مقالات سياسية

الفاشية العسكرية والثورة

ياسر عبد الكريم

نحترم جيش بلادنا ونحبه ونقدره ونقف معه اذا خاض حربا ضد اي عدو خارجي وحينما اشتد علينا الكرب واردنا التخلص من النظام الدكتاتوري الفاسد لم نلجأ الى اي جهة بل لجأنا واستنجدنا بجيشنا ووجدنا الشرفاء الدافعوا عن الشبان والبنات وقدموا ارواحهم رخيصة لحمايتهم وسنظل نحافظ عليه لان من دون الجيش لن تكون هناك دولة . لكن حين ننتقد الجيش ليس هذا يعني استفزازه هناك فرق كبير جدا بين الاحترام والاستفزاز فالذين كشفوا انتهاكات الجيش الامريكي في سجن ابو غريب في العراق كانوا صحفيين امريكيين لم يتهمهم احد بالاستفزاز ولا بالخيانة بل وجدوا تقديرا واسعا وتم تكريمهم

بداية يجب ان نعترف بان اقتناعنا نحن السودانيين بأي موضوع قد يكون مطلقا لا توجد فيه أي مساحة للاختلاف، بل من أجل الحفاظ على اقتناعنا المطلق كثيرا ما ننكر أشياء واضحة كالشمس ونتعامل بعدوانية مع من يختلف معنا وهذه هي الفاشية بكل معانيها التي انتقلت الينا كفيروس من النظام للشعب .والعساكر ليس خارج خارطة الوطن والمجتمع وهذا واضح في طريقة تعامل عساكر المجلس مع الشعب في الاحداث وتمليكهم الحقائق ويصرون اهانة الشعب

مثال :خرج بيان من الجيش ينكر هبوط طائرة اسرائيلية في مطار الخرطوم لإنقاذ سودانية تتعامل مع اسرائيل في حين اي انسان مبتدي لو بحث في موقع Flight Radar سيجد الطيارة وموعد اقلاعها وهبوطها نهيك من الاعلام الاسرائيلي وتداوله للخبر.

مثال تاني :البيان الذي صدر من الجيش في مشكلة الملازم محمد صديق بعد فصله من الجيش قال البيان : هناك ثلاث مخالفات تخص الملازم محمد صديق أدت الى احالته للتقاعد وقال إن هناك تفاصيل بطرفهم لمن يرغب في الاستزادة وختم أن القوات المسلحة أصدرت هذا التوضيح رغم أنها ليست ملزمة للتبرير) لاحظ طريقة المخاطبة والاستعلاء فهي طبيعية بالنسبة للجيش ولكن لا ترقى لمخاطبة مدنيين وثوار

مثال آخر :مخاطبة كباشي لبعض الحضور في جبال النوبة وتوجيه كلام مستفز للشعب ولثورة الشعب حين قال لولا الجيش لما جلسوا في الحكم يوما واحدا . وقال لو عدنا الى سكناتنا لن يبقوا يوما واحدا في الحكم طيب ما الجديد هذه هي مهمة الجيش الحفاظ علي الدولة وامنها ويكون في حال استعداد حتى تبقى الحكومة

مثال اخير :تذكروا مخاطبة البرهان للجماهير في حي امبدة بامدرمان قبل مليونية 30/يونيو/2019 حينما طلع المسرح واخد المايك بطريقة غير لائقة بدون ان يستأذن من الرجل الذي اراد تقديمه للجمهور وقال نحن ما بنعرف الكلام الكتير يقصد المدنيين بتاعين كلام والامثلة كتيرة ولا حصر لها

هكذا يدير الجيش الدولة وهكذا يخاطب الجنود وكانه في معركة ففي المعركة يأمر ويطاع ولا مجال للإقتراحات والإعتراض وفي إخفاء الحقائق عن الجنود ليس كذبا بل للحفاظ على الروح المعنوية ,

وهنا ألوم الاعلام وتعريصه فلا يريد ان يرتقي الى اعلام توعية اطلاقا فبدلا من تلميع العساكر واللهث للقاءات معهم وإحراجهم اخرجوا ببرامج تتحدث عن فساد الانقاذ وعن جرائم دارفور وقتل اطفال جبال النوبة ولقاءات مع اسر الشهداء من عام 1989 ومع المعتقلين . هؤلاء العساكر مهمتهم القتال والدفاع عن الوطن فابعادهم عن المشهد السياسي وعودتهم لسكاناتهم هي الطريقة الوحيدة للحفاظ على إحترامهم ومكانتهم ان أرادوا الاحترام

ياسر عبد الكريم
[email protected]

‫3 تعليقات

  1. للأسف الجيش في السودان يعتقد بأن السلطة السياسية من حق العسكريين !! ولذلك كلما قامت ثورة شعبية مدنية بالسودان تضايقوا منها وترددوا في تسليم المدنيين السلطة خوفا على أنفسهم ورتبهم العسكرية وليس خوفا على السودان وهم ليسوا سياسيون أصلا ولا يعرفون السياسة والدليل هو أن السودان عانى كثيرا من الحكم العسكري ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..