بعد 28 عاما (إنقاذ) !!

مناظير- زهير السراج

* ثمانية وعشرون سنة عجاف ساد فيها الفساد والدمار والضياع، كانت هى محصلة حكم (الاخوان المسلمين) أو كما أطلقوا عليها (ثورة الانقاذ الوطنى) ، التى ادعت انها استولت على السلطة لانقاذ البلاد، فدمرتها ونهبتها وسرقت عمرنا وحولتنا الى اشباح!!

* زعمت (الانقاذ) فى خطابها الاول للجماهير الذى تلاه العميد (عمر البشير)، انها جاءت من اجل ?صون الارض والعيش الكريم والاستقرار السياسى”، فماذا حدث؟!

* انفصل الجنوب وذهبت حلايب وضاعت الفشقة، واشتعلت الحرب الاهلية بدارفور وكردفان والنيل الازرق، وسادت القبلية، وماتت كل المشاريع الكبرى وانهار الاقتصاد، واستشرى الفساد وافتقر المواطن، فأين الانقاذ الذى جاءت من اجله (الانقاذ) ؟!

* جاء فى بيان (الانقاذ)، “إن الحكومات و الأحزاب السياسية فشلت في تجهيز القوات المسلحة في مواجهة التمرد، وتحقيق السلام”، فهل نجحت هى فى تجهيز القوات المسلحة، أم دمرتها واستعاضت عنها بمليشيات قبلية تهدد النسيج الاجتماعى والامن والسلام وتنبئ باشتعال حرب قبلية لا تبقى ولا تذر، وهل هزمت (الانقاذ) التمرد أم تنازلت له عن (ثلث الوطن) لتحقيق مشيئة الاجنبى وضمان بقائها فى الحكم، وهل تحقق السلام مع الدولة الجديدة التى نزعت من لحمنا، أم إستمر سيلان الدماء وظهرت حركات تمرد جديدة بسبب الظلم والغبن والجبروت الفاسد؟!

* قالت (الانقاذ)، “إن الوضع الاقتصادي تدهور، وفشلت السياسات الرعناء فى ايقافه، ولم يتحقق أي قدر من التنمية، وزادت حدة التضخم وارتفعت الأسعار بصورة لم يسبق لها مثيل، واستحال علي المواطنين الحصول علي ضرورياتهم، وعاشوا علي حافة المجاعة، وانهارت المؤسسات العامة والخدمات الصحية والتعليمية وتعطل الإنتاج، وبدلا من من ان تتحول بلادنا الى سلة غذاء العالم، كما كنا نطمع، أصبحنا امة متسولة تستجدي غذاءها وضرورياتها من خارج الحدود، وانشغل المسئولون بجمع المال الحرام حتى عم الفساد كل مرافق الدولة، وكل هذا مع استشراء التهريب والسوق الأسود مما جعل الطبقات الاجتماعية من الطفيليين تزداد ثراء يوم بعد يوم، بسبب فساد المسئولين وتهاونهم في ضبط الحياة والنظم”!

* ونتساءل: وماذا حدث للسودان والاقتصاد السودانى بعد ثمان وعشرين عاما من انفراد (الانقاذ) بالحكم، ويكفى للاجابة الاشارة الى قيمة الجنيه السودانى، التى كانت تعادل (1 / 12) من الدولار الامريكى وقتذاك، بينما تدنت قيمته حتى وصلت الآن الى ( 1/ 19000)، وكلنا نذكر ونسخر من حديث أحد قادة (الانقاذ) عند قيامها العقيد صلاح كرار، “لولا قيام ثورة الانقاذ لصار سعر الدولار عشرين جنيها”، بينما بلغ سعره الآن (يا صلاح) (عشرين ألف جنيه سودانى)، وقس على ذلك قيمة الحياة فى السودان، فاين الانقاذ الذى جاءت من أجله (الانقاذ)؟!

* أين المشاريع والبنية التحتية الضخمة التى وجدتها الانقاذ وماذا فعلت بها، وعلى سبيل المثال، مشروع الجزيرة والسكة حديد، والخطوط البحرية السودانية، والخطوط الجوية السودانية، والنقل النهرى، والنقل الميكانيكى، ومصانع الغزل والنسيج والزيوت…إلخ، وهل حافظت الانقاذ عليها وضاعفتها أم أضاعتها، وهل تحققت التنمية والاكتفاء الذاتى، وتحولنا الى سلة غذاء العالم، أم تحولنا الى شحاتين على موائد الشيوخ، أعطونا أو منعونا، أو حولونا الى مرتزقة حروب، وأرغمونا على خوض الحرب نيابة عنهم مقابل الفتات؟!

* تحدث (الانقاذ) فى بيانها الاول، عن الديمقراطية المزيفة، ومؤسسات الحكم الرسمية الدستورية الفاشلة، وإرادة المواطنين التى تم تزييفها، وتشريد الموظفين تحت مظلة (الصالح العام، وانهيار الخدمة المدنية، وفساد المسؤولين ورئيس الوزراء الذى كثر كلامه وضاعت مصداقيته، فماذا كانت النتيجة بعد 28 عاما من حكم (الانقاذ)، غير الدكتاتورية والقهر، وانهيار الدولة، وسلسلة الاكاذيب الطويلة، وعرض أراضى السودان للبيع فى سوق النخاسة العالمية لسداد القروض المنهوبة، وتحول البلاد الى ضيعة خاصة للحكام يتصرفون فيها كما يحلو لهم، والافلاس الكامل للدولة رغم مليارات الدولارات من عوائد البترول والذهب التى تحولت الى ارصدة وقصور فى الداخل والخارج مملوكة لسدنة (الانقاذ)، بينما بقية الشعب اما جائع او ضائع او هارب بحثا عن وطن بديل، فأين الانقاذ الذى جاءت من أجله (الانقاذ)؟!

* تحدثت (الانقاذ) عن “إهمال الحكومات المتعاقبة للأقاليم، وافتقارها وتخلفها وانفراط عقد الامن فيها، حتى لجأ مواطنوها إلي تكوين المليشيات لحماية أنفسهم”، فماذا حدث للأقاليم بعد 28 عاما إنقاذ، هل تطورت واستقر مواطنوها، أم تحول جلهم الى نازحين أو لاجئين أو أصحاب مهن هامشية فى الخرطوم أو متمردين، أما عن المليشيات، فيكفى ما نراه ونسمعه ونعايشه عن المليشيات التى صارت الحاكم الفعلى للبلاد!!

* ثمان وعشرون سنة مرت منذ استيلاء (نظام الاخوان المسلمين) على السلطة فى البلاد، فقدت فيها البلاد كل شئ، الجغرافيا والتاريخ والسياسة والسيادة والكرامة والاقتصاد، وصارت مجرد حطام، وتحول مواطنوها الى اشباه اشباح، فاين هو الانقاذ الذى جاءت من اجله (الانقاذ)؟!

الجريدة

تعليق واحد

  1. (( قالت (الانقاذ)، “إن الوضع الاقتصادي تدهور، وفشلت السياسات الرعناء فى ايقافه، ولم يتحقق أي قدر من التنمية، وزادت حدة التضخم وارتفعت الأسعار بصورة لم يسبق لها مثيل، واستحال علي المواطنين الحصول علي ضرورياتهم، وعاشوا علي حافة المجاعة، وانهارت المؤسسات العامة والخدمات الصحية والتعليمية وتعطل الإنتاج، وبدلا من من ان تتحول بلادنا الى سلة غذاء العالم، كما كنا نطمع، أصبحنا امة متسولة تستجدي غذاءها وضرورياتها من خارج الحدود، وانشغل المسئولون بجمع المال الحرام حتى عم الفساد كل مرافق الدولة، وكل هذا مع استشراء التهريب والسوق الأسود مما جعل الطبقات الاجتماعية من الطفيليين تزداد ثراء يوم بعد يوم، بسبب فساد المسئولين وتهاونهم في ضبط الحياة والنظم”!
    لواعاد اهل الانقاذ قراءة هذه الفقره اليوم فان البلاد تحتاج الي انقلاب جديد لانقاذها … السؤال من الذي يمكن ان بفعل ذلك لانقاذنا مرة اخري؟؟؟؟

  2. عيد ميلاد سعيد للانقاذ وعقبال تطفئ شمعة السودان الضواية – الفرق بين الواقع والخيال واسع. لا احد يدري ما يدور في ذهن أهل الإنقاذ لكن بالتأكيد فانهم يعيشون في واقع خيالي ، سببه بعد الشقة بين الحاكم والمحكوم – فالأول لايدري بما يدور في خلد الثاني والسبب معروف، وهو الجدار الحجري بينهم الذي بناه الجاك. هل يعرف أهل الإنقاذ وبغض النظر عن الفشل الذريع في إدارة شيئين الناس ان الملل وحده كافي لان يترك المتفرجين المسرح خالي ……

  3. يا زهير ياخوى بدون كلام منمق الحركة الاسلاموية السودانية هى الخيانة والوساخة والقذارة والعهر والدعارة السياسية تمشى على قدمين اثنين والله الله الله على ما اقول شهيد!!!

  4. لقد كفيت ووفيت يادكتور . ولكن الحق على من كان يدير شئون البلاد والعباد وقتها حكومة الصادق المهدى . كان من الواضح وضوح الشمس ان ما تبثه ابواق الجبهة الاسلاميه مثل الوان والراية من سموم واكاذيب وتطاول وتحرك قادتها يهىء الجو لامر خطير . هذا بالاضافة للمعلومات المؤكده التى وصلت لرئيس الوزراء الصادق المهدى من عدة مصادر مفادها ان الابالسة يخططون للاتقلاب على الشرعية ولكن لاحياة لمن تنادى . فقد كان رئيس الوزراء ووزير داخليته يوم الانقلاب لاهون فى جرتق احدى عوائل المجتمع المخملى . وعندما وقعت الفأس على الرأس . سأل رئيس الوزراء رئيس هيئة الاركان مهدى بابو نمر عن الحاصل وهو من حزب الامة عن الحاصل اجابه بالانجليزية it is too late. فما كان من رئيس الوزراء الا ان خرج من منزله متنكرا. وعند القبض عليه وجد فى جيبه خطاب موجهه لقادة الانقلاب خلاصته دعونا نتفاوض !!! (معكم الشريعة الثورية ومعنا الشرعية الديمقراطية) ولا زال يتفاوض منذ فجر يونيو 89 الى اليوم.

  5. يافرحت المصرين يافرحت المصريين يافرحت المصرييين
    هكذا يوم اللانقاذ وهذا هو يوم الانقاذ

  6. الأزمة ليست في الحكومة وحدها بل الحكومة والمعارضة كلاهما مارسا الخراب والدمار علي الديار السودانية. هذه الازمات التي تتحدث عنها أحدثتها الانقاذ بانقلابها علي الدمقراطية ولكن الاحزاب انقلبت بعدها علي الوطن .. فإنفصال السودان ما كان ليكون لولا الدعم السخي الذي وجده قرنق في التجمع الوطني الدمقراطية الذي فيه احزاب حاربته كمتمرد وخائن للوطن ثم ارتمت في حضنه ودعمته وهي خارج السلطة. الانقاذ تآمر الجميع عليها وحوربت وحصرت فطاقات الانقاذ كانت كفيلة بتحويل السودان الي قارة ولكن تم استنزافها فما مر علي السودان منذ الاستقلال بمثل مامرت به الانقاذ من تحديات ومحن. اذا أردتم إسقاط الانقاذ يجب احترام هذا الشعب الابي الذي سد في وجهه الافق. فقد دخلت كل بيت سوداني ولامست وجدان معظم ابناء البلد وهذا هو سر صمودها طوال تلك العقود. وهذا يؤكد هوية هذا الشعب المتدين بالاصل في رفضة لكل ماهو يساري فاشستي

  7. (( قالت (الانقاذ)، “إن الوضع الاقتصادي تدهور، وفشلت السياسات الرعناء فى ايقافه، ولم يتحقق أي قدر من التنمية، وزادت حدة التضخم وارتفعت الأسعار بصورة لم يسبق لها مثيل، واستحال علي المواطنين الحصول علي ضرورياتهم، وعاشوا علي حافة المجاعة، وانهارت المؤسسات العامة والخدمات الصحية والتعليمية وتعطل الإنتاج، وبدلا من من ان تتحول بلادنا الى سلة غذاء العالم، كما كنا نطمع، أصبحنا امة متسولة تستجدي غذاءها وضرورياتها من خارج الحدود، وانشغل المسئولون بجمع المال الحرام حتى عم الفساد كل مرافق الدولة، وكل هذا مع استشراء التهريب والسوق الأسود مما جعل الطبقات الاجتماعية من الطفيليين تزداد ثراء يوم بعد يوم، بسبب فساد المسئولين وتهاونهم في ضبط الحياة والنظم”!
    لواعاد اهل الانقاذ قراءة هذه الفقره اليوم فان البلاد تحتاج الي انقلاب جديد لانقاذها … السؤال من الذي يمكن ان بفعل ذلك لانقاذنا مرة اخري؟؟؟؟

  8. عيد ميلاد سعيد للانقاذ وعقبال تطفئ شمعة السودان الضواية – الفرق بين الواقع والخيال واسع. لا احد يدري ما يدور في ذهن أهل الإنقاذ لكن بالتأكيد فانهم يعيشون في واقع خيالي ، سببه بعد الشقة بين الحاكم والمحكوم – فالأول لايدري بما يدور في خلد الثاني والسبب معروف، وهو الجدار الحجري بينهم الذي بناه الجاك. هل يعرف أهل الإنقاذ وبغض النظر عن الفشل الذريع في إدارة شيئين الناس ان الملل وحده كافي لان يترك المتفرجين المسرح خالي ……

  9. يا زهير ياخوى بدون كلام منمق الحركة الاسلاموية السودانية هى الخيانة والوساخة والقذارة والعهر والدعارة السياسية تمشى على قدمين اثنين والله الله الله على ما اقول شهيد!!!

  10. لقد كفيت ووفيت يادكتور . ولكن الحق على من كان يدير شئون البلاد والعباد وقتها حكومة الصادق المهدى . كان من الواضح وضوح الشمس ان ما تبثه ابواق الجبهة الاسلاميه مثل الوان والراية من سموم واكاذيب وتطاول وتحرك قادتها يهىء الجو لامر خطير . هذا بالاضافة للمعلومات المؤكده التى وصلت لرئيس الوزراء الصادق المهدى من عدة مصادر مفادها ان الابالسة يخططون للاتقلاب على الشرعية ولكن لاحياة لمن تنادى . فقد كان رئيس الوزراء ووزير داخليته يوم الانقلاب لاهون فى جرتق احدى عوائل المجتمع المخملى . وعندما وقعت الفأس على الرأس . سأل رئيس الوزراء رئيس هيئة الاركان مهدى بابو نمر عن الحاصل وهو من حزب الامة عن الحاصل اجابه بالانجليزية it is too late. فما كان من رئيس الوزراء الا ان خرج من منزله متنكرا. وعند القبض عليه وجد فى جيبه خطاب موجهه لقادة الانقلاب خلاصته دعونا نتفاوض !!! (معكم الشريعة الثورية ومعنا الشرعية الديمقراطية) ولا زال يتفاوض منذ فجر يونيو 89 الى اليوم.

  11. يافرحت المصرين يافرحت المصريين يافرحت المصرييين
    هكذا يوم اللانقاذ وهذا هو يوم الانقاذ

  12. الأزمة ليست في الحكومة وحدها بل الحكومة والمعارضة كلاهما مارسا الخراب والدمار علي الديار السودانية. هذه الازمات التي تتحدث عنها أحدثتها الانقاذ بانقلابها علي الدمقراطية ولكن الاحزاب انقلبت بعدها علي الوطن .. فإنفصال السودان ما كان ليكون لولا الدعم السخي الذي وجده قرنق في التجمع الوطني الدمقراطية الذي فيه احزاب حاربته كمتمرد وخائن للوطن ثم ارتمت في حضنه ودعمته وهي خارج السلطة. الانقاذ تآمر الجميع عليها وحوربت وحصرت فطاقات الانقاذ كانت كفيلة بتحويل السودان الي قارة ولكن تم استنزافها فما مر علي السودان منذ الاستقلال بمثل مامرت به الانقاذ من تحديات ومحن. اذا أردتم إسقاط الانقاذ يجب احترام هذا الشعب الابي الذي سد في وجهه الافق. فقد دخلت كل بيت سوداني ولامست وجدان معظم ابناء البلد وهذا هو سر صمودها طوال تلك العقود. وهذا يؤكد هوية هذا الشعب المتدين بالاصل في رفضة لكل ماهو يساري فاشستي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..