هناك من سرق منا الأضواء ..فنان الغناء الشعبي محمود علي الحاج : لم يلفت نظري اي فنان .. الناس لا تراهم لانهم يريدون «حرامي القلوب تلب»

قال الفنان محمود علي الحاج انه منذ سنوات عدة لم يلفت نظره اي فنان على الاطلاق.. وقال ان الذين يغنون الآن ظواهر تقع اسباب ظهورهم على عاتق المستمعين، الذين اصبحوا -على حد وصفه- حالة تذوق مختلفة. واوضح ان المبدعين في الساحة الفنية قلائل.. وان بعضهم نضب معينه والبعض الآخر اختفى رغم وجود اسمه في خارطة الغناء.. وذكر انه مع الجديد الذي به اضافة وضد حشو الالبومات بما يسمى مجازاً غناء.. واكد ان المستمعين قد سرقوا عنهم الاضواء لصالح الفنانين الشباب الذين يرددون حرامي القلوب تلب ومن على شاكلتها.
—-
* أين أنت وهل مازلت تغني؟
– أنا موجود وجديدي موجود ومازلت اغني وابحث عن الجديد واهتم بما فيه اضافة.
* اذن هل اثر العمل النقابي على عملك الفني؟
– العمل النقابي من صميم العمل الفني.. وكل ما اقوم باضافته داخل الاتحاد في المباني تعتبر اضافة فنية بحكم ان اتحاد فن الغناء الشعبي يأوى المبدعين.
* يراك الكثيرون مقلاً في الظهور؟
– انا غير مقل في الظهور.. ولدي اعمال كثيرة في قناة (النيل الأزرق) وقناة (الشروق) وما تبقى من قنوات ان كانت لديهم الرغبة في اعمالي حبابهم عشرة.
* ومقل في الإنتاج؟
– الفنان في السنة لا يستطيع ان يقدم اكثر من أغنية أو اغنيتين.
* هناك من ينتج اكثر من اليوم؟
– اكثر من اليوم اكيد سوف يكون حشو خالي من المضمون الموسيقى واللحني والنص.. والابداع ليس اي كلام يقدم على انه جديد يجب ان يكون متفرداً بمواصفات معينة تدهش الناس لمجرد سماعها.
* كيف ترى الجيل الجديد من الفنانين الشباب؟
– الجيل الجديد على الاطلاق بعيد كل البعد عن الفن والابداع ودليلي على ذلك ما يقدمونه من اعمال لا ترقى لاي مستوى.. بل استطيع ان اصفها بانها متدنية واللسان يعف عن ذكرها وهذا ما اسمعه باذني في حفلات الافراح.. واي انسان يتمتع بذوق رفيع يطاطئ رأسه خجلاً من سماع ما يردد في الحفلات.
* ألم يلفت نظرك اي فنان منهم؟
– على الاطلاق ولهذه الاسباب لا ارى اي فنان منذ عدة سنين ولم يلفت نظري اي فنان وللأسف هم ظواهر تقع اسباب ظهورهم على عاتق المستمعين بكل اسف يؤكد ان العديد من المستمعين خالون من الذوق وتزيد لدرجة مؤسفة مما جعل هؤلاء يجدون المجال وسطهم لترديد مثل هذه الكلمات.
* لماذا تجنبوا الغناء الشعبي؟
– ليس الفنان الشعبي فحسب فحتى الفن الحديث جانبوه وتوجهوا الى تقديم هذا الشكل الهابط الذي لا يرقى لاي مستوى.
* هل من الممكن ان لا يكون غير معبر عنهم؟
– الفن الشعبي يعبر تماماً والمطمئن اننا لدينا منتدى كل سبت والمفرح ان ضيوفنا اغلبهم من الشباب.. ورغم ان هناك من يمثل الكلمات «الفارغة» إلا اننا لدينا جمهور لا يستهان به من المستمعين.
* اين يقف الفنان الشعبي الآن؟
– مازلنا محل تقدير من الذين يقيمون الفن، الكلمة والصوت واللحن لكن وسط الفوضى بالساحة الفنية اصبحنا قلة.
* يقال ان المبدعين في هذا المجال قلائل؟
– في مجال الفن الشعبي في السابق أو حالياً وحتى في الفن عامة المبدعون قلائل فليس كل من تغنى فنان أو مبدع.. فهناك مبدعون ومن ينضب معينه، وهناك من تراجعوا أو اختفوا وهناك من مات وهو فنان مثل محمد احمد عوض الذي ظل يبدع ويضيف الى ان مات.
* يقال ان هذا النوع من الفن فقد الكثير بعد وفاة مؤسسه فلاح وكذلك عوض جبريل؟
– عوض جبريل كان له دوره واسهاماته الى جانب عدد من الفنانين كان لهم اسهامات واضحة.. ومن اضافوا في مجال الغناء الشعبي يمكن حصرهم فمثلاً محمد احمد عوض وعبدالله الحاج وعبدالله محمد وفضل محمد فضل، وكمال ترباس.. هؤلاء كانت لهم اسهاماتهم الواضحة.. ظهر الكثيرون ولهم اسماءهم المعروفة لكنهم رددوا اغنيات الغير.
* على ذكر كمال ترباس يقال انه آخر عمالقة فن الحقيبة هل تراه كذلك؟
– كل فنان له معجبين ومستمعين ولا يرضون له بديلا وان طلقوا عليه ذلك «فعلى كيفهم» لكن الابداع لا ينحصر في شخص واحد أو فنان واحد.
* هل هناك مجال «للإستماع» الآن فيما يتجه البعض نحو السرعة أو السماع عبر الارجل كما يقال؟
– بمناسبة هذا السؤال ذكرني بمقولة لاخونا الراحل المقيم عثمان حسين قبل وفاته بثلاث شهور كنا بمنزله تناولنا ما يجري في الساحة وكان نقاشاً مستفيضاً حول ما يجري عندما كثر الكلام عن ما يجري، اختصر عثمان حسين الكلام جملتين «اصبح الفن مهنة من لا مهنه له» والمستمعون بكل اسف اصبحوا يستمعوا بارجلهم وليس بآذانهم.
* كيف ترى مستقبل الأغنية الشعبية في ظل هذا التطور والحداثة؟
– مستقبلها باهر جداً ولها مستمعون على مستوى عالٍ من الثقافة والوعي الاكاديمي والثقافي.
-مقاطعة- كيف يكون لها مستقبل باهر وهي تفتقد لتواصل الاجيال ولم نسمع عن شباب يغنون شعبي؟
– الشباب موجودون.
* اين، لماذا لا يراهم الناس؟
– الناس لا تراهم لانهم يريدون «حرامي القلوب تلب»
* هذا غناء شباك رضيتم ام ابيتم؟
– لن نزعل ولن نرضى لكننا نتحسر على ذوق المستمع الذي وصل هذا الحد وهذا تأثيره في المستقبل سوف يكون كبيراً وسوف يؤدي الى تدني السودان كله لان مجتمعاته اصبحت خالية من الثقافة والوعي.
* بسبب عدم تواصل الاجيال هل يمكن انتهاء فن الغناء الشعبي بانتهاء الموجودين؟
– هذه حقيقة.. لذلك من يأتي بعدنا لابد ان يهتم بالاضافة والابداع وإلا سوف يتلاشى هذا الضرب من الغناء.
* قلت لديكم شباب نجوم من هم؟
– لدينا نجوم جدد مثل حسن شرف الدين ومحجوب الكدرو وهؤلاء لهم مستقبل وغيرهم.
* يقال ان اصواتكم لا تظهر إلا مع اقتراب موعد انتخاباتكم ولا توجد اي اضافات على صعيد العمل الفني؟
– تم اختياري رئيساً للإتحاد وما قدمته من اضافة في مجال الفن يشهد عليه كل المستمعين وما قدمته للإتحاد في جانب البناء والتشييد يشهد عليه كل من دخل دار الاتحاد.. إلا ان هناك من سرق الاضواء والمستمع شريك في هذه الجريمة. ومن يتربعون الآن في الساحة ليس لانهم مبدعون أو لان وردي ما فنان أو الجابري أو كابلي أو ترباس ما فنانين وانما لان هذا هو ذوق المستعمين.

الرأي العام

تعليق واحد

  1. يا أبو حنفى

    نحنا العشنا معاك أيام صبانا وأطربتنا ب ( عيون الماس ) و( الزمان للريدة جابنا)

    ياحليل الزمن الجميل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..