في حيّـنا .. غـريب ..!ا

الحراك الاقتصادي و النمو العمراني الذي ينتظم البلاد وانفتاح حدودها الجغرافية على عدد من الدول المجاورة جعلت من السودان قبلة لموجات كبيرة ومتلاحقة من النزوح بحثا عن الامان أو العمل ، القادمون الجدد يدخلون البلاد ويقطنون بطبيعة الحال في الاحياء وسط المواطنين حاملين معهم عادات وتقاليد وثقافات وربما أديان مختلفة قد تتوافق مع ما هو سائد أصلا في المجتمعات المحلية لكنها غالبا ما تتعارض و تتقاطع في بعض الأحيان و تتسبب في حالات اشتباك مثلما حدث في منطقة الكلاكلة بالخرطوم، حيث تفاجأ سكان الحي بأجانب من دولة

مجاورة يقاسمونهم الحي كما يقول عبدالمنعم عباس الذي أضاف بأن القادمين الجدد خلفوا انطباعا حسنا عند أهل الحي بحرص عدد منهم على أداء الصلاة في الجامع خاصة فرضي العشاء والصبح لكن بمرور الايام بدأت تظهر بعض الممارسات التي استهجنها سكان الحي منها أن أفراداً منهم لا يتحرجون في الخروج من المنزل بملابس غير لائقة كـ(الأردية و الفنائل الداخلية) الأمر الذي لايحدث في مجتمعنا حتى داخل بيوتنا هذا وبعض الممارسات الأخرى كالازعاج حتى ساعات متأخرة من الليل ووجودهم شبه الدائم أمام بوابة المنزل وتردد بعض شباب الحي على منزلهم باعدت الشقة بين أهل الحي و الاجانب، ثم جاءت حادثة تحرش احدهم باحدى السيدات وقصمت ظهر العلاقة وتأكد للجميع استحالة الابقاء عليهم فكان أن اتخذ قرار بإخلائهم وهذا ما حدث.
ويقول عباس ان سكان الأحياء خاصة الشعبية لا تحبذ بيوت العزابة بصفة عامة حتى ولو كانت لسودانيين دعك من أن يكون العزابة أجانب لأن تلك الاحياء عرفت بتماسك مجتمعها وتتقيد بالعادات والتقاليد وبالتأكيد هذا لا يتوفر في الأجانب الوافدين من مجتمعات حتى ولو كانت تقاسمنا ديننا الحنيف الا أن عاداتهم وتقاليدهم بالتأكيد لا تتطابق مع تلك السائدة في مجتمعاتنا ، وبطبيعة الحال لا يمكن أن يندمجوا في المجتمع السوداني كمجموعات لكن هناك أفراد أصبحوا جزءا من النسيج الاجتماعي.
هناك ظاهرة أخرى أخذت اهتماما كبيرا في وسائل الاعلام ومجالس المدينة وهي ظاهرة قهاوي ومطاعم البيوت التي تنتشر خاصة في بعض الاحياء المتاخمة لوسط الخرطوم وهي بيوت تقدم الأطعمة و توفر اماكن لتعاطي الشيشة غير أن هناك من يذهب إلى أكثر من ذلك ويقولون إن بعض هذه البيوت تتخذ من هذه الانشطة المشروعة لأخرى تدخل في دائرة الممنوعات ويطالبون بعدم السماح لهذه البيوت التي توظف فتيات أجنبيات ممارسة ما تقوم به.
ورغم أن جولة بمنطقة اشتهرت بالوجود المكثف لهذه البيوت أكدت أن لا ممارسات من تلك التي يتخوف المواطنون منها ومعظم المطاعم التي دخلناها لامكان فيها سوى للأكل والشرب.
إلا أن المواطنين ينظرون إلى هذه المحال بعيون تفيض منها الشكوك وكثيرا ما طالب السكان بإغلاقها لوجودهم وسط الاحياء السكنية وهم يحملون عادات وتقاليد مختلفة يمكن ان تؤثر على بعض الشباب في الاحياء غير أن مازا بوهاني و هي لاجئة من دولة مجاورة أكدت أن تلك المخاوف ليس لها ما يبررها و تجر عليهم الكثير من المضايقات وبالرغم من ذلك تقول إن أبناء جلدتها استطاعوا الاندماج في المجتمع السوداني ونفت مازا الاتهامات التي التي تلاحقهم وقالت هي ليست صحيحة ويؤلمنا جدا نظرة البعض لنا وكأننا مجتمع لا قيم له.
اما أحمد دستا الذي يسكن في حي بجنوب الخرطوم فاوضح أن أسرته التي قدمت الى السودان منذ أكثر من (30) عاما استطاعت أن تندمج مع المجتمع السوداني وعرفت خطوطه الحمراء والخضراء وساعدها على ذلك تشابه القيم فنحن اسرة مسلمة لذلك لم نجد صعوبة ومضايقات بل نعيش بانسجام تام مع الاسر السودانية من حولنا بل حدث تزاوج بيننا.
مواطن التقيناه وطلب عدم نشر اسمه قال أن تزايد اعداد هؤلاء الوافدين يمكن ان يؤثر بصوره سالبة علي ابنائهم خاصة وان بعض الشباب يمرون بمرحلة المراهقة وهم يتأثرون بسرعة بثقافات غيرهم وطالب حسين السلطات المسؤولة بمتابعة الامر لان اعدادهم تتزايد يوما بعد يوم وهم يعملون بمهن دخيله على المجتمع السوداني الذي عرف بالمحافظة على عاداته وتقاليده.
اما الباحثة الاجتماعية عفاف صلاح فابتدرت حديثها قائلة ان تزايد اعداد الاجانب يرجع الى طول حدود السودان والظروف السياسية والاقتصادية في بعض دول الجوار مع صعوبة التحكم في الحدود وعدم المتابعة اللصيقة ادت لتنامي هذه الظاهرة مما جعل السودان ملاذا آمنا لهؤلاء الباحثين عن الأمن والرزق ومن خلال وجودهم داخل الاحياء السكنية يرتكب بعض هؤلاء بعض الجرائم التي ربما لا تكون في البيئة التي اتوا منها مصنفة كجرائم، وابانت عفاف أن التعامل العفوي للمجتمع السوداني خلق تفاعلا فكلا المجتمعين يتأثران ويؤثران في بعضهما وهذا هو بالضبط منبع التخوفات التي يبديها البعض خاصة على الشباب اما فيما يتعلق بالعمال الذين يسكنون في الاحياء فالامر ربما يختلف قليلا فمجتمع المدينة في السودان لا يحبذ وجود العزابة وسط الاحياء وفي حالة وجودها يتعاملون معهم بحذر شديد وعندما يكون العزابة اجانب ويظهرون سلوكا مرفوضا من المجتمع من الطبيعي أن يواجهوا بالمضايقات والطرد.

السوداني

تعليق واحد

  1. للاسف الاحياء الموجود فيها هذه الظواهر معروفة منذ عشرات السنين وحاليا ازدادت بدخول اعداد من المصريين والارتريين والحبش والبنغال وهلمجرا وعلي الجان اشعبية ا1ذا كانت موجودة ورجالات وشباب الاحياء التصدي بقوة حرصاعلي امهاتنا وبناتنا علي عاداتنا السمحة التي لا توجد الا في بلدنا الحبيب وعلي الجهات الامنية الضرب بيد من حديد قبل فوات الاوان الا قد بلغت فاشهد

  2. ما هذه الترهات..نهاجر بالملايين الي كل الدول العربية والغربية..اين عاداتنا التي نتحدث عنها؟المايقوما؟هؤلاء المهاجرون خاصة القادمون من دول الجوار يعملون بجهد ويحاولون ان يخلقوا لهم اعمالا..انها العنصرية بعينها التي يشكوا منها مسلمو الغرب..هم لا يشبهوننا فيجب ابعادهم عن احيائنا..نفس الخطاب الذي ترفعه الاحزاب البيضاء العنصرية،الحالةهي مواطنون مقهورون يفرغون قهرهم في من هو اضعف منهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..