د. خالد المبارك و السقوط من الحالق

د. خالد المبارك و السقوط من الحالق

د. زاهد زيد
[email][email protected][/email]

لا تصلح الأنظمة الشمولية في البقاء على سدة الحكم دون أن تتعرض في النهاية للسقوط المشين ، ذلك بسبب خلل طبيعي فيها ، فهي تحمل في جيناتها عوامل فنائها ، ولأنها بصفتها وذاتها لا تتحمل الآخر فإنها لا تستطيع الاحتفاظ بشريك ولا مؤيد لها إلا إذا جردته من شخصيته ومسخته على هيئتها ، لستفيد منه في دعم وجودها ، وإذا ما أحست منه خروجا عن ما هو مرسوم له ، أو استنفذ الغرض منه لفظته بلا رحمة أو شفقة . يستوي في ذلك الأفراد والأحزاب التي لا تعي دروس الماضي والحاضر.
تعمد الأنظمة الشمولية للاستعانة بالآخر ليس حبا فيه أو لإيمانها بالتعدد أو لخبرته لدفع العمل العام . فكل هذه المفردات ليست واردة في عقل يظن أنه العالم بكل شيء والقادر على كل شيء . والآخر عنده غير موجود ولا معترف به .ولكن الهدف هو استغلاله والتذرع به للدلالة على عكس الصورة والظهور بمظهر المنفتح والديمقراطي .
وكثير من هؤلاء المستغَلين من الأفراد عادة ما يكونون من المتعلمين والمثقفين أو نجوم المجتمع في الفن أو الأدب أو الصحافة ممن يظنون أنهم سيحققون أهدافا من وراء الارتماء في أحضان تلك الأنظمة ، وأنهم محايدون في النهاية كما يرددون كلما حاصرتهم علامات الاستفهام ؟ ولأن الغرض مرض فإنه لا أحد منهم فيما يبدو بقادر على أن ينظر إلى الهاوية التي تردى ينظر إلى الهاوية التي تردى فيها .
ذلك هو حال كل من عمل مع الإنقاذ أو لا يزال يعمل معها . ومنهم من يأسف المرء علي حالهم وما وضعوا أنفسهم فيه من موقف لا يحسدون عليه . ولو أنهم ستروا أنفسهم أو تواروا في الظل لينعموا بأكلهم من لحم الوطن لرحموا أنفسهم ووفروا عليها عبء الحرج الذي يحاصرهم كل ما أطلوا على الناس .
و ما إطلالة د. خالد المبارك علي الناس عشية الاحتفال بذكرى الاستغلال إلا أبشع مثال لاستغلال الإنسان لأخيه الإنسان فكريا وأخلاقيا . فقد ألجم الحق فاه فما استطاع أن ينشئ جملة واضحة يبرر بها ولو كذبا دفاعة واندفاعه في تأييد حكومة مرفوضة في الداخل والخارج بل والعمل معها والانخراط في صفها في أخسر صفقة يخجل الشيطان نفسه من إبرامها .
لقد تحول الرجل الذي ظنناه متعلما وحسبناه مبدعا إلى مجرد مسخ إنقاذي أخرس . وكان الأحرى به أن يعصمه علمه وابداعه من التردى من الحالق . فمثله لا يخفى عليه خاف ولا يحتاج لشرح ولا توضيح أم عميت القلوب فطمست الأعين والآذان .
دعاء :
اللهم لا تجعلنا ممن وصفتهم في كتابك ” ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون ”

تعليق واحد

  1. الدكتور خالد المبارك ، وما أدراك ما الدكتور خالد المبارك ؟ الكل منصدم عن سهولة انبطاحة للجلاوزة. كنا نفتخر بأن لنا مثقفين من أمثال ( منصور خالد ، محمد إبراهيم الشوس ، وخالد المبارك )ونقارع بهم مستجدي النعمة من الكتاب العرب . وخالد المبارك، الذي ألهب ظهر الإنقاذ بمقالات نارية في صحيفة (الحياة اللندنية)، وهو مغبون لفقدة وظيفة بدولة الكويت بسبب تأييد حكومة الإنقاذ إحتلال العراق .
    لقد دافع تلاميذ الدكتور الشوس عن الظروف المعيشيةالتي جعلته يوافق بوظيفة ملحق إعلامي بدولة قطر ،ويسخر قلمة ولسانه دفاعاً عن جلاوزة الإنقاذ .وأنا ولله الحمد لست من تلاميذ الدكتور المبارك ، ولكني أجد له العذر . لقد مر الرجل بظروف مشابهة لظروف الدكتور الشوس ، ولقد قالها بنفسه ، بأن ظروفه اضطرته للعمل كحارس ليلي ليقوت نفسه ، وناس مولانا والإمام لم يقدموا له شيئاً ،وعندما عرض عليه جلاوزة الإنقاذ وظيفة الملحقية سال لعابة ، وطفق يقبل أيدي وأرجل الجلاوزة ، وما يقوم به هو رد للجميل ، مع المحافظة على أكل عيشه.

  2. والله الراجل عاملين ليهو قومة وقعدة كلما فتحت موقع عشان اطلع الاقي مقال عن المدعو خالد المبارك ، ياخي عندك محمد محمد خير راجل فاهم اكتر منو وانضم للعصبة الحاكمة ويؤيدها ويهاجم المعارضة التي رضع من ثديها واكل من لحم اكتافها رغم ذلك لم اقرأ مقال ينتقد محمد خير. ياخي اصلو هو خالد المبارك ولا شكسبير!؟ عجبي؟ فليؤيد الانقاذ غير مأسوف عليه.

  3. يا دكتور زاهد لا تتأسى على أمثال د خالد المبارك ، فهذا المأفون ومن هم على شاكلته كمحمد محمد خير وأحمد بلال وعبد الباسط سبدرات وغيرهم من حثالة المثقفين السودانيين ، هم جميعا مثل الطعام الشهي الذي يزدرده شخص سكران (مزود العيار حبتين) ثم لا يلبث أن يطرشه فيخرج مدلوقا يزكم الأنوف كرائحة المريسة ، وقد سبقهم الكثيرون ممن دلقتهم الانقاذ في مزبلة تاريخها النتن

  4. حسع لو قالوا ليك تعال ابقى سكرتير والا حتى موظف فى دائرة بتجى جارى من هناك.. وانت ما شاء الله عايز الناس تقعد ساكت بدون شغل عشان انت مش مهضوم فى البلد؟؟

  5. د خالد المبارك
    انتحر الرجل وسط منقمة للهاوية . حتى لو كان ان يحقق مكسب مادى اعتقد انه قد سفط فى الوقت غيير مناسب ورمى تاريخه وراء ظهره .وظيفة البوق لنظاخم الانقاذ تخلى عنها حتى الاسلاميين الذىن دبروا الانقلاب على الشرعية .لاادرى كيف سيؤدى هذه المهمة الشاقة .
    احباط واسف شديد اصاب من عاصروه فى الجامعة ….وانصحه ان يهاجر اى بلد يريد عميلا مدفوع الاجر لا اخلاق ولا مثل له , عليه الا ىغالى فى الاجر لان هذه المهمة قصيرة الاجل باكثر مما توقع
    انت يا خالد سبة على جبين الطبقة المثقفة ولا حاجة لاهل السودان للمثقفين الخونة .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..