مقالات سياسية

فشل مليونية دعم الحلو 

يوسف السندي 

رغم الإعلام الذي تم عبر صفحة تجمع المهنيين والدعاية الكبيرة التي صاحبت الدعوة لمليونية ٢٤ سبتمبر بأن الحلو سوف يخاطبها، الا ان المليونية فشلت فشلا ذريعا، ولم تستقطب الا اعضاء لافتات الحزب الشيوعي وبعض السذج والبسطاء. فشل هذه المليونية كان حتميا لأنها مليونية شاذة، ضد ثورة الشعب السوداني ووضد وحدته وضد هويته، هذه المليونية كانت تدعو بطريقة مستفزة لدعم الحلو في مسعاه لتركيع حكومة الفترة الانتقالية ووضعها امام خياران لا ثالث لهما أما العلمانية او الانفصال، وهي مساومة بائسة من فصيل مسلح لا يعلم قدر نفسه اذاء الشعب، ومن عجب أن لافتات الحزب الشيوعي والمهرولين من أحزاب الفكة والحزب الاتحادي الذي سقط مع نظام البشير يدقون له الطبول ويفرشون له الأرض بالسجاد الأحمر ويدعون له علنا لمخاطبة الشعب السوداني بهذا الخطاب الانفصالي!!!
ما الذي يخجل منه تجمع المهنيين ومن معه من احزاب بالدعوة نهارا جهارا لمليونية العلمانية؟ ماذا يخشون؟ انه عهد الثورة والحريات، فليخرجوا هم ككيانات مدنية إلى الشوارع ليطالبوا بالعلمانية، لماذا يدعمون الحلو في مساومته الانفصالية؟ لماذا يقوون مجددا فرصة جديدة لانفصال جديد في السودان؟ الا يخجلون وهم في قلب الخرطوم ان يدعموا انفصال جنوب كردفان؟ الا يخجلون من عقار ومبارك اردول وخميس جلاب الذين لم يساوموا شعب السودان على تقرير المصير ولم يدخلوا المفاوضات باسم الجبهة الثورية الا بإسم الحوار بين ابناء السودان الواحد الموحد؟! الا يخجل الحزب الاتحادي الديمقراطي احد أحزاب الاستقلال من هذا الفعل؟ كيف يتحدث الميرغني سليل المراغنة عن العلمانية او الانفصال؟ كيف يدعم هذا الحزب العتيق فصيل مسلح يريد إجبار الشعب السوداني وحكومته على الركوع لبندقيته؟ انه زمان المهازل ليس الا.
هذا التحالف الجديد بين لافتات الحزب الشيوعي والحلو والاتحاديين هو تحالف ضد وحدة السودان، تحالف لا يجب ان يرحمه احد ولا يفتح له الابواب احد. من أراد أن يمرر مجددا انفصالا جديدا في السودان فعليه أن يمرره كفصيل انفصالي بوضوح، بدل هذا اللعب على الدقون، لو كان الحلو انفصاليا او علمانيا لما شارك في نظام الكيزان الديني لمدة تخطت الخمسة سنوات نائبا للسفاح احمد هارون في ولاية جنوب كردفان، لكن الحلو لا يريد سوى الاستمرار تاجرا للحروب، ليدفع له أطفال جنوب كردفان ونساء جبال النوبة ثمن تجارته السوداء القاتلة . لو كان الحلو يريد سلاما فالشعب قد صنع ثورة من أجل السلام قدم فيها ارتالا من الشهداء في كل أنحاء السودان حتى انتصر، وفتح الابواب للحلو ولغيره من الحركات المسلحة فاستجابت الجبهة الثورية وانضمت بطيب خاطر ووطنية لنداء الثورة السودانية بلا أي شروط تعسفية، بينما تعزز الحلو على ثورة الشعب السوداني وطفق يمليء في الشروط ويهدد الشعب السوداني الثائر بأحدي اثنتين العلمانية او الانفصال ! فهل هذا فصيل مسلح يستحق أن يخرج له طفل في شوارع الخرطوم احتفاءا به دعك عن حزب سياسي أو تجمع مهنيين!.
تلك مفاوضات جوبا لو ارادها الحلو عليه ان يدخلها بدون شروط مسبقة وبلا عنجيهة، تماما كما دخلتها الجبهة الثورية، فليس الحلو أعظم مقاما من الجبهة الثورية ولا أشرف قدرا منها، السلام الذي هتفت له ملايين الحناجر في ثورة السودان لم يكن سوى سلاما بين الاخوة في الوطن العزيز، فمرحبا بمن أراده وتعسا لمن أبى. اما البائسين المصفقين للانفصال من تجمع مهنيين ومن معه فقد عرفوا حجمهم الحقيقي بفشل مليونيتهم وعلموا ان دعوتهم البائسة لا يدعمها احد من أبناء السودان ولن يصفق لها احد، فليرعووا، فإن صمت الشعب عنهم الآن فإن المرة القادمة إن عادوا سيواجههم بشيء واحد فقط هو ( البل ) ولا شيء سواه، وسيظل السودان واحدا وموحدا رغم انف المهرولين.
يوسف السندي

‫10 تعليقات

  1. والله مقال قوي جدا
    بعد شوية يفكوا ليك جداد قحت الالكتروني للردحي والشتيمة!
    الشيوعيون ظنوا انهم باختطاف تجمع المهنيين يستطيعوا أن يخدعوا الشعب فاتضح لهم في اول تجربة ميدانية أن الشعب ليس مغفلا نافعا وان الشيوعيين في نظر الشعب شيوعيين حتى ولو سرقوا جلباب وعمامة تجمع المهنيين وغطوا وجوههم بالكمامات ليس خوفا من كورونا ولكن حتى لا يرى الناس لونهم الاحمر..
    الناس مفتحين!!!

  2. يبدو انك لا تفهم معنى العلمانية و تتكلم عنها بطريقة الاعمى لا البصير بخبايا لامور

    1. # يا ايها الكرونا…المسالة ليست فهم معني العلمانية..وانما فرص الشروط قبل المفاوضات…فلا يمكن أن تتحدث عن الحوار..وتفرض شروطك قبلها!!! فهذا يسمي املاء..واذعان..بل وتركيع!!!
      # فمن هو هذا الحلو او المر …الذي يريد فرض شروطه علي الشعب السوداني الثائر ؟؟؟ اليس هو الساذج..الذي استخدمه جون قرنق كالبيدق لتحقيق انفصال الجنوب..ثم قذف به وبكل حركات الشمال عكس الهواء..بعد أن حقق ماربه!!!
      # ايها الحلو …لقد شاركت الإنقاذ بعد اتفاقية السلام..ثم حاربتها بعد ذلك سنين عدة…ولم تستطع إسقاطها..وكان كل همك..ارسال الإغاثة الاجنبية لجنودك مباشرة..ولو ظللت مائة سنة تحارب لما أسقطت الكيزان!!! لذلك عليك احترام هذا الشعب المعلم…والتواضع له..قبل أن تلقي مصير المخلوع!!!
      # فمستقبل السودان وهويته يحددها الشعب السوداني المعلم..من خلال برلمان حر منتخب.. وهذه هي الديمقراطية..والحرية والعدالة!!!
      # فليعلم الجميع بأن الجيل الراكب راس ..والذي قلع نظام الكيزان العتيد من جذوره…قادر علي رمي كل من يقف في طريقه في مزبلة التاريخ!!! اصحي يا حلو…واعد قراءة المشهد جيدا وسريعا…والا فاتك القطار!!!
      # اصحي يا ترس …الثورة لن يسرقها الحالمون..واحزاب الفكة!!!

  3. بغض النظر عن ركاكة طرحك و إفلاسك الثقافي و الفكري نتمنى أن تحاول كتابة جملة واحدة تدعو للسلام و لم شمل هذا البلد الممزق و الإجتماع على الثوابت. كل كتابتك مكرسة للتصنيف و للتقسيم و الصراع و الكراهية وهذه ليست مواضيعاً للمرحلة.
    لم لا تدعو أنت لمليونية ناجحة لتثبيت الدولة الدينية و الدفاع عنها؟

  4. الجهات التی تکتب للعمیل الصغیر بالاسم الحرکی السندی,تستخدم خطاب الکیزان الاثیر و لوثة العداء للحزب الشیوعی مطعمة بنقد خجول لحزب مولانا بهدف التضلیل بجانب تمجید ثورة دیسمبر تقیة وهو اسلوب مخابراتی مفضوح!کان الله فی عونکم!

  5. خروج اي عدد من الأشخاص ولو كانوا اثنين فقط علنا في الخرطوم دعما للحلو يعني ان ذلك ان الثورة قد نجحت و ان هناك تغيير حدث وان الحلو قد كسب الرهان فقد مضي زمن كان الحلو يتلقي قصف طيران نظام الحركة الاسلامية و تتناوشه مليشيا الجنجويد و يمنع عنه الغذاء و الدواء و لم يكن هناك صدي في الخرطوم لهذا الاستهداف و القتل الممنهج و الشارع في الخرطوم تمضي فيه الحياة بصورة طبيعية و استمر هذا الامر ليس لايام او شهور بل لسنوات لهذا فهذا التجمع هو اختراق حقيقي لجدار الصمت و ان الثورة و الحلو قد كسبوا و دحرت دولة الظلم و الانانية و حب متاع الدنيا الزائل

  6. حقو الناس تفكر ليه الشيوعيين رافضين رفع الدعم …ببساطه لانو دا عندهم كفر مخرج من المله الشيوعيه وضد فكرهم … لو ابوك عامل محدود الدخل وانت بتطالبو بانو يأكلك احسن اكل ويلبسك احسن لبس وفى نفس الوقت عايزو يؤمن مستقبلك تفتكر النتيجة حا تكون شنو….دا البيعملو فيهو الشيوعيين مع حكومة حمدوك..دعم السلع بخلى كل تركيز الحكومة فى توفير هذا الدعم تشحد…ترهن قرارا.. تبيع حاجات البلد.. المهم العيش مدعوم الوقود مدعوم…حتى لو على حساب الأجيال الجاية…فحقو الناس تكون واعية تفط وجبة… تشتغل تساعد ابوك عشان تضمن انك تعيش وتحسن مستقبلك وتحافظ على صحة ابوك

  7. عفوا لنزول الرد فى غير موضعه بالخطأ…وعموما الشيوعيين صدعو راسنا عايزين يحققوا كل الما قدرو يحققوه طيلة الكم وستين سنه الفاتت على حساب ثورة الشباب البواسل من علمانيه واشتراكية وحرية تحليلية وخلافه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..