كنس اثار الفساد .. !!

** طلب مني احد اصدقائي بان اكتب في القضايا الاجتماعية التي تؤرق* الاسر ليل نهار ، قلت مثل ماذا ، قال كاختطاف الاطفال ، الاغتصاب ، فيديوهات رقيص العروس وهي في حالة عري تنشر في اليوتيوب بشكل فاضح ، المخدرات ، الدعارة المنظمة في المدن ، واضفت له الزواج المبكر ، ختان الاناث ، التكاليف الباهظة في الاعراس للتفاخر ، الرشوة ، قوانين العمل المجحفة للنساء ..الخ من القضايا ، وقلت نعم كل هذه القضايا تحتاج لتناول هي وغيرها من القضايا في المجتمع ، والتي تؤرقنا جميعا وتهدد وجودنا ، ولكن ما الفائدة اذا لم نتحدث عن الاسباب ، فكل هذه القضايا نتائج لاسباب ، ومعظمها اقتصادية بحتة ، علينا في الاول اصﻻح قاعدة الهرم المقلوب ، اصﻻح الدولة والمؤسسات والحكومة والمناهج والدستور ، حينها فقط سينصلح الحال ، نعم هناك دراسة تتحدث عن حدوث اكثر من خمس حالات اغتصاب للاطفال في اليوم الواحد داخل العاصمة المثلثة فقط ، وهذه ظاهرة خطيرة جدا على المجتمع ، ولكن دون قوانين رادعة وتاديب للاخﻻق لن تنتهي الظاهرة ، وعلى هذا النمط قس ، حتى كل الفساد الحاصل اليوم لن ينتهي الا بالانتهاء من اسبابه واثاره .. !!

*** كم عدد الذين تم توظيفهم عن طريق الواسطة والوﻻء السياسي ، وهم اليوم في درجات وظيفية عالية ، كم عدد الذين فتحت لهم الابواب ليدخلو الى عالم الشهرة ، دون استحقاق او كفاءة ، كم عدد الذين ظلموا ولم يجدوا وظائف يستحقونها بسبب ابناء الوزراء وابناء المؤتمر الوطني الذين احتكروا الوظائف ، كم عدد الذين فقدوا احﻻمهم بسبب نظام الانقاذ ، كم عدد الاسر التي تشردت بسبب سياسة الصالح العام ، كم عدد من هاجروا وتركوا البلد بسبب سياسة التمكين ، كم وكم وكم ، هذه هي اثار الفساد التي نريد كنسها من الجذور ، الفساد ليس فقط اختﻻس المال العام او تزوير توقيع او نهب المليارات عن طريق الشركات الوهمية ﻻ* .. هناك في التلفزيون القومي فساد ، ﻻنه يفسح الفرصة فقط لاصحاب الوﻻء بداية بالبرامج الدينية والغنائية نهاية بفتح ابواب الوظائف لكوادرهم دون كفاءة من لدن المذيعات والمذيعيين ومقدمي البرامج .. الخ وعليه قس الفساد في كل القنوات الفضائية والمؤسسات الحكومية ، نعم نحن اليوم نجلس على تلة من الفساد ، وﻻ يمكن ايقافه الا بخلع مسبباته من الجذور ومن ثم كنس كل هذه الاثار وغسلها ، حتى التجارة اصبحت فقط لاصحاب الوﻻء ، نعم هذا هو الفساد الذي نريد ان نخاطبه في مقبل الايام ، فاللصوص مقدور عليهو ، وعقابهم واضح حتى لو كان تحللا من السرقة بارجاع المال المسروق ، ولكن كيف نعاقب هؤﻻء ، كيف نعاقب من يعمل في وظيفة لم يكن يستحقها ، كيف نعاقب التاجر الذي قدمت له التسهيﻻت والعطاءات بسبب وﻻءه السياسي مقابل التضييق على الاخريين ، كيف نعاقب من نال الشهرة والصيت دون حق ، وفتحت له و لها الابواب بتعليمات من اصحاب القرار في الحزب الحاكم ، كيف سنعاقب من عاش في نعيم ورخاء دون منافسة شريفة في الكسب النضيف ، وبالمقابل كيف سنعوض من تشرد ربع قرن ، وضاق الامريين فقرا وحاجة ، وهو يمتلك كل القدرات التي تؤهله ليصبح تاجرا ناجحا او وزيرا او مذيعا مشهورا او مفكرا يشار له ، كيف سنعوض الاسر التي تشردت بسبب الصالح العام و التمكين الاسﻻموي والمشروع الحضاري ، نعم قضايا الفساد تتجاوز النظرة التقليدية والنمطية لها ، فمعظم الذي يحدث اليوم هو من* اثار فساد عظيم مورس لربع قرن من حكم الجبهة الاسﻻمية ، فكيف الطريق لكنس هذه الاثار ومحوها من الوجود ، فالحقوق ﻻ بد ان تعود لاصحابها هنا في الدنيا قبل الاخرة ، وليس من حق البشر تقديم صكوك الغفران ﻻنها فقط من صفات الله سبحانه وتعالى ، اما نحن البشر فالعين بالعين و والسن بالسن والبادئ اظلم .. !!

مع كل الود

صحيفة الجريدة
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..