حلاقو الرواكيب.. سرعة في الإنجاز وأسعار في المتناول… في الهواء الطلق

الخرطوم ? صديق الدخري

مهنة الحلاقة لم تسلم من ضربات السوق، فمن يريد أن يمارسها داخل صالون فإنه لن يجد ربطاً يومياً يفي بلقمة عيش، الزبون نفسه قد ينتظر طويلاً حتى يصعد كرسي الحلاق، وجبايات المحليات من الصالونات بلغت أشدها، وأصحاب الصالونات أنفسهم لا ينفحون المزينين عطية مجزية، كل ذلك جعل بعض الحلاقين يبتكرون طريقة جديدة للعمل خارج الصالونات توفر لهم فاقد دخل أوفر، وللزبائن فاقد وقت.
إنهم (حلاقو الرواكيب) المنتشرون في أرجاء العاصمة مخترقون كل النظم الإدارية ومتمردون عليها ليس حباً في ذلك، وإنما مجبرون عليه، ومن هذه الزاوية كانت لنا وقفة في هذه السوح الجديدة من عالم الحلاقة، جلسنا إلى العديد منهم لنستبين ونحقق اكثر، فكونوا معنا في رحلة في هذه الرحلة المثيرة.
تكلفة عالية
نقطة الانطلاق بدأت من داخل سوق أم درمان الكبير لتمر بأزقتها وأبرز معالمها، فخلال جولتنا في السوق وجدناهم مصطفين في مواجهة سور الجوامع والجامعات العريقة كل منهم في انتظار زبون، لأن مهنتهم هذا تفتح بيوت العديد من الأسر، ومصدر دخل للكثير من طلاب العلم، وأول بادرنا الحديث حمد حسن الذي حكى قائلا: عملت في صالون لمدة أسبوع واحد ثم تركته لأنه لم ينفع معي، فأنا يوميا أدفع فاتورة عالية للكهرباء والماء وغيرها، أضف إلى ذلك الارتفاع في أسعار إيجار الكراسي الذي يتراوح ما بين الـ (25 إلى 30) جنيهاً لليوم الواحد وإيجار الدكان وشراء أدوات التعقيم، كل هذه الأسباب جعلت الكثيرين يتخلون عن الصوالين ويتجهون نحو الرواكيب لفارق الحسابات الكبير.
رواكيب وشوارع
من جهته، يقول سيف الدين: بحمدالله أدواتنا معقمة وصحية تتماشى مع المواصفات والبرامج الطبية. وأضاف: ما نتميز به عن الصوالين عدم التكدس أو الإسراع في تلبية حاجة الزبائن، فنحن لا نكلف الزبائن بالانتظار حتى يتضجروا ويملوا، بل نقوم بتوزيعهم في حالة الانشغال على من هو خال عكس الصوالين. وأشار: بالإضافة إلى ذلك بساطة الأجواء في الرواكيب وحميمية الونسة المفتوحة هي ماتجذب الزبون، فالجو مساعد للمزاج للحلاق والزبون. من ناحيته أفاد الفاضل حسن أن أغلب الناس باتوا يفضلون حلاقة الشارع والراكوبة، نسبة لأن أسعارها باردة وتناسب الظروف، غير أن العمل على مزاج هنا يعطي هندسة وشكلاً يختلفان عن حلاقة الصالون.

اليوم التالي