الجزء العزيز من الوطن .ونرجع نتحسر تانى وهكذا.

  3. الأسبوع المقبل سوف تتسلم دولة شمال السودان علمها وأختامها الرسمية ووثائقها من جمهورية جنوب السودان على الملأ الدولي!!!!!!!!!

    من هو هذا الذى لديه قوة قلب كى يستلم هذه الأشياء بيديه؟؟؟ سيدخل تاريخ الخزى والعار من أوسع أبوابه.

  4. قولوا للبشير نحن ما عايزين رئيس يكون رئيس بالتجعر بس وإنما نريد رئيس يفهم مشاكل السودان ويواجهها بحكمة وعقل وليس بالوعيد والتهديد

  5. المجرم الحقيقي المطلوب دوليا هو احمد هارون والبشير وزمرته القائمة الخمسينية ام المناضل الحلو فبلا شك انه بطل من ابطال الجنوب الجديد . فيا استاذة رشا عوض هل تطمحين في يوم من الايام ان تري نظام القمع في الخرطوم يحترم مواثيق او عهود بلا والله
    احترام المواثيق يتطلب دولة مؤسسية والسودان دولة فاشلة قمعية لاتحترم فيه اي شي سوء قادة الوثني لعنهم الله واسكنهم الدرك الاسفل من النار

  6. أقول لناس الانقاذ أن الاسلام لم ينتشر فى السودان بحد السيف ولا بالجبخانة بل انتشر بالكلمة الطيبة والروح التعاونية والمثل المحتذى . اهلنا فى الأقاليم البعيدة ولا أعنى البعيدة جدا بل البعيدة عن أنظار المؤتمرين المتآمرين فى حاجة لمن يقدم لهم الكساء والدواء والأكل فحتى من هم يشغلون الوظائف الغير مسيّسة بالخرطوم العاصمة يعانون أشد المعاناة لتوفير بعض احتياجات يومهم فكيف لعاقل أن يطارد الناس بالأسلحة ويدعى أنه يحمل ويحمى راية لا اله الاّ الله . هذا خطل بيّن وادعاء كذوب وقديما قال الشيخ العبيد ود بدر ( مافى دين بلا طحين )
    من لم يؤمن بتعدد الأديان داخل الحدود السياسية لا يحق له أن يتقلد منصبا قياديا لأنه بذلك كمن يقود الناس بدفة معطوبة ومصيره ( التوهان ثم الغرق ) وقد أبان الله سبحانه وتعالى أن من يرد به الله خيرا يشرح قلبه للاسلام لا أن يجبره بعض المندفعين بلا هدى ويشرحون قلبه لا أن يشرحوه .

    ربنا يأخذهم ويريحنا يا شيخه ( يا شيخه دى حقتنا الزمان مش حقتهم المنافقة دى )

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..