حل مشاكل السودان لا يتم بفصل دارفور .. بل بتغيير نظام الإستبداد..!

حل مشاكل السودان لا يتم بفصل دارفور.. بل بتغيير نظام الإستبداد..!

الطيب الزين
[email][email protected][/email]

أمرغريب وعجيب جداً، أن يجند أحد الناس نفسه، تحت أسم مستعار، لكي ينظر لتمزيق الوطن، وحجته في ذلك، أن سكان دارفور، يختلفون عن بقية سكان السودان النيلي. وقبل الرد على هذه الهرطقات، يجدر بنا أن نسأل، ما هي هوية السودان النيلي هذا..؟ وما هي حدود دولته هذه..؟ هل تشمل جنوب كردفان والإنقسنا، والنوييين في أقصى الشمال، وسكان الشرق من بجه وهدندوة وبني عامر..؟ وهل سيكون الرابط هو اللغة العربية ..؟ وإن كانت الفلسفة كذلك، فهؤلاء الناس، العربية ليست لغة لهم، يتحدثونها عند الضرورة، كما يتحدث البعض منهم الأنجليزية أو الفرنسية، وغيرها من اللغات الآخرى..! بجانب هذا لم يحدد لنا حقاني، المساحة الجغرافية لدولته التي ينظر لها، ولا مكونها الديمغرافي، ما هي حدوده وسماته وخصائصه وتضاريسه ومقوماته الإقتصادية..؟ لأنه حسب ما هو معلوم حينما يريد الإنسان، أن يبني له بيتاً أو راكوبة، بالضرورة أن يحدد مكان الراكوبة أوالبيت المراد بناءه، وحجمه، وطبيعة المواد التي سيبنبي بها، ومساحته أيضاً..؟ فالأخ أحمد محمد خير حقاني، منظر عصره في دولة السودان المعطوبة. وسبب عطبها، هو بطبيعة الحال الإستبداد..! أغفل هذه الأمور، لكنه مع ذلك، ما زال يكابر بإصرار عنيد، على السيرعكس مسيرة الحياة، ومنطق التطور الطبيعي للدول والشعوب، ولعله في سيره هذا، حكمه ذات المنطق، الذي حكم وفد النظام إبان مفوضات نيفاشا..! الذي هو منطق الغباء، الذي جعل وفد النظام يتوصل لإتفاق هلامي، فشل في تحديد الحدود التي ستفصل بين الدولتين، وتسوية القضايا الخلافية الأخرى ومنها قضية أبيي، التي ما زال الشعب السوداني يدفع ثمنها، لاسيما سكان ولاية جنوب كردفان الذين نزفوا شلالات من الدماء، وفقدوا الآلاف من الأرواح، التي خلفت وراءها الآلاف المؤلفة من اليتامى والثكالى، والقدر ذاته، إن لم أكثر، من الجرحى والمعاقين، هذا بجانب فقدانهم لمكتسبات ماضيهم، ومقومات حاضرهم، ومستقبلهم..!
وإن كان وفد النظام قد تعرض لضغوط من جانب الأطراف الدولية التي رعت المفوضات في حينه، أجبرته على التوقيع على إتفاق نيفاشا، بعلاته المعروفة، التي يعجز النظام الآن، عن التعاطي معها.. فما هي الموانع التي تمنع منظرنا الإنفصالي، أحمد محمد خير حقاني، من تحديد خارطة دولته التي ينظر لها تحت أسم مستعار..؟ وحتى يجيب منظر عصره، على هذا السؤال أو يتفضل به علينا أحد الرجرجة والدهماء، الذين يشاطرونه هذا الفهم المتخلف، بتعليقاتهم التي تزيد النار حطباً، والتي هي بالنتيجة تخدم مخطط الحركة المأسونية العالمية تجاه السودان وغيره من الدول العربية..!
نقول له، ولغيره ممن يشاطرونه في هذا المسعى الخائب، أنه كلما تطور المجتمع، كان الفرد فيه، أقدرعلى إذابة الفوارق، بينه وبين الآخر، وحل الخلافات بين حياته وتاريخه، وحل مشاكل مجتمعه حلاً علمياً سلمياً بلا حروب ولا صراعات، فالشعوب الحية تستطيع عبر مساهمات مفكريها ومثقفيها أن تنتصر على بقايا التاريخ ومخلفاته، من غير الإنغماس فيها، ببحثها عن ما يجمع المجتمع من مشتركات، بدلاً من بحثها عن ما يفرقه، لبناء دولة القانون التي تحترم الحريات الأساسية، وتضمن العدالة والمساواة للجميع. وهنا يظهر الفرق بين الأمم الحية، والأمم المتخلفة..! فالأمم المتخلفة في وعيها وثقافتها وحضارتها وتطورها، لا تجد إلا ما يفرق بينها لكي تؤسس عليه حياتها سواء على أساس عرقي أو طائفي..! فتنظيرات، أحمد محمد خير حقاني، تندرج في هذا الإطار وتصب في النهر الدامي ، الذي ظل طافحاً بالجثث والروائح الكريهة لمدة نصف قرن في السودان، ولكي نضع حداً لجريان هذا النهر، نقول، للأخ حقاني، إن كنت فعلا رجل حقاني كما وارد في لقبك المستعار هذا، عليك أن تقول كلمة حق، في وجه الحاكم الظالم، ولعلك لا تحتاج لتذكير وتعريف بالطريقة التي جاء بها هذا النظام، ومن ثم ظل بها جاثماً على صدور شعبنا أكثر من عقدين من الزمان لم يعرف فيهما شعبنا سوى مصادرة الديمقراطية وقمع الحريات والتنكيل بالمعارضين الرافضين لسياساته التي فاقمت الأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية بتأجيجه للحروب، وبثه لثقافة العنصرية والكراهية بين سكان الوطن الواحد، بغرض إضعاف وحدة الصف الوطني، حتى يبقى في سدة السلطة لأطول فترة ممكنة، وهذا شيء مفهوم ومعروف، والشعب السوداني بقواه الحية قادرعلى التعاطي معه. فمشاكل السودان لا تحل بالهروب من مواجهتها..! بل بمواجهتها..! والمواجهة المنتظرة والمطلوبة من كل مثقف وكاتب، هي دفع النظام لمغادرة محطة الإستبداد السياسي والإنغلاق الثقافي، في ظل معطيات الحضارة الغربية التي وفرت لنا كل ما يساعدنا على أن نطبخ، ونأكل، ونلبس، ونزرع، ونبني، ونقرأ، ونتكلم في الفضائيات، ونتواصل عبر الأنرنت، والموبايل، ونتطور ونتقدم فرادى وجماعات ودول.. إن إردنا أن نتقدم ونتطور. وأمامنا تجربة الإتحاد الأوروبي، التي تعتبر أكبر إنجاز للحضارة الإنسانية، الذي توحد رغم ما بينه من ماضي حافل بالحروب والمآسي، وما فيه من تعدد لغات، وفوارق إقتصادية، لكنه مع ذلك تغلب على الكثير من العوائق، ومازال يعمل في هذا السبيل، لأنه مارس قيمة النقد البانية للفرد والمجتمع والدولة والحضارة تجاه ماضيه، ووظف عقله لبناء مستقبله. فهل سنتعلم نحن من غيرنا..؟ ونوظف عقولنا وأقلامنا لما يوحد مجتمعنا، ويفجر طاقاتنا وخيراتنا، لنبني وطن يسع الجميع، وليس وطن يسع عشيرة أو جهة..! لأننا في نهاية المطاف ننتمي للعشيرة الإنسانية. أم سنركن لمنطق ثقافة الإنغلاق والتخلف، لذلك نٌنظر اليوم لفصل دارفور، كما حصل بالأمس مع الجنوب، وغدا جبال النوبة، وبعده الإنقسنا، وهكذا دواليك، حتى نصبح بلا وطن، لأن السودان الوطن القارة التي قٌمست، يقاد ويسأس منذ زمن طويل، بعقلية القبيلة والعشيرة..!

تعليق واحد

  1. بما ان جميع مكونات السودان من دارفوريين وكردفانيين وبجه ونوبيين وفونج تعايشت ومازالت فى سلام وامان واندماج ووحدة ووئام وبدون استعلاء اجوف واقصاء باسم العرق والعروبة فاننى ادعو لفصل ما يسيمى بالشمال النيلى من بقية السودان واقصاء كافة مكوناته القبلية والعرقية من ماتبقى من السودان ليكونوا لهم وطنا خاصا وليسموه دولة الشمال النيليلة العربية المتحدة وليتركو لمنا سوداننا المتعدد المتنوع المتعايش! لا ادرى كيف لمن لا يشكلون خمسة فى المائة من محمل سكان السودان ولا تساهم باى شىء يزكر فى الدخل القومى بينما تستحوز بكل ثروات ومقدرات هذا البلد وتسعى لالباسه هوية غير حقيقية لاجل مصلحتها الضيقة فقط! السودان الحديث هو نتاج انصهار وزوبان ممالك العبدلالب فى الشمال والوفنج فى الوسط وسلطنة دارفور فى الغرب لينتج هذا الخليط المسى سودان وليس لشذاذالافاق اللذين يخافون من هوية السودان الحقيقية لانهم لا مكان لهم فيها! واله هذه زمان المهازل وليس بمستغرب من الذين صنفو قبائل البنى عامر والزغاوة والفلاتة واخريين قبائل تداخل ان يدعوا لفصل دارفور ! هولاء الحمقى هل ىفات عليهم ان حدود دارفور هى ام درمان الحالية؟ وان دارفور لها حدود مع مصر وليبيا وليس كما اقتطع منها هولاء اللصوص من مساحات ؟؟؟؟ دارفور هى ظهر السودان والدارفورييين هم عماد اغلب ولايات السودان(ماعدا بلاد القحط النيلى)! طظ فى كل القادميين الجدد من( سارقى الانساب العربية)دارفور هى السودان وانتمعندما اتيتم وجدتم دارفور والدارفوريين وليس العكس! متى يعى السودانيين بمخطط هولاء الشرزمة لتغييب هوية السودان؟ عملهم القذر يجرى على قدم وساق فصل الجنوب كان المقدمة والمناطق الثلاثة فى ابييى وجنوب كردفان والنيل الازرق فى الط
    ريق والان بداءؤ فى تهيئة الاجواؤء لدارفور ونسى هولاء ان دارفور هى العمود الفقرى للسودان!! والشرق اكيد تطبخ له طبخة اخرى بعد ان يسلم المثلث لحلايب وتتبع بورتسودان لولاية بنى العباس النيلية! استفيقوا يا سودانيين قبل ان تدخلو الخرطوم بتاشيرات!!

  2. كلامك عين العقل.العلاقه بين الذكاء والعنصريه علاقه عكسيه كلما كان الانسان ذكيا كانت نسبة عنصريته اقل وكلما غبيا او اقل ذكاء كانت نسبة عنصريته اعلي .الذين يدعون الي الانشقاقات والانفصالات هولاء قوم متخلفون جاؤا من متخلفات وذبالة التاريخ وانهم اغزام.باذن الله سياتي يوم تري السودان الكبير موحدا من حلفا لنمولي . شعراء الوطنيه والوحده في السودان كانوا اذكي من اهل السياسه بمائة الف سنه ضوئيه.

  3. حقاني هذا نسي ان حدود دارفور مجاورة للنيل شرقا لان كردفان جزء من دارفور حتى 1821م وهي تحد كل من مصر وليبيا وتشاد وافريقيا الوسطى وبحر الغزال ومملكة تقلي التي ربما لم يسمع عنها!!!! اذا طالب اهل دارفور بالانفصال فهم اكثر اهل السودان اهلية له لكن ذلك ان حدث فلا يمكن لكائن من كان ان يدعي بعدها ان هنالك دولةاسمهاالسودان!!!!!

  4. والله حقاني دا زول حقار ساكت وكمان مريض وبالمناسبة أنا بعرف زميل لي في مستشفي تجاني الماحي ممكن أكلمه يفضي ليهوا سرير أكثر واحد مختل عقلياًوأنا متأكد أن حقاني أولى بالرعاية النفسية من أجن مجنون !!!! يا حقاني ومن شايعه أسمع لأبي العلاء المعري بيقول لك :ـ
    لكل داء دواء يستطب به الا الحماقة اعيت من يداويها .
    عشان كدا الزول دا أملوا منه حبل بعد داك راسوا بجي…. ما تخسروا فيه حبر ساكت . عالم وهم والله ,,,,

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..