أخبار السودان

التظاهرات في السودان تشتد والآلاف في الشوارع

الخرطوم – طارق عثمان
ارتفعت حدة الغضب الشعبي في السودان، وخرج الآلاف أمس من مناطق متفرقة بالعاصمة الخرطوم وعدد من المدن الأخرى في تظاهرات حاشدة منددة بسياسات الحكومة وقتل المتظاهرين، في وقت شيّع أهالي منطقة بري معاوية بشير أحد الذين أصيبوا أول من أمس برصاص الأجهزة الأمنية في التظاهرات الأعنف منذ اندلاع التظاهرات في التاسع عشر من الشهر الماضي، ليرتفع عدد قتلى موكب الخميس إلى ثلاثة، أحدهم طبيب والآخر طفل لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره.. في وقت ردت هيئة علماء السودان في نصيحة مكتوبة سلمتها للرئيس السوداني عمر البشير، أسباب التظاهر إلى المسغبة والجوع والشعور بالظلم.

وقال نائب رئيس هيئة علماء السودان الذي ظل مقرباً من البشير طيلة العقود الثلاثة الماضيات، إنهم أوضحوا في النصيحة التي سلمت للبشير يداً بيد، حسب قوله، أن الدين أبقي من الأشخاص، فإذا تعارضت مصلحة الدين ومصلحة الأشخاص فليذهب الأشخاص، وأكدوا له أن الشعب السوداني لم يخرجه للتظاهر إلا المسغبة والجوع والشعور بالظلم، وأن الدولة ليست مسؤولة عن رفاهيتهم ولكنها مسؤولة عن إقامة العدل بينهم بأن يشعروا أنهم سواء، وقال إن من بين النصائح التي وجهت للرئيس البشير أن إراقة الدماء حرام وأن الدولة مسؤولة عن كل دم يسفك، وأضاف أنهم طالبوا بمحاسبة المسؤولين الذين تسببوا في الأوضاع التي يعيشها السودان، وطالب العلماء بمحاكمة سارقي المال العام، وتطييب خواطر الناس والكف عن استفزازهم.

وهتف الآلاف أثناء تشييع أحد قتلى التظاهرات منادين بسقوط الحكومة وحزب المؤتمر الوطني الحاكم، رافضين في الوقت ذاته العنف المفرط الذي واجهت به الأجهزة الأمنية المتظاهرين السلميين، وطالبوا الرئيس عمر البشير بالرحيل، وأغلق المتظاهرون كل الطرق المؤدية لحي بري العريق، وأحرقوا إطارات السيارات، وحطّم المتظاهرون الغاضبون سيارة تابعة للشرطة بعد اقتحامها لجموع المحتجين، كما حطّموا كاميرات مراقبة نصبتها الأجهزة الأمنية عند مدخل الحي الذي اعتاد سكانه على الاحتجاج السلمي.
واندلعت تظاهرات أيضاً في منطقة ود نوباوي بام درمان معقل أنصار حزب الأمة المعارض عقب صلاة الجمعة بمسجد الهجرة، وتعاملت معها الشرطة في حينها وحالت دون تمددها إلى مناطق أخرى، واستخدمت الغاز المسيل للدموع والهراوات، كما خرجت المئات بالحتانة وغيرها من الأحياء بمدينة أم درمان، وبعض الأحياء بمدينة القضارف شرقي السودان، ولكن الشرطة تدخلت ومنعتهم من التقدم ناحية مركز المدينة.

بدوره،جدّد تجمع المهنيين السودانيين الجسم المنسق للتظاهرات دعوته بمواصلة الاحتجاج السلمي، وأعلن عن موكب جديد أطلق عليه موكب الشهداء سينطلق غداُ من صينية مستشفى التجاني الماحي بأم درمان إلى مقر البرلمان، بالتزامن مع تظاهرات بأحياء العاصمة، كما أعلن عن مواكب مسائية الثلاثاء بمناطق الحاج يوسف وأمبدة، سيعلن عنها لاحقاً، بجانب مواكب التنحي في كل مدن السودان يوم الخميس المقبل.

البيان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..