المهدي المنتظر وما ليس الزاماً!

صديق النعمة الطيب

يؤمن كثير من المسلمون بحتمية ظهور (المهدي المنتظر) الذي سيملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئن جوراً وظلماً! باعتباره شرطاً لقيام الساعة!

المفارقة أنه لا يوجد أثر لهذا المهدي في صحيحي البخاري ومسلم! ناهيك عن خلو القرءان الكريم تماماً من مثل هذه الروايات!

ما أريد قوله ليس نفي أو تأكيد خروج المهدي، فتلك قناعات شخصية ولكل فرد أن يؤمن بما شاء ولا حجر في ذلك، وبالمقابل لا يحق لأي كائنٍ كان أن يُشرع في الدين ما ليس فيه ليكون الدين كله لله!

الاسلام من أبسط المفاهيم على الإطلاق، وأكثرها وضوحاً!

(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)!

فلا تُصعِّر خدك للناس، ولا تلعب دور الإله في الأرض، فلا إكراه في الدين (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا)!

دعونا نمارس الدين عملاً صالحاً نبني به وطن يسع الجميع! اجعل دينك ابتسامة ومحبة واماطة أذى عن طريق الناس!

ليس على الاسلام خوف، فإن وجدت في نفسك خوفاً على الاسلام فأنظر في نفسك وستجد أن خوفك إنما على موروثك وليس على الاسلام، فمن تمام إيمانك أخذك بقوله (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ)! وبالتالي البشرية تسير نحو الحق وليس العكس!

الاسلام شيء، وفهمك أنت للاسلام شيء آخر، وفهمي انا شيء آخر! (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)!