أخبار السودان

البرهان على حتمية صدام حميدتي والبرهان

البرهان على حتمية صدام حميدتي والبرهان

في ختام مقالنا الموسوم “بعيداً عن التسوية، قريباً من الحرب” خلصنا إلى أن واقعة مواجهة عسكرية دموية حتمية سوف تقع بين مليشيا الجيش ومليشيا الدعم السريع عاجلاً ، وقد تتأجل، ربما، في أضعف الإحتمالات ريثما تنضج ترتيبات أي من الطرفين. وقد يستعجل أحد الطرفين تفجير المواجهة.
وطرحنا في نهاية المقال سؤال جوهري، على النحو التالي: “ما هو المآل النهائي، ومحصلة هذا الصراع العسكري بين المليشيتين، أو تحالفهما في مواجهة مشروع الثورة الذي يتخلق الآن في رحم الشوارع والمدن في المشهد السياسي الراهن؟ تلك قصة أخرى نكتبها في المقال التالي. ” وهذا هو المقال التالي.

هنا سأحاول الإجابة على هذا السؤال، وقبل ذلك، معالجة قضيتين هما خطاب البرهان قبل الأخير الموجه كتحذير للحركة الإسلامية وحزبها المؤتمر الوطني، ثم نكوصه عن اتفاقه مع المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير مؤخراً.

والأهم من كل ذلك هو عرض التحليل الرباعي (نقاط القوة، ونقاط الضعف، الفرص والمهددات) بالنسبة للمليشيتين في سياق مواجهة عسكرية.
أولاً نبدأ بخطاب البرهان قبل الأخير الذي حذر فيه الحركة الإسلامية وحزبها المؤتمر الوطني من الإقتراب من القوات المسلحة والرهان عليها لإعادة الإسلاميين للسلطة على أكتافها. وخطابه الأخير بالنكوص عن توقيعه على الاتفاق الاطاري.
هذان الخطابان يمكن قراءتهما في اتجاهين:

الأول هو أن الخطاب الأول موجه للمجتمع الإقليمي، ومن خلاله للمجتمع الدولي الذي يعتمد على تقارير دول المنطقة، خاصة مصر والسعودية اللتان تتوجسان من الوجود التاريخي الكثيف للإسلاميين داخل الجيش السوداني وهو وجود له تنظيمات وارتباطات وولاء مع الحركة الإسلامية، ويشمل هذا الوجود الإسلامي داخل الجيش البرهان نفسه والحلقة المقربة له مثل شمس الدين كباشي، وياسر العطا، وإبراهيم جابر وآخرين، لكن بالنسبة للدول الإقليمية يمكن لها الوثوق بتعهدات البرهان بأنه لن يسمح بعودة الاسلاميين إعتماداً على خلفية مصلحته الشخصية في الإفلات من المساءلة القانونية على الاجرام وعلى مصالحه السياسية بالوجود في السلطة والوصول إلى مصادر الثروة، وينطبق نفس الأمر على زمرته العسكرية.
والاتجاه الثاني هو أنه محاولة لكسب سياسي ولو جزئي من الشارع السوداني المعبأ ضد الإسلاميين، وكخدمة خاصة لقوى الحرية والتغيير، ما يتيح لها أخذ الأنفاس والتصالح مع مواقف الشارع المتشددة، ببناء خطاب يمكن شراءه وابتلاعه لتمرير صفقة التسوية، ويمكن للكثيرين متابعة ردود الفعل والتغذية الراجعة في صفوف معارضي الانقلاب التي رحبت – ولو بحذر – بخطاب البرهان المعادي للإسلاميين..
ويمكن فهم خطاب البرهان أيضاً من وجهة نظر المناورة السياسية العادية، بعيداً عن نظرية المؤامرة، بإعتباره شخص لاعب على الحبلين: أن يرضي المجتمع الأقليمي والدولي، ويسكن مخاوفهم من عودة الإسلاميين من جهة، والاستجابة لمزاج الشارع المعادي للإسلاميين من جهة أخرى، وأن يتعامل مع الإسلاميين من جهة ثالثة عبر رسائل واتصالات مباشرة بأنه لن يمس مواقعهم في الدولة أو في الشارع، ويمكن لمثل هذه المناورة أن تتيح فرصة للبرهان وللاسلاميين التنابذ بالألقاب والتصريحات المضادة في الإعلام فقط دون الولوج إلى مفاصلة حقيقية على الأرض. والسبب في ذلك أن البرهان والإسلاميين ليس لهم من ظهير أو حاضنة غير بعضهم لبعض ،فبقايا المؤتمر الوطني ظهير للبرهان، والجيش ظهير للاسلاميين، في سياق الصراع مع قوى الحرية والتغيير أو مع الشارع الجذري، أو قوات الدعم السريع. وفي مقابل ذلك، لو كان البرهان جاداً في نواياه، فلم يكن في حاجة للكلام بل للفعل، كأن يقوم مثلاً بإعتقال رموز الإسلاميين الذين زحموا الشوارع وضايقوا الثوار، وأثاروا مخاوف المجتمع الإقليمي والدولي مؤخراً، مثل على كرتي، وأنس عمر ، وإبراهيم أحمد عمر ، ومحمد على الجزولي، والناجي عبد الله وغيرهم، وأن يصدر قوائم بإحالة مئات ضباط الجيش من الإسلاميين للتقاعد، فيصدقه الناس في السودان وفي الإقليم وفي العالم. وكما قال الراحل الخاتم عدلان: إذا لم يجر الدم بين الإسلاميين، فإن أي مفاصلة بينهم لا قيمة لها.
والاتجاه الثاني هو التملص المفاجئ للبرهان، ولشمس الدين كباشي من الاتفاق الإطاري مع المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، ومن الواضح أن هذا بذرة صراع مع قوات الدعم السريع التي تبنى قائدها حميدتي الاتفاق الاطاري كملجأ سياسي أخير يوفر له ما عجز عن توفيره بجهوده عبر السنوات الماضية في بناء حاضنة سياسية من الإدارات الأهلية ورجال الصوفية والانتهازيين من كل صنف. بذرة الصراع هذه تلخص المشروع السياسي للبرهان وزمرته في مليشيا الجيش الساعية للسيطرة على السلطة السياسية بدعم من مصر، ومن بعض القوى الغربية المتوجسة من مشروع طموحات حميدتي المتحالف مع روسيا والواقع في نفوذها في غرب وشرق افريقيا.
لكن السؤال المهم هو لماذا لابد، وحتماً أن يتصارع الرجلان عسكرياً بدلاً عن أن يتحالفا؟ لقد شعر كل منهما أن موجة الثورة التي كانت تهددهما معاً قد ضعفت، وأن لكليهما مصالح أمنية ومالية وسلطوية، لكن نظر كل منهما بطريقة مختلفة للنجاة من المحاسبة، والوصول للسلطة والثروة بحسب تحالفاته الداخلية والخارجية، وأن أحدهما لابد أن يضحي بالآخر لتحقيق مكاسبه ولهذا ستقع الواقعة بينهما، ويمكن تلخيص الوضع على الأساس التالي:
هنالك مشروعان سياسيان يتصارعان على السلطة في السودان، يتجاهلان الشعب وقواه الحية كلية، لجان المقاومة وقوى التغيير الجذري، يتصارعان على استقطاب المجلس المركزي والكتلة الديمقراطية،.
ففي حين تحالف حميدتي مع المجلس المركزي، أجبرت مصر البرهان على تبني الكتلة الديمقراطية، ودفعته وزمرته العسكرية للتنصل عن الاتفاق الاطاري وربما أغرته بتوفير إسناد غربي له لو نجح في أزاحة الدعم السريع من المشهد السياسي في السودان . هل هذا هو كل الأمر؟ لا، بل نزل الصراع إلى أرض الواقع، فوقعت أحداث عسكرية في مناطق واسعة من دارفور، وفي الحدود الغربية للسودان مع دولتي تشاد وإفريقيا الوسطى حيث لحميدتي مشروعات سياسة خاصة في الدولتين، فهو ظهير لحكومة فوستان أرشانج في أفريقيا الوسطى ضد معارضيها، وساعي لتغيير سلطة محمد كاكا ديبي في تشاد لتنصيب حكم موالي له. أهمية غرب إفريقيا لحمدتي هو بناء خلفية داعمة له في الصراع على السلطة في الخرطوم، بحيث تكون ثلاث حكومات في النيجر وتشاد وافريقيا الوسطى تضع إمكاناتها البشرية والعسكرية تحت يديه. هذا المشروع تدعمه وتتبناه روسيا التي تصارع فرنسا وأميركا في غرب إفريقيا من أجل النفوذ على الموارد والسيطرة السياسية.
في مقابل هذا المشروع، هنالك مشروع البرهان، وهو مجرد وكيل في هذا المشروع، عرابه دولة مصر ومن ورائها أوربا وأميركا التي انتبهت لنشاطات روسيا في إفريقيا، فدفعت البرهان للتصدي له. إذن كيف يمكن تصور مسار الصراع بين المشروعين؟
أعتقد أن المشروعين في تضاد متنافي، ولا يمكن التعايش بينهما، ولابد من الصدام العسكري الحتمي بين المشروعين، ولكن كيف يمكن أن تسير الأمور؟
أولاً: سوف يسعى البرهان وزمرته العسكرية على خلق توترات عسكرية في دارفور وفي الحدود الغربية مع تشاد وإفريقيا الوسطى، ما يدفع حميدتي بالزج بقواته في تلك المناطق لتتعرض لإبادة من قبل مكونات عسكرية محلية أرضية وضربات جوية مصرية وفرنسية بعد جره للصحراء لأنه حصن قواته بوضع الجسم الرئيسي لها داخل المدن السودانية فينتهي كزعيم بلا قوات، فيتم وضعه خارج المشهد . فهل سيقع حميدتي في هذا الفخ؟
ثانياً: سوف يحاول البرهان ومن ورائه مصر إغتيال حميدتي وأخيه عبد الرحيم في عملية نوعية استخباراتية لوضعه خارج المشهد.
لكن ما هي تداعيات مثل هذه المناورات؟
لن يزج حميدتي بالجسم الرئيسي لقواته إلى الصحراء مهما كان الأمر والخسائر، فهو يعرف تفوق الطيران العسكري السوداني والمصري والفرنسي إذا كشف قواته في الصحراء، لكن يمكن له أن يقوم بمناورة خطرة بتدبير انقلابات أو حرب أهلية في تشاد مثلاً.
وفي خصوص محاولة إغتياله، فإنها مغامرة غير مأمونة، فإذا فشلت المحاولة في قتله أو نجحت فإن نتيجتين سوف تتحصلان مباشرة:
أ‌. ففي حالة فشل قتله سوف تحترق الخرطوم بصدام مسلح بين الدعم السريع والجيش السوداني مباشرة وستكون خسائره المدنية كبيرة جداً.
ب‌. وإذا نجحت محاولة قتله، فإن الكارثة أكبر في حالة نجاة عبد الرحيم من المحاولة فالخسائر هي نفسها.
ت‌. وماذا إذا قتل الأخوين في محاولة ما؟ ولا أظن أنهما يجتمعان في مكان واحد ما يسهل هذه المهمة، لكن إذا تمت هذه المحاولة، فسوف تتفرق قوات الدعم السريع، لكن لن تذوب كفص ملح، بل ستتوزع على المدن والطرقات وتتحول إلى عصابات تسوم الناس العذاب وتحتل كتائب منها مدن أو قرى، وسيسيطر جزء منها على طرق السفر وعلى أرياف واسعة لمدى زمني غير وجيز قبل وضع نهاية لها في البلاد.
التحليل الرباعي لقدرات المليشيتين (نقاط القوة ونقاط الضعف، والفرص والمهددات)

نقاط قوة الدعم السريع:
أ‌. الولاء المطلق لقوات الدعم السريع لقيادتها حميدتي وأخيه عبدالرحيم وتماسكها بما لا يهدد بإنشقاق فيها طالما كانت قيادتها على قيد الحياة.
ب‌. التفوق العددي للقوات المقاتلة التي تفوق الأعداد العسكرية لمليشيا الجيش بما فيها التجنيد من خارج الحدود.
ت‌. بناء قدرات قتالية نوعية بما فيها المدفعية والدبابات ومقاتلات الهاليكوبترات
ث‌. المناورة الذكية بإدخال الجسم الرئيسي لقوات الدعم السريع داخل المدن وخاصة الخرطوم بما حيد تفوق سلاح الطيران الذي كان في يد مليشيا الجيش.
ج‌. المناورة الذكية التي فرض بموجبها الدعم السريع سيطرته على مطار وادي سيدنا الحربي بما يمنع تحرك أو طيران أي طائرة دون إذن أو تزويدها بذخائر أو قنابل دون إذن من الدعم السريع.
ح‌. حراسة ومراقبة سلاح المدرعات لتحييدها من أي مساهمة في العمل العسكري داخل الخرطوم.
خ‌. الوجود في داخل المدن بما يحيد كفاءة الطيران والمدفعية والمدرعات ضد هذه القوات ويهدد حياة المدنيين في المدن عند إندلاع مواجهات مسلحة.
د‌. بناء تحالفات حكومية في غرب إفريقيا في دول تشاد والنيجر وإفريقيا الوسطى تتبناها دولة روسيا في مواجهة مع الغرب.
ذ‌. القدرة على استقطاب مكونات عسكرية مركزية أو إقليمية من مليشيا الجيش بالمال أو بغيره في حال استمرار القتال لفترة طويلة وإحداث شرخ في مليشيا الجيش، وعدم قدرة الجيش لفعل العكس.
ر‌. تبني موقف دولي من روسيا وبعض حلفائها لإسناد هذا المشروع.
نقاط الضعف عند الدعم السريع:
أ‌. الولاء المبني على شخصيتي حميدتي وعبدالرحيم، وزمرة القيادة، وفي حالة إختفائها عن المشهد بالقتل أو الإعتقال سيتعرض الدعم السريع للتشتيت في أقاليم السودان، ومن بعده تصفيته بعد زمن طويل.
ب‌. إمكانية جر الدعم السريع لمواجهات عسكرية في الصحراء في دارفور أو في الحدود مع تشاد أو إفريقيا الوسطى ما يتيح للطيران المصري والفرنسي تفوقاً في تدمير قوات الدعم السريع.
ت‌. إضطرار قوات الدعم السريع للخروج من المدن لطوارئ العمليات المستفزة لها في الأقاليم فتتعرض لقصف الطائرات.
ث‌. معاداة مصر والدول الغربية لمشروع الدعم السريع السياسي وبناء قوى داخلية من الكتلة الديمقراطية، وخارجية من الغرب وامريكا لإسناد مشروع البرهان للسيطرة على السلطة.
ج‌. احتمال فرض عقوبات دولية على قيادة الدعم السريع وشركاته واستثماراته وتعاملاته المالية الإقليمية والدولية.
ح‌. احتمال حرمان الدعم السريع من شراء واستيراد الأسلحة جراء عقوبات دولية ملزمة.
خ‌. فقدان الدعم السريع لأي دعم سياسي داخلي مركزي في معركة عسكرية ضد مليشيا الجيش
د‌. الحصار الدولي المتوقع لسلطة الدعم السريع إذا انتصر على مليشيا الجيش أو أثناء معاركه معها.
الفرص المتاحة للدعم السريع:
أ‌. فرصة التجنيد المتزايد والتسليح بما يتيح التفوق العددي والنوعي على مليشيا الجيش.
ب‌. فرصة بناء رافعة سياسية داخلية ريفية قبلية في مواجهة مشروع البرهان ومليشيا الجيش.
ت‌. فرصة السيطرة العسكرية على مساحات واسعة من البلاد عند وقوع المواجهة العسكرية مع مليشيا الجيش وتقاسم النفوذ على البلاد.
ث‌. فرصة استقطاب وتحالف مليشيات الحركات المسلحة مع الدعم السريع ضد مليشيا الجيش السوداني.
ج‌. فرص شق صفوف مليشيا الجيش من القاعدة عبر الولاءات القبلية والمناطقية ومن قوام الضباط عبر الإغراءات المالية.
ح‌. فرصة بناء تحالفات إقليمية إفريقية في غرب وشرق إفريقيا في النيجر وتشاد وإفريقيا الوسطى وإثيوبيا.
خ‌. فرصة دعم إماراتي روسي في مواجهة الحلف المصري الأمريكي.
المهددات:
أ‌. موقف دولي مناوئ للدعم السريع في المواجهة مع مليشيا الجيش، ما يفرض قرارات وعقوبات في مواجهة مشروع الدعم السريع السياسي.
ب‌. موقف إقليمي يفرضه المجتمع الدولي على دول الإقليم لمحاصرة مشروع الدعم السريع في معركته العسكرية في السودان.
ت‌. إلتفاف شعبي واسع مساند لمليشيا الجيش بإعتبارها الجيش الوطني السوداني.
ث‌. استقطاب وتحالف مليشيات الحركات المسلحة مع مليشيا الجيش السوداني.

نقاط قوة مليشيا الجيش:
أ‌. التفوق النوعي للتنظيم والتخطيط الاستراتيجي والتكتيكي والتدريب والتمويل والامداد والتسليح بخبرة تاريخية.
ب‌. فرصة تنفيذ عملية نوعية بإغتيال قيادة الدعم السريع وعزل القوات من قيادتها ومن ثم مواجهتها عسكرياً.
ت‌. إمتلاك أسلحة نوعية متفوقة كالطيران والمدفعية والمدرعات إذا سمحت لها الظروف باستخدامها خارج المدن.
ث‌. فرصة استخدام طيران أجنبي لضرب قوات الدعم السريع إذا لم تتمكن من استخدام الطيران الحربي السوداني.
ج‌. المناورة الذكية بإدخال عناصر استخباراتية وعناصر إسلامية ملتزمة في صفوف الدعم السريع ما يربك قرارات الدعم السريع وربما يبطل بعض من التحركات المهمة.
ح‌. إلتفاف شعبي واسع خلف مليشيا الجيش بإعتبارها الجيش الوطني السوداني ضد الدعم السريع.
خ‌. فرصة استقطاب وتحالف مليشيات الحركات المسلحة مع مليشيا الجيش ضد الدعم السريع.
د‌. بناء تحالفات حكومية بتغيير الحكومات في غرب إفريقيا في دول تشاد والنيجر وإفريقيا الوسطى تتبناها أميركا وأوروبا في مواجهة مع روسيا.
ذ‌. تبني موقف دولي من الولايات المتحدة وأوروبا وبعض الحلفاء الإقليميين لإسناد هذا المشروع.
نقاط الضعف عند مليشيا الجيش:
أ‌. الولاء ليس مبني على شخصية محددة، بل يمكن صعود قائد في أي لحظة ومن ثم تتغيير التوجهات.
ب‌. صعوبة إخراج قوات الدعم السريع من المدن لطوارئ العمليات المستفزة لها في الأقاليم حتى تتعرض لقصف الطائرات.
ت‌. ضعف مصر والدول الغربية على فرض مشروع سياسي وبناء قوى داخلية من الكتلة الديمقراطية، وخارجية من الغرب وامريكا لإسناد مشروع البرهان للسيطرة على السلطة.
ذ‌. احتمال فرض عقوبات دولية على قيادة مليشيا الجيش وشركاته واستثماراته وتعاملاته المالية الإقليمية والدولية.
ر‌. احتمال حرمان مليشيا الجيش من شراء واستيراد الأسلحة جراء عقوبات دولية ملزمة.
ز‌. فقدان مليشيا الجيش لأي دعم سياسي داخلي مركزي أو ريفي في معركة عسكرية ضد مليشيا الدعم السريع باستثناء المؤتمر الوطني.
س‌. الحصار الدولي المتوقع لسلطة مليشيا الجيش إذا انتصر على مليشيا الدعم السريع أو أثناء معاركه معها بسبب الانتهاكات والجرائم المتوقعة.
الفرص المتاحة لمليشيا الجيش:
د‌. فرصة التسليح المتزايد من الحلفاء بما يعوض التفوق العددي على مليشيا الدعم السريع.
ذ‌. فرصة بناء رافعة سياسية داخلية مركزية من الفلول وبقايا المؤتمر الوطني في مواجهة مشروع مليشيا الدعم السريع.
ر‌. فرصة السيطرة العسكرية على مساحات واسعة من البلاد عند وقوع المواجهة العسكرية مع مليشيا الدعم السريع وتقاسم النفوذ على البلاد.
ز‌. فرصة استقطاب وتحالف مليشيات الحركات المسلحة مع مليشيا الجيش السوداني ضد مليشيا الدعم السريع.
س‌. فرصة تكوين مليشيات عنصرية مناطقية تساند مليشيا الجيش في معاركه.
ش‌. فرصة بناء تحالفات إقليمية إفريقية في مصر وتشاد والسعودية.
ص‌. فرصة دعم مصري أمريكي في مواجهة الحلف الاماراتي الروسي قد يصل إلى التدخل الإقليمي أو الدولي.
المهددات:
ث‌. موقف دولي مناوئ لمليشيا الجيش في المواجهة مع مليشيا الدعم السريع عند وقوع جرائم حرب وانتهاكات، ما يفرض قرارات وعقوبات في مواجهة مشروع مليشيا الجيش السياسي.
ج‌. موقف إقليمي يفرضه المجتمع الدولي على دول الإقليم لمحاصرة مشروع مليشيا الجيش في معركته العسكرية في السودان في مواجهة مشروع التحول الديمقراطي.
ح‌. إلتفاف شعبي ريفي واسع مساند لمليشيا الدعم السريع بإعتبارها ممثل لمهمشي وسكان الريف السوداني في مقابل مليشيا الجيش.
خ‌. استقطاب وتحالف مليشيات الحركات المسلحة مع مليشيا الدعم السريع.
وفي ضوء التحليل الرباعي للمليشيتين، أرى أن مليشيا الدعم السريع لها ميزات تفوق مليشيا الجيش، وأنها عند الانفجار ستكون لها الغلبة خاصة إذا طال أمد الحرب لان لها قدرة على شق صفوف مليشيا الجيش من قاعدتها بالولاءات القبلية، ومن صفوف ضباطها بالإغراءات المالية، ولكن فرصة مليشيا الجيش في الانتصار ستكون في عنصرين فقط، التخلص من قيادة الدعم السريع أو في التدخل الخارجي الإقليمي أو الدولي. وفي كل الحالات فشعب السودان هو الضحية التي تدفع ثمن صراع الجبابرة.
ثم ماذا عن أمر ثورة الشعب وقواه الحية في لجان المقاومة وقوى التغيير الجذري؟
من المؤكد أن الصراع العسكري بين المليشيتين إذا انفجر فهو أكبر ضربة يوجهها التاريخ لثورة ديسمبر العظيمة، لأن الشعب وشبابه وكنداكاته وطموحاتهم في الحرية والسلام والعدالة عبر السلمية سوف يوضعون على رف التاريخ لأمد غير قصير.

جودة قادم

‫4 تعليقات

  1. العملتو بيدك بغلب اجاويدك

    المال.. المال… المال.. كما يصنع فعدمه يحطم

    1/
    اذا كانت هناك اموال من الدوله السودانيه تقلل تدريجا حتي توقف…

    2/ايقاف مصادر التمويل والاستثمارات

    3/فتح باب التجنيد لاستيعاب اكبر كميه من الراغبين في التجنيد بامتيازات تفوق الدعم السريع

    المال هو مربط الفرس… (الكاش بقلل النقاش) كما يقال في العاميه

  2. مع احترامي لتحليلاتك، لكن أقول أن ما قلته يمكن أن يصدق في أي بلد غير السودان. في السودان تتم التصفية دائماً بإنقلاب عسكري واعتقال المناوئين ووضعهم في كوبر. لدينا احتمالين فقط. الأول أنقلاب عسكري يقوم به حميدتي بمساعدة من قادة الجيش واعتقال البرهان وكباشي وآخرين. والثاني أن يقوم قادة في الجيش بالانقلاب على البرهان واعتقاله ووضعه مع قياداته في السجن. من الواضح أن البرهان وحميدتي لن يستمرا معاً. حميدتي يعمل على تجنب المواجهة بدعم الاطاري والانتقال المدني. والبرهان يريد أن يجرد حميدتي من قواته بدمجها في الجيش حتى يسهل التخلص منه ويمسك بكامل السلطة. السيناريو الثالث أن يتم تسليم الحكومة للمدنيين وإصلاح القوات الأمنية وهذا مستبعد. هذا والله أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..