أخوان مصر سعيكم مشكور

لقد أثبت اخوان مصر فشلهم الزريع في حكم مصر الذي سعوا إليه حقباً من الزمان وهو أمر متوقع لمن يتجاهل هموم من منحوه ثقتهم ونصبوه حاكماً عليهم ولا يسعى إلى حلها ولا إلى تصريف الأزمات الطاحنة التي تحيط بهم بل يزيد الأمر تأزماً بفتح ساحات التنظير لكل مهوس ودجال ليصرح ويقول ويدعو من فوق المنابر وعبر وسائل الإعلام بما يحمل من أفكار لا يؤمن بها هو ذات نفسه مطالباً بما لا يتماشى وإيقاع الزمن الحاضر مهدداً بالتظاهر تارة وبالعصيان تارة وبالجهاد تارة أخرى لتعم الفوضى ويسكن الخوف بكل معانيه قلوب أغلبية شرائح الشعب الذي أحس بأن موروثاته التي ظل يحافظ عليها عبر تاريخه الطويل في خطر كبير وأن المرأة التي هي نصف المجتمع وساهمت مساهمة فعالة في إنمائه وتطوره في طريقها إلى عصر الحريم وأن العصبية الدينية والفتنة بدأت تطل برأسها مما يعني تمزيق نسيج المجتمع والزج به في حروب طائفية لا يعلم أحد غير الله نتائجها.
فهل مشكلات مصر التي أدت إلى الثورة هي الفن وأهل الفن حتى تكون أول خطوة للأخوان في حكم مصرهي الهجوم على الفن عامة الذي هو بالإضافة إلى أنه ركزية أساسية من ركائر الإقتصاد قد ساهم بقدر كبير بما أنشأه من مؤسسات ومصالح استخدمت الكثير من أيادي الشباب في حل مشكلة العطالة التي تأرق مضاجع الكثير من الأمم، وكيف تسمح حكومة الأخوان لأنصارها بالهجوم علناًعلى أهل الفن وقذفهم بالباطل وإهانة عروضهم وهي تعلم أن لكل واحد منهم عشاقه وجماهيره، وهل يعقل أن يكون ضمن هذه الخطوة الرعناء الهجوم على الإهرامات والدعوة إلى هدمها وهم يعلمون أن هذه الإهرامات عند المصريين في المرتبة الثانية بعد نهر النيل مباشرة وتمثل له إرثاً تاريخياً وحضارة عريقة ضاربة في القدم وثقافة يعتد بها بالإضافة إلى أنها تساهم بفعالية في إقتصاد البلاد وهي من مقدساتهم التي يعتبر المساس بها خطاً أحمر.
هل هذه الأشياء وأخرى من شاكلتها هي سبب أزمات ومشاكل مصر المعقدة داخلياً وخارجياً؟ وهل التكبيرات والتهليلات والهتافات هي الحلول؟ وأين برنامجهم المعد للحكم ووعودهم للشعب؟، صراحة قد أجبر الأخوان الشعب المصري على الخيار بينهم والعسكر فأختار الشعب مرغماً أخف الضررين وأسلم نفسه للعسكر مؤيداً إنقلاباً على الشرعية والديمقراطية التي قدم الكثير من الشهداء من أجل الحصول عليها.
أود أن أقول أنه على أخوان مصر ألا يعلقوا أسباب فشلهم في الحكم إلى جهات أجنبية أو أيادي خفية كما تعودنا دائماً من أنظمتنا عند الإخفاقات والفشل وعليهم أن يبحثوا جادين في دواخلهم عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى فقدانهم في عشرة أشهر فقط حكماَ سعوا أليه وعملوا من أجله بالوسائل المشروعة وغير المشروعة عشرات السنين حتى قضى الله لهم به، وأن يغيروا لهجة خطابهم وحدثوا إطروحاتهم ويجددوا شعاراتهم التي انكشف زيفها وأصبحت لا تتعدى حلمة أذن سامعها بما يتماشى وروح العصر فالزمن لا يعود للوراء، وأن يصدقوا القول بالفعل إذا أرادوا أن يستعيدوا بعضاً من ثقة الشعوب التي فقدوها وقد يحتاج ذلك لوقت طويل.
آخر ركلة جزاء: أعلنت إسرائيل إنها (ما لم تقم السلطات المصرية بذلك) سوف تقوم بإغلاق البوابة الشمالية أمام فلول الاخوان ولن تسمح لأي فرد منهم بدخول غزة، فيا ترى من سيقوم بإغلاق البوابة الجنوبة.

ميرغني النقي
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..