حول اعلان المجاعة بجنوب السودان
ما ورد من أخبار عن مجاعة، اعلنت عنها حكومة جنوب السودان، موجعة ومحترمة في آن واحدة ، الموجع ان بلاد تمطر اغلب شهور العام ، ويخضر العود الناشف ثمرا ، لا يجب ان تجوع ، ثم ما بالجنوب من ثروات نفطية وسمكية وزراعية وحيوانية ، يجعلها من اغنى دول المحيط الإفريقي ، لكنه الفساد قاتل الشعب الواعي رعاته.
والمحترم ان تعلن حكومة جنوب السودان عن ذلك ، لتتحصل على الدعم الإقليمي والدولي والجهود الشعبية ، كان يكتمل تمام الإحترام إذا ما اعلنت ذات الحكومة ، عن وضع السلاح جانبا ، وتفعيل العمل السياسي المفضي الي السلام ، ونبذ العنف ، وفتح المجال أمام بناء حقيقي لاصلاح سياسي ، نابع من الخيار الحر لشعب الجنوب ، من هنا يجب أن يكون النداء عاجلا ، لكل اهل المهاجر من ابناء القطر الموحد وجدانيا ، والمنفصل سياسيا ، بقرار من أسوأ حكومتين مرتا على تاريخ السودانين شماله وجنوب .
لا تختلف حكومة الجنوب عن الشمال بكثير ، بل تكادان تتوائمان خلقة ولا أخلاق ، فكلا الحكومتان ديكتاتوريتان ، متسلطتان فاسدتان ، تعملان لمصالح أفراد ، لم تخرجا بدروس ، مستفادة من لا جدوى الحروب العبثية ، ولا جدوى زراعة الفتن وهتك النسيج الاجتماعي للشعوب المكونة للدولتين الفاشلتين.
فقط هنا معيار اخلاقي التزمته ، حكومة الجنوب بإعلان المجاعة لإنقاذ شعبها ، ولم تلتزمه حكومة الشمال المكابرة ، والقافزة فوق خيالات الكذب الصراح ابوانا شاسعات ، حكومة الجنوب ، اعترفت بالعجز ، ولابد لها من ان تتبع الخطوة بخطوات أخر ، وتعمل على تأسيس دولة ديمقراطية تنعمة بالحرية والديمقراطية .
اما حكومة الإنقاذ في شمال السودان ، فلتعتبر بصنوتها الجنوبية ، وتمارس قيمة وفضيلة الإعتراف بالفشل ، وان سياساتها الفاشلة ، حتما تقودنا لجحيم الحرب الأهلية الشاملة ، في تزامن مع ثورة الجياع التي لا تبقة ولا تذر ، الشمال يعاني تسلط شرذمة من اللصوص بفرض سياسة الأمر الواقع واورثت شعبنا الهلال ،ولا شك اننا ماضون نحو تفكك الدولة ، وتلاشي وطن غني بثرواته وانسانه ، ما لم يفرض الشعب خيار اصلاح البلاد ، وقيادة التغيير ، فالاخداث تقود بلا ادنى شك إلى تلاشي السودان ، وجود نظام حكم شمالي ، ديمقراطي ينعكس على الجنوب ، والعكس صحيح.
الرفاعي حجر
