: المتحدث باسم تجمع المهنيين د. الوليد علي: لا نعترف بالمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير

حوار ـ أيمن المدو

يبدو أن تجمع المهنيين السودانيين الذي كان يصفه فيما مضى الفلول وسدنة النظام السابق بالشبح لكثرة ما كان يقوم به في الخفاء من تحريك وقيادة الشارع ضد حكومة  المعزول البشير قد آل إلى اضمحلال في دوره الثوري.. فبعد صعود نجم تجمع المهنيين إبان تظاهرات البداية في ديسمبر 2018م والوصول الى تحقيق اهدافهم في سقوط الانقاذ ودونما سابق انذار قد اصابه مرض الاحزاب السودانية العضال فاضحت حبات سلسلة المهنيين في تساقط تتهاوى أمام الحراك الثوري، فماهي اللعنة التي اصابت المهنيين، وهل هم تركوا الساحة الثورية وفقاً لمقولة “كثرة الطلة بتمسخ خلق الله”، هذه كانت مجرد افترضات حول غياب تجمع المهنيين عن المشهد حيث قامت (الحراك) بحياكة بعض الاستفسارات ووضعت غزلها أمام المتحدث الرسمي باسم المهنيين د. الوليد علي ….فهيا نطالع افاداته .. فالي المضابط:

تجمع المهنيين موجود ضمن اطار العمل الثوري وحاليا نحن نعمل مع كل القوى الثورية الاخرى بمافيها لجان المقاومة  والاحزاب الثورية والنقابات الوليدة من اجل استكمال مهام الثورة السودانية وهذا هو الذي يهمنا ويشغل بالنا الآن.

هذا الحديث غير صحيح  لاننا من أكثر القوى الفاعلة في  تحالف قوى التغيير الجذري، فضلا عن التنسيق فيما بيننا ولجان المقاومة بجانب اننا نعمل على تجويد العمل داخل النقابات الوليدة على اساس اننا نمضي الى الامام وبالتالي فان الذي يحدث حاليا داخل تجمع المهنيين ليس توهاناً بالمعنى المتعارف عليه بقدر ماهو وضوح للرؤية بالنسبة لنا كمهنيين بجانب وضوح للأدوات والعمل في سياق الاطار الثوري.

هذا الحديث غير دقيق بالمرة لان تجمع المهنيين موجود في قلب الساحة وفي قلب الحراك وهو لايزال يقوم بدوره المهم على مستوى المهنيين والتحريض والعمل على انجاز الجمعيات العمومية النقابية وبدء البناء النقابي القاعدي على مستوى مراجعة الانظمة الاساسية وتحضيرها للمهن المختلفة على سياق العاملين في المهن  بداخل تجمع المهنيين وتلك التي خارجه.

هذه الفرضية ربما تكون صائبة الى حد ما، خصوصا ونحن نعمل في الوقت الحالي في لجنة تعزيز العمل النقابي وهي لجنة انشئت بواسطة تجمع المهنيين.

لجنة العمل النقابي التي تم تكوينها من داخل تجمع المهنيين تشمل مجموعة من اللجان التمهيدية وبعض اللجان التي كانت موجودة، ولكن الفكرة الأساسية من اللجنة هو تأسيس لبناء نقابي قاعدي حقيقي.

الحديث عن افول نجم تجمع المهنيين غير دقيق والحاصل ان الثورة السودانية اصبحت لديها روافع عديدة وفي لحظة من اللحظات كان تجمع المهنيين هو الرافعة الوحيدة وهو المنصة الوحيدة للثورة السودانية، ولكن الآن برزت منصات لجان المقاومة المختلفة سواء أكان على مستوى  الولايات أوالخرطوم وبالتالي فان ادوار تجمع المهنيين لم تنته  بقدر ماهو صعود مجموعة من الاجسام الثورية الى الساحة.

مايحدث في الساحة الثورية الآن نعتبره   انجازاً قد يحسب لكل القوى الثورية الموجودة من ضمنها تجمع المهنيين باعتبار انه كان واحداً من الاجسام الثورية التي دعت الى انشاء  لجان المقاومة  واسهم بعضويته ومنصاته  في مساعدتها في بواكير عملها والآن هي شبت عن الطوق وموجودة على صدر المشهد السياسي  جنبا إلى جنب مع القوى السياسية الثورية.

بكل الصدق  والأمانة ان خروج الاجسام من تجمع المهنيين الذي حدث في شهر مايو في العام 2019 قد  اثر سلبا على اداء تجمع المهنيين، ولكن هذا الخروج والانقسام ادى في ذات الوقت الى ان يستقر تجمع المهنيين.

اولاً وضوح خط التجمع السياسي وذلك لان التجمع في مرحلة ما قبل خروج الاجسام كانت تحسب عليه تصرفات وخطوطا معينة هي اساسا لم تكن رؤيته او قضاياه ..بمعنى  ان هنالك قضايا لم يكن لتجمع المهنيين يداً فيها  في ظل وجود الاجسام ذات الانتماءات المحددة خاصة اتجاه قوى الحرية والتغيير حيث كانت مواقف الحرية والتغيير بتحسب على تجمع المهنيين.

 قضايا عديدة هي التي كانت تتصدرها قوى التغيير وفي الاخير كانت تحسب على تجمع المهنيين ،ومن ابرز هذه القضايا  مثلا خارطة ميدان الاعتصام لم يكن لتجمع المهنيين دور فيها رغم انه ظهر في الميديا ان تجمع المهنيين هو مساند للمسألة هذه،  بجانب ان اخراج كولومبيا من الاعتصام لم تكن ايضا  جزءاً من توجيهاتنا فضلا عن قرار حل النقابات الذي حدث في سنة 2020 م الذي اصدره مجلس السيادة هو كذلك لم يكن ضمن خطط تجمع المهنيين، بجانب ان تسليم ملف السلام  للعسكر لم يكن لتجمع المهنيين دور فيه.

  بحسب تقديري فان هنالك بعض  الاشكاليات ادت الى ان ارادة تجمع المهنيين يتم  اختطافها بواسطة من هم الآن خارج المهنيين  وبالتالي فان تجمع المهنيين حينما عاد، عاد اقوى  واوضح فيما يتعلق بخطه السياسي.

نحن في تجمع المهنيين من بدري جدا  آراءنا في المجلس المركزي  لقوى الحرية والتغيير كانت واضحة وتكلمنا و قلنا باننا لانعترف بالمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير  اطلاقاً.

بنفتكر ان المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير بعبر عن مجموعة قليلة من الاشخاص والقيادات ،حتى انه اضحى  بمعزل عن قواعده ذات نفسها ولذلك نحن لا نعترف به.

الحراك