تعرضوا للضرب وإتلاف أجهزة التنقيب المعدنون بوادي حلفا.. ضحايا بلا حماية!!

الخرطوم: سعدية صديق

نفّذَ مئات المعدنين اعتصاماً في ضاحية الرياض شرقي الخرطوم رافضين العودة لولاية وادي حلفا، احتجاجاً على الخسائر المالية الفادحة التي لحقت بهم خلال نشاطهم بمربعات التعدين في مناطق بوادي حلفا، رافضين العودة لمواقع التعدين ما لم يتم حل مشكلتهم، بينما يعتزم المعتصمون الذين دخلوا في إضراب مفتوح مقابلة رئيس مجلس الوزراء ? النائب الأول لرئيس الجمهورية بكري حسن صالح صبيحة اليوم (الخميس)، لعرض مظلمتهم بعد تحولهم لضحايا أوقعت عليهم أضراراً تقدر بنحو 35 مليون جنيه. هذا بجانب إتلاف أجهزة التعدين حيث تقدر قيمة الجهاز الواحد الخاص بالتنقيب بنحو 200 دولار.

1

(التيار) تابعت الأزمة وتعرفت على المشكلة من جوانبها كافة، فعلى صعيد القضية فإنه وبحساب الأرقام فإنَّ ما سرده المتضررون يؤكد، أنَّ الخسائر المالية ليست وحدها التي لحقت بهم، فقد تعرضوا لهجمات واعتداءات بجانب حرق ممتلكاتهم وتدمير آليات التعدين، والعمل على دفن الآبار التي كانت على مشارف الدخول في إنتاج خام الذهب.

2

وفي مستهل الجولة التي قامت بها الصحيفة كشف عمر محي الدين محمد ماهر، عن ردم ما يقارب (200) بئر منتجة للذهب، وأشار إلى أنَّ تكلفة البئر الواحدة تقدر بأكثر من 250 مليون جنيه. وأكد تغول شركة أرقين دنقلا على مناطقهم بعد انتهاء فترة امتيازها، وتحسر على حالهم وقال: هنالك عدد من الأسر تعيش من التعدين. وزاد هذا القرار (ظلمنا ظلم الحسن والحسين)، وأشار إلى أنَّ أسرهم أصبحت تسترزق من التعدين، وتفاجأنا بأن شركة أرقين دنقلا استولت على امتياز جديد بعد أن سطت على الامتياز الأول عام 2010. ونوه إلى أنَّ الشركة تتبع لوزير المعادن الأسبق كمال عبد اللطيف، وأشار إلى اختفاء الشركة  منذ عام  2010 إلاَّ أنَّها ظهرت في أبريل 2017 وحاولت إخراج الناس من مناطقهم.

3

ويضبف عمر محي الدين أنَّ الجديد أنه وقبل أسبوع تحديداً يوم الثلاثاء الماضي، ظهرت من جديد بقوة كبيرة ولم تأتِ عبر المدينة ولا عبر الولاية بطريق خط السكة الحديد طوالي (خمو) الناس وضربوا المعدنين من هذه القوة التي أتت من خارج الولاية، وقامت بضرب عدد من المعدنين الدهابة وتخريب ممتلكاتهم وحرق سكناتهم وردم الآبار، وإتلاف أجهزة تقدر قيمتها بـ800 مليار وقال وجدنا معاكسة من السلطات المحلية، عندما ذهبنا لفتح بلاغات لمن تعرضوا لنا  بالضرب حيث ذكروا أن القرار جاء من جهات يبدو أنَّ لها نفوذاً وتأثيراً.

4

فيما أضاف الدهابي محمد رزق إبراهيم بأنهم تفاجأوا بشركة أرقين دنقلا قبل خمسة شهور، حيث أوضح ممثل الشركة أنَّ (المحل ده) يعتبر ملكاً لهم كعطاء وامتياز، وطالب المعدنين بإخلاء المنطقة عندها ? والحديث لمحمد رزق إبراهيم ? أخطرنا السلطات المحلية بحلفا وقاموا بردها والقضية مستمرة في مسارها، فوجئنا بالشركة قبل أسبوع أتت بقوة جبرية دون أي مقدمات أخلت الناس ودفقت مياه الدهابة وحرقت الخيام، وفي سلوك غير إنساني تعرضنا للقهر والإساءة وعندما تحدثنا معهم قالوا إن هذا الأمر جاء من فوق، تعرضنا للضرر لأنَّ استخراج الدهب به صرف ولدينا التزامات مع الصاغة الذين يقومون بعملية التمويل، الأمر الذي يعرضهم للتعثر ودخولهم للسجون.

5

وقال المعدن حسن محمد إنه جاءت قوة مكونة من عدد من الأفراد يمتطون عدداً من السيارات إلى الموقع، تضم حوالي  500 فرد 200 من الولاية و300 من خارج الولاية، وأتلفت خراطيش المياه واعتدت على العمال بالضرب وأخلت المعدنين من الموقع وخربت، وعندما طالبناهم  بأمر الإزالة رفضوا وخرجنا وذهبنا لوكيل النيابة لفتح بلاغ، رفض فتحه وقال إنَّ القرار أتى (من فوق) على حسب تعبيره وقال: مافي  يدي حل ووجهنا بالذهاب إلى وزير المعادن بالخرطوم.

6

أما المعدن حسن بتولة استرسل مستدركاً بأنهم تفاجأوا بقرار شركة أرقين دنقلا بإخلاء المنطقة التي تعتبر أكثر إنتاجاً للتعدين الأهلي، وتحسر على ردم آبارهم التي تقدر تكلفة إنشاء البئر الواحدة بأكثر من 200 مليون. وأشار إلى أنَّ عدد الآبار التي ردمت حوالي 52 بئراً منتجة للذهب. وقال إنَّ الشركة تريد أن تستحوز على المنطقة ونحن أصحاب المنطقة ومن حقنا التعدين والآن تضررنا، خاصة وأنَّ بعض المعدنين لديهم عقودات. وتابع قائلاً عندما وقفنا أمام القرار طالبتهم بعدم التعرض للمعدنين، وطلبت منهم ترك آبار المعدنين وكان ردهم بأنها تعليمات أتت من فوق. وأضاف بأنهم ذهبوا إلى وزير المعادن هاشم علي سالم وأبلغوه بما حدث، وقلنا له (جئنا بالسلم إذا أنصفتنا أنصفتنا إذا لم تنصفنا سننزع حقوقنا بأيدينا، فأجابنا الوزير بأنه سيتم تحديد جلسة معنا ومع الشركة لحل المشكلة لكن حتى اللحظة لم يتصل بنا)!!.

التيار.