السجون بين التصويت.. والإقامة على النفقة الخاصة

(أعلنت الإدارة العامة للسجون والإصلاح عن تسجيل حوالي (5345) ضابطا وضابط صف وجنديا وحوالي (12695) نزيلا ونزيلة للمشاركة في الاقتراع للانتخابات العامة، موضحة أن هؤلاء من الذين يحق لهم التصويت في الوقت المحدد. وأوضح اللواء شرطة حقوقي الكامل الجيلاني أبو شامة مشرف لجنة الانتخابات بالإدارة العامة للسجون والإصلاح لـ(إس إم سي) أنه تم إعداد مركز رئيس في كل ولاية بالإضافة إلى مراكز فرعية حسب السجون القومية في الولايات لتسجيل القوة والنزلاء، مضيفاً أنه تمت معالجة النزلاء الذين سجلوا داخل السجن وتم الإفراج عنهم بالاتفاق مع المفوضية لتمكينهم من الاقتراع عبر الصندوق الخارجي بالسجون والذي خصص لهذه الفئة، موضحاً أنه سيتم الاتصال بهم من خلال عناوينهم وأرقام هواتفهم الموجودة بالسجون. وأشار الجيلاني إلى أن الذين دخلوا السجن بعد مرحلة التسجيل ليست لديهم صناديق نسبة لتسجيلهم عبر الأحياء السكنية، مؤكداً معالجة أمر تصويتهم بالتنسيق مع المفوضية حيث تم رفع أعدادهم للمفوضية لتحديد كيفية المعالجة. وأكد الكامل تشكيل لجنة فنية لكل مركز اقتراع للإشراف على العملية الانتخابية من الجانب الفني واكتمال كل الترتيبات لممارسة الحق الدستوري للنزلاء وإتاحة الفرصة لهم في التصويت، والقيام بعمل تنويرات عديدة بوساطة الإدارة واللجنة العليا التي تم تشكيلها لتدريب قوات الشرطة وقد تم تنوير قوات السجون بمراحل سير العملية الانتخابية)..!
هذا هو نص الخبر الذي نشرته هذه الصحيفة من بين صحف أخرى.. حول مشاركة نزلاء السجون في العملية الانتخابية.. ولاحظت أن عبارة ممارسة الحق الدستوري قد وردت في متن الخبر كناية عن تبرير هذه العملية.. وسنتجاوز هنا كل التعقيدات المصاحبة لتصويت النزلاء.. وبعض تلك الإجراءات التي تثير الضحك كقولهم إنه سيتم الاتصال بالنزلاء الذين غادروا السجون عبر عناوينهم وأرقام هواتفهم.. يا للحرص ويا للاهتمام!.. كل هذا حتى ينعم النزيل بحقه الدستوري في المشاركة في الانتخابات.. ولكن الذين أطلقوا هذه التصريحات.. وقبلهم الذين أطلقوا هذه الخطة المحكمة.. قد فات عليهم أمر في غاية الأهمية.. وهو أن العملية الانتخابية ليست مجرد التسجيل والتصويت.. بل إن الخطوتين ما هما إلا تتويجا لجملة من الخطوات الأخرى.. والتي تمثل حكمة مشروعية العملية الانتخابية برمتها.. ولكن التزيد والتظاهر بالديمقراطية وكفالة حقوق الإنسان.. يختلف اختلافا بائنا عن تطبيق ذلك بالفعل!
حسنا.. فلتقدم لنا الإدارة العامة للسجون.. وقبلها وبعدها المفوضية القومية للانتخابات.. إجابات مقنعة عن الأسئلة التالية: أليست حرية الاختيار هي أولى أبجديات العملية الانتخابية؟ أليس العلم هو أساس ممارسة الاختيار الصحيح؟ إذن.. من أين لهؤلاء النزلاء بالاطلاع.. تفصيلا.. وبما يمكنهم من الاختيار الصحيح واتخاذ القرار.. معرفة برامج المرشحين في مختلف المستويات.. ومختلف الدوائر.. بل معرفة أسماء هؤلاء المرشحين وسيرهم الذاتية.. ناهيك عن برامجهم.. ثم.. وبافتراض أنهم قد اطلعوا على هذه البرامج.. وهذا محض افتراض أشك في حدوثه.. فهل تتاح لهؤلاء النزلاء فرص الالتقاء بالمرشحين.. أو مندوبيهم.. لمناقشتهم واستجلاء ما غم عليهم في برامجهم؟ وهل كل هؤلاء النزلاء.. قادرون اليوم على متابعة مختلف وسائل الإعلام لمعرفة برامج من يرغبون في التصويت لهم؟ لسنا في حاجة لكبير جهد لنقول إن كل الأسئلة إجاباتها للأسف.. لا النافية..!
ثم قبل كل هذا إذا كانت المفوضية قد وافقت أو قررت حمل أكثر من اثني عشر الف ناخب إلى صناديق للاقتراع.. تبدو طبيعتها ومواقعها مربكة.. فهل فكرت المفوضية في حق المرشحين في التنافس الحر على هذه الأصوات؟ وهل اتخذت من التدابير ما يمكن أي مرشح من الدخول إلى أي سجن لمخاطبة نزلائه؟ تبدو المسألة صعبة بالطبع.. وبالضرورة لم يفكر فيها أحد؟ والسؤال الأهم: وبافتراض أن كل هذه التدابير قد اتخذت بما يحقق العدالة الانتخابية.. ففي ظل أوضاع السجون التي تشكو لطوب الأرض.. حتى أن بعض النزلاء يقيم على النفقة الخاصة داخل بعضها.. من يا ترى سيتكفل بكل هذه المصروفات؟

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. برامجهم ……البرامج….يا استاذ اية برامج هذه التي ترددها واين هي!!!!!!!؟ قال ليك البيمد يدو حنكسرها ليهو ……….عجبي

  2. الحمد لله الذي بنعمتة تتم الصالحات ولكن هؤلاء القوم أضلوا السبيلا وصاروا لا يرون الا حيث مصالحهم ومكاسبهم ونحن اذ ندين ونستنكر نرفع الاكف الي الله ان يعجل برحيلهم وهو ولي ذلك والقادر عليةز

  3. لا يستقيم الظل والعود أعوج ! .

    لا أمل ولا عشم فى إصلاح السودان ، وعمر حسن البشير رئيسآ ..
    عمر حسن البشير ، صار رئيسآ بإنقلاب عسكرى من يونيو 1989 حتى ابريل 2010 ..
    عمر حسن البشير ، وصار رئيسآ بإنتخابات مخجوجة مزورة من ابريل 2010 حتى ابريل 2015م .
    عمر حسن البشير ، سيصير رئيسآ بإنتخابات مقدودة وأونطة فى جميع مراحلها للفترة من ابريل 2015 حتى ابريل 2020 م ..
    يا ناس يا عالم ، حواء السودان لم تلد من الرجال والنساء إلا عمر حسن البشير ليحكمنا الى أن يفارق الفانية ؟؟؟؟ .

    اعتقد أن الشعب السودانى لو خيروه بين إثنين لا ثالث لهما ! ، أن يحكمه الاسرائيلى بنيامين نتنياهو أو السودانى عمر حسن البشير فى انتخابات لا يشرف عليها أبالسة الانقاذ ! ، نراهن أن النتيجة لصالح نتنياهو بنسبة نجاح تزيد عن 90% ، لأن نتنياهو وفر لفلسطينى 1948 من تعليم وصحة وخدمات ، لم يحلم بعشر عشرها أى سودانى معارض لظلم وفساد أهل الانقاذ، وأن السودانيين قد حكمهم الحاكم الانجليزى غردون وهو من أصول يهودية ، ولم يجدوا فى حكمه ، لا ظلم ولا فساد الانقاذ ! .. أما جماعة التمكين ، أصحاب المصارين البيض وآكلى الفتات فلا غرو أنهم سيتمسكون بعمرحسن البشير رئيسآ الى أن يموت ، حتى ولو نافسه أحد الصحابة رضوان الله عليهم جميعآ .

    أرحل يا عمر كما رحل الرئيس زين العابدين ، أرحل يا عمر كما رحل حسنى مبارك ، ولا تنخدع يا عمر بتقارير النفعيين والمنافقين من حولك ! ، ارحل يا عمر ولا تنتظر مصير معمر القذافى ! … فهى نصيحة لله من مواطن مغلوب على أمره ! .

  4. اقتباس …… من أين لهؤلاء النزلاء بالاطلاع.. تفصيلا.. وبما يمكنهم من الاختيار الصحيح واتخاذ القرار.. معرفة برامج المرشحين في مختلف المستويات.. ومختلف الدوائر.. بل معرفة أسماء هؤلاء المرشحين وسيرهم الذاتية.. ناهيك عن برامجهم.. ثم.. وبافتراض أنهم قد اطلعوا على هذه البرامج.. وهذا محض افتراض أشك في حدوثه.. فهل تتاح لهؤلاء النزلاء فرص الالتقاء بالمرشحين.. أو مندوبيهم.. لمناقشتهم واستجلاء ما غم عليهم في برامجهم …. هو يعنى نحن البرة السجن اتوفرت لينا ما تسال عنه !!!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..