مقالات سياسية

اليوم أكملت لكم إنقاذكم .. !ا

اليوم أكملت لكم إنقاذكم .. !!

سيف الحق حسن
[email][email protected][/email]

من أدب الإنقاذ هو الإستجابة السريعة لصيحات المستغيث في حينها ومدى كفاءته تتبين بإتمام العملية بالطريقة الصحيحة والسرعة المطلوبة وتكللها بالنجاح الكامل. فإذا السرعة هى من الضروريات الأساسية فى عملية الإنقاذ.

أما إذا كان أساسا ليس هنالك من مستغيث، فإما أن تكون هذه العملية عملية تمثيل (Demonstration) أو عرض ينتهى سريعا أو أن تكون المسألة مجرد تحشر وإدخال أنف أو (تشوبر). أو يمكن أن تكون خدعة أو كذبة أو كاميرا خفية. سموها أنتم.
فإذا زادت كذبة الإنقاذ أو كل هذا السخف الإنقاذى عن مدته فيكون قد أصبح هزار بايخ وثقيل. فرجل الإنقاذ يأتى لينقذ الضحية وليس لكى يجلس على صدرها. فكل شئ يزيد على حده ينقلب ضده. ألم ينقلب الأمر الآن إلى مجرد إستهبال وضحك على الدقون وثقل دم وتخانة جلود … الخ !.
بل وأكثر فقد تحور كل الأمر فى النهاية إلى جريمة، وجريمة كبرى. فهذا الإنقاذ المزعوم والمشئوم إستهدف مجموعة من الناس و مجتمع و وطن بأكمله. بالضبط هذا ما حدث. فقد أصبحت الإنقاذ جريمة بأفعالها الآثمة الشريرة من تقتيل وإرهاب وإغتصاب وتشريد وتمزيق وتفريق وتزييف وفساد وإفساد وكل أنواع القبح المجتمعى والأخلاق المنحطة. جبايات فى كل مكان. فساد وإفساد ليس له اول ولا اخر. حروب فى مختلف الجبهات.
ثم فتطور الأمر الآن إلى فتنة. فتنة فى الدين بإقحام الدين القيم وخلطه بالأفعال القبيحة من إستكبار وإستعلاء وإستقواء بالإرهابيين. فتنة فى المجتمع بإحياء النعرات العرقية والعصبية والقبلية والجهوية. فتنة بين المواطنين بتقسيم المواطنين إلى وطنيين (موتوريين) ومرجفين ومتخاذلين وخائنين وطوابير خامسة وسادسة وسابعة.

فالمنقذ يا سادتى كذاب وهى المصيبة الكبرى. بدأ الكذب عندما قفز على السلطة الشرعية كالحرامى ليلا وليست هذه أخلاق المنقذين. بدأ الكذب وعلي الملأ بتاريخ 30 يونيو 1989 في بيانه العسكري رقم (1). حيث قال: “اليوم يخاطبكم أبناؤكم في القوات المسلحة وهم الذين أدوا قسم الجندية الشرفية أن لا يفرطوا في شبر من ارض الوطن وان يصونوا عزتهم وكرامتهم وان يحافظوا علي البلاد سكانها واستقلالها المجيد وقد تحركت قواتكم المسلحة اليوم لإنقاذ بلادنا العزيزة من أيدي الخونة والمفسدين لا طمعا في مكاسب السلطة بل تلبية لنداء الواجب الوطني الأكبر في إيقاف التدهور المدمر ولصون الوحدة الوطنية في الفتنة والسياسة وتامين الوطن وانهيار كيانه وتمزق أرضه ومن اجل إبعاد المواطنين من الخوف والتشرد والجوع والشقاء والمرض”. قولوا واحد.

وكذب وتحرى الكذب عندما اخفي حقيقة اتفاقه مع شيخه بتأكيد مقولته: أنا سأذهب للسجن حبيساً، وأنت تذهب إلى القصر رئيساً. وبعدها تبنت حقيقة هذه الكذبة أن الانقلاب تم بتخطيط من حزب الجبهة القومية الإسلامية بمجموعة 15 ضابطاً زرعت في الجيش لتلك المهمة التآمرية القذرة. فقد قال الكذاب لجريدة (القوات المسلحة) بتاريخ الاثنيـن 3 يوليو 1989 : (إننــي لا انتـمي إلي أي حـزب ديني او غيـر ديــني، ونـحن كـضباط ننتـمي للقوات المسـلحة فقـط لان الانتمـاء ليـس من طـــــبـــعـــنا كعســكـريـيـن. وقال إنـني حـتي في مـرحلة الثانوي لـم انتـمي إلي أية جـهة سيـاسيـة)!!.

وتوالى الكذب والنفاق ولم يطرف لهم جفن. كذب بإسم الدين وحنث به وإتخاذه مطية بالمبررات الفقيه التى ابتدروها ويقتاتون على إثمها. كذبوا وتحروا الكذب حتى كتبوا عند الشعب كذابون. ومتى ستتنتهى هذه الإنقاذ: الكذبة الكبيرة الله أعلم! لا ندرى!. فهاهى هجيليج إستثمرها التجار خير إستثمار فى الخداع.

لقد ظللنا ننتظر بصبر مكوث هذا المنقذ العظيم بظلمه و بالبلاوى على صدورنا وإستحماله بثبات بتفريغ غازاته السامة و روائحه النتنة فى أنوفنا 23 عاما ونرجوه فقط أن يقول لنا: اليوم أكملت لكم إنقاذكم. فقد قلتم أنكم جئتم لتقيموا الدولة الرسالية فأما كفى فشلا. قولوها كما قالها الحبيب صل الله عليه وآله وسلم.

إنهم يخفون الحقيقة ويسجنون الحرية. و لا نستطيع الوصول إلى الحقيقة بغير الحرية. فإذا حجبت الحرية تحجب الحقيقة معها. فمحتكرو الحقيقة يبررون لأنفسهم الخداع والكذب ويحرِّمونهما على خصومهم. لأن الإنسان عندما يتوهم أنه يحتكر الصواب يعتقد أن الوصول إلى غايته يبرر له ارتكاب كل الخطايا.

وأظن وليس كل الظن إثم أن لأول مرة فى التاريخ يترجى المستغيث المنقذ “المزيف طبعا” لكى يرحل. فرجاءا ارحمونا برحيلكم فما عدنا نقوى على تحمل هذا الإنقاذ. قولوها….

ولكن يبدو أن ذلك بعيد المنال. فكلما نقول أنها شارفت وقاربت على الإنتهاء نجدها تنفخ فيها روح جديدة من الخبث والمكر والخداع والغش والإستهبال والفتنة النتنة لكى يفرقوا ويسودوا. كيف لا وملامح المنقذ ظاهرة. فروحه روح الترابى وعقله عقل على عثمان وقلبه قلب الطيب مصطفى ولسانه لسان نافع، وكل ذلك مجتمع في جسد وشخص واحد وهو البشير.

لن يقولوها أبدا بما كسبت أيديهم وبما قدموا لنا. فأحيي جماهير المناصير وكل الثائرين والمنتفضين والقائلين كلمة الحق فى وجه المنقذ الطاغى الظالم. أحيى الذين لايسكتون على الظلم وينصرون إخوانهم المظلومين. وأحيي جماهير ود النيل التي إنتفضت بالأمس وخرجت إحتجاجا على محليتها. فيبدوا ان هذا هو الأسلوب الوحيد الناجح لتخليصنا وإنقاذنا من هذا الإنقاذ المزيف المفترى على كلمة الإنقاذ. والطريقة الناجعة والسبيل الوحيد للتغلب على ظلم وإستبداد وقمع وقهر وكسر قوة عين مسيلمة.

تعليق واحد

  1. أحيى الذين لايسكتون على الظلم وينصرون إخوانهم المظلومين. وأحيي جماهير ود النيل التي إنتفضت بالأمس وخرجت إحتجاجا على محليتها. فيبدوا ان هذا هو الأسلوب الوحيد الناجح لتخليصنا وإنقاذنا من هذا الإنقاذ المزيف المفترى على كلمة الإنقاذ. والطريقة الناجعة والسبيل الوحيد للتغلب على ظلم وإستبداد وقمع وقهر وكسر قوة عين مسيلمة.
    ولا ننس أن نحيي أهلنا في دارفور وجنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان وأهلنا في المناصير

  2. نهاية خنازير الاخوان المسلمين ستكون ثورات الهامش وحريق الاطراف .. وقد بدأت. وسلاطين الاخوان ينامون فى قصور الخرطوم المبرده بكهرباء سد المناصير .. بدا الحريق .. احرقوا جيوبهم وقلوبهم ..

  3. العزيز سيف خلاصة القول لن يترجل القوم عن صدر الشعب طواعية مامن لص يسرق ثم يعيد المسروقات
    وطريق الخلاص واضح بات يراه حتى الاعشى أما انتظار جدو الذي لا ياتي فلن يقودنا الى الى البوار ومزيد من التشظي والانكسار رص الصفوف وتسويتهاوحشدهافي وجه الطغمة من تمام النضال استوى وانهضوا لنضالكم يرحمكم وينصركم الله …. اشكرك ياخي على حسن المقال

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..