صلاح المرضي كسير الثلج في عز البرد

@ يبدو أن صلاح المرضي رئيس اتحاد مزارعي السودان و أمين مال اتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل واثق من تصريحه الذي جاء فيه أن السيد رئيس الجمهورية لا يتعامل مع  الأمور  بإنفعالية  ولا يمكن أن يوقع علي تعديلات  قانون  2005 لمشروع  الجزيرة  مضيفا بشكل فيه تهديد بأن لا أحد يستطع   أن يسلب حقوق المزارعين في إشارة واضحة أن إجازة التعديلات فيها سلب لحقوق المزارعين  وأنها لا تخل من انفعالات سياسية وراءها بعض الشخصيات التي لم يسمها .
@ تصريح صلاح المرضي له العديد من الدلالات وفي المقام الأول لا تخرج من الصراع الداخلي في منظومة الحزب والحكومة التي تتمثل في حكومة ولاية الجزيرة  بقيادة أزهري خلف الله وزير الزراعة  ونائب الوالي والذي يعتبر الوالي الحقيقي للولاية ومعه  نائب رئيس الحزب عبدالقادر خورشيد الرئيس الفعلي للحزب في ظل غياب تام للوالي المكلف الدكتور محمد يوسف علي الذي انعكس ضعفه وفشله في خروج الصراع الي السطح عبر العزل والتصفية و الإقصاء علي مستوي المكتب القيادي والشوري بالولاية والمحليات .
@ حكومة الولاية  و ما يعرف بحراك أبناء الجزيرة ، التنظيم المصنوع   علي درجة عالية من التنسيق الكامل من اجل اجازة التعديلات علي  القانون 2005 الذي يتمسك  به الإتحاد لأنه أكسبهم  حقوق و إمتيازات ما كانوا يحلموا بها وأهمها التمثيل في مجلس الإدارة بنسبة 40% حقق لهم نفوذ وسط شركات استيراد المدخلات من أسمدة و مبيدات و تمكنوا من  وراثة الهندسة الزراعية في المشروع بإقامة شركاتهم الخاصة للخدمات المتكاملة .التعديلات بالنسبة لحكومة الولاية تأتي في إطار الصراع الداخلي والتغيير في مراكز القوي بالولاية وأما جماعة الحراك فهي تعد العدة لوراثة الإتحاد وهو هدفهم الإستراتيجي في هذا الصراع .
@ مجموعة صلاح المرضي في اتحاد المزارعين تحصنت بالحكومة وبعض النافذين فيها الذين استغلوا الاتحاد في تحقيق مكاسب خاصة تصل إلي حد ارتكاب جرائم  في حق المشروع والمزارعين . ما قام به اتحاد المرضي لا يحظ علي رضاء و تأييد المزارعين و إتضح ذلك من النفرة التي دعوا اليها المزارعين لمبارك ترشيح البشير للإنتخابات القادمة حيث تم حشد من لا علاقة لهم بالزراعة ولا حتي بالمشروع .بعض قيادات الإتحاد إستطاعت أن تنفذ الي دائرة اتخاذ القرار وخلقت علاقات مع رئاسة الجمهورية الي درجة أن اوعزوا  للرئيس  بأن الشيوعيين  سيكونوا البديل في حالة  حل الإتحاد الحالي  أو عند إجراء أي  إنتخابات ولعل هذا سر بقاء الإتحاد لأكثر من 5 أعوام بلا انتخاب
@ اتحاد صلاح المرضي يمتلك أرصدة مالية ضخمة هي في الواقع عائدات  خاصة بالمزارعين تراكمت من المؤسسة التعاونية لمزارعي الجزيرة والمناقل  والتي تمتلك مطاحن قوة كبرو و نسيج الملكية وعقارات مؤجرة بالإضافة إلي عائدات غابات البان التي تبلغ المليارات كل هذه الأموال يديرها صلاح المرضي ولا تخضع لمراجعة ولا يوجد عائد للمساهمين من المزارعين وكل أموال الإتحاد مسخرة لقيادته الحالية التي تصرف بسخاء علي الجلوس لفترة أطول علي مقاعد الاتحاد ،الذي انتهت دورته منذ عام 2009 بالإضافة لعدم شرعية الانتخابات التي جاءت بهم والتي قال القضاء فيها كلمته وأصدر حكمه إلا أن المسجل تواطأ  مع قيادة الإتحاد ولم يمتثل لقرار المحكمة بإعادة الإنتخابات وهذه سطوة اكتسبها الإتحاد من توظيف أموال الإتحاد في الأنشطة المشابهة . 
@ من خلال تصريحات  صلاح المرضى  يتضح أنه و كما يقال ( مالي يدو ) من الحكومة والنافذين  فيها وأنه يتعامل بثقة مفرطة تؤكد أنه (حك ظهرهم ) في إنتظار أن ( يحكوا) له ظهره بعدم إجازة التعديلات والتي ستحرق قيادته  وسط المزارعين الأمر الذي يجعله ( يطلع فوق الصفيحة ويمرق  الفضيحة ) . تصريح المرضي  يعكس ثقة مفرطة  في أن القيادة العليا لن تمرر هذه  التعديلات لأن المقابل كما جاء في التهديد المستبطن في التصريح أن ( لا أحد يستطع سلب حقوق المزارعين ).بينالإستطاعة في إجازة التعديلات  والتراجع عنها تكمن قوة شخصية صلاح المرضي الذي وضع رئاسة الجمهورية في تحد واضح وصريح بطريقة ( دافننو سوا )  و كان رجال أجيزوها .
@ تصريحات صلاح المرضي كشفت بوضوح ضعف الحكومة ومنطلق القوة التي يتحدث بها صلاح المرضي رغم ضعف إتحاد الذي فشل في إدارة الموسم الزراعي  لجهة أن الموقف الراهن يشير الي أن  إنتاجية الذرة في مشروع الجزيرة و المناقل سجلت أسوأ إنتاجية بلغت 4  جوال / الفدان في ظل  ظروف خريف يبشر إنتاجية  قدر لها بين 15 الي 20 جوال للفدان . تكتمت الحكومة واتحاد المرضي علي الأوبئة والأمراض التي أصابت الذرة بانتشار الذبابة البيضاء نتيجةلإنعدام المكافحة و لعدم الإلتزام بالدورة الزراعية التي دمرها قانون 2005  الذي يقف معه صلاح المرضي . ماحدث للذرة يحدث الآن للقمح في ظل الشتاء المبشر  يصاب القمح بداء (ثقوب الساق ) و انتشار العدار و الحشائش  ويخسر المزارعون بسبب تراجع بنك المال المتحد شراء القطن بواقع 750  جنيه ليباع في السوق بنصف الثمن بعد أن تمخصم 12 رطل فرق أوزان هي في الحقيقة سرقة واضحة .  كل هذه القضايا تتطلب وجود اتحاد قوي يدافع عن حقوق المزارعين إلا أن اتحاد المرضي  كل همه أن يبقي علي جثة مزارع المشروع لأنه حكومة داخل الحكومة .
@ يا كمال النقر ،، صلاح المرضي و كمال النقر و ما بينهما أعظم !

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..