أخبار السودان

ينتهي العزاء بانتهاء مراسم الطبع

هنادي الصديق

عجيب هو أمر إعلامنا(المُوجَه)بعناية، و(العجابة)التي أعنيها تكمن في تكليف أشخاص بمسؤوليات أكبر بكثير من إمكاناتهم أو مؤهلاتهم أو حتي خبراتهم، ولكن بالطبع إذا عُرف السبب بطل العجب.
* شخصيا لا أتمني ولن يحدث أن أتولي منصب إعلامي وآكل منه عيش علي حساب المواطن المسكين الذي إئتمنني علي حياته وأمنه وصحته وأُسرته بإعتباري من قادة الرأي في هذا البلد، (إن حدث)بالطبع، فكيف أخون الأمانة بقلب بارد ودون أن ينكأ ضميري شيئا من ما يُكتب أو يُسمع أو يُقال.
* هذا الحديث أعني به بعض قيادات الإعلام التي أتت في غفلة من الزمن لتتربع علي عرش صحافة كانت ملء السمع والبصر قبل أن يأت عليها (غربان)ما يُسمي بالمشروع الحضاري أو الإستثماري بمعني أصح.
* إذ لا يعقل أن تأتِ عناوين كل الصحف السودانية الصادرة في يوم واحد بعنوان واحد أو خبر واحد، أو تكذيب لخبر أو حادث واحد، دون أن يعوا بذكاءهم المسلوب أن للقارئ عقل واحد ايضا يستطيع أن يُميز به الطيب من الخبيث.
* توقعت أن تتسابق صحف الخرطوم لإدانة حكومة الولاية وشرطتها بعد حادثة (لص الشطة)، ولكن خاب ظني والسبب معروف، وتوقعت أن يخرج قادة الرأي في معظم صحفنا اليومية لرفض ما يحدث من ظواهر سالبة تهدد أمن المواطن والمجتمع، وأعني هنا ظواهر التسول في الشوارع العامة، والأخطاء الطبية التي فتكت بربع الشعب السوداني، وظاهرة إستشراء أمراض الفشل الكلوي والسرطان، وإضرابات أساتذة جامعة أمدرمان الأهلية، وقبل ذلك توقعت أن أري تحقيقات إستقصائية تكشف من اسرار وحقائق بيع خط هيثرو، وإندثار طيبات الذكر (الخطوط الجوية والبحرية السودانية، وسكك حديد السودان)، وأيضا فتح ملفات التقاوي الفاسدة وفشل مشروع القطن المُحوَر وراثيا بعد أن وجه رئيس الجمهورية بتعميم هذه الفكرة علي جميع المشاريع المعنية بالسودان.
* تمنينا أن يفتح لنا قادة الرأي أبوابا ظلت مغلقة لسنوات مطالبين بالكشف عن بؤر الفساد داخل مؤسسات الدولة، وعن تقارير المراجع العام للدولة والذي يكشف في كل صباح إستيلاء شركات بعينها ومؤسسات للمليارات من أموال الشعب، وعن رفض البعض الآخر ممن طالته شبهة فساد في المراجعة، وعن الجهات المتورطة في إستيراد (حاويات الهيروين)والسموم التي تحط رحالها إسبوعيا بميناء بورتسودان، ولا أحد يعلم ماهو مصيرها أو أين تذهب بعد أن يتم الكشف عنها، لنكتشف بعد فوات الأوان إمتلاء الشوارع السودانية بها ولم تسلم منها الجامعات والمدارس، كل هذه القضايا وغيرها بالطبع تنتهي بإنتهاء (مراسم الطبع)، ولن يجرؤ أحد بالتأكيد علي(نبش المقبرة) التي شهدت الدفن.
* الإعلام مسؤولية لا يقدر عليها من كان في قلبه ذرة من ولاء أو إنتماء مشبوه، ولا من كان يؤمن بأن ما يُكتب يجب أللا يتجاوز حدود ماهو مرسوم له من قبل السلطة الحاكمة، ولن يقدر عليه من إنطبق عليه المثل الدارفوري (دبيب في خشمو جراداي ولا بيعضي)، الإعلام مسؤولية عظمي ورسالة مقدسة لها وضعها وكلمتها في المجتمعات المتقدمة حتي ولو كانت (كافرة)في فقهنا، ولكنها في المجتمعات المسلمة صارت من الكبائر.
* رحم الله بعض الأقلام الحرة وقادة الرأي الحقيقيين علي قلتهم والذين باتوا يشكلون لنا نبراسا نهتدي به في ظلام من كنا نعتقدمهم(منقذين).

الجريدة

تعليق واحد

  1. المثل هو جراداي في سروال ما بعضي الا قعادو ما حلو و المثل العربي في فمه ماء علي اي حال اقتباس مقدر و مقالة جميلة

  2. ب المناسبة نحمدالله بانهم ساعدوني بهجرة جميع م تسمي ب اجهزة الاعلام عامة تلفزة واراديو وصحف احيانا كثيره اريد ان اترك الراكوبة لانها غالبية الاخبار تاتي من صحافة الخرطوم وتنشرها ويفترض مدراء الصحف يشكروها علي المساعده والا لم يسمع بها احد لو لا انها تنتقي بعض الوجبات السريعة لرحلت الي الصحف العالمية حليل زمن الصحف العربية والانجليزية والمجلات تجديها ف المكتابات ف ال7 صباحا والمرتجع قليل منها اما السبب الاكبر لهجرتي كرة مشاهده الدقون والمحجبات الضفادع افتحي التلفزبون بعد صلاة الصبح وفبلها تندمي وكان المديح واصحاب الوجوة الفبيحة مكملين للدين وعشان الكضب لو لقينا دولة تلمنا وتجنسنا تجديني اول زول بلاش مربط حمير

  3. يديك العافية الاستاذة الجليلة،،
    احب ان اطمئنك ان الشعب السوداني اصبح يعلم علم اليقين باكاذيب نظام الشيطان،
    واذيال السلطان واقلامهم الجبانية نعلمهم جيداً،، والنظام زائل لامحالة وحسابهم وسلاطينهم عسير،،
    نحن نحترم اصحاب الاقلام الحرة الصادقة،،
    يديك العافية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..