سد النهضة إرباك حسابات الخرطوم والقاهرة

تقرير: ايمن المدو

علي نحو مفاجي أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين الخميس الماضي عن تقديمه استقالته من منصبه كرئيس للوزراء وكرئيس للحزب الحاكم، وكشف بإنه قرر الاستقالة من كلتا الوظيفتين ليكون جزءاً من الجهود الرامية إلى إيجاد حل دائم للوضع الحالى ،معللاً استقالته بأنها تأتي ضمن جهود تهدف إلى تقديم حلول نهائية للوضع الراهن في البلاد ، وذلك على خلفية التوترات والاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ عام 2015. وأكد ديسالين أن استقالته وجدت القبول من اللجنة المركزية للائتلاف الحاكم وكذلك من حزبه،وكان ديسالين قد انتخب خلفاً لرئيس الوزراء الراحل مليس زيناوي في أغسطس من العام 2012 وأعيد انتخابه إثر فوز الائتلاف الحاكم في الانتخابات البرلمانية في مايو 2015 ،بيد أنه افصح بأنه مستمر في منصبه لتسيير الأعمال إلى أن يقبل الائتلاف الحاكم والبرلمان استقالته وتعيين رئيس وزراء جديد ،ووفقاً لهذه المعطيات فان السؤال الأبرز والذي يطرح نفسه بقوة ضمن الساحة السياسية علي مستوي الخرطوم حول مصير مفاوضات سد النهضة المعتزمة في الاسبوع القادم ،بعد أن أربكت هذه الاستقالة حسابات دولتي المصب وفقاً للمراقبين.
توفيق أوضاع:
لكن وزير الكهرباء والموارد المائية معتز موسي مضى إلى الإجابة علي هذا التساؤل بالتقليل من أهمية من تأثير استقالة رئيس الوزارء الأثيوبي هايلي مريام ديسالين علي سير مفاوضات سد النهضة وقال طبقاً للزميلة (الصحافة) استقالة ديسالين لا علاقة لها بسد النهضة ،وقطع بأنها لا تؤثر علي مسار التفاوض حول السد، وأضاف نحن في انتظار توفيق الجانب الأثيوبي لأوضاعه لاستنئاف التفاوض وعقد الاجتماع الثلاثي ،وأوضح موسي أن دول السودان ومصر وأثيوبيا لم تتفق بعد علي موعد انعقاد اجتماع اللجنة الثلاثية الذي كان من المقرر أن تستضيفه الخرطوم في مستوييه الفني والوزاري يومي الرابع والعشرين والخامس والعشرين من شهر فبراير الجاري.
احترام الالتزام:
وكان السفير الإثيوبي بالقاهرة، تاييى أثقلا سيلاسي ق أشار الى أن استقالة رئيس الوزراء الإثيوبي، هيلي ماريام ديسالين، لن تؤثر بأي شكل من الأشكال، على المباحثات الثنائية المعنية بسد النهضة، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن الدول الثلاث ستعقد اجتماعًا مهماً الأسبوع المقبل، بأي دولة من الدول الثلاث، حيث إنه لم تتحدد تفاصيل توقيت ومكان انعقاد الاجتماع حتى الآن، وأضاف السفير الإثيوبي أن إثيوبيا تحترم التزامها تجاه دول المصب (مصر والسودان)، وستعمل وفقاً للتعليمات التي أصدرها زعماء الدول الثلاث، خلال لقائهم بالقمة الثلاثية، في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، نهاية شهر يناير الماضي، وقال إن انتقال أو تغيير السلطة في إثيوبيا، يتم وفقاً لما يحدده الدستور،
درس بليغ:
وبدوره قلل الخبير الدبلوماسي عضو اللجنة السودانية الاثيوبية لترسيم الحدود «سابقا» السفير الطريفي كرمنو من تاثير استقالة رئيس الوزراء الاثيوبي ديسالين أو الأوضاع في أثيوبيا علي مجمل ملفات السلام المتعلقة بالشأن السوداني التي يتم البت فيها بالأراضي الأثيوبية لأن الاستقالة لم تكن حصيلة ضغوط خارجية بقدر ماهي محصله للأوضاع الداخلية ،وأردف بالقول إن دولة المؤسسات التي ترتكز عليها أثيوبية نتيجة الاستقرار السياسي الطويل الذي شهدته مؤخراً يجعل من المستحيل أن يؤثر ذلك علي سياساتها الخارجية الإقليمية ،خاصة وأن اثيوبيا تحتضن مقار هيئات ومنظمات إقليمية ودولية مؤثرة بالمنطقة كمنظمة الوحدة الافريقية، وبشان تأثير الاستقالة علي مفاوضات سد النهضة أضاف كرمنو أن أثيوبيا دولة مؤسسات لذلك بقاء ديسالين أو ذهابه من منصبه لن يؤثر كثيراً علي سير المفاوضات المعلقة بين شركاء الملف الخرطوم والقاهرة ،وأردف أن ديسالين بخطوته الجرئية هذه قد قدم درساً بليغاً للسياسين الأفارقة الذي يتمشدقون بالمناصب حتي الممات وتابع بأنه بهذه الاستقالة قد وضع بصمة نادرة في عرف السياسة بأفريقيا
شان داخلي:
ومن جهته اعتبر المحلل السياسي استاذ العلاقات الدولية بجامعة أم درمان الإسلامية د.راشد التجاني أن استقالة ديسالين شأن داخلي خاص بأثيوبيا أفرزته وقائع داخلية معينة من بينها الخلافات داخل الحزب الحاكم التي نتجت كمحصلة للضغوط والاضطرابات التي شهدها الشارع الأثيوبي مؤخراً، وحول التأثيرات المحتملة نتيجة هذه الاستقالة مضي التجاني بالقول :استبعد في ذات الإطار أن تودي استقالة ديسالين الي تغييرات سلبية علي خارطة ملفات السلام التي تجري مفاوضاتها بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية قطاع الشمال من جهة وبين دولة جنوب السودان والحكومة السودانية من جهة اخرى ، والتي تحتضنها فنادق العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ،وواصل حديثه :لكن النقطة المهمة في استقالة ديسالين تحولت إلى أدب في عرف السياسة الأفريقية ،وحول مصير مفاوضات سد النهضة في ظل الراهن أشار الى أن القضية متروكة للجان الفنية المعنية بين البلدان الثلاثة.

آخر لحظة.

تعليق واحد

  1. من المؤكد ان المؤسسات الراقيه التي وضع اركانها و اسسها الوطنى المبدع ملس زيناو قد تركزت عليها السياسة الأثيوبية طوال السنين الماضيه و قد نتج عنها استقرار سياسي لا يمكن لجيراننا فى الشرق التفريط فيه..عجبت للافراط فى التفاؤل من البعض باستقالة ديسالين ظنا منهم ان رئيس الوزراء الاثيوبى القادم سيكون مختلفا عن سلفه او ربما يكون اكثر مرونة فى التعاطى مع بعض الملفات الاقليمية مثل ملف سد النهضة و العلاقة مع ارتريا و جنوب السودان دون ان ينتبهوا الى ان المؤسسات التى اقسم على احترامها دسالين هى نفسها المؤسسات التى سيقسم على احترامها رئيس الوزراء القادم .. بل قد يكون رئيس الوزراء القادم اكثر تعنتا فى ملف سد النهضة و اكثر تشددا فى العلاقة مع ارتريا لكنه بلا شك سيكون اكثر تمسكا بعلاقات اثيوبيا مع السودان لعدة اسباب اولها ان السودان كان طوال السنين الماضية منفذها البحرى الوحيد و المريح لوارداتها و صادراتها كما ان التعاون العسكري مع السودان اثبتت الايام انه مثمر و ناجح لما ينطوى عليه من صدق و احترام متبادل و متكافئ .ايضا السودان يمثل لاثيوبيا خط الدفاع الاول لمشروعها القومى و الحضارى الذى راهنت عليه و وضعت به كل اوراقها اذ بعد من الحدود السودانية20كم فقط… الرئيس القادم سيكون همه الاول داخلى سيسعى الى تهدئة الداخل بتنمية متوازنة بين اقاليم اثيوبيا المختلفة و قد يمنح الارومو حق عادل فى السلطة و الثروة و سيسعى لترضيات قبلية يؤكد بها لحمة الشعب الاثيوبى..تمنياتنا لاهلنا فى اثيوبيا الاستقرار و التقدم ..

  2. من المؤكد ان المؤسسات الراقيه التي وضع اركانها و اسسها الوطنى المبدع ملس زيناو قد تركزت عليها السياسة الأثيوبية طوال السنين الماضيه و قد نتج عنها استقرار سياسي لا يمكن لجيراننا فى الشرق التفريط فيه..عجبت للافراط فى التفاؤل من البعض باستقالة ديسالين ظنا منهم ان رئيس الوزراء الاثيوبى القادم سيكون مختلفا عن سلفه او ربما يكون اكثر مرونة فى التعاطى مع بعض الملفات الاقليمية مثل ملف سد النهضة و العلاقة مع ارتريا و جنوب السودان دون ان ينتبهوا الى ان المؤسسات التى اقسم على احترامها دسالين هى نفسها المؤسسات التى سيقسم على احترامها رئيس الوزراء القادم .. بل قد يكون رئيس الوزراء القادم اكثر تعنتا فى ملف سد النهضة و اكثر تشددا فى العلاقة مع ارتريا لكنه بلا شك سيكون اكثر تمسكا بعلاقات اثيوبيا مع السودان لعدة اسباب اولها ان السودان كان طوال السنين الماضية منفذها البحرى الوحيد و المريح لوارداتها و صادراتها كما ان التعاون العسكري مع السودان اثبتت الايام انه مثمر و ناجح لما ينطوى عليه من صدق و احترام متبادل و متكافئ .ايضا السودان يمثل لاثيوبيا خط الدفاع الاول لمشروعها القومى و الحضارى الذى راهنت عليه و وضعت به كل اوراقها اذ بعد من الحدود السودانية20كم فقط… الرئيس القادم سيكون همه الاول داخلى سيسعى الى تهدئة الداخل بتنمية متوازنة بين اقاليم اثيوبيا المختلفة و قد يمنح الارومو حق عادل فى السلطة و الثروة و سيسعى لترضيات قبلية يؤكد بها لحمة الشعب الاثيوبى..تمنياتنا لاهلنا فى اثيوبيا الاستقرار و التقدم ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..