الإساءة الى الصادق المهدي..بقصد الدفاع عنه

بسم الله الرحمن الرحيم
الإساءة الى الصادق المهدي..بقصد الدفاع عنه
يظل السيد الصادق المهدي رمزاً سياسياً سودانياً معتبراً مهما اختلفت الآراء حوله..قبل أن يكون رمزاً دينياً يمثل أحد البيتين الطائفيين الكبيرين ..فتاريخياً دخل حقل السياسة عندما كانت إمامة الأنصار بعيدة المنال منه.. ورغم مقتل الإمام الهادي عليه الرحمة في بواكير النظام المايوي..لم تحسم إمامة الأنصار ..حيث كانت مؤجلة بين قائلين بأن الإمام ما زال حياً …وآخرين يؤكدون استشهاده..حتى حسمت بنقل رفاته من الكرمك..وإعادة دفنه مع بقية أئمة طائفته.
وقد كان القول شائعاً عند معارضية ..أنه اهتم بأمر وضع نهاية لقصة الأمام الهادي ..لطمعه في الإمامة..في صراع تنافس مع عمه احمد المهدي.. ولم يتسلم أمر الإمامة بصورة منفردة..إلا في أحد مؤتمرات حزبه بعد عودته باتفاقه مع النظام فيما أسماه عملية تفلحون ..وكانت السياسة حاضرة بقوة ..باعتبار انشقاق ابن عمه القوي حينها مبارك المهدي وتحالفه مع الإنقاذ..ذلك مهما كانت درجة رجحان كفته على الآخرين.
والراجح أن هذا الصراع على الإمامة ..قد فهمه الأنصار على حقيقته الأقرب للمصالح الشخصية والأسرية ..خاصة بعد تنامي مستوى الوعي لدى الأجيال الجديدة من أبناء الأنصار ..لذلك كان موقف الأنصار لافتاً في أكثر من مناسبة.
أولاها عند انقلاب الإنقاذ ..فرغم سيطرة حزب الأمة عبر تصويت الأنصار بكثافة في مناطق النفوذ ..ووجود ما كان يسمى بجيش الأمة ..لم يحرك الأنصار ساكناً..ولم يبلغ بهم الغضب مبلغاً فاعلاً..والنظام يتعمد تشويه صورته .. وطريقة هروبه ..والهيئة التي وجد عليها.
أما الثانية فيمكن تسجيل ردة فعلهم إبان الاعتقال الأخير لإمامهم .. ففي الوقت الذي انتظر فيه المراقبون خروجأً ضخماً في مسيرات الغضب..بصورة تلقائية..إلا أن الأعداد التي شاركت في المظاهرة التي روج لها بقصد الحشد واختيار يوم الجمعة .. كانت بالمئات..
ثم تلاشت في العاصمة مسيرات بالعشرات في الدامر مثلاً.
أما الثالثة فكانت في حضور خطبة الجمعة عقب خروجه..فقد كان الحضور ضخماً..وبرغم وجود تيارات أخرى في المسجد من الساسة..إلا أن حضور الأنصار وحزب الأمة كان الأكبر بطبيعة الحال.. وقد كان الحضور محصوراً في فئتين
من يريدون معرفة الموقف السياسي بعد الخروج من السجن من جهة ..والأنصار الذين يودون أداء الصلاة مع إمامهم.
نخلص من هذا السرد إلى حقيقة مهمة..وهي أن المواقف السياسية للإمام ..تؤثر تأثيراً بلغاً في مدى استجابة الأنصار لإمامهم في المسائل السياسية..فلم تنشأ أجيال جديدة من أنصار الإشارة.. أما القدامى ..فقد أدركوا بأن الصادق .. عندما كان الوادي في يديه ولا يحتاج إلي صيد الغزلان..لم يقم دولة المهدية. فلماذا يبذلون أرواحهم..في سبيل الدنيا ؟
عليه يخطئ كل من يظن أن الأنصار رصيد لا يتأثر بإخفاقات الإمام السياسية..ويخطئ من يهاجمون الآخرين ويتحدثون عن مؤامرات ضد الإمام من الآخرين لاغتيال شخصيته..ويشيرون إلى الأنصار وتاريخهم ..ومدى قدرتهم على قيادة عملية إسقاط النظام بصرف النظر عن ما يراه الناس من إزدواجية مواقف الإمام..
وقد كان لافتاً في هذا الإطار مقالات الاستاذ كباشي النور الصافي الثلاثة الأخيرة ..في الزود عن الإمام..مستخدماً قدراً هائلاً من العنف اللفظي والسهام المطلقة في كل الاتجاهات ..دون هوادة..وآخرها مقاله عن الحزب الشيوعي..
إن رفض انتقاد مكونات المعارضة لمواقف امام الأنصار السياسية بالاعتماد على تحليلات غير دقيقة ..باستخدام مفرط لمفردات التقليل من شأنهم ..في الواقع لا يجمل صورة الإمام
.. بل يسئ إليه .. لأن الإمام..أكثر مقدرة على الدفاع السياسي عن نفسه في مواجهة الأحزاب..بعيداً عن المهاترة..ولا يحتاج إلى التقليل من شأن الآخرين..لإظهار علو شأنه..وعملية التغيير تحتاج إلي جهد جماعي تتضافر فيه كل القوى الحية في المجتمع ..فاليوم شباب حزب الأمة مع شباب قرفنا في مخاطبات..في بحري وشمبات..وهو التصرف الصحيح..فمع ودنا واحترامنا لشخصكم الأخ الأستاذ كباشي..نرى أن كثيراً من سهامك ..أخطأت أهدافها..فلنسمو بالخلاف السياسي وحوار المعارضة ..بدخول الشهر الفضيل…ولندع إلى مراجعة المواقف السياسية الخاطئة ..التي تؤدي الى إطالة عمر النظام من جميع الأطراف..بتطوير الحوار البيني لدى المعارضة…في ظل الاحترام المتبادل. أما شان الإمام والأنصار فهو شأن يخص الكيان…لكن تظل وجهات النظر فيه واردة..لتداخل الإمامة مع رئاسة الحزب.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الغشيم دقو و أعتذر ليهو ! هذا ما يريده كباشي و هو بعيد في حمي الغرب و لو كان قاعد هنا ما بقدر يقول حاجة و كان الجماعة دقوهوا زي ما دقوا الآخرين !

  2. مقال فيه من الموضوعيه لو قسم علي كتابات شوقي بدري وبعض الموتورين من المعلقين لكفانا الرد عليهم. فيا استاذ معمر الرد الذي تراه من منسوبي حزب الامه ومنهم صاحب القلم الرعاف الحبيب كباشي التور علي ترهات البعض وتلفيقاتهم ليست مبعثه الدفاع الاعمي غن حزب الامه وقيادته في مواقفهم السياسيه التي للاخرين الحق في التعليق عليها بموضوعيه في سياقها السياسي عملا بالمقولة الماثوره(راي صواب يحتمل الخطا ورايك خطا يحتمل الصواب) ولكن لو تمعنت ان الذين يهاجمون حزب الامه وقيادته صنفان او اكثر الصنف الاول هو الجداد الالكتروني لطقمة الاخوان المسلمين الفاسده وجهاز امنها وهؤلاء لهم استراتيجيه قديمه متجدده من زمن الرايه والوان فاتيهم الاملس حسين خوجلي.وهي قائمه علي تغبيش الوعي بالتلفيق والكذب الضار حتي يرسخ في ذهن القارئي وقديما الهدف منها الاجهاز علي النظام الديمقراطي وحديثا لتشويه صورة المعارضه الديمقراطيه في شخص حزب الامه وقيادته ليطول ليل حكمهم الفاسد الدموي بعدما مات مشروعهم الحضاري وشيع موت . وصنف اخر من افلام محسوبه علي المعارضه وهو يلعب دور المغفل النافع الذي يخدم استراتيجية الاخوان واعلامهم الكذوب. في اساءته لحزب الامه وقيادته من دون وجه حق وهؤلاء لايرون في حزب الامه خيرا لو تعاضد مع ثوار السودان وقواه الثوريه المعارضه واقتلع نظام الاخوان المسلمين الدموي الفاسد وهؤلاء منهم عواجيز الحانات الذين لم يجددوا نظرتهم للامور بتغير الزمان عايشين علي ضغائن قديمه.
    وصنف ثالث ينتقد رؤية حزب الامه وقيادته بموضوعيه وهو مشفق علي اداء المعارضه الديمقراطيه بمجملها مركزا علي اداء حزب الامه كمكون من مكونات المعارضه الديمقراطيه والثوريه ومنهم منسوبين علي حزب الامه ومنهم من غير منسوبي حزب الامه من الاحزاب الديمقراطيه الراغبين والحارصين علي اسقاط النظام الاخواني الدموي وهؤلاء لايجدون اعتراض او اساءه من ناشطي حزب الامه في النت بل نراهم اضافه تريد البناء وتصحيح المسار كالاساتذه الكبار فتحي الضو والاستاذ صلاح شعيب وهم محل فخرنا واعتزازنا بسودانويتهم ومجابهتهم للطغاه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..