عودة التيار .. وخروج إثنين من الإسلام ..!

يحكى أن الإمام عبد الرحمن المهدي عليه الرحمة والذي كان شغوفا بمجالسة الشعراء والأدباء والمبدعين .. أن أمر مرة بمنحة مالية لإثنين من شعراء الحقيبة الكبار .. ولكنهما تعبا كثيرا في ملاحقة إبنه السيد الصديق لكثرة أسفاره الداخلية والخارجية والذي كان قيما على دائرة المهدي ولم يستلما ذلك المبلغ ..!
فقررا الذهاب لمراجعة والده مباشرة في الموضوع .. فوجداه في مجلسه مع عدد من علماء الدين يلقنون رجلا أجنبيا الشهادتين بمناسبة دخوله الإسلام على يدي الإمام .. فالتفت اليهما السيد عبد الرحمن ليستطلع رايهما في دخول ذلك الرجل الى الملة .. فأجابه أحدهما وكان معروفا بسلاطة اللسان قائلا .. بطال جدا جدا .. فعقد الجميع حواجب الدهشة .. بينما ساله الإمام في هدوء ولماذا أنت غاضب من الآمر وفيه الخير كله !
فأجابه الشاعر .. أنت يا سيدي تدخل واحد .. بينما إبنك يريد أن يخرج إثنين .. ففهم الإمام قصده وضحك حتى سالت أدمعه .. وأمر له باستلام الهدية فورا.
الآن المحكمة الدستورية تحكم بعودة صحيفة التيار الى الصدور و تنفى أحقية جهاز الأمن في إيقاف الصحف .. وهو قرار محمود وليس بطال … ولكنه يتزامن مع خروج عدد من بواسل و ماجدات الصحافة وقد أنهيت خدماتهم لا لرداءة أدائهم أو عدم انتظامهم في العمل او أي سبب يتعلق بسوء مهنيتهم أو أخلاقهم .. وانما إمتثالا قسريا أملاه ذات الجهاز على إدارات صحفهم المغلوب على أمرها .. فقط لان ما يخطه هؤلاء الفتية و الفتيات لا يعجب مزاجه الذي يريد أن يستكتب الصحفيين بما يراه هو من محاسن النظام بعيون الرضاء التي هي عن كل عيوبه كليلة .. بينما هم يرون مساوئه بعين السخط الشعبي ويخطونه بمداد الأمانة الصحفية التي يستمدها أصحاب الأقلام الشريفة من تحمل مسئؤلياتهم الوطنية والإجتماعية البعيدة عن كل غرض ذاتي .
فإن كانت تلك المحكمة مع تقديرنا لكل منصات العدالة تملك زمام الأمور بيد الحيادية الحقة قولا وتقف فعلا على مسافة واحدة بين حقوق المواطن وما لقيصر .. فلتصدر أمرا فوريا باعادة كل قلم تم أبعاده دون وجه حق .. وإلا ما فائدة أن تدخل التيار من باب العدالة ليخرج كثيرون من نوافذ الظلم !
ومع ذلك فاننا بصادق الغبطة وكل السرور نهنى أهلها المخلصين .. رئيس تحريرها و أركان حربه الصامدين على هذا النصر القانوني .. و نرحب بعودة التيار لانها أن تم تنفيذها على أرض الواقع دون عراقيل إجرائية جديدة فإنها ستشكل إضافة حقيقية لشارع الصحافة و سابقة يتكي عليها كل من تطاله يد التغول والمحاربة في بلاط صاحبة الجلالة والتي لا تستند إلا على منطق شدة الخوف من أسنة الأقلام .. في غياب قوة المنطق الذي ينبغي أن يحترم رصانة الكلمة !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. أخوي الحبوب ، محمد عبد الله برقاوي.. قرار المحكمة الدستورية حتي الان حبر علي ورق لم ينزل بعد الي حيز التنفيذ ويصبح قرار ساري المفعول. سبق من قبل ان اصدر عمر البشير عشرات القرارات الجمهورية ومارأت النور ولا احترمها احد وسكت عنها البشير!!…
    ***- انتظر يا حبيب وستري كيف سيجري اصحاب جريدة “التيار” ليل نهار وراء تنفيذ القرار…وما حدث لجريدة “الميدان” ليست بعيدة عن الاذهان.

  2. المحكمة الدستورية ماقصرت وانصفت ناس التيار فاذا شكوى عمل فهنالك محكمة عمل متخصصة يجب نقدم لها قضايا العمل وننتقد المحكمة الدستورية فى القضايا التى قدمت لها

  3. شكلك يا برقاوى نسيت ان فى (محمية) الكيزان يعتبر جهاز الامن والذى قوامه فاقد تربوى يعتبر سلطة اعلى من المحكمةالدستورية. وطالما انهم فاقد تربوى وكمان اولاد ح….م حيتبسطوا جدا لو كل الشعب الفضل طلع من الاسلام مش بس عثمان ميرغنى وجماعته.

  4. عمك عثمان نفذ كلام الكيزان مع الخبير الأممي لي حقوق الإنسان فكو ليه الجريده وهو أكبر كوز

  5. عمك عثمان نفذ كلام الكيزان مع الخبير الأممي لي حقوق الإنسان فكو ليه الجريده وهو أكبر كوز

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..