ناقوس الخطر

(أ) يعمل والده عامل بناء له خمسة من الأخوة والأخوات، يسكنون في منزل بالإيجار بأطراف العاصمة، ولكن بالرغم من ضيق ذات اليد إلا أن والده مؤمن بضرورة تعليم أبنائه، ويرى في التعليم مخرجاً من كل مشاكلهم وأزماتهم، يحلم أن يصبح (أ) طبيباً أو مهندساً.

كان متفوقاً في دراسته وتمكن من دخول الجامعة، وتعرف على أصدقاء جدد، بعدها تبدلت ملامحه وتغيرت أهدافه وأصبح دائم الخروج من المنزل بحجة أنه مع أصدقائه، واستمر هكذا إلى أن رسب في الامتحانات وفصل من الجامعة، يقول للجريدة تعرفت على أصدقاء يعشقون (الكيف) وتعلمت منهم وكنت كلما أحاول الإقلاع بحجة عدم توفر مال لشراء البنقو والحبوب، كانوا يجلبون لي كل ما أريد (ومرات المعلم زاتو بجيب لي في الجامعة عشان كدة بكره التجار لانهم دمروني)
إنتهت إفادة الإبن (الكان طالب) وهو يمثل حالة من ألاف الحالات التي تعج بها الجامعات التي أصبحت أوكارا لترويج المخدرات وبيعها بعد أن كانت منارات للعلم والمعرفة .
لقد أوضح التحقيق الذي قامت به صحيفة (الجريدة) إرتفاع نسبة تعاطي المخدرات بأنواعها المختلفة وسط شباب الجامعات وذلك عبر شبكات منظمة مما يدعو (ولاة الأمر) الوقوف بحزم وقوة إزاء هذه الظاهرة التي تهدد مستقبل هذه الأمة .
ان مشكلة تعاطي المخدرات واحدة من أخطر المشكلات التي تواجه العالم كله بمختلف مجتمعاته العربية والغربية وهي لا تهدد مجتمعا واحدا فحسب وإنما تهدد كل المجتمعات سواء المتقدمة أو النامية حيث تكلفها كثيرا من الأضراراً مادية والصحية والنفسية البالغة الأثر.
من المشفق حقاً أن التحقيق المشار إليه قد أوضح بأن هذه الظاهرة تنتشر في مختلف الطبقات الاجتماعية للطلاب الجامعيين الذين تتراوح أعمارهم بين (18-19) سنة وهي المرحلة التي تعتمد عليها الدولة في إنتاج أبنائها، لانهم هم عماد المستقبل، فإذا أفسدوا سقط الوطن وانهار (أكتر من العليهو ده) .
فيما مضى كانت الأسرة تمثل خط الدفاع والحصانة الاجتماعية الأولى حيث تحرص على تربية الأبناء التربية الحسنة وتقوم بمراقبة سلوكهم ومعرفة ما يطرأ عليه من تطورات أول بأول (العيونو حمر) والنفسو (مقفولة) والما قاعد (يستحمى) ، كان ذلك على أيام طيبة الذكر (صينية الغداء) والتي كانت تمثل إجتماعاً يومي يضم كل أفراد الأسرة يتعرف فيها الأب علي كل ما يطرأ في أسرته ويقوم بتصحيحه على الفور !
تقولو (جبرا ده ما عاقل .. ما نصيح) إلا أنني أعتقد جازما بأن كل التدهور الذي أصاب المجتمع السوداني قد حل به منذ إختفاء (صينية الغداء) !
ضاعت صينية الغداء فيما ضاع معها وأصبحت البيوت كما (الداخليات) يعود الشخص إليها فقط (للغيار) والحمام ثم الخروج مجدداً ، ما عاد (الأب) يراقب ولم تعد (الأم) تعاين أو تسأل ، ثم تأتي المدارس والجامعات لتكملة الناقص جامعات تفقتقر إلى أبسط ضروريات البيئة الجامعية ، حيث إنتشرت الجامعات الخاصة حتى صارت تقام في (شقق) وعمارات لا سوح بها ، يقوم بالتدريس بها أساتذة ينقصهم التأهيل (النفسي) لا يستطيعون القيام بدورهم الأكاديمي ناهيك عن التربوي ، فصارت الجامعات مكاناً لتخدير العقل بدلا عن تغذيته ووالونسة وعروض الموضة والتعليقات والجلوس على الكافتريات عوضاً عن المكتبات (وكمان جابت ليها ترويج) !
وهذه الظاهرة الخطيرة تتنامي وتتزايد وهذا التحقيق يدق ناقوس الخطر ما هو موقف الجهات المسؤولة ؟ ما هو الدور المناط بها لمواجهة هذه الآفة التي تسعى جهات ما لإنتشارها من أجل إصابة هذه الأمة في مقتل بجعل فلذات أكبادها يعانون هذا التشرد والضياع ، (وكل يوم والتاني حاويات مجهولة الهوية) والتوزيع بقى بالعربات الحكومية !

أين دور إدارات هذه الجامعات في الحد من هذه الآفة؟ أليس من واجبها أن تخلق على الفور تعاوناً بين الطلبة و(إدارة مكافحة المخدرات) من أجل عقد دورات وورش عمل وأنشطة توعية مختلفة للطلاب ليكونوا الساعد القوي للأجهزة الأمنية من داخل الجامعات أنفسها للتبليغ عن هذه الشبكات الإجرامية المنظمة ؟
إن هذا التحقيق الجريء لهو صدمة قوية تبين ما وصل إليه حال مجتمعنا (الما عارف يلاقيها من وين وللا من وين ) !!

كسرة :
زمان الطالب بيمشي الجامعة وشايل (الدفتر) في أيدو وهسه بيمشي وشايل (الدفتر) في جيبو !

كسرة ثابتة (قديمة):
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو (وووووووووووو)+(وووووووووووو)+ (وووووووووووو)+(وووووووووووو)+و
كسرة ثابتة (جديدة) :
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(وووو وووو وووو)+(ووووووووووووو) +(وووووووووووو)+و

تعليق واحد

  1. من تسبب في اختفاء صينية الغداء وجعلت الاباء يعملون ليل نهار لتوفير الغداء هي ذاتها التي تمر امام عينيها حاويات المخدرات عن طريق البحر واطنان الحبوب المخدرة عبر المطارات وتعرف اين يزرع البنقو دون ان تحرك ساكنا مما يخلق التساؤلات هل هناك امر مقصود من تدمير الشباب او الحكاية تجارة وبزنس ؟؟!!

  2. انتشار المخدرات قلنا هو “استراتيجية ” امنية يتبعها النظام الحاكم لتغييب الشعب خاصة الشباب عن الوعي و تغييبهم عن قضايا الوطن الذي دمره النظام الحاكم و لا يزال … و الهاء الشباب عن المطالبة بحقوقهم و حقوق الوطن و الثورة على الظلم و الفساد … هذا الهدف القريب من ” نشر” المخدرات على الشباب، الهدف البعيد يخدم مخططات الصهيونية و الماسونية في تدمير الشباب و المجتمعات تمهيدا للسيطرة على مقدرات بلدانهم و الحفاظ على الكيان الصهيوني المزروع في خاصرتنا … ايضا النظام الحاكم التابع للماسونية و الذي يخدم مصالح الصهيونية يقوم بذلك الدور …

  3. يا جبرة المخدرات بقت تدخل السودان بالباب العريض وبالكونتينرات وحماية الدولة فهل حصل تحديد المجرمين الذين يدمرون الشباب بهذه العمليات القذرة؟

    ثم إن إبن الوزيرة قبضوه متلبسا بكيلو مخدرات وفى عربة والدته الدستورية فهل حصل ليهو شيئ؟

    خربانة من كبارها يا جبرة بس خليها على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    قالوا المشروع الحضارى قالوا.

  4. ي شيخنا فترة دراستنا خالطنا المدمن والبدخن والبسف تنباك لم نتاثر بهم بل كانوا يمارسون كيفهم وسطنا وف حدود لا يتجاوزنها يعني يقول ليك شيل ليك نفس وضوق العرفي دي زكان الشعار ايام الشباب جرب كل شئ الحمدلله لم نجرب بلاصلا لم يفكروا بجرك الي حلقتهم تتونس وتتعشي وتغادر ف المشكلة ف السخص عليه ان لا يفبد ويحاكي وثانيا البيت والشارع والمدرسة كانت نهائية لو تجاوزتهم انت منبوذ بدون تردد

  5. شيخ جبره
    والله خالطنا المدمنين علي اي حاجه تخطر في بالك طوال فترة الدراسه حتي المثليين منهم بس الحمدو لله لم نتأثر بهم

  6. القانون غير رادع في اقرب الدول الينا العقوبة هي الاعدام ولكن الذي ينفذ القانون هو ذاته الذي يجلب هذه السموم.

  7. حليل ايام الزمن القديم الجميل كان واحد من طلاب ذلك الزمن قابل أستاذه بالصدفه وكان هذ الطالب ( سافي تمباك ) وفوجئ بأستاذه امامه فبلع التمباك إحتراما وإجلالا لأستاذه 000

  8. والله العظيم ياجبره قد اصبت عين الحقيقه وكلامك ده كله جد مع انك كتبته في قالب كوميدي ساخر وتاكيدا لكلامك هذا لدي ابن اخ في غاية الشطاره بدليل قلبوله قبل تلاته سنوات في كلية الاقتصاد جامعة الخرطوم وتفوقه فيها خلال هذه الفتره الي تم ( اصطياده وتدميره) من قبل تجار المخدرات والمروجين داحل الحرم الجامعي وفي كافتريا في الرياض تعرض مباريات الدوري الاوربي وفي شارع النيل؛
    بعد رسوبه في الامتحانات وتدهور حالته النفسيه والعقليه الان نحاول انقاذ ما يمكن انقاذه في المصحات العقليه حقيقه مره

  9. هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه

    شعارات الكيزان لا زال البعض يرددها والسودان تقسم وانهار وسقط كل شي حتى الاخلاق باسم الدين وتجار الدين .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..