هرجلة..!ا

العصب السابع

هرجلة..!!

شمائل النور

عندما كان السيد صابر محمد الحسن محافظاً لبنك السودان المركزي، كان من الأوائل الذين أنشدوا طلع البدرعلينا بانفصال الجنوب وحمل البشريات لاقتصاد شمال السودان باعتبار أن الشمال لن تتحرك له شعرة اقتصادية، ولو أن المنطق لا يقول ذلك أبداً، لكن كما يقول عادل إمام “مش انتو الحكومة وعارفين كل حاجة” وكان صابر قد ضارب عملية حسابية كانت مقنعة لحد كبير أن ذهاب البترول جنوباً لن يؤثر.. شاءت المشيئة أن كتب الله نهاية خدمة صابر في بنك السودان، انفصل الجنوب، رحل البترول وبدأ الجنيه السوداني في الهبوط تدريجياً، خرج ذات الصابر ليعلن للعالمين أن الوضع سوف يصير إلى كارثة إن لم تقم الحكومة بالمطلوب عمله وفوراً، والجميع يعلم ذلك ودون اجتهادات حسابية الوضع الاقتصادي يحدث عن نفسه، انهيار الجنيه مؤشر واضح وحقيقي، وقطعاً الحديث الصحيح هو الواقع الماثل بيننا بكل وضوحه.. والجميع يعلم بما في ذلك الحكومة أن السودان يقترب من حافة هاوية ما لم يتم عمل اللازم، واللازم هو في يد الحكومة، فلم يخرج البترول خروجاً مفاجئاً كما وصفه صابر محمد الحسن الذي يرأس اللجنة الاقتصادية في مفاوضات أديس، المواطن البسيط كان يتنبأ بأن السلعة الفلانية سوف يصل سعرها كذا بعد الانفصال، المهم الآن هو أن مفاوضات أديس سوف تُستأنف بعد أسبوع من اليوم المطلوب بكل ضرورة أن يلزم الجميع الصمت حتى إعلان انتهاء المفاوضات وظهور النتائج النهائية، فطالما أن الحكومة ابتعثت وفداً ليفاوض إذاً هناك مساحة للوصول إلى نتائج.. وزير النفط المكلف أعلن إيقاف تصدير النفط عبر الشمال إلا بعد تسديد الرسوم المستحقة، هذا الإعلان يمثل قراراً حكومياً وليس قرار وزير أو هكذا ينبغي، يخرج هذا الإعلان بينما اللجان غارقة في خواتيم التفاوض في أديس، ثم يصرح وفد التفاوض في أديس لأجل أن ينفي تماماً عزم الدولة إيقاف التصدير، ثم يعزز هذا الحديث ما قاله صابر بعد انتهاء المفاوضات، أي أن الذي يتضح للناس أن الحكومة مختلفة فيما يتعلق بحسم ملف تصدير النفط، ما يجعل إمكانية حسمه بعيدة، تصريح واحد يُمكن أن يقلب الطاولة رأساً على عقب… أيمكن أن يكون كل هذا العبث كرت ضغط، ليس معقولاً والوضع لا يحتمل، الشمال يحتاج إلى سرعة حسم هذا الملف والجنوب كذلك، رغم أن وزير المالية يقول بأن الأمور تسير على ما يُرام إن لم تكن على أحسن حالاً…لا وألف لا.. اقتصاد السودان ليس على ما يرام البتة، بل هو ينهار أمام العالمين، الذي ينبغي أن يكون وبصورة عاجلة أن يحدث وفد التفاوض قفزة سريعة في هذا الملف وينظر إليه برؤية عاقلة ومنطقية وواقعية بعيدة عن الضغط ومحاولات الخروج عن المسار الطبيعي لمثل هذه المعاملات بعيدة المدى، فالوقت لا ينتظر أكثر مما انتظر.

التيار

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..