أخبار السودان

إستفتاءات بالشاي واللقيمات

قال رئيس مفوضية استفتاء دارفور المدعو عمر علي جماع أن 3.2 مليون مواطن من دارفور أدلوا بأصواتهم في استفتاء دارفور وأن 97.72 % من المشاركين في الاقتراع اختاروا الولايات .
ولم يقل لنا بالطبع كم كلف هذا الإستفتاء من أموال،خصمت من خزينة الدولة التي تشكو العجز المزمن،ولكنه ذكر بالتفصيل المصوتين في كل ولاية،بالنسب والأرقام التي تدعم نتيجته النهائية التي وصل إليها.
وبعيداً عن حكاية الإستفتاء الذي أتت نتيجته مطابقة 100% لما يريده الحزب الحاكم بالحديد والنار،فإن الأرقام المذكورة لا علاقة لها بالإحصائيات الرسمية المعتمدة من الجهاز المركزي للإحصاء،والتي تقول أن عدد سكان دارفور والذين تزيد أعمارهم عن 18 عاماً يبلغ 3.9 مليون شخص في 2016،وهي التوقعات المبنية على الإحصاء السكاني في 2008،باعتبار معدلات النمو السنوية في السكان،والوفيات وغيرها من المؤشرات التي تستخدم في التنبؤات.
وفي ولايات دارفور الخمس 51 معسكراً للنازحين تأوي 1.5 مليون دارفوري،سجل منهم(صفر)مواطن لصالح الإستفتاء الحكومي،بحسب ما أعلن ممثلوهم من قبل بداية الإستفتاء.
وفي معسكرات اللجوء بتشاد،وهي(12)،يوجد 200 الف شخص من دارفور،هربوا من جحيم القصف والإبادة الجماعية،أو الإغتصاب.
أطرح الأعداد المذكورة أعلاه،من سكان دارفور(البالغين)والذين يحق لهم التصويت في استفتاء دارفور(العجيب)،وستجد الرقم يساوي (2.2)مليون مواطن،وهو حاصل طرح 1.7 مليون،من 3.9 مليون مواطن.
أما كيف صار ال2.2 مليون دارفوري،3.2 مليون مواطن،أدلوا كمان باصواتهم،فربما كان لمفوضية الإستفتاء(ملائكة)لا ترى بالعين المجردة صوتت لصالح خيار الولايات،دعماً للمشروع الحضاري الذي شعاره(فتفتة دارفور).
ولو أردنا المزيد من الأدلة فنقول أن كل ولاية شمال دارفور يبلغ عدد سكانها فوق ال18 عاماً مليون شخص بحسب أرقام الجهاز المركزي للإحصاء،منهم 163 ألف في معسكرات نزوح لا تعرف الإستفتاء ،ولكن الذين سجلوا فيها للإستفتاء أكثر من مليون بحسب المفوضية ،وقس على ذلك .
ومع ذلك فقد قيل في خاتمة الإستفتاء أنه قد شارك في مراقبة عملية الاقتراع (18) حزباً سياسياً، و(78) هيئة واتحاداً على المستوى الوطني، وعدد من الدول من بينها روسيا، الصين، تركيا، ليبيا، كينيا، موزمبيق، ومنظمات من بينها جامعة الدول العربية، الاتحاد الإفريقي، الوكالة الإسلامية للإغاثة، منظمة السيسا، البحيرات العظمي، اتحاد الصحفيين الأفارقة، اتحاد الصحفيين الزمبابوي، مجلس الأحزاب الإفريقية، اتحاد الطلاب السودانيين، مجلس الشباب العربي الإفريقي، اتحاد الشباب الإفريقي، وشارك في عملية المراقبة (102) مراقباً أجنبياً و(1.552) مراقب وطني،ولم يقال أنهم أكلوا وشربوا من ميزانية الشعب السوداني،وختموا على الأوراق بما يفيد بصحة الإستفتاء ونزاهته وشفافيته،في تلك الأجواء(الآمنة)،التي تدور فيها كبابي الشاي واللقيمات.
أما الجو الآمن فيمكن استنتاجه من سياق الخبر المنشور في 19 أبريل وفحواه أن والي شرق دارفورأعلن حظر التجوال بالضعين عاصمة الولاية وتوعد المتورطين في الأحداث التي شهدتها المدينة .إستفتاء يا سدنة ؟؟!!
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..