علامات التخلف

* عندما تم انتخاب الدكتور كمال شداد رئيساً للاتحاد السوداني لكرة القدم في الانتخابات الأخيرة، استنكر شداد نفسه الاستعانة به بعد أن تخطى سن المعاش بكثير، وقال إنهم أحضروه من (كرسي القماش).

* كان الاختيار غريباً، لأنه يجافي مبدأ تعاقب الأجيال، ويدل على عدم القدرة على تقبل التغيير في ساحة تُعنى بأهم نشاط رياضي في العالم أجمع.

* وضحت آثار التمسك بالقديم ورفض التجديد في برمجة الدوري الجديد، وقد أدرت البصر في برمجته مرتين، فهززت رأسي تعجباً من إصرار الاتحاد على إعادة اختراع العجلة، وتدوير الفشل.

* الهدف المعلن من تقسيم فرق الدوري إلى مجموعتين ينحصر في تقصير أمد المنافسة، وتقليص عدد مبارياتها، فهل تحقق ذلك بدوري المجموعتين؟

* لنحسب وندع الأرقام تتحدث بأفصح لسان.

* عدد جولات الدوري بالنظام القديم (30)، وعدد جولات الدوري بنظام المجموعتين (28)!

* تلعب الفرق (14) جولة في المرحلة الأولى، و(14) جولة في المرحلة الثانية، سواء أن تأهلت لدوري النخبة أو لعبت لتجنب الهبوط.

* هل يتحقق هدف تقصير أمد المنافسة بتوفير جولتين فقط؟

* التمسك بالمجموعتين يمكن أن يتسبب في عدم منازلة بعض الفرق لبعضها البعض على مدار موسمين متتاليين، فهل يمكن أن يحدث ذلك في أي دوري محترم في العالم أجمع؟

* وهل يكفي أن يخوض اللاعبون 28 مباراة دورية في موسمٍ كامل؟

* هل يساعد ذلك العدد الزهيد من المباريات على خدمة المنتخبات الوطنية، وتطوير أداء اللاعبين لخدمتها؟

* في الدول التي تحوي دورياتها عشرين فريقاً تخوض الأندية 38 مباراة دورية في الموسم، وينخفض العدد إلى 34 مباراة في الدول التي يبلغ عدد فرق الدوري فيها 18!

* تخفيض عدد المباريات حدث فعلياً بتخفيض عدد فرق الممتاز من 18 إلى 16، والمطلوب من الاتحاد أن يكف عن محاولة تخفيض العدد أكثر، بل ينبغي عليه أن يجتهد لزيادة معدل الاهتمام بمسابقة كأس السودان كي يرفع بها عدد المباريات التي يؤديها اللاعبون في الموسم الواحد.

* وعليه أن يتصدى لظاهرة الامتناع عن المشاركة في الكأس، ويشدد العقوبات على المنسحبين، ويتوقف عن تنظيم البطولة بطريقة المباراة الواحدة.

* شاهدنا كيف تسببت تلك الطريقة المتخلفة في إضعاف منافسة العام المنصرم بعد خروج الهلال منها مبكراً، بخسارته أمام ود هاشم سنار.

* ذلك يتعلق بالمسابقة الثانية، أما تطوير المسابقة الرئيسيّة فلن يتحقق إلا بخروج الاتحاد منها نهائياً، وترك أمر تنظيمها لرابطة الأندية، مثلما تفعل نصف دول القارة السمراء، وكل الدول المتطورة كروياً.

* إحصائيات موثقة، أوردها الفيفا في موقعه تشير إلى أن 27 اتحاداً إفريقياً من مجمل 54 تترك أمر تنظيم الدوري لروابط الأندية، ونظرة سريعة إلى تلك الدول تؤكد أن ذلك الإجراء أدى إلى تطوير المستوى، وتحسين تصنيف تلك الدول في التصنيف الدولي الذي يعده الفيفا للمنتخبات.

* معظم الدول الإفريقية التي تصر اتحاداتها على احتكار تنظيم الدوري، وترفض تركه لروابط الأندية تصنيفها فوق المائة بكثير، وذاك أمر طبيعي، لأن تنظيم الدوري بواسطة الاتحادات من علامات التخلف.

* في معظم الدول المتطورة كروياً لا تشغل الاتحادات نفسها بتنظيم الدوري، وتتركه لروابط الأندية، كي تتفرغ لتطوير اللعبة ونشرها، وتوسيع قواعدها، وتحسين بنياتها الأساسية، وتأهيل المدربين والحكام والإداريين، وتطوير المنتخبات الوطنية، والعناية بأنشطة كرة القدم النسائية، وكرة الصالات، وزيادة معدل الاهتمام بنشاط المراحل السنية، بإنشاء المدارس السنية ودعمها وتطوير العاملين فيها، وزيادة مداخيل الرعاية والبث التلفزيوني لتوفير دخل مؤثر يعين الاتحاد على تحسين مستوى اللعبة، وتطوير بنياتها الأساسية.

* أما الاتحادات المتخلفة، كحال الاتحاد السوداني فيتحول الاتحاد كله إلى لجنتي مسابقات ومنتخبات، لتظل بقية الملفات بلا أدنى اهتمام.

* حتى التوجه الرامي إلى تقليص عدد المحترفين الأجانب غير مبرر، لأن أنديتنا لم تعد إلى ساحة التنافس الإفريقي، ولم تحسن نتائجها فيه إلا بعد أن استعانت بالأجانب، وبالمثل لم يعد المنتخب الوطني لنهائيات الأمم (بعد غياب استمر 32 عاماً) إلا بعد ظهور الأجانب في الدوري السوداني.

* معظم الدول المحيطة بِنَا سعت لزيادة عدد الأجانب، ورفعتهم إلى 4 أو أكثر، وبقي السودان وحده بمعيّة ست دول متخلفة كروياً يصر على حصر العدد في ثلاثة، وشداد يرغب في المزيد من التخفيض.

* في مصر التي تستند إلى عدد سكان يبلغ 100 مليون، وتتوافر فيها مدارس سنية بكل الأندية يبلغ عدد الأجانب المسموح لكل نادٍ بضمهم أربعة، وفِي السعودية الرائدة كروياً، المهتمة بلا حدود بالمراحل السنية تم رفع عدد الأجانب إلى ثمانية لكل فريق.. وعندنا الحركة العكسية سيدة الموقف.

* في السودان المتخلف كروياً يدس رئيس الاتحاد أنفه في كل الملفات، ويلغي دور الأجهزة القضائية لاتحاده، متحدثاً عن أن اللاعب بكري المدينة لن يلعب لأي منتخب ما بقي في شداد عرق ينبض بالحياة.

* تصريح ينبض بالتشفي، والرغبة في الانتقام والإذلال، ويدل على جهلٍ مريع بأبسط قواعد العمل المؤسسي، ولا غرابة، فنحن نعيش عصر الانحطاط الكروي، تحت إمرة إداري يحكمه فكر متخلف، يجعله يتوهم أن له سلطة مطلقة على اتحادِ يقوم بناؤه على مبدأ الفصل بين السلطات.

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. تريدون أن تعيدوا زمن الفوضى والشللية في إدارة كرة القدم …

    البروف شداد رجل نظيف اليد واللسان ولا يمكن أن يقول كلاما غير مسئولا في حق أي لاعب ….
    أنت تدير صحيفة رياضية منحازة بالكامل للمريخ ,,, وحديثك مجروح فيه وإلا لماذا موضوع بكري المدينة بالذات ؟
    لن يسلم المشهد الرياضى ويتعافى في السودان إلا بزوال مثل هؤلاء الصحفيين الجهلة الذين لا يرون في
    إدارة الإتحاد العام لكرة القدم خيرا إلا إذا إمتثل لإرادتهم وتوجيهاتهم بل ونصائحهم البلهاء رغم أنهم أجهل بل وأغبى الصحافة الرياضية على مستوي المنطقة العربية …

  2. إالكاتب يقول انه هز راسه تعجبا لاختراع العجله وتدوير الفشل? ذاك كان فيما يخص اتحاد الكره وما ادراك ما اتحاد الكره ….ما بالك بنفس الاختراع وتدوير الفشل والنفايات السرطانية الضاره في مضمار السياسه بترشيح رئيسك بلي عنق الدستور ..

  3. تريدون أن تعيدوا زمن الفوضى والشللية في إدارة كرة القدم …

    البروف شداد رجل نظيف اليد واللسان ولا يمكن أن يقول كلاما غير مسئولا في حق أي لاعب ….
    أنت تدير صحيفة رياضية منحازة بالكامل للمريخ ,,, وحديثك مجروح فيه وإلا لماذا موضوع بكري المدينة بالذات ؟
    لن يسلم المشهد الرياضى ويتعافى في السودان إلا بزوال مثل هؤلاء الصحفيين الجهلة الذين لا يرون في
    إدارة الإتحاد العام لكرة القدم خيرا إلا إذا إمتثل لإرادتهم وتوجيهاتهم بل ونصائحهم البلهاء رغم أنهم أجهل بل وأغبى الصحافة الرياضية على مستوي المنطقة العربية …

  4. إالكاتب يقول انه هز راسه تعجبا لاختراع العجله وتدوير الفشل? ذاك كان فيما يخص اتحاد الكره وما ادراك ما اتحاد الكره ….ما بالك بنفس الاختراع وتدوير الفشل والنفايات السرطانية الضاره في مضمار السياسه بترشيح رئيسك بلي عنق الدستور ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..